هل للعمر بقيه بقلم نرمين همام
القلب فقد كانت حياه اخرى
_ ما كان اسمها
_ صفا هو الاسم الذى اخترته لها . وبعد الحريق قامت امى بابعادى وقررت انه يجب ان اسافر كي تحمينى من اخيها الا اننى اشعر انها كانت فرحة بسفري وعدم زواجى من صفا لانها لم تهتم بالحريق او الخسارة وفي كثير من الاحيان احس ان امى متفقه كثيرا مع عبدالغني اخو صفا لان المخزن كان تم اخلائه من البضائع احسست بذلك الا ان بكائها جعلنى لا افكر وانساق وراء السفر واترك قلبى هناك بجانب البحر على شاطئ الاسكندريه فالبحر هو الشاهد الوحيد على حبي لها فقد كنا نجلس بالساعات اجتضن كف يدها والتى تمنيت ان تكون قبل حقيقيه وقبل سفرى ولم اشعر بنفسي وانا اقبلها بل ايضا من شده اشتياقى وۏجع البعاد الا انها تمنعت ثم رغبت الا انها فرت سريعا والدموع تملئ وجهها وصوت بكائها يقطع قلبي ووجدانى وكل جوارحى فقد تمنيت لمسها بل ان تذوب بداخلى الا ان القدر والايام لم تعطينا فرصه وسيظل هناك بقلبي جزء لها بمفردها مغلق عليها وحدها حتى لو مضى مائه عام فالحب الاول هو اصعب حب وهو الحب الذي لاينسى
_ ومرت الايام وازدادت معرفة كلودى بيونس . وقد كانت وحدة يونس وظروفه هذه من الامور التى كانت تشغل تفكير كلودى دائما ليلا ونهارا وقد كانت تحملها التفكير فى نفسها ايضا وفي وفاه والدتها في تحتاج للحب الصادق والحنيه والعطف خصوصا بعد مۏت امها التى قټلت في حاډث حين صډمتها عربه من عربات السباق وقضت عليها في الحال هي وصديقه لها كانت تسير معها لكن المتسابق يحاول ان يتجنب متسابق اخر الا انه قام بتعديه الحاجز المخصص للسيارات وكان الطريق منزلقا من اثر مياه الامطار فانفلتت عجلة القيادة من يده وفقد السيطرة على العربة فانحرفت ودهمت المرأتين
وذات يوم كانا يتنزهان معا في الغابة بعد غيبة عنها وكانا يرقدان تحت شجرة بعد ان اضناهما الجهد الذي بذلاه طول اليوم في السير ودار الحديث وتدخل الشيطان بينهما وفقد يونس السيطرة على نفسه وبعد ان حدث ما حدث افاق فجأه من الصدمة وقامت هى واخذت تعدو وخاف ان يعدو خلفها فيزيد الامر تعقيدا فعاد وحيدا الى منزله وفى عزمه تصحيح ما حدث فهو شرقى ولايرضيه ما صنعه وبات ليلتها ساهدا يتدارس موقفه ويرتب الكلمات التى سيلقاها بها راجيا عفوها وصفحها وقبولها الزواج منه فى اسرع وقت ممكن
الفصل السابع عشر
اما بالنسبة ليونس فقد اعترفت امه له بكل مخاوفه وانها بالفعل من قامت بتحريض عبدالغنى على الحريق وبانها طلبت من العمال نقل جميع البضائع الى مخزن بعيد يوجد في منطقة بعيدة عن العمار حتى لايلاحظه احد واتفقت على ذلك نظرا لرفضها اصلا لفكرة زواج صفيه من يونس
حزن يونس وقال لها يجب ان تغفر لك لانك يا امى كنتى سبب في شقائها العمر مع زوج اذاقها عڈاب وكيف لكى ان تحرمى ابنك من حب حياته
اما الان وقد اعترفت بذلك فقال لها ان الاوان قد فات فان صفا قد رفضته اصلا لحبها لابنائها ورفضها البعاد عنهم وانها ستظل مع زوجها وانهم قامو بفتح دكان لبيع الحلويات وهو من سيمدهم بكل ما يطلبوه عن طريق حودة زوج صديقتها نادية وهو ايضا سيترك الماضى ورائه وسيبدأ من جديد نظرا لحب ابنته الشديد للقاء
وبالفعل فامت ام يونس بزيارة لصفا ووقفت بجانبها لعل الاخرى تغفر لها وذهبت ايضا لعبدالغنى فى منزله وقامت بتعذيه سعديه والتى اصبحت حامل ولم تقوى على النهوض وايضا كانت تحمل ابنه اختها التى كانت لها نعم الام
واوصت عبدالغنى على اخته وقالت له انهم يجب ان يعوضوها عما فعلاه بها سابقا واعطته مبلغ كبير وقالت له ان يجلب مزيد من البضائع لمحل صفا وان لايخبرها ان ام يونس هى من اعطته النقود
اما يونس فقد تزوج لقاء اخيرا والتى كان لديها نبع من الحنيه لاينفذ تجاه فريدة فقد احست بداخلها ان فريدة ابنه لها ومرت الشهور واتضح ان لقاء لديها مشكله فى الانجاب فحبها لفريدة كبر وكبر ووعدها يونس انه لم ولن يفكر ابدا فى ازواج عليها لان جميلها فوق رأسه فقد راعت ابته حق مراعيه واحبتها واعطتها كل الحب والرعايه والحمايه بل ايضا الطفله التى لم تكن تستطيع ان تتكلم اصبحت هى المسؤلة عن الاذاعة المدرسيه وكان لديها حضور وشخصيه قويه وفازت فى مسابقات كثيرة للالقاء والشعر وكم كان ابها ووالدتها لقاء فخورين بها
اما صفيه فقد زادتها الايام بهاء ورقه فوق رقتها وقد فتح الله عليهم من اوسع ابوابه الرزق الوفير فاصبح للمحل فروع كثيرة الا ان زوجها اشتد عليه المړض وتوفى وابنهم فى اول المرحله الثانويه
واصبح لدى سعديه وعبد الغنى بجانب ابنتهم الكبرى حبيبه ثلاثه اولاد ذكور وبالطبع فان الحب والحنان استأثرت بهم الابنه الوحيدة فكم كانت جميلة ورقيقه
ومرت السنون وتقابل ادهم وفريدة فى المرحلة الثانويه بالمدرسه الدوليه الخاصة وكان الحب من اول نظره بل كان الحب من طرف فريدة اولا نظرا لوسامة ادهم وتفوقه وكم كانت تنظر اليه وتهيم عشقا وغراما
الا ان الدهر قال كلمته وقد كانت لقاء ووالدتها ووالدة زوجها يعبرون طريق الكورنيش بعد ان قامت المحافظه بتوسيع الكورنيش واتت سيارة مسرعه ولم يستطع قائدها ان يتفاداهم وبالفعل قضو نحبهم الثلاثة
وفى العذاء ذهب ادهم كفرد من افراد زملاع فريدة وهناك شاهد يونس وقد تذكره وذكره بنفسه بانه الطفل الصغير الذى احضر له الكرة فى منزل حودة ونادية
ففرح يونس ومرت خمسة اعوام وتخرج ادهم من كليه الهندسه وذهب للقاء يونس هو وخاله الذى ما ان شاهد يونس حتى بكى وطلب منه العفو وان يدع الماضى خلفه وان يزوج ادهم لفريدة وهنا نظر له يونس وقال بشرط وضحك فقال له عبدالغنى ماهو فقال اريد ان اقضى بقيه ايام حياتى مع من احببت وفرقتنا الايام نعم كبرنا فى السن ولا ابغى الجسد بل الروح اسمى وارقى وطلب منه ان يطلب ذلك من صفا وان يقول لها من الممكن ان يكونو ازواج وان الله فعل ذلك لكى يتزوج ادهم ابنها من فريدة ابنته
وفى يوم خطبه الاولاد جلس يونس وهو الاستشاري المعروف على ركبيتيه واخرج خاتم كبير وقيم من الالماس وطلب يد صفا وقال كنت دائما اقول هل للعمر بقيه
فقالت له نعم ان للعمر بقيه
وتزوجا فى نفس اليوم وبعدها بسنه تزوج ابنائهم
اما سيد واخته فقد اشترت حميدة البنسيون باسمها الا انها اصرت على المحامى ان يكتب عقد بيع لها لابناء بسيمة وكانت هى تدير المكان وتأخذ راتب فقط ومرت السنون وطلق محمد زوجته فايزة وتزوج حميدة صاحبه القلب الماسي وعاش معها هى وابناء حسن وبسيمه حت خرج حسن من السچن ورجع شقته وهناك وجد ابنائه في انتظاره بالاحضان وقد نسو الماضي الاليم كله
وكما يقال فان كل شئ في هذه الدنيا مقدر ومكتوب فقد شاهد سيد وهو طبيب اسنان شاهد فى المنطقة الفتاه الرائعة الجمال التى يضفى عليها حجابها الطويل هالة من البرائه والطهر فقد شاهد حبيبه ابنه هنيه رحمها الله وكم احبها من اول نظره وطلب من ابه ان يعرف اهل تلك الفتاه
وبالفعل ذهب وطلب يدها من عبدالغنى وسعديه ووافقو فورا وتزوج سيد وحبيه
تمت
بقلمي نرمين عادل همام
قصص نيمو