روايه جديده بقلم رحمه سيد

موقع أيام نيوز


ذلك الستر من الله الذي يفصلنا عن عيون البشر المترصدة... وكلنا مرضى نفسيين... ولكن بدرجات ! 
ولكن الناجي هو من يتمسك بشراع التوبة لينقذ نفسه من الڠرق بين براثن أمواج الخطايا العاتية....
تعالت ضحكات أيسل مع والدتها فاطمة التي اغدقتها السعادة ما إن اخبرتها أيسل هامسة بأذنها أنها حامل... 
مبرووووك الف مبروك يا حبيبتي 

فتمتمت أيسل بوجه متورد استوطنته السعادة
الله يبارك فيكي يا مامي 
فسألتها والدتها
انتي قولتي لبدر ولا لسه! 
فهزت أيسل رأسها نافية وهي تخبرها بهدوء ولازالت بقايا تلك الابتسامة 
لأ لسه مجاش من الشغل انتي عارفه إن الشغل متراكم عليه في الورشة بسبب سفرنا للصعيد
بلوم
منا قولتله يشتغل في الشركة يديرها هو وهتبقى أريح له كتير وأحسن لكن هو عنيد
لترد أيسل بجدية فخورة بما هو عليه بدرها الحبيب
هو مرتاح في شغله يا مامي وحاسس إنه لو اشتغل في الشركة بتاعتك ده هيمس كرامته عايز يبقى مستقل ويكبر من غير مساعدة من اي حد
اومأت فاطمة برأسها موافقة بابتسامة حانية وكل يوم يزداد يقينها أنها لن تجد رجلا ك بدر لطفلتها.... رجلا ېعنفها ويقومها حينما تخطئ كطفلة... ويحتويها بحنانه حينما تحتاجه كمراهقة... ويروي انوثتها بشغفه وعشقه الحار الدفين كامرأته...! 
ربتت فاطمة على كتف أيسل تخبرها بحزم
يلا طب قومي جهزي نفسك عشان تستقبلي جوزك وتفرحيه ومتنسيش تقوليله إنكم مش هترجعوا شقتكم وهتفضلوا معايا هنا لحد ما تقومي بالسلامة 
من عيوني يا احلى طمطم في الدنيا
ثم ركضت نحو غرفتها بحماس وفرحة لا تستوعب حتى التو أن حياة اخرى اصبحت داخلها...!
وبالفعل بعد فترة كانت قد إنتهت من تصفيف خصلاتها الحمراء الڼارية وتعطرت ليفوح عطرها الذي يعشقه في الغرفة ثم جلست على الفراش منتظرة خروجه من المرحاض بعد عودته من العمل... 
خرج بالفعل بعد دقائق ليلاحظ بدر السعادة التي أنارت طرقات وجهها بعد حزن غيم فوقها طويلا فسألها مستفسرا
في حاجة يا أيسل! 
فاتسعت ابتسامة أيسل وهي تنهض مقتربة منه لترفع إصبعان وتشير له بنبرة حملت حماسا مشټعلا أصابه فتيله
في حاجتين مهمين اوي لازم تعرفهم 
فسألها بدر بابتسامة استمدها من ابتسامتها الواسعة
إيه اول حاجة 
انا حامل يا بدر
للحظات لم يستوعب ما تقول... حامل... صغيرته تحمل طفله...! 
كلما استوعب كلمة كلمة شعر أنه يرفرف بأجنحة السعادة في جنة النعيم... إلتوت تلك الابتسامة على فاهه بعدم استيعاب وهو يسألها
قولتي إيه
فهمست أيسل مستمتعة بالصدمة البادية على وجهه
قولت أنا حامل يا بدر وهتبقى بابا ! 
فتحركت عينا بدر بتلقائية نحو بطنها وكأنه يود منها التصديق على ما يسمعه ليهمس مبتلعا ريقه بتوتر وقد بدأت الابتسامة تتسرب لشفتاه
يعني بعد كام شهر ممكن تجيبلنا جنية صغيرة! 
فضحكت أيسل وهي تومئ مؤكدة برأسها .... 
فأغمض عيناه يتوسل واقعه ألا يكون ذلك حلم سيغادره بعد قليل وخرج صوته محتلا بمشاعر شتى وهو يخبرها بصدق
مش مصدق.. مش مصدق إن حتة مني ومنك عايشة جواكي دلوقتي! 
فهبطت أيسل لمستواه لتمسك وجهه بين يداها مؤكدة له
لأ صدق يا حبيبي
فسألها بدر بابتسامة مشرقة وقد استل بساط الحماسة والفرحة
والحاجة التانية 
أمالت أيسل رأسها وكأنها تفكر ثم أجابت بنبرة حاسمة متأهبه لرد فعله
الحاجة التانية إني قررت أتحجب بقالي كام يوم بقرأ عن الحجاب وقررت أتحجب مينفعش يبقى ربنا بيكرمني وأنا حتى أقل حقوقه عليا مبعملهاش! 
إن ظن أنه سعيد فهو الان يطير من فرط السعادة بكلمات بسيطة صغيرته منحته مأوى في الجنة يتظلل بنعيمها.... 
آآه يا جنيتي لو تعرفي انتي
خلتيني اسعد مخلوق في الدنيا دلوقتي مش عايز اي حاجة تاني من الدنيا ! 
ثم أمسك بخصلاتها الڼارية التي يعشقها ....ليخرج صوته خشن بهمجية عاطفية وهو يردف
ده أحسن قرار اخدتيه شعرك ده مش من حق اي راجل غيري أنه يشوفه ويستمتع بمنظره من حقي انا بس يا جنيتي! 
اومأت أيسل مؤكدة بعينين تلمع فرحة ورضا 
لأ يا بيبي الدكتورة قالت مينفعش! 
فصاح بدر بتذمر
دكتورة إيه إيش عرفها هي
ثم نظر نحو بطنها لاويا بترفع مصطنع
متفهمنيش غلط جنيتي الصغيرة هي اللي عايزه أبوها يبقى قريب منها ! 
فضحكت أيسل براحة لتسأله بعدها مفكره
ليه بتقول هي ما يمكن يكون ولد
فهز بدر رأسه بعينان متوهجتان يخبرها
لأ بأذن الله هتجيبلنا جنيات صغيرة مش جنية واحدة كمان!
بعد شهور طويلة.... في المستشفى..
ايسل بتوتر وهي تستمع لصرخات ليال المټألمة من داخل غرفة العمليات بينما بدر جوارها يراقبها وهي تسير ذهابا وإيابا في رواق المستشفى بتوتر رهيب ليضرب كف على كف بسخرية ضاحكا
والله ما عارف مين اللي بتولد انتي ولا هي!
لتزمجر فيه أيسل بغيظ
بس يا عديم الاحساس مش شايفها عماله تصوت ازاي شكلها بتتألم اوي يا عيني ويجي واحد براس يقولك هي الست بتعمل إيه يعني!
وحينما تخيلت أنها ستكون مكان ليال بعد شهر تقريبا أحست بالفزع يفرض زمامه عليها
لتهز رأسها نافية پخوف طفولي أضحك بدر
يعني انا هحس باللي هي حاسه بيه دلوقتي! لا لأ مش عايزه اولد
وحينما نظرت لبدر ووجدته يضحك ضړبته بقبضتها الصغيرة وهي تغمغم بحنق
على فكره أنت بني ادم مستفز امشي من قدامي
فتلاعب بدر
 

تم نسخ الرابط