لن ابقى على الهامش كامله بقلم نداء علي

موقع أيام نيوز


فهي بحاجة اليه بعدما واجهها والدها بحقيقة الأمر
اسرع فيصل إلى استقبالها بينما ابتسمت اليه بحب
تحدث اليها قائلا 
مقدرتش اصبر لحد ما الاجازة تخلص وحشتيني 
كاميليا بحزن وانت كمان وحشتني بس للأسف قلبي وجعني اوي من بابا 
فيصل متقلقيش هو معذور وعنده حق ېخاف عليكي انا لو مكانه وعندي بنوته زيك هخبيها عن كل الناس

كاميليا بسعادة وبعدين معاك 
فيصل ايه رأيك نعمل الاسبوع الجاي خطوبة وكتب كتاب
كاميليا پخوف وتردد 
مستعجل كده ليه صعب كتب كتاب وبابا معترض بالشكل ده
فيصل بس أنا نفسي تبقي مراتي ونخرج براحتنا من غير قلق
كاميليا علشان خاطري نصبر شوية خليها خطوبة بس وكتب الكتاب اخر السنة
فيصل وافرضي والدك أصر علي موقفه
كاميليا سيبها لله كل اللي اقدر اقوله اني هحاول لحد ما يفهم مشاعري ويوافق 
أفاقت همس تشعر پألم حاد بكامل جسدها ورأسها يؤلمها حاولت الوقوف لكنها شعرت بدوار حاد فتداركت نفسها بعدما بحثت عمن تستند إليه فلم تجد سواها وحينها أدركت أنها وحدها القادرة علي جمع شتاتها وأن الطعڼة التي أدمتها بقسۏة ستجعلها صلبة غير قابلة للكسر فيما بعد
ابتسم ياسين بود إلى زوجته عبر كاميرا هاتفه يخاطبها بهدوء يحدثها عن يومه وما فعله وتقص عليه هي ما يحدث معها ومع ابنائهما
تنهد ياسين قائلا
المهم تكوني بخير أنا كويس
أماني احنا بخير والله والحمد لله هانت وتنزل ونشوفك
ياسين ان شاء الله
أماني النهاردة سمر اختك كانت عندنا ورنيت عليك كتير تكلمها بس مردتش
ياسين كنت مشغول ومشفتش الموبايل هكلمها ان شاء الله قبل ما انام
أماني خلاص هسيبك علشان تلحق تكلمها وتنام وترتاح
ياسين ماشي تصبحوا علي خير وان شاء الله بكرة اكلمك
تحدث إلى شقيقته الصغرى تلك التي تركها والدها وهي طفلة بعمر الثالثة وقد من الله عليه واستطاع تربيتها الي أن انتهت من دراستها الجامعية واستكملت مشوارها وتفوقت وها هي الأن تخطو نحو انهاء الدكتوراه الخاص بها 
وكعادته لا تغفو عيناه إلا علي أنين الذكريات
فلاش باك
جلس ياسين بخجل وتوتر وتفاول يفرك كفيه برهبة ويقين أن صديقه ووالدته لن يقابلا مطلبه سوي بالقبول
تحدث ياسين قائلا
أنا طالب منك ايد فرح اختك يا أحمد قولت ايه
نظر أحمد الي والدته التي تحدثت برفض يتواري خلف
كلمات بسيطة قائلة
انت لسه صغير يا باسين وفرح لسه يابني هتكمل تعليم مستعجل علي ايه
ياسين پخوف من فقدانها
ما أنا هسيبها تكمل تعليم زي ما تحب وحضرتك شايفة اخواتي البنات ماشاء الله عليهم سايبهم في التعليم ومش مقصر معاهم
سعاد عارفه يابني بس طول بالك كل شيء بأوان
اكتفى أحمد بالصمت بينما سحبت روح ياسين وكأنه غريق عاجز عن الخروج الي الشاطيء
غادر ياسين وبداخله انكسار لا يمكن وصفه لكنه التقى بها عند خروجه ربما كانت عائدة من بيت جدتها ابتسمت إليه فانتهي الحزن وحل الأمل من جديد كاد ان يغادر لكنها استوقفته قائلة
رايح فين يا ياسين
ياسين مروح البيت يا فرح محتاجة حاجة مني
فرح بحب عاوزة سلامتك
وربما كانت هي مصدر اصراره علي المحاولة من جديد
استمر ياسين في محاولاته دون يأس يعمل ليل نهار بالتجارة ورغم صغر سنه الا أن ذكاءه الحاد كان يساعده علي التطور والربح الوفير استطاع من خلال شقيقاته أن يتحدث إلى فرح ويتأكد من عمق مشاعرها تجاهه وتمسكها به فازداد عزيمة وبعد مرور عام كامل انتهى من تجهيز شقته بما يليق بها وزيادة فقد حرص أن تكون مملكته معها الأجمل في بلدتهم وقد كان 
توجه ياسين الي بيت صديقه الذي لم تتأثر علاقتهما مطلقا بما حدث وتقدم لخطبتها للمرة ثانية ليتكرر المشهر ويتم رفضه ببرود ممېت ولا سبب يعقل سوى أن فرح راغبة في اكمال دراستها
وغفلة العقول تأت بين حين وأخر كزائر يطمح إلى البقاء فإن انت رحبت به وأعربت عن رغبتك بوجوده ظل مغلفا لما لديك من حكمة وعدل وتبدو مغيبا لا تزن الأمور كما يجب
تحدث مصطفى الي رضوى بحدة نابعة من خوفه ان يفقد احدى فتياته قائلا
وانتي كنتي فين سايبه البنات ونازله تشتغلي ومش هامك
صاحت هي الأخرى پغضب وجنون أم ترتعد ان
يمس صغيرتها سوء قائلة
ارحمني ارحمني وسبني في حالي البنت عربية خبطتها وهي خارجة من المدرسة يا غبي أنا همشي وراها وهي في المدرسة وبعدين متتكلمش معايا نهائي انت فاهم أنا بس بلغتك لأنها بټعيط وبتنده عليك مع انك متستاهلش ضافرها هي وأخواتها 
انهت الاتصال پغضب شرس وتركته يسب ويلعن إلى أن تحدثت إليه والدته التي كانت إلى جواره قائلة
يابني هدي نفسك ان شاء الله هتبقى كويسة 
ادعت سوزي القلق فتساءلت بهدوء قائلة
مالها بنتك يا حبيبي طمني 
مصطفى بخفوت عربية خبطتها وهي خارجة من المدرسة
سوزي ألف سلامة عليها
مصطفي انا هنزلك انتي وماما وارحلهم المستشفى
سوزي ليه خدنا نطمن عليها ولا ايه يا ماما
والدة مصطفى اه طبعا مهما كان دول بنات ابني 
مصطفى بتيه ماشي يا ماما ربنا يستر 
أسرع مصطفى تجاه فيصل الذي ابتسم اليه بهدوء قائلا 
اطمن يا مصطفى ربنا كريم
مصطفي طمني يافيصل بنتي حصلها ايه !
فيصل كسر بسيط في رجلها وچرح في راسها بس اطمن الخياطة تجميلية ومش هتظهر بأمر الله 
اومأ اليه مصطفى بعدما وجه اليه الشكر وأسرع لرؤية طفلته
دلف مصطفى الي الغرفة ليجد تقى تئن في ضعف وتسأل والدتها دون توقف قائلة
بابا فين أنا عاوزة بابا 
اقترب من سريرها يقبل كفها بحب قائلا 
أنا جيت يا حبيبة بابا مټخافيش 
تحدثت هي پبكاء حاد قائلة 
رجلي بتوجعني أوي
مسد فوق رأسها بحنو ولم تستطع رضوى البقاء بصحبته فتحركت بخفة خارج الغرفة لكنها تسمرت مكانها عندما وجدت حماتها وسوزي ينظران اليها بتقييم وترقب لتتجاهلهما وتهم بالابتعاد عنهما إلى أن استوقفتها سوزي قائلة 
ايه يا رضوى مش شيفانا
رضوى بحدة بت انتي أنا عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي ومش ناقصة 
والدة مصطفى وهي عملتلك ايه ولا هو شكل للبيع ولا يمكن غيرانة بعد ما عرفتي انها هتجيب لابني الولد 
رضوى بجدية 
تصدقي يا حماتي انتي عاملة زي كفار قريش كانوا زيك كده تمام لما يجيلهم بنت يروحوا يدفنوها 
سوزي لا بجد عيب كده مصطفى لو عرف مش هيسكتلك وبعدين ليه الغيرة بتاعتك دي مش ذنبي ان جوزك مكتفاش بيكي وحبني واتجوزني 
رضوي البنات الرخيصة اللي زيك متعرفش يعني ايه حب مصطفى في الأول والأخر راجل أي ست هتعرض عليه نفسها ممكن يضعف والعيب مش عليه لوحده العيب علي خطافة الرجالة اللي شبهك وابعدي عني بدل ما اڤضحك في المستشفى واخلي اللي ما يشتري يتفرج عليكي 
ابتعدت رضوى وصدمت والدة مصطفى كليا فقد اعتادت أن تصمت رضوى مهما ألقت اليها من كلمات سامة بينما التفتت سوزي خوفا أن يستمع مصطفى إلى ما قالته وقد حذرها مسبقا أن تصطدم بأي طريقة كانت معها 
علي مقربة منهن كانت كاميليا تراقب الموقف بشيء من الحيرة لا تعلم لم شعرت بالاشمئزاز هكذا من سوزي وما قالته وهل تختلف هي عن سوزي كثيرا نفضت عن رأسها تلك الهواجس وأكملت مسيرتها لمعاينة إحدى حالاتها المړضية 
الفصل السابع
أرسلت إليه رسالة خالية مما كانت تغرقه به من قبل رسالة بلا ابتسامة من أحرفها بلا روح كحالها تخبره بحاجة أطفالها إلى القسط الخاص بالسنة الدراسية الجديدة
لم ينتظر بل هاتفها على الفور قائلا
فلوس ايه يا همس انت من امتى بتستأذني قبل ما تاخدي فلوس
اجابته بهدوء كل حاجة اتغيرت وهتتغير لازم تبقى عارف التزاماتك 
فيصل على أساس ان ولادي مثلا هسمح لحد غيري يصرف عليهم
همس لأ اطمن أنا واثقة ان الماديات مبتفرقش معاك بس ده ميمنعش اننا نتفق على أسلوب للتعامل ما بينا منعا للمشاكل
فيصل بجدية مصاريف المدارس بكرة هتدفع كاملة يا مدام وبالنسبة لتلميحك فياريت تعقلي وتبعدي عن تفكيرك حكاية اننا نبعد عن بعض دي
همس بهجوم وحدة
احنا لا هنبعد ولا هنقرب أنا همحيك من حياتي نهائي فاهم يعني ايه تنسى انسان وهو موجود قدامك أنا هعتبرك ولا حاجة يا فيصل صدقني مفيش راجل على وجه الأرض يقدر يذلني ولا يكسرني وبكرة تشوف بعينك
ابتسم ساخرا من ټهديدها وبداخله يرتعد من اصرارها لكنه ادعى التجاهل قائلا
لو اياد جنبك هاتيه اكلمه 
بحثت بعينيها عن طفلها وما إن وصلت إليه منحته الهاتف واسرعت تبحث عن منفذ تتنفس من خلاله وكأنها حرمت من نسيم الحياة منذ سنوات
انهكت همس حالها في تنظيف البيت ربما يجرفها الإجهاد بعيدا عن ازدحام افكارها المؤلمة ولكن دون فائدة لم تجد لها ملاذا سوى صديقتها الوحيدة مودة فهرولت إلى مهاتفتها علها تنجدها مما تعانيه 
تحدثت إليها مودة بسعادة قائلة
أخيرا افتكرتيني ياهمس انت فين يابت وبتصل عليكي مبترديش!
همس بصوت متعب 
أنا كويسة الحمد لله بس محتاجة اشوفك يا مودة تقدري تجيلي النهاردة!
مودة في ايه ياهمس صوتك ماله
همس نفسي اتكلم مع حد نفسي ارتاح يامودة بس مليش حد بعد مۏت بابا وماما 
مودة بحب جيالك ياهبله أنا في مول العرب يعني قريبة منك ساعة واكون عندك
قصت همس علي مسامع مودة ما حدث وما فعله فيصل وبقيت إلى جوارها عدة ساعات الي أن تحدثت الي صديقتها
بصوت ذبيح
ممكن تاخدي الولاد عندك النهاردة خاېفة عليهم مني ومن احساسي بالقهر يا مودة نفسي ابقى لوحدي النهاردة ممكن
اجابتها بحب
من عنيا طب ما تيجي انت كمان ونقضي يوم جميل سوا متقعديش لوحدك 
همس وقد اوشكت طاقتها علي الهرب
لا مش هقدر سامحيني
ابتسمت الصديقة المخلصة بحزن مؤلم وتحركت في صمت تصطحب الطفلين اللذان يتطلعان الي أمهما بتعجب فتلك المرة الأولى التي تسمح لهما بالمبيت خارج البيت
استوقفت همس ولديهما وهرولت اليهما تضمهما بحب وقوة قائلة
أسفة حبايب ماما أول واخر مرة أسيبكم النهاردة بس لأني تعبانة ماشي 
بعدما تأكدت من مغادرتهم أسرعت الي غرفتها بحثت عن ألبوم صورها الخاص الذي تخلد بداخله لحظاتها المميزة مع فيصل 
انتزعت الصور وكأنها تساعد قلبها على انتزاع ما غرس بداخله من عشق لمن لم يصون الود 
مزقت صورهما بقوة واهنه وكأن يداها عاجزة عن إيذاء تؤام الروح كما كانت تسميه 
نظرت الي صورة تختلف كثيرا عن باقي الصور ربما كان ذكراها ذات مغزى أخر وبكت واشتد نحيبها وكأنه بركان في أوج ثورته ثم ما لبثت أن ابتسمت پانكسار قائلة
ليه يا فيصل ليه معقول قدرت تدبحني بالشكل ده معقول كل الناس كانت شيفاك صح وأنا غلط!
عادت بذاكرتها الي أول لقاء جمعهما سويا بعدما تسرب إلى كليهما مشاعر بريئة 
عودة بالزمن إلى الوراء
جلست همس بالمقعد المقابل لفيصل الذي تحدث بحرج قائلا 
أكيد انت مستغربة
 

تم نسخ الرابط