اقدار بلا رحمه بقلم ميار خالد

موقع أيام نيوز


الأول أعرف أني بتعامل مع شركه مش قد كلامها كده مش كملت معاكم .. و بالنسبة للتصاميم أنا مش هقدمها و نص المبلغ اللي كان مدفوع هيكون عندكم خلال أيام .. اتفضل من هنا 
أنا عندي أوامر أني أرجع بالتصاميم 
و منها قليلا ليقف خالد أمامه وقال بنبره حادة 
أعتقد أنت سمعت كلامها .. اتفضل أمشي من غير شوشره 
نظر له هذا الرجل للحظات

ثم خرج من المكان و هبطت براء على كرسي مكتبها بتعب صمت خالد للحظات حتي قال 
هتعملي ايه دلوقتي
مش عارفه .. بس أنا لازم اروح الشركه و أشوف رئيس الفرع 
طيب وقت ما هتكوني رايحه قوليلي أروح معاكي 

نظرت له براء بتساؤل وقالت
شكرا يا خالد .. بس أنا شايفه أنه ملهوش لزوم
لا إزاي يعني .. لازم يعرفوا أنك مش لوحدك و أن وراكي رجالة 
ربنا يخليك .. بس بجد ملهوش لزوم 
براء أنا مش باخد رأيك .. بعد أذنك أبقي قوليلي و انت رايحه 
تنهدت براء بضيق و قالت
حاضر يا خالد .. و شكرا 
نظر لها خالد بعيون تشع بالحب و قال 
العفو علي إيه بس .. دي أقل حاجه أقدر اقدمهالك 
أبتسمت براء بتحفز وخرج هو من المكان وتنهدت هي بضيق مرت ساعات طويلة حتي أنهت عملها و خرجت من المكان و اغلقته جيدا ثم تحركت حتي تذهب الي . كانت شارده نوعا ما و لكنها انتبهت حين شعرت أن شخصا ما يتبعها!
يتبع.......
رواية أقدار بلا رحمة
الكاتبة ميار خالد
الفصل السادس
براء مش بنتك!!
ألتفتت براء وكذلك جمال نحو مصدر الصوت ليجدوا خالد يقف خلفهم و يطالعهم پصدمة نظر له جمال بحدة و قال 
أنت كنت واقف تسمع كلامنا ولا إيه يا خالد!
أنا آسف أنا مكنش قصدي أسمع كلامكم .. أنا شوفتكم ماشيين و قولت أسلم عليك قبل ما امشي 
تنهدت براء بضيق و صمتت للحظات حتي قالت 
كويس أنك سمعت يا خالد .. عشان تكون عارف كل حاجه .. أنا مش بنت بابا جمال الحقيقية .. هو تكفل بيا قبل سبع سنين .. لكن أنا اتربيت وكبرت في ملجأ 
ظل خالد يطالعها پصدمه و كأن كل أحلامه قد وقعت على رأسه في لحظة فقالت براء 
أعتقد كده كل حاجه بقت واضحة قدامك .. عارفه أنك أكيد هتضايق بس ده النصيب .. و انا هخلصك من الإحراج و أقولك إني مش موافقة على ارتباطنا .. أنت تستاهل واحده احسن مني .. و ياريت محدش يعرف الموضوع ده عشان أنا مش ناقصة چرح اكتر من كده .. عن اذنك 
ثم تحركت من أمامه بسرعه و لحق بها جمال ظل خالد واقف مكانه و حاول أن يستوعب كلامها حتي تحرك هو الآخر و ذهب الي بيته دلف إليه ليجد والده و والدته جالسين سويا اتجهت إليه والدته عندما رأته
اتأخرت كده ليه النهاردة .. هروح احضرلك شوية اكل 
لا مش عايز 
ليه في أيه .. وشك أصفر كده ليه
ولا حاجه .. محتاج انام شوية بس 
نظرت له والدته للحظات حتي قالت
في إيه يا خالد متقلقنيش عليك 
تنهد خالد وصمت لثواني ثم قال
ماما .. انت ربتيني أحسن تربيه .. بس أنا عايز أسألك سؤال 
قول يا حبيبي 
إيه اللي يعيب أي بني ادم إذا كان بنت أو شاب 
نظرت له والدته بتساؤل وقالت 
ليه السؤال ده
جاوبيني بس 
اللي يعيب أي بني ادم أخلاقه وطباعه يا خالد .. الأخلاق و التربية بس هي اللي تعيب أي بني ادم .. لا فلوسه ولا عيلته ولا مستواه ولا أي حاجه 
حتي لو مكنش معروف أهله
مش فاهمه يا خالد
يعني لو حد اتربي في ملجأ .. ده يعيبه
نظرت له والدته بتعجب ودهشه وقالت 
وهو من أمتى الملجأ ده كان عار ولا يعيب صاحبه .. ده إحنا المفروض نعاملهم أحسن معامله يا ابني .. دول ربنا يعلم شافوا قسۏة من الدنيا أد إيه .. بس ليه بتسأل
لا ولا حاجه
أبتسم لها خالد ثم صعد الي غرفته و غرق في تفكيره ..
في اليوم التالي ..
استيقظت براء بتعب بعد أن استطاعت أن تنام بضع ساعات عندما تمكنت من إخماد عقلها قليلا ذهبت الي عملها بصمت دون أن تتحدث مع أي شخص و تعجبت فاطمه من حالتها تلك و لكنها لم تود أن تضغط عليها وصلت براء الي الاتيلية الخاص بها و فتحته و رتبت عملها و بعد لحظات دلف إليها خالد! و أردف 
صباح الخير
نظرت له براء بتوتر و قالت 
صباح النور .. خير يا خالد 
أمبارح أنا سيبتك تتكلمي بس أنت مسمعتيش ردي
عشان ردك معروف 
لا يا براء .. من حقي أنك تسمعيني مش تفرضي رد من عندك 
تنهدت براء بضيق و قالت 
طيب ممكن نأجل أي كلام دلوقتي لأني رايحه فرع الشركه 
ماشي يا براء .. عندك حقك مش وقته الكلام ده 
عن أذنك 
أنا قولتلك إني هروح معاكي .. و أرجوكي بلاش ترفضي
ماشي يا خالد 
قالت تلك الجملة ثم خرج الإثنان من المكان و اتجهوا الي فرع الشركه!
أستيقظ يامن من نومه و خرج من بيته وأتجه إلى شركته هو و كريم و التي اقاموها قبل أعوام حتي وصلت لكل هذا النجاح و مجالها إنتاج الازياء وصل يامن الي الشركه ليجد كريم في مكتبه فتخطاه ودلف الي مكتبه وبعد لحظات دلفت إليه السكرتيره الخاصة به وقالت 
أستاذ يامن .. في مشاكل في فرع الشركة في اسكندرية و في

شكاوي كتير جايه عن المدير هناك 
أستاذ كريم هو اللي مسؤول عن
الاقاليم روحي بلغيه بكل الكلام ده و أنا شوية و هروحله
تمام حضرتك 
خرجت السكرتيرة من مكتب يامن و ذهبت الي مكتب كريم و دلفت إليه و أردفت 
أستاذ كريم .. في شكاوي كتير جايه من فرع اسكندرية 
شكاوي ايه
بسبب مدير الفرع .. في شكاوي كتير عليه و أيمن هيتصل بحضرتك كمان شوية هيفهمك كل حاجه برضو 
تمام .. اتفضلي علي مكتبك دلوقتي 
عن اذنك
قالت تلك الجملة ثم خرجت من المكتب و بعد لحظات أتصل أيمن بكريم و هو إحدى الموظفين بالمكان و قد كلفه كريم أن يبلغه بكل الأخبار التي تحدث في الفرع رد عليه 
الو .. خير يا أيمن 
خير بأذن الله حضرتك .. بس في مشكله هنا 
مشكله ايه
في شكاوي كتير عن استاذ مدحت .. شكاوي عن طريقة تعامله مع الموظفين حتي العملاء و المصممين .. و أخر مشكله كانت مع اتيليه الحاج جمال!
أيوه اسمع عنه .. حصل ايه
الفرع اتعامل مع مصممه في الاتيليه ده أنها تصمم ليهم مجموعه جديده للصيف و بالفعل ده حصل و هي أخدت نص المبلغ و بدأت تصمم اللي اطلب منها و قبل موعد استلام التصاميم بأسبوع استاذ مدحت قرر أنه يلغي الصفقه و أنها تسلم التصاميم اللي اتصممت خلاص بنص التمن اللي هي اخدته .. و اللي عرفته أنه بياخد التصاميم دي و ينسبها لنفسه و دي مش اول مره يعمل كده بس المره دي ربنا كشفه قدامي 
إيه اللي أنت بتقوله ده!! دي مصېبه! 
و في تلك اللحظة وصلت براء مع خالد الي الشركه و طلبت أن تدخل الي مكتب المدير و هنا قال أيمن لكريم 
المصممه وصلت دلوقتي و طالبه انها تشوف استاذ مدحت! 
بلاش تخليها تقابله .. قابلها بطريقة كويسة و خليها تقعد في مكان هادي و أنا بنفسي هتكلم معاها!!
تمام حضرتك 
ثم أنهى معه المكالمه و اتجه ايمن الي براء و قال 
اتفضلي حضرتك في غرفة الانتظار و كل حاجه هتتحل بأذن الله
اتمني أن كل حاجه تتحل فعلا!
ثم تحركت هي و خالد و ذهب الاثنان الي غرفة الانتظار و بعد وقت قصير دلف ايمن الي الغرفة و قال 
أولا أنا آسف جدا على تأخري و إني ضيعت من وقت حضراتكم .. أنا كلمت مدير الشركه في القاهره و بلغته بلي حصل و هو بيعتذرلك جدا و طالب أنه يكلم حضرتك بنفسه عشان تحلوا المشكله دي
صمتت براء للحظات ثم قالت 
تمام مفيش مشكله 
أبتسم أيمن و أتصل بكريم ثم أعطى الهاتف الي براء أخذت الهاتف و نظرت له للحظات حتي رفعته على أذنها و سمعت صوت المدير و هو كريم!
الو 
أيوه مع حضرتك 
أنا بعتذرلك جدا عن اللي حصل ده و أوعدك أن كل حاجه هتتحل .. دي مش أول شكوي تيجي عن مدير الفرع وأنا مش عايز حضرتك تاخدي موقف من الشركه بسبب موظف
أنا فعلا أخدت موقف من الشركه و استغربت ازاي شركه كبيره في السوق يكونوا الموظفين بتوعها كده 
وأنا ميرضنيش أننا نخسر مصممه متميزه زيك .. أنا بيوصلي كلام جميل جدا عن اتيليه الاستاذ جمال 
متشكره جدا من ذوقك 
أنا مش عايزك تضايقي و آسف على اللي حصل وعموما الصفقة لسه زي ما هي و خدي وقتك لحد ما تخلصيها و هتكون الصفقة بضعف التمن!
ابتسمت براء و قالت 
كده كتير .. اعتذار حضرتك كان كافي جدا لكن بجد كده هيكون كتير جدا
ده حقك صدقيني .. حصل خير
حصل خير .. شكرا جدا لحضرتك واضح إنك انسان محترم
أبتسم كريم و جاء ليرد عليها و لكن يامن دلف الي غرفته فجأة و قال بصوت مسموع وصل لبراء 
في إيه .. السكرتيره قالتلي أن في مشكله في الفرع!
المشكله اتحلت خلاص 
ثم قال محدثا براء 
مش كده برضو يا آنسه ولا إيه 
شردت براء قليلا حتي قالت 
أيوه مفيش مشكله 
و بعد تلك الجملة أنهى كريم المكالمه و نظر إلي يامن و حكى له عن المشكله التي
حدثت و بعدها تم رفد هذا المدير و تعيين شخصا آخر مكانه أكثر امانه منه خرجت براء من الشركه مع خالد و هي شاردة الذهن فلم تنتبه لخالد الذي يتحدث بجانبها حتي لاحظ هو شرودها هذا فحرك يده أمام عينيها فانتبهت له فقال هو 
سرحتي في أيه!
لا ولا حاجه .. معلش أنا تعبتك معايا النهاردة 
يا ستي اتعبيني كده كل يوم 
أبتسمت براء بتحفز و قالت 
طيب أنا لازم أرجع الاتيليه دلوقتي 
ايه رأيك نتغدي سوا النهاردة .. أعرف مطعم حلو جدا تعال..
قاطعته براء و قالت 
خالد .. أعتقد بعد كلامي أمبارح يعني ..
صمتت براء بتوتر ليقول خالد بابتسامه 
و أنا قولتلك أني لسه مقولتلكيش رأيي .. براء أنا بحبك و عايزك!
نظرت له براء بدهشة و عيون متسعة ليكمل هو 
و مش فارق معايا أي حاجه عنك .. كل اللي

فارق معايا براء اللي قدامي دلوقتي .. أنت مفكيش أي حاجه تخلي حد يرفضك بالعكس .. أرجوكي افهمي كلامي و بلاش تكسري قلبي 
نظرت له براء بتوتر و لم تعرف ماذا تقول فقال خالد 
أنا مش عايز اضغط عليك .. و هسيبك تفكري براحتك بس أرجوكي فكري صح 
أبتسمت براء بتوتر و قالت 
إن شاء الله 
برضو مش موافقة على
 


الغدا 
معلش مرة تانيه .. عن أذنك 
عن أذنك إيه أحنا طريقنا واحد .. للشغل يعني 
أبتسمت براء بتحفز ثم سار الاثنان بصمت و اتجهوا الي عملهم ..
و بعد مرور يومين كانت براء قد أنهت كل التصاميم وأتصلت بأحد من الفرع حتي يأتي و يأخذ التصاميم و في هذا اليوم ايضا كان كريم قد سافر الي الإسكندرية و اتجه الي الفرع حتي يتابع ما يحدث فيه و كانت زوجته و ملك مع والدته و تركت نسمه ابنتها مع جدتها و ذهبت بسيارتها الي مركز صيانه الهواتف حتي تصلح هاتفها بعد أن رمته ابنتها في الماء..
كان كريم في الشركه حتي جاء له ايمن و قال 
المصممه أتصلت بالشركة و التصميمات خلصت و حاليا أنا هروح استلمها منها 
لا خليك أنت أنا هروح .. تقديرا ليها برضو و عشان لو لسه زعلانه من اللي حصل كل حاجه تتحل .. أهم حاجه رضى الناس اللي بتشتغل معانا 
اللي حضرتك تشوفه 
تمام .. هات العنوان و أنا هروحلها دلوقتي!
أخذ كريم العنوان من ايمن و خرج من الفرع واتجه الي اتيليه الحاج جمال وبعد لحظات وصل إليه و قبل أن يترجل من السيارة جاءه إتصال من شركته في القاهره فظل مكانه للحظات و كان الاتيليه على خط البحر مباشرا أنهى المكالمه و جاء لينزل من السيارة ولكنه توقف مكانه عندما وجد فتاه تخرج من الاتيليه و كانت تتحدث عبر الهاتف و كانت تلك الفتاه براء! نظر لها كريم پصدمة و عيون متسعة و أردف
براء!!
رواية أقدار بلا رحمة
الكاتبة ميار خالد
الفصل السابع
براء!!
ظل يطالعها للحظات حتى دخلت هي إلى الاتيليه الخاص بها و بدأت عملها نظر كريم أمامه پصدمه وقال
معقول تكون في بنت شبه براء للدرجادي .. ولا تكون هي براء فعلا! أنا لازم أتأكد من الموضوع ده في أسرع وقت
و ظل في سيارته لساعات قصيره حتي خرجت براء من الاتيلية و اغلقته ثم عادت الي بيتها ترجل كريم من السيارة و عندما لاحظ وجود محل آخر بجانب الاتيليه أتجه إليه و كان محل خالد تنحنح كريم قليلا فانتبه له خالد فقال كريم 
السلام عليكم
و عليكم السلام 
لو سمحت أنا كنت جاي استفسر منك عن حاجه بس 
أكيد اتفضل 
هو مين صاحب الاتيليه اللي جمبك ده
ده اتيليه الحاج جمال 
بس أنا شوفت بنت اللي فيه النهاردة
نظر له خالد بتساؤل و قال 
بتسأل ليه معلش
أنا بس حبيت جدا التصميمات اللي في الاتيليه و بفكر اتعامل معاها الفتره اللي جاية عشان كده بسأل 
اللي شوفتها في المحل دي بنت الحاج جمال و هي اللي المكان كله حتي التصميمات دي بتاعتها هي موهوبه جدا ماشاء الله عليها
بنته! 
شرد كريم
للحظات و قال في نفسه 
يبقي أكيد دي مش براء 
نظر له كريم بحزن و قال 
تمام شكرا جدا 
وألتفت ليسير فقال خالد
عموما فرصة سعيده و لو احتاجت أي حاجه أبقى بلغني أقول للأنسة براء
توقف كريم عند تلك الجملة و استدار إليه سريعا و كأنه كان ينتظر تلك الكلمه ليقول پصدمة 
براء! هي بنته اسمها براء
ايوه في مشكله او حاجه
لالا تمام .. شكرا 
و الټفت ليخرج من المكان و لكنه توقف حين جاءه إتصال من هاتف نسمه زوجته فرد عليها 
ايه يا حبيبتي 
سلام عليكم .. حضرتك تعرف صاحبة الفون ده
سرى القلق في أوصال كريم لينتبه أكثر و يقول 
أيوة مين معايا! ده موبايل مراتي 
صاحبة الموبايل ده عملت حاډثة و هي حاليا في المستشفي .. ياريت حضرتك تيجي في أسرع وقت عشان حالتها صعبه أنا بكلم حضرتك من مستشفي الحياة 
نظر كريم أمامه پصدمه ووقع هاتفه على الارض ثم رجع خطوة للوراء ليلتقطه خالد و قال
يا استاذ انت كويس!
أبتعد كريم عنه وخرج من المكان سريعا استقل سيارته و انطلق بها بسرعه متجها الي القاهره كان يسابق الرياح حتي يصل إليها بسرعه و كاد أن يصطدم بعدة شاحنات على الطريق بسبب سرعته تلك و لكنه لم يبالي فكل تفكيره كان في الوصول الي المستشفي في وقت قصير وبعد ساعات وصل الي المستشفي و ترجل من سيارته بسرعه ثم اتجه الي الداخل و سأل موظفه الاستقبال عن زوجته و قالت له انها في غرفة العناية المركزة بعد أن خرجت من العمليات اتجه كريم الي الغرفة و لكن الممرضه قد منعته من الدخول و هنا جاء الطبيب المسؤول عن حالتها و قال لكريم 
حضرتك جوزها
أيوه .. طمني عليها ارجوك 
تنهد الطبيب بحزن و قال 
أنا آسف جدا .. إحنا حاولنا على

قد ما نقدر أننا ننقذها بس دلوقتي كل شيء في ايد ربنا .. هي دلوقتي موجوده في اوضة العناية و ندعي أن النهار يطلع عليها! 
انا مش فاهم أي حاجه من اللي بتقوله ده .. هي جرالها إيه!
مراتك عملت حاډثة صعبه جدا بالعربية و حصلها چروح داخليه كتير و ڼزفت ډم كتير لحد ما وصلت للمستشفي .. غير إني عرفت انها عندها مشاكل في القلب و ده من فتره 
أيوه فعلا نسمه عندها مشاكل في القلب و كانت بتتعالج منها
للأسف كل ده هيبقي كتير على جسمها أنها تستحمله .. شد حيلك و أدعي يطلع عليها الصبح .. أنا آسف جدا
قال الطبيب تلك الجملة و تحرك من مكانه و ترك كريم في حالة يرثى لها لم يعرف ماذا عليه أن يفعل سوا الاتصال بيامن استيقظ يامن من نومه علي رنين هاتفه برقم كريم سري القلق في اوصاله و رد عليه بسرعة ليسمع صوته الباكي 
يامن تعالى حالا
انتفض يامن من مكانه و قال 
في إيه مال صوتك!
نسمه عملت حاډثة صعبه و هي في المستشفي دلوقتي 
مستشفي ايه
مستشفي الحياة 
انا جاي حالا 
أنهى يامن معه المكالمه و نهض من مكانه سريعا بدل ملابسه ثم خرج من غرفته و من البيت بأكمله و أتجه الي المستشفي نهض كريم من مكانه و حاول أن يدخل الي نسمه و لكن الممرضه منعته مره اخرى و بعد عدة محاولات سمحت له بالدخول لها لمدة عشرة دقائق فقط عقم كريم نفسه و دلف إلى غرفتها برهبه و هو يتذكر جميع ذكرياتهم سويا منذ أول مره التقى بها حتي تلك اللحظة تذكر عندما وقع بصره عليها ولأول مره عندما جاءت لعمل مقابلة عنده في الشركه و منذ هذا اليوم وعد نفسه أن تكون من نصيبه و كان صډمته عندما رفضته! و كان السبب أنها تعاني من مشاكل في القلب و لكنه لم يهتم لكل تلك التفاصيل و ظل يلاحقها حتي وقعت في شباك حبه و وافقت على زواجها منه و بمعجزة أتت ابنته ملك الدنيا وسط تعب نسمه و لكنه لم يتركها للحظات أيعقل أن يخونه القدر و
يسلبها منه بطريقة أخرى!
منها حتى جلس أمامها و خانته دمعه نزلت على جانب عينيه و أردف 
يوم كتب كتابنا انت وعدتيني أنك عمرك ما هتتخلي عني .. من يوم ما عرفتك و انت دايما بتنفذي كل وعودك ليا .. بلاش المره دي تخلفي بوعدك .. انا و ملك محتاجينك بلاش تمشي 
فتحت نسمه عيونها بتعب و نظرت إلي كريم و سقطت دمعه حارة من جانب عينيها و نظر إليها كريم بلهفه و قال 
حبيبتي .. مټخافيش انت هتقومي بالسلامة و تبقي زي الفل 
أنت كنت خاېف تخسرني بسبب تعبي .. بس واضح أن الدنيا ليها رأي تاني .. عايزاك تعرف اني عيشت عمري كله في سنين جوازنا .. و أنا هكون اول واحدة مستنياك هناك لما تجيلي بعد عمر طويل .. ربنا كان رحيم معايا جدا أنه بعتلي زوج حنين زيك .. أنا ھموت و مش خاېفه على بنتي عشان عارفه أنها معاك .. بس ليا طلب عندك .. أنا مش عايزه بنتي تكبر من غير أم .. بلاش توقف حياتك عليا يا كريم حب تاني وأتجوز وأنا هكون مبسوطة بكده
بلاش الكلام ده .. انت هتقومي وتبقي كويسة و تربي ملك بنفسك
أبتسمت نسمة لآخر مرة و قالت
انا بحبك يا كريم ..
و بعد تلك الجملة صدع صفير كل الأجهزة بجانب نسمة لتصعد روحها إلى خالقها دلفت الممرضة سريعا الي الغرفة و نادت على الطبيب و دفعت كريم الي الخارج و في تلك اللحظة وصل يامن الي المستشفي واتجه الي غرفة العناية ليجد كريم واقف أمامها ينظر أمامه بملامح جامدة و عيون متسعة من الصدمة و كان وجهه اصفر اللون ركض يامن إليه سريعا و قال 
في ايه .. نسمة حالتها ايه!
نظرت له كريم پصدمة و قال 
نسمة ماټت ..
شهق يامن بفزع و صمت للحظات حتي قال 
لا حول ولا قوه الا بالله .. البقاء لله يا كريم انا عارف ان الموضوع صعب عليك بس لازم تشد حيلك
كان يامن يتحدث مع كريم و لكنه لم يسمع منه كلمة واحدة و بدون أي مقدمات اغمض كريم عينيه ليسقط مغشيا عليه هو الآخر ..
في المساء كانت براء جالسة في الشرفة حتي تأخر الوقت و قبل أن تنهض من مكانها اتجهت اليها فاطمة و جلست أمامها و أردفت 
أستني يا براء عايزه أتكلم معاكي شوية 
نظرت براء إلى فاطمة بتعجب و قالت 
خير يا ماما
هو أنت مبقتيش مبسوطة معانا يا بنتي 
لا طبعا ليه بتقولي كده 
مش عارفه حاسة أنك بقالك فترة متغيره معانا و مع نفسك .. علطول ساكته و سرحانه و دي مش عوايدك

.. أنا زعلتك في حاجه طب 
لا والله مش كده .. حقك عليا لو قصرت في حقك 
يا حبيبتي أنا مش بقولك كده عشان تتأسفي أنا قلقانه عليكي 
تنهدت براء و نظرت إلى الفراغ للحظات ثم قالت 
خالد طلب أيدي من بابا جمال 
خالد صاحب المحل اللي جمبك مش كده
أيوه هو 
و ده اللي مضايقك .. ده بني ادم محترم جدا و أخلاق حتي والدته ماشاء الله عليها .. ده أنا اتمني أن حد زيه يجيلك
العيب مش فيه يا ماما .. العيب فيا أنا 
ليه يعني و أنت فيكي إيه يعيبك 
إني من ملجأ 
انت ليه مصممه تفكري نفسك كل شوية .. ليه بقيتي تفكري بعقل الناس اللي كسرك!
توقفت براء عند تلك الجملة للحظات نعم إنها الآن تفكر بعقول الناس الذي جردتها من حقوقها كإنسانه كل تلك الردود التي طالما کرهت سماعها من الناس تقولها لنفسها كل يوم! نظرت إلي فاطمه مرة اخرى و قالت 
مش يمكن الناس طلعت صح و ده اللي بدأت استوعبه 
انفعلت فاطمة قليلا لتقول 
صح في ايه! صح أنهم يكسروا بنت عاملة زي الوردة المقفولة يادوب لسه بتفتح .. صح أنهم يحسسوها أنها منبوذه و ملهاش مكان وسطهم .. صح
 

تم نسخ الرابط