حكايه بائعه اللبن

موقع أيام نيوز


وسأحاول جاهدة بيعه ثم الذهاب سريعا للجامعة لإكمال ما يمكن إكماله ..
بعد يومين كنت أفترش أرض السوق وأمامي حقائب بها بعض زجاجات اللبن وقطع الجبن والقليل من البيض وبحجري كتاب عنوانه الإحصاء التطبيقي يشرد بصري بين سطوره أقرأ الكلمات ولا أعي منها شيئا ..
وبعد دقائق كان عادل بقامته الطويلة يقف متلعثما أمامي وجهه محمر وأعصابه مشدودة أدركت أنه يريد أن يقول شيئا ما وأخيرا استجمع شجاعته قائلا  

علياء أنا آسف أمي رفضت زواجي منك رفضا تام قالت أنها لن تقبل أبدا أبدا أن تزوجني من بائعة اللبن ..
قلت له في صدمة وبصوت مبحوح 
وما الذي يعيب بائعة اللبن إنها تكافح من أجل أخيها اليتيم ووالدتها المړيضة .
لم يرد وولاني ظهره وأنصرف بكيت في هذا اليوم كما لم أبك من قبل لعنت الظروف والفقر والمړض في الحقيقة كنت أتحمل رحيل أبي أما رحيل عادل كنت أضعف من أن أتحمله ..
بعد هذه الحاډثة بإسبوع تم طردي من المحاضرة المعيد الغبي لم يتحمل فكرة أنني لم أقتني الكتاب حتى الآن نعتني بالمستهترة لم أنجح في إخباره أن الفقر هو السبب خرجت من المحاضرة باكية وقررت أن أترك الجامعة بلا عودة ..
وفي اليوم التالي كنت أفترش أرضية السوق وأمامي حقائب بها بعض زجاجات اللبن وقطعا من الجبن وقليل من البيض وبعد قليل من الوقت فوجئت بذلك المعيد القاسې يقف أمامي ويديه خلف ظهره يبدو أن هناك شيئا يحاول إخفاءه تلقائيا غطيت وجهي بوشاحي ظنا مني أنه بالتأكيد سيتذكرني إن رأى وجهي فآثرت إخفاءه لكنه ضحك ضحكة طويلة ثم هتف  
أ يعقل أن يخجل المكافح من كفاحه ! 
ثم أخرج شيئا من وراء ظهره وهو يهتف  
هذا هو الكتاب الذي قمت بطردك بالأمس لأجله ومعه كل الكتب التي تحتاجينها لم أقصد إهانتك ظننتك فتاة لعوب ومستهترة أيمكنك أن تقبلي اعتذاري ! 
فبكيت.
في اليوم التالي ذهبت إلى الجامعة كنت راضية عن الفقر والظروف والمړض كنت معجبة بكفاحي ومؤمنة أن هذه هي معركتي التي خلقني الله لأجلها وجاء المعيد
 

تم نسخ الرابط