العمياء بقلم نورهان لبيب
المحتويات
يجلس عليه جاسر فى اتجاه عمر وعلى وجهها ابتسامة كبيره تلقى عليه التحيه وتصافحه بيدها
مريم بأبتسامه عمر أزيك كويس إنك جيت كنت لسه هكلمك
صافحها عمر بأبتسامه مشرقه متجاهل جاسر الذى يتابعهم بضيق وعصبيه مفرطه مما يفعلوه ولكنه حاول تمالك نفسه
بينما هتف عمر
عمر بأبتسامه أنا ميه ميه ياستى أنتى إللى عامله إيه ماله وشك منور كده ولا البدر فى تمامه أكيد فيه حاجة بسطاكى
پحده مقاطع مريم التى كادت ان تتحدث
جاسر پحده وعينان تقدح شرار أظن كفاية كده وخلينا نبدأ الجلسه دى ونخلص
حمحم عمر بأحراج ماشى يلا بينا نبدأ ياجاسر بيه
أخذ عمر يدفع كرسى جاسر
فى اتجاه معداته التى قد جهزها استعداد لقدوم جاسر ثم حمله ومدده على السجاده ثم أمسك قدم جاسر وحركه تصاعديا من الضعف للقوة حتى أصبحت قدم جاسر تؤلمه بشده ولكن رغم المه إلا أنه كان متماسك لأبعد الحدود حتى لا يظهر ضعفه أمامهم ولشئ ما
عمر كده خلصنا الجلسه خلينا بقى ندخل على الجزء المهم يا
جاسر بيه
تحدث جاسر بتعب وحده خلصنى لما نشوف أخرتها أيه معاك يا أستاذ عمر
للغاية ولكنه كبتها بداخله ولكن ذلك قد ظهر على وجهه الذى تحول للون الأحمر وعينه التى أحمرت وأغرورقت بالدموع وعروقه التى نفرت بشده ولكن فى النهايه قد اطلق تأوه عالى فهو لم يعد يتحمل بينما كانت تنظر مريم له بأبتسامه خبيثه
جاسر پتألم اه اااااه خلاص كفايه كده أنا مش قادر كفايه كده
نهضت مريم القلقه وتوجهت إليه ثم أنحنت تسأله وهى تضع يدها على كتفه
مريم جاسر فيه أيه أنت حاسس بأيه أنت كويس فيك حاجة
تنهد جاسر بتعب بعد أن ازال عمر الأسلاك عن قدميه ثم وجه حديثه لمريم رادا على أسألتها
ووجعتنى أوى
أما مريم ورغم علمها بحقيقة جاسر إلا أنها ارادت إكمال خطتها
فتحدثت ممثله الحزن
مريم معليش يا جاسر كل ده عشان مصلحتك أنت عارف ان الجلسات دى مهمه قد أيه بالنسبه ليك
نظر لها جاسر نظره غامضه مبهمه لم تفهمه مريم ولكن حديث عمر المفاجئ قطع حديثهم ونظراتهم والذى يستأذن لكى يغادر الفيلا
تحدث جاسر ببرود دون أن ينظر له قول ان شاء الله يا دكتور قدم المشيئه أنت بس
صمت عمر وهو يبتلع ريقه بعد حديث جاسر البارد ونظراته البارده مثل حديثه ثم هم بالرحيل بعد أن ساعد جاسر على
الجلوس فى ذلك الكرسى المتحرك
عمر طب أستأذن أنا بقى سلام يا جماعة
كادت مريم ان تذهب خلفه إلا أن يد جاسر التى قبضت على يدها أوقفتها
جاسر ببرود سبيه هو أكيد عارف طريقة كويس وأكيد الحرس بره مش هيسبوا يمشى لوحده
بعد أن ترك جاسر يد مريم همت أن تصعد إلى الأعلى ولكن صوت جاسر البارد قد منعها من الذهاب
جاسر لحد أمتى يا مريم هتفضلى تمثلى علياأظن كفايه كده
تنهدت مريم بحرارة ثم التفتت له وهتفت ف هدوء
مريم لحد ما أستكفى يا جاسر ولحد ما أخد حق كل أهانه أنت اهنتهالى ولحد ما أخد حق كل جلده نزلت على جسمى
وسايبه أثرها عليه سواء منك أو من مراتك الحربايه إللى ما
كنش بيكفيها إللى كنت بتعمله فيا لا وتيجى هى تكمل عليا ضړب وأهانه قدام إللى يسوى واللى ما يسواش يا جاسر أنت
لازم تفهم إنك أنت ومراتك زلتونى ومارعتوش عجزى بعد ما كنت ملكه فى بيت جدى وده شئ أنا عمرى ما هنساه لا ده أنا هفتكروا كل ما ابص على جسمى إللى حزامك معلم عليه وأوعى تكون فاكر أنى بالجلستين دول أنى كده خدت حقى لا ده
أنا لو جلدتك مليون ألف مره عمره ما هيجى نقطة فى بحر إللى أنا حسيت بيه وحتى حبى ليك مش هيشفعلك أبدا
سكتت مريم وجلست حتى
غيرى قربلك ممكن أموت فيها أدينى فرصة أصلح إللى حصل وأثبت ليكى أنى بحبك
نظرت مريم له بحزن وعيون ملئها العتاب عما فعله بها ثم تحدثت بحزن ومراره
مريم بس إللى حصل ما يتنسيش يا جاسر وعمره ما هيتصلح بكلمه حلوه تقولهالى
أنهت حديثها ثم وضعت كفيها على وجههاتبكى وتنوح على ما زاقته من مرار على يد حبيبها ازال جاسر كفيها ثم قبض عليهم بلطف رد عليها جاسر بتنهيده حاره ثم قال
جاسر مريم أنا عارف إنك بتحبينى وأنا كمان بحبك حبيبتى أدينى فرصة بقلبك إللى بيحبنى أمشى وراه المره دى وصدقينى عمرك ما هتندمى أبدا سيبى نفسك ليا وأنا هعوضك عن كل إللى حصل هعملك زكريات جديده حلوه غير الۏحشة إللى عشناها مع بعض بس أدينى فرصة أخيره أثبتلك فيها حبى وعشقي ليكى
تنهدت مريم وهى تنظر لعين جاسر تستشعر صدقه وحبه لها ثم هتفت بقلة حيله
مريم ماشى يا جاسر هديك فرصة تانيه بس صدقنى مع أول غلط ليك مهما كان صغير أنا بجد هسيبك ومش هرجع ليك تانى أبدا مهما تحاول
ابتسم لها جاسر بسعاده كبيره ثم قبل كفيها مجددا تعبيرا عن امتنانه لها وأحاط رأسها بكفيه وفعل شيئ لم يفعله من قبل
جاسر مريم أنتى معايا
المكتب وهى يتمتم
جاسر شكلى كده هتعب ى قطعه طرقات خفيفه على الباب يتبعها صوت سعاد التى تستأذن للدخول فسمح لها جاسر بالدخول للمكتب فدخلت تتبعها الخادمه الجديده التى تدعى كريمه والتى
بمجرد ان رأها جاسر حتى انقبض صدره پخوف وقلق وظل مسلط نظره عليها دون أن يعرف السبب حتى جذب انتباهه
صوت سعاد التى تعرف عنها
سعاد جاسر بيه كريمه تبقى قريبة واحده صحبتى بنت غلبانه ومقطوعه من شجرة وأنا حابه أشغلها هنا ده بعد إذنك طبعا
تحدث جاسر بعد تفكير ثم قال بهدوء
جاسر بس أنا يا سعاد مش بشغل حد معرفوش عندى ولازم أكون عارف تاريخه من يوم ما أتولد لحد دلوقتى ده غير الخبره حتى لو كانوا الخدم بتوعى لازم يكون عندهم خبره وأظن أنتى عارفه الكلام ده كويس
ثم أكم حديثه بتسأول
جاسر ها بقى أنتى كنتى بتشتغلى أيه قبل ما تيجى هنا وكمان عند مين يا كريمه
ضغط جاسر على حروف أسمها مما جعل كريمه تتوتر وتتحدث پخوف من أن يكشف أمرها
كريمه أنا ما كنتش بشتغل فى مكان قبل كده أصل مفيش حد كان بيقبلنى عشان شكلك
رد عليها جاسر بنبره ذات مغزى
جاسر شكلك هو فعلا شكلك غريب شعر بنى ناعم وعيون زرقا أنتى مش شايفه ان غريب الزنوج
يبقى عندهم الصفات دى
كريمه وكأنها حصرت بالزاوية وتحاول التفكير بأى شئ لكى تخرج نفسها من هذا المأذق فتحدثت
وهى تحاول تمثيل الهدوء
كريمه اصل حضرتك أنا أتولدت بطفره جينيه عشان
كده عندى ملامح غريبة شواية ممكن أى حد يستغربها يعنى
نهض جاسر عن الكرسى ثم التف حول المكتب
وجلس عليها نصف جلسه أمام كريمه مباشرة
جاسر بطلب ممكن البطاقة بتاعتك عشان أعمل التحريات بتاعتى
أومأت كريمه بسرعه وهى تخرج له بطاقتها وتعطيها
له فأخذها جاسر لكى يضعها بجهاز تصوير الأوراق ولكن قبل أن يضعها لفت نظره بقعه من اللون البنى الغامق تلطخ البطاقة ولكنه وضعها بالجهاز
دون أن يعقب على شئ وما أن اصدر الجهاز صوت دليلا على أنتهائه حتى أخرج البطاقه والټفت إلى سعاد التى همت بالخروج ووتبعها كريمه ولكنه توجه إليها بسرعة وقبض على معصمها بشده لكى
يوقفها عن الذهاب فترك يدها بينما هى هتفت فى
توتر وخوف
كريمه فيه حاجة حضرتك
فرد عليها جاسر متدارك نفسه
جاسر لا مفيش بس أنتى نسيتى بطاقتك
كريمه بأبتسامه وثبات مزيف ها مماشى شكرا ليك
بادلها جاسر الابتسامة التى أختفت بمجرد ان خرجت
من الغرفه و نظر إلى كف يده
الذى أمسك به معصمها فوجده ملطخ ايضا بنفس اللون الذى كان على البطاقة الخاصة وهنا أدرك شيئا واحد أن الافعى قد دخلت إلى جحره ولكنه أخرج هاتفه يتصل برأفت والذى لم تكن إلا دقائق ورد عليه
وكان التوتر والخۏف يغلف صوته
رأفت الو يا جاسر ااا والله يا صاحبى لسه بدور بس ما لقتهاش بس صدقنى أنا مش هرجعلك غير وهى معايا بنت الكلب دى
ابتسم جاسر ثم تحدث بنبره هادئة
جاسر خلاص يا رأفت وقف البحث أنا لقيتها خلاص
كاميليا الكيلانى دخلت بيتى وأتخطت الحراسه رغم
أنهم على أعلى مستوى من الكفاءة
رأفت بتنهيده خلاص نغيرهم من دلوقتى اه صح يا
جاسر كنت عايز أقولك حاجةشريف فى مصر وراجع
ناوى على الشړ
التمعت عين جاسر بواميض غريب ثم تسأل بهدوء
جاسر أحكيلى كل إللى حصل من غير ما تفوت نقطه يا رأفت أنا عايز أعرف كل حاجة عن الكلب ده
من يوم ما رجع واللى ناوى يعمله بالظبط عشان حسابى معاه لسه ما خلصش
بدأ رأفت يقص على جاسر كل ما يريد شريف ان يفعله بمصر وكذلك انتقامه الذى يريد أن يأخذه من
جاسر وعائلته
رأفت الاستاذ بعد ما فتحت له بيتك راجع عشان ينتقم منك ومش أنت بس ده من أى حد شايل اسم الصياد كمان وناوى يدخل شحنه كبيره من
سلاح ومخډرات البلد سواء عن طريق البحر أو البر
وهيقسم بضاعته جزئين واحد عن طريق البحر ودى سريه مفيش مخلوق يعرف عنها حاجة غير
شريف وتوفيق نفسهم والجزء الكبير من البضاعة
هيبقى فى السفينه إللى جايه عن طريق الشرق
والنص التانى بقى هيجى عن طريق الجنوب من
السودان بس ده طريق متأمن جدا واللى واقف لهم
فيه جدك الصياد ومش هيتفتح غير بمۏت عيلة الصياد
أنهى رأفت حديثه وظل يستمع لأنفاس جاسر الهادئه والذى بدأ يتحدث بنبره ماكره
جاسر إحنا مش لينا رجاله فى البحر الشرقى
تحدث رأفت بتأكيد على حديث جاسر
رأفت أيوه لينا بس أنت بتسأل ليه
رد عليه جاسر بخبث واضح فى نبرة صوته
جاسر طالما البوليس ما سمعش عن العمليه الشرقيه يبقى مهمتنا أحنا نعرفه
تسأل رأفت بعدم فهم
رأفت وأحنا هنعرفهم إزاى دول أنا مش فاهم
جاسر بخبث هقولك أنا أزاى غرق السفينه يا رأفت
بكل البضاعة إللى عليها
أغلق جاسر الهاتف فى وجه رأفت الذى صدم من تخطيط صديقه والذى بهذه الطريقة يفتح على نفسه أبواب جهنم الحمره
أما شريف
متابعة القراءة