روايه بقلم ندى محمود توفيق
المحتويات
موجود جوا مع أنسة دنيا وقالي إنك لو جيتي وجبتي الاوراق تدهاني وأنا هدهاله لما يخلص مقابلته
طفحت حمم البركان الخامد داخلها وتأججت نيران الغيرة لدرجة أن وجهها ظهرت عليه آثار انفجار هذا البركان ! فهو لن يكف عن تحقيرها وإھانتها أمام الجميع .. يجلس مع فتاة في الداخل ويرفض دخول زوجته غير مبالي لوضعها أو كرامتها ولكنها تمكنت من التحكم في زمام ثورتها الداخلية وطالعت الفتاة بابتسامة قاټلة كلها شړ وغيظ ثم استدارت وعادت لمكتبها دون ان تعطيها شيء وهي تتوعد له بأنها سترد كرامتها التي بعثرها للتو .
اقتربت منه وهي تحمل على يدها كوب القهوة الساخن وتهمس بتصنع البراءة
_ معلش اتلهيت أصل جالي تلفون مهم ومشيت علطول عشان أعرف أرد
تقدم نحوها وقال ساخرا منها
_ لا والله وتلفون إيه ده بقى المهم !!
وقفت أمامه مباشرة تكاد تكون ملتصقة به وتمتمت في نظرات ثابتة وابتسامة لئيمة
تبدلت ملامحه ولاحظت أنها اتخذت طريقا مغايرا لتسلك طريق الاغتياظ والاستياء فتبتسم هي بانتصار لتحقيق أول نقاطها ثم تسكب القهوة على قميصه ليرتد هو للخلف فورا مصدرا تأوها مټألما لسخونتها ثم بدأ فورا بفك أزرار قميصه في ألم حتى ينزعه عنه وهو يصيح بها بجموح عاتي
يخطأ مجددا ولابد أنه يصر على أن تزيد عقابها له فاقتربت منه وضغطت بقدمها على قدمه ليصدر هو تأوها مټألما أكثر فتقول هي بتأسف مزيف ودهشة
_ أنا آسفة ياحبيبي مقصدش بسبب التعب بس حاسة نفسي من مظبوطة لسا
فهم أنها تفعل كل هذا عمدا حين قرأ نظرات الغل في عيناها فنزع عنه قميصه والقاه على الأريكة الصغيرة ثم جذبها من ذراعها هامسا في صوت مريب
قالت ضاحكة باستهزاء واضح منه
_ نفسي جدا اشوف اللي مشوفتهوش منك ده من ساعة ما اتجوزنا وإنت بتقول الكلام ده بس واضح إنه كلام بس
_ ابعد عني ياحسن
ترك يدها وشعرها لتعتدل هي واقفة ويقع نظرها على صدره الذي يعطي أحمرار بسبب القهوة التي سكبتها عليه لتتنهد بعمق وإشفاق وتلتفت خلفها ثم تمد يدها في درج المكتب وتخرج مرهم للحروق ثم تعطيه له هاتفة في امتعاض وهي تتحاشي النظر إليه
سمعت صوته الرجولي القوي وهو يقول ببرود
_ حطيلي إنتي .. مش إنتي اللي دلقتي القهوة عليا
لتفتح في هذه
اللحظة رفيف الغرفة وسرعان ما وقع نظرها عليهم فاشاحت بوجهها وعادت تغلق الباب متمتمة
_ احم !
وضعت يسر علبة المرهم في يده وابتعدت عنه هاتفة لرفيف
_ ادخلي يارفيف مفيش حاجة القهوة ادلقت على اخوكي بالغلط وكنت بحطله مرهم للحروق
التقط قميصه المتسخ ونظر لها هاتفا في طبيعية يحاول إخفاء غيظه حتى لا تشعر شقيقته
_ وده البسه إزاي بقى !!
_ قول لعلاء يجبلك قميص من المخزن تحت مش موضوع يعني ياحسن
نقلت رفيف نظرها بينهم باستغراب ولكنها لم تعلق فهذا ليس من شأنها واقتربت من يسر تملي عليها بعض الأشياء الخاصة بالعمل ثم همت بأن ترحل لولا صوت أخيها الذي قال بتساءل
_ كرم جه معاكي يارفيف
قالت نافية
_ لا النهردا الجمعة وإنت عارف إنه متعود بيزور اروى وسيف كل جمعة فوصلني ورجع على المقاپر ممكن شوية وتلاقيه وصل
_ طيب لما ياجي قوليلي
أماءت له بالإيجاب لتقابل ابتسامته الحانية فتبادله إياها ثم تستدير
وتنصرف ليعود هو بنظره لزوجته ويرمقها شزرا ثم يخرج هاتفه من جيبه ويجري اتصال بابن عمه ليأتي له بقميص نظيف .
يوم وتوالت خلفه الأيام وكانت ذات أثر جيد على بعضهم وعلى البعض الآخر تمر بروتينية وبعضهم في تردد وضيق .
تمكنت ملاذ من أن تحقق نجاحا ساحقا في علاقتهم التي تحسنت كثيرا وتمكنت من إزالة بعض العوائق التي تحول بينها وبين زوجها ورأت جزءا من لطفه وحنانه الذي كان يخفيهم عنها .
أما حسن فقد قضي أسبوعا كاملا بمفرده في المنزل يستيقظ فيذهب للعمل ويعود ليقضي سبع أيام في روتينية مملة ويعترف أخيرا بينه وبين نفسه أنها تركت
متابعة القراءة