مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبدالرحمن
المحتويات
مطمئنا
قولى بقى أنت عاوزنى اساعدك فى ايه وانا رقبتى ليك
خرج فارس وعمرو من هيئة الاثار وقد بدت السعادة فى عينيى كل منهما وقال له فارس بحماس
شفت بقى مش قلتلك أن ربنا مش هيسيبنا ابدا
رفع عمرو يده للسماء وهو يقول
الحمد لله يارب ..
ثم نظر إلى فارس متسائلا وهو يقول
ودلوقتى المفروض هنعمل ايه الخطوه اللى جايه
ابتسم فارس بمكر وهو يقول
الخطوة الجايه هما اللى هيعملوها مش أحنا وساعتها هيبقوا كتبوا نهايتهم باديهم
بمجرد أن
انتهى مفتش الاثار من وضع الملفات التى بيده فى درج مكتبه حتى سمع طرقات خفيفة على باب حجرته
أقدملك نفسى مهندس نادر
واشار إلى صاحبة وقال
وده الاستاذ باسم المحامى ..
واردف قائلا
عاوزين حضرتك فى كلمتين وهنمشى على طول
ابتسم مفتش الاثار إليهما ابتسامة واثقة وقال
اتفضلوا .. خير يا بهوات
بدأ نارد فى مساومته فى التقرير الذى سيقدمة للنيابة عن قطعة الاثار ولكن الرجل تظاهر بالتردد قائلا بحنكة
بس المبلغ ده صغير اوى على العمليه دى
تدخل باسم وحاول اقناعه بطريقته الخاصه فى الحديث وانتهت المقابله على وعد منه بالتفكير قائلا
تبادل باسم ونادر نظرات الانتصار وقال باسم
يبقى اتفقنا معادنا بعد يومين
خرج نادر بصحبة باسم من عند الرجل الذى تبسم بثقة وهو يخرج هاتفه النقال ليجرى اتصالا هاما ....
أيه أنت مش هتروح بيتك ولا ايه ... قال فارس تلك العبارة وهو يمشى بجوار عمرو الذى كان يسير بجواره فى
طريقة إلى بيت والدته ..
فقال عمرو
لا أنا هبات عند أبويا النهارده أصل حماتى تعبانه شويه ومراتى وأختها بايتين عندها
ثم ألتفت إلى فارس وقال متسائلا
وأنت مش رايح المكتب
هز فارس رأسه نفيا وقد علت قسمات وجهه سحابة حزن وقال
ربت عمرو على كتفه وحاول أن يكون مرحا وقال
أنا مكنتش أعرف أنك هيمان اوى كده يا عم فارس
ألتفت إليه فارس بصمت حزين ثم سار فى طريقه.. ودعه عمرو دخل بيت والدته بينما دلف فارس إلى بنايته المقابلة له صعد الدرج ولكنه لم يطرق باب شقته وأنما صعد درجات عدة أخرى ووقف أمام بابها لا يعرف ماذا يفعل ..
افتقدها بشدة يريد ان يملىء عينيه بوجهها البرىء ولو لمرة واحدة فقط وقف مترددا تدور الافكار برأسه تعذبه وتقتله ..
وضعت والدته طعام العشاء امامه على المائدة وهو شاردا فى وجوم وكأنه فى عالم آخر عاقدا ذراعيه امام صدره وقد تقابلا حاجبيه بشدة ..
وضعت يدها على يده وهى تقول بهدوء
مش هتاكل يا فارس
أوما برأسه وأمسك ملعقته وظل يعبث فى طبقه الذى امامه وهو مطرق الرأس وقد عاد إلى وجومه الدائم فقالت
يابنى مش كده ده انت مكلتش من امبارح ولا بتدوق طعم النوم حتى
تنهد بقوة وقال بأسى
مش عارف اعمل ايه يا ماما ياريتنى ما كنت كتبت الكتاب كنا عملنا الفرح على طول
رفع رأسه إليها وهو يقول بضعف
ماما أنتى مبتشوفيهاش خالص
شدت على يده وهى تقول بسعادة مصطنعة
شوفتها النهارده وهى نازله مع مرات ابوها وكان شكلها باين عليه أنها كويسه
نظر إليها بلهفة وقال على الفور
كلمتيها
ابتسمت وقالت
كلمتها وهى مرات ابوها هتمنعنى أكلمها كمان.. وبتسلم عليك وبتقولك متقلقش عليا
خفق قلبه وضغط على يد والدته دون أن يشعر وهو يقول
بجد يا ماما بجد كويسه
ابتسمت والدته وهى تؤكد له ما قالته ثم عادت لتكمل طعامها فى صمت بعد ان رأته قد بدأ فى تناول طعامه ..
نظرت إليه نظرة خفية بأسى وهى تهتف داخلها .. اقولك ايه بس يابنى اقولك الورده دبلت فى يوم وليلة من كتر الهم والبكى ..
وقفت مهرة فى الليل فى نافذتها ترجو ان تراه ولو لمرة واحدة تطل برأسها للأسفل بشدة لعلها تلمح ظله فتفاجأت بصوت زوجة ابيها تقول ساخرة
أدخلى من الشباك يا بت انتى ابوكى قال مفيش واقفة فى الشبابيك
ألتفتت إليها مهرة وعادت إلى الوراء وأغلقت النافذة بهدوء فهى لا تريد أن تدخل فى مجادلة كلاميه مع هذه المرأة على الاطلاق .. جلست على الفراش بعد أن اغلقت النافذة وتناولت احد الكتب بجوارها وشرعت فى قراءتها فنظرت إليها زوجة ابيها نظرات ساخرة وعادت ادراجها من حيث أتت .. بعد قليل دخل يحيى بعد طرق الباب عليها وأطل بوجهه فتبسمت له وقد لمعت الدموع فى عينيها وجلس بجوارها وامسك يدها وهو يقول بإشفاق
متزعليش نفسك بكره ابوكى يصفى ويرجع فى كلامه
انسابت العبرات على وجنتيها وهى تقول متسائلة
ماما عامله ايه
أومأ براسه وهو يقول
ما انتى عارفه انها قاعده عند خالتك وبتسلم عليكى وبتقولك متزعليش منها هى مشيت وسابتك فى ساعة ڠضب ومعرفتش ترجع تانى لما ابوكى جاب مراته هنا
أطرقت براسها وقالت له متسائلة
وانت يا يحيى قاعد فين دلوقتى
قال مبتسما
عند واحد صاحبى هو
متابعة القراءة