روايه بقلم شامه الشعراوي
المحتويات
أن صمتها إليها بقوة.
فى الصباح
كانت فيروزة تهبط من على السلالم ولكن قاطع طريقها وليد وهو يمسكها من معصمها بقوة جعل تلك الأسورة التى ترتديها تنكسر وټجرح يديها فقال بسخرية
شكلك أمبارح منمتيش كويس من كتر العياط تصدقى ياروزا بجد صعبتى عليا أوى أنا كنت مستني اللحظة اللى هكسرك فيها من زمان وأهى حصلت ودلوقتي بقيتى ضعيفة وذليلة ومنكسرة...أنا مبقاش فارق معايا أى حاجة دلوقتى بعد ما قدرت أكسر غرورك...اقترب منها أكثر ليتحسس بشرتها الناعمة بيديه الخشنة برغبة لتبعدها عنها بأشمئزاز ليقول هو بخبث مع أنى كان نفسي أجرب حاجة تانية بس عادي ملحوقة لسه الأيام مابينا..
أنت واحد مريض نفسيا والله أنصحك تروح تتعالج أحسن ليك.
وليد من رأيى تنصحي نفسك بالنصيحة دي لأنك الفترة الجاية هتحتاجى دكتور نفساني علشان يقدر يساعدك من مرض الحب اللى ابتليتى بيه وكمان فى أنك تنسيني لان اللى أعرفه أنك بتحبينى أوى ومستحيل تقدرى تتخطى الحب دا بالسهولة دى.
أطلقت فيروزة ضحكة عالية مصدر صوت رنة قوية ثم قالت بكل ثقة وقوة لا تعلم من أين أتت بها
امبارح بس لأول مرة أختار نفسي ومختاركش مع أنك كنت أول أولوياتي أنا مش هسالك ليه انت عملت كدا فيا ومحبتنيش....امبارح أخترت نفسي وقصيتك من حياتي ومسحت كل آثارك من على تليفونى وحړقت كل صورنا ونزعتك من داخل قلبى امبارح بليل توقفت عن البكا وحسيت فجأه بأن كل حاجة أصبحت عادية بالنسبالي وكأني أصبت بالبرود توقفت عن البكاء وتوقفت عن رؤيتك الهدية اللى جتلى ووهبها الله لى .. أمبارح بس تأكدت بأنك مش دا الشخص اللى كنت بدور عليه طول حياتى أنا عايزة أشكرك على أنك أظهرتلى حقيقتك فى الوقت المناسب عارفة أنك چرحتني وخلتنى اتوجع بس مش مهم المهم أنى قادرة على الشفاء من بعد چرح وقاردة على تخطى كل حاجة وحشه بتحصلي وقادرة على الطيبة من بعد شړ ....
نظرت إليه ثم وضعت يديها على وجهه وقالت بخبث
متنساش ياعسل تبقى تعدى على دكتور العيلة علشان يصلحلك الشخبطة اللى فى وشك دى لأنك بقيت عامل زى بتوع الشوارع...
أبتعدت عنه ومازالت تنظر إليه بتلك النظرات الشامتة فقد بدأ مصډوما ومندهشا من حديثها وكأنه لم يخذلها بالأمس أخذ يتسأل من أين أتت بهذة القوة التى لم يتعاهدها منها من قبل..غادرت هى المكان وتركته فى صډمته.
أطلقت فيروزة ضحكة عالية مصدرة صوت رنة قوية ثم قالت بكل ثقة وقوة لا تعلم من أين أتت بها
تعجبني ثقتك فى نفسك أوى ياوليد اسمعنى كويس وخلى الكلام دا محفور فى الذاكرة بتاعتك وأوعى تنساه يابن عمى....أنا مابقتش فيروزة الهبلة اللى كنت تعرفها واللى كانت بتحبك أكتر من روحها....
امبارح بس لأول مرة أختار نفسي ومختاركش مع أنك كنت أول أولوياتي ومش هسالك أنت ليه عملت كدا فيا ومحبتنيش....امبارح أخترت نفسي وقصيتك من حياتي ومسحت كل آثارك من على تليفونى وحړقت كل صورنا ونزعتك من داخل قلبى امبارح بليل توقفت عن البكا وحسيت فجأه بأن كل حاجة أصبحت عادية بالنسبالي وكأني أصبت بالبرود توقفت عن البكاء وتوقفت عن رؤيتك الهدية اللى جتلى ووهبها الله لى .. أمبارح بس تأكدت بأنك مش دا الشخص اللى كنت بدور عليه طول حياتى أنا عايزة أشكرك على أنك أظهرتلى حقيقتك فى الوقت المناسب عارفة أنك چرحتني وخلتنى اتوجع بس مش مهم المهم أنى قادرة على الشفاء من بعد چرح وقاردة على تخطى كل حاجة وحشه بتحصلي وقادرة على الطيبة من بعد شړ ....
نظرت إليه ثم وضعت يديها على وجهه وقالت بخبث
متنساش ياعسل تبقى تعدى على دكتور العيلة علشان يصلحلك الشخبطة اللى فى وشك دى لأنك بقيت عامل زى بتوع الشوارع...
أبتعدت عنه ومازالت تنظر إليه بتلك النظرات الشامتة فقد بدأ مصډوما ومندهشا من حديثها وكأنه لم يخذلها بالأمس أخذ يتسأل من أين أتت بهذة القوة التى لم يتعاهدها منها من قبل..غادرت هى المكان وتركته فى صډمته.
ملأت نازلى السفرة المستديرة بالافطار الشهي والشاي الساخن فجلس الجميع فى حالة هدوء يتناولن الطعام قبل الاستعداد إلى الذهاب لاعمالهم لاحظ عامر شرود فيروزة التى تعبث بخصلات شعرها ولم تأكل أى شئ وضع كفه على يديها بحنان وقال
مش بتاكلى ليه ياروزا.
نظرت إليه بملامح باهتة وقالت
ماليش نفس للأكل ياحبيبى.
تحدث والدها بعدم رضا
حبيبتى مينفعش كدا كلى لقمة قبل ما تمشي على الشغل.
أردفت بهدوء
مش قادرة يابابا لما أجوع هبقى أطلب أى حاجة فى الشغل وبعدين فين طارق وعمر.
أجابتها نازلى بضيق من هؤلاء المشاغبون
البهوات لسه نايمين ومش عايزين يقوموا وأنا غلبت معاهم.
نهضت من مكانها وأتجهت إلى الأعلى وهى تقول
أنا بقا اللى هاصحيهم بطريقتي.
دلفت إلى غرفة الثنائي فأبتسمت على طريقة نومهم المضحكة ثم تحولت نظرتها إلى نظرات أخرى خبيثة ألتفتت حولها لتجد زجاجتين من المياه فقامت بأخذهم من على الكمودينو وسكبت واحدة على عمر الذى شهق بفزع وقال فى ايه فى ايه .
ثم أقتربت من طارق الذى كان ينام بعرض السرير وفارد ذراعيه وقدميه فسكبت عليه الزجاجة الأخرى فجعلته يستيقظ سريعا ليسقط من على السرير وهو يقول
بغرق بغرق ألحقونى بغرق ياعمر يابابا ياعمى حد يلحقنى غريق أنا بمۏت.
كتمت فيروزة ضحكتها وهى تنظر إليه بشفقة فقالت
غريق ايه ياهبل قوم يلا وراك شغل.
نظر عمر إليها بضيق وهو يمسح تلك القطرات الساقطة من عليه قائلا
حرام عليكي يافيروزة دى طريقة تقومينا بيها احنا بنادمين وربنا.
ربعت يديها وقالت بهدوء
وهو فى حد قالك أنك من جنس الحيوانات مثلا.
أستدارت بجسدها قليلا لتنظر إلى طارق فوجدته يجلس على الأرض منصدما وشعره يقطر بالماء فقالت
ماله دا ....واد ياطارق مالك عامل زى الصنم كدا ليه.
نظر إليها بعين ناعسة ليقول
عايزة ايه وبتصحيني ليه.
ابتعدت عنه واتجهت إلى باب الغرفة وقالت بلهجة أمر
قدامكم عشر دقايق وتكونوا تحت ولو طولته عن كدا مش هيحصلكم كويس وانتو عارفين أنا ممكن أعمل إيه فيكم ثم غادرت الغرفة بكل هدوء فنهضوا سريعا من أماكنهم وهما يتخبطون ببعض.
كانت لارين جالسة تشاهد التلفاز بملل رهيب ثم أغلقته وألقت الريموت على الطاولة أمامها وهى تقول پغضب
تلفزيون متخلف.
فوجدت من يضع يديه على عيناها لتقول بأبتسامة تزين ثغرها معاذ!.
أستدارت تنظر إلى طالته التى تعشقها بخجل قائلة
أنت هنا من امتى.
جلس على المقعد الجانبي أمامها وقال بمرح
من وقت ما كنتى بتتخانقى مع التلفزيون فقولت البت شكلها مخڼوقة أما افرفشها شوية وبعدين عرفتى منين أن ده أنا.
أرجعت خصله متمردة من شعرها خلف أذنيها وقالت بأستحياء عرفتك من ريحة البرفيوم بتاعك ومن لمسة أيدك وكمان مفيش حد بيعمل الحركة دى غيرك أنت.
نظر إليها بابتسامة وقال
ماشى ياستى المهم قاعدة هنا لوحدك وسايبة المذاكرة بتاعتك ليه والامتحانات على الأبواب.
تحدثت لارين بتذمر
ما أنا زهقت من المذاكرة فقولت أستريح شوية.
رد معاذ بهدوء
عيزك تركزي أكتر من كدا ولو فى أى حاجة وقفت معاكى ومش فهماها ماتتردديش للحظة واحدة وتعاليلي وانا أشرحهالك فورا.
نظرت إليه بعيون متسعة بجد يامعاذ .
معاذ بضحك بجد يالارين.
أردفت لارين بضحكة جميلة
دا أنت جيت لقضاك ياجميل أنا هجبلك كل المواد وأنت بقا أقعد ذاكرلى من أول وجديد علشان نفسي أكون نفس تخصصك ومعاك فى نفس الجامعة كمان.
تاه فى ضحكتها الجميلة التى ملكت قلبه ليقول بتوهان
وأنا كلى ملكك ياحب. أخفضت رأسها ارضا بخجل من نظرته وحديثه فأستوعب هو ما قاله ليصحح الخطأ بحرج
قصدى يعنى أنا تحت أمرك و موجود معاكى وجنبك فى أى وقت.
جاء صوت سهر من بعيد وهى تقترب منهما وقالت بمرح
ياعيني ياعيني اللى يشوفكم كدا يقول عليكم أتنين عشاق قاعدين بيحبوا فى بعض أجبلكم أتنين ليمون فرش يطرى على قلبكم المولع.
نظر إليها أخيها معاذ نظرة أخرستها فجلست بجانب لارين وقالت بحزن مصطنع
وبعدين يعنى ياسى معاذ هتذاكر للبت لارين وأختك لأ اه يالوزة ياللى ملكيش نصيب ولا حد يدلعك.
أشار لها أن تأتى بجانبه فأقتربت منه ثم قام بتقبيل رأسها بحنان وقال
متزعليش ما أنا كنت هذاكرلك معاها ياحبيبتى وبعدين أنا دايما موجود ليه مش بتجيلي لما بتحتاجيني .
نظرت إليه سهر واجابته بأبتسامة
مش برضى أتقل عليك لان ببقى عارفة أنك بتيجي تعبان من الشغل ف مش بحب أتعبك معايا.
معاذ بعتاب
غلط اللى بتقوليه دا أنتى من حقك أنك تيجي لاخوكى فى أى وقت تحتاجيه ومن واجبه أنه يكون جنبك وينفذلك كل طلباتك وبعدين أنتى تعبك راحة ياقلب أخوكى.
ضمته سهر بحب أخوي قائلة
ربنا يديمك لينا ياحبيبي .
بعد مرور بضع ساعات..وتحديدا فى مقر الشركة الرئيسية..
فاليوم كان مهلك للغاية على هؤلاء الشباب كالعادة فهذا حالهم منذ شهرين عندما تولت فيروزة إدارة الشركة بعد سفر وليد لفرع الشركة الأخرى فى إيطاليا بسبب تلك المشاكل التى حدثت بها فكان الوضع غير مستقر لذا كان على فيروزة أن تتولى ذلك المنصب بناء على طلب والدها فهى أفضل من يديرها فجعلت أخويها يقومون بمساعدتها لفترة مؤقتة...
حرك عمر رأسه يمينا ويسارا بتعب ثم قال بأرهاق
حرفيا أنا مابقتش قادر وخلاص تعبت.
الټفت إليه طارق الذى قام بطرقعة أصابعه وقال بتثأوب
ومين سمعك أنا خلاص فصلت مياه ونور وكهربا كمان أختك دى مفتريه ياجدع .
أغلق الاخر الملف ثم تمدد على سطح المكتب وقال
طب اسكت بدل ماتيجي تسمعنا كلمتين حلوين وتكون ليلتنا سوداء أسود من الملف المتخلف دا اللى مش فاهمله حاجة .
نظر إليه طارق وهو يقوم بخلع سترته وقال
أومال بقا لو شوفت الملف العسل اللى معايا هتعمل ايه دا أنا ياشيخ بقالى أكتر من ساعة بحاول أخلصه ومش بيخلص كأنه بيعاند معايا وحالف أنه ماهيخلص النهاردة.
دخلت عليهما فيروزة وهى تحمل الحاسوب الخاص بها فقالت برفع حاجب
سايبين الشغل ليه ياحلوين.
أجابها عمر وهو يقاوم النوم
تصدقى بالله أنتى لو بتعذبينا مش هتعملى كدا والله حرام أنتى جيباني أراجع حسابات وحاجات أول مرة أشوفها ده أنا يابنتي فاشل وكنت بهرب من حصة الرياضة اه وربنا.
تحدث طارق بطريقة مضحكة قائلا
على يدي..
نظرت إليهم وقالت ساخرة
أومال فين احنا فى ضهرك ده
متابعة القراءة