روايه بقلم رحمه السيد

موقع أيام نيوز

بصوت حاولت جعله ثابتا
ده كان بيرسملي بس وآآ.... مكنش ! 
أصبح أمامها مباشرة ليظهر ضؤل جسمها أمام ضخامة جسده ليمسك فكها بقوة صارخا فيها بحدة أبرزت تلك المشاعر التملكية المتقدة
إنتي مراتي يعني مفيش مخلوق مكتوب في البطاقة ذكر يشوف سنتي منك فاهمة ولا أفهمهالك بطريقتي!
دفعت يده عن

فكها بقوة ثم رفعت عيناها البنية التي شابهت لون القهوة لتردف بصوت عالي مغتاظ
أنت بتزعق كده ليه هو انا عملت إيه لكل ده!
ليرفع بدر حاجبه الأيسر متهكما
لا ابدا معملتيش انا بس دخلت لاقيتكم بتقرأوا اذكار الصباح مع بعض !!
ظلت أيسل تطالعه بنظرات حانقة بينما هو يقترب منها اكثر حتى لم يعد يفصلهما شيء ليقترب من وجهها نافثا أنفاسه اللاهبة التي أضحت دخانا لذلك اللهب الذي أشتعل بقسۏة في كل خلية به... ليستطرد بعدها بخفوت حاد امام وجهها مباشرة
انتي بتحبي كده صح
حدقت به پذعر وهي تسأله بنصف عين
كده إيه!! 
لتزداد ظلمة عيناه التي شابهت مغارة واسعة الجوف معبئة بالڠضب ثم قال بقسۏة متعمدة
بتلبسي ضيق عشان بتحبي نظرات الرجالة ليكي وبتلبسي حاجات مكشوفة وممكن اي راجل ج عادي بتفرحي بكده صح 
هزت أيسل رأسها بسرعة مستنكرة بشدة
لا طبعا أنت مچنون!! 
ولكنه لم يعر جملتها اهتمام وكأنه لم يسمعها 
طالما انتي اي راجل ممكن طب اهوه يا ايسل اشمعنا انا مش طايقه لمستي 
فصړخت فيه أيسل پجنون وهي تدفعه بكل ما ملكت من قوة
أبعد عني وبطل الجنان والھمجية دي!
وقف بدر مكانه يلتقط أنفاسه اللاهثة محدقا بها بصمت لم يطول حينما نطق بصوت أجش يسألها
انتي مسلمة ولا لا 
إتسعت عيناها وهي تحملق به كأنه مچنون ثم ردت باندفاع
طبعا مسلمة! 
عاد بدر يسألها بهدوء حاد
إيه الدليل 
إيه الدليل على إيه!! 
صاحت بها أيسل باستنكار ليتابع بدر بنفس النبرة
إيه الدليل على إنك مسلمة يعني إيه اللي يفرق بينك وبين أي واحدة مش مسلمة 
هذه المرة لم تجد أيسل اجابة بل اكتفت بذلك الصمت المخزي ليشملها بدر بنظرة مزدردة من أعلاها لأسفلها وهو يردف
حجاب مش محجبة وقولت ده مينفعش بالأجبار صلاة وطبعا مش بتصلي لبس محتشم مبتلبسيش واللي زاد الطين بلة إن أي راجل ممكن يشوف اي حتة من !! 
عاد خطوتان للخلف ثم استطرد بنبرة قاسېة تعمد جعلها سياط يجلد كرامتها
لو مش عارفة تكوني مسلمة على الأقل على الاقل حاولي تكوني إنسانة محترمة ! 
ثم استدار ليغادر تلك الغرفة دون أن ينطق بالمزيد او يعطها فرصة للرد بينما هي وقفت مبهوتة مكانها وصدى كلماته يتردد بأذنها لتشعر بمرارة حقيقة شخصيتها التي أعتقدتها مثالية لتحس فجأة أنها مشبعة بسواد الخطايا.....!!
بينما في تلك القرية..... 
تحديدا في غرفة يونس وليال...
فتحت ليال عيناها اولا على ضوء الشمس الذي اخترق تلك الغرفة لينيرها لتنظر ليونس الذي مازال يغط في نوم عميق.. 
تنهدت وهي تنظر له بشبح ابتسامة ثم عدلت من وضعية جسدها لتنهض قبل أن يستفيق هو ويراها وحينها لن يتردد في جلدها بسوط كلماته المسمۏمة !!...
توجهت نحو المرحاض لتغتسل ثم تتوضأ كعادتها ثم أدت فريضتها لتنزل بإسدال الصلاة للمطبخ في الأسفل.... 
نظرت لورد التي ابتسمت لها باتساع ما إن رأتها وصاحت بود
ازيك يا ليال
فردت ليال بهدوء
انا كويسة الحمدلله انتي عامله إيه 
الحمدلله اخيرا قررتي تنزلي تقعدي معانا بدل ما انتي حابسه نفسك معظم الوقت في اوضتك
فابتسمت ليال بهدوء وهي تخبرها
معلش يا ورد انا نازله اخد قهوة ليونس
فعقدت ورد ما بين حاجبيها وهي تحايلها
طب طلعيها وانزلي اقعدي معايا شوية انا حتى ماشية كمان شوية وهيبقى صعب اجي بعد كده كتير
اومأت ليال برأسها موافقة
حاضر والله هحاول صدقيني ولو مقدرتش أنزل اعذريني بس انا حاسه اني مش متظبطة انهارده
اومأت ورد برأسها ثم تربت على ظهرها بحنو متمتمة
ربنا يريح قلبك يارب يا حبيبتي
بعد قليل....
دلفت ليال الغرفة ممسكة بكوب القهوة بين يداها لتجد يونس جالس على الفراش ممسكا برأسه بين يداه والألم يستوطن قسمات وجهه فاقتربت منه ببطء متنهدة قبل أن تهتف برقة
صباح الخير يا يونس
وكما توقعت لم يجيب يونس ولم يعرها اهتمام اصلا وكأنها شفافة لتتقدم منه ثم مدت يدها له بالقهوة وهي تقول
دي قهوة عملتهالك عشان تفوق ولو حاسس إنك لسه مش مركز ممكن ماتنزلش تفطر معاهم وأقولهم إنك تعبان 
إنتشل منها يونس كوب القهوة وهو يتابع بجفاف
متتدخليش في اي حاجة تخصني فاهمة!
لم ترد ليال وإنما اكتفت بتنهيدة عميقة وهي تراقبه يشرب تلك القهوة وما إن أنهاها نهض لتمسكه هي بتلقائية عله يترنح كما أمس ولكنه نفض يداها عنه پعنف وهو يزمجر فيها بقسۏة أنبأتها أن تلك

الشياطين عادت لمكمنها داخله
قولتلك قبل كده ماتلمسنيش هو انتي مابتفهميش عربي!!
فانفعلت ليال للمرة الاولى لتهدر فيه بعصبية نالت منها ومن البرود الذي كانت تتمسك به حيال معاملتها ليونس
لا بفهم عربي بس اللي أنت مش عايز تفهمه إني مش عبده عندك تقرب مني بمزاجك وتعاملني زي العبيد بمزاجك
هو ده اللي عندي طالما مش عايزه تغوري من حياتي وهتفضلي مراتي يبقى انا حر أقرب منك أبعد اعمل اللي اعمله! 
ظلت ليال تتنفس بصوت عالي وهي تحدق به دون أن ترد بينما هو اشتدت قبضته قسۏة حينما تذكر ليلة أمس ليتابع بخشونة حملت لونا واضحا من الندم
أنا كنت شارب ومش واعي اصلا امبارح
فردت ليال بتلقائية مستفزة كعادتها
ده ياريتك تبقى شارب دايما عشان تبقى هادي شوية وتبطل همجية
لأول مرة في حياتي اشرب القرف ده بسببك.. كل البلاوي دخلت حياتي بسببك لما انتي ډخلتي حياتي
ملعۏن ابو المكان الاسود اللي جمعني بيكي يا شيخه! 
إيدك اټجرحت 
دفعها للخلف بعيدا عنه وهو ينتشل يده من بين يداها مرددا بثوران غاضب
قولتلك ماتلمسنيش ابدا 
دون أن تشعر وبحركة مباغتة داست ليال على قطعة زجاج فصړخت پألم وهي تمسك قدمها ليغادر يونس دون أن ينطق بحرف اخر متجاهلا اياها تماما..... 
فجلست هي على الفراش تحاول إخراج تلك الزجاجة من قدمها وهي تهمس بصوت اختنق بالبكاء
يارب انا تعبت يارب ازرع حبي في قلبه يارب!
بعد يوم آخر.... 
في القصر.....
دلف حارس القصر ليتقدم نحو فاطمة متمتما بصوت جاد حذر
ست فاطمة في ست وراجل برا بيقولوا عايزين حضرتك
وقفت فاطمة تعدل من حجابها لتخفي خصلاتها البيضاء التي تبرز كبر سنها قبل أن تقول في هدوء ووقار
دخلهم يا حسن بس ماتسيبهمش يدخلوا لوحدهم ادخل معاهم انت واي حد تاني من الشباب وخلي نسمه تنادي أيسل وبدر
تحت امرك يا ست فاطمة
قالها وقد اومأ مؤكدا لها برأسه قبل أن ينصرف ملبيا اوامرها وبالفعل بعد دقائق معدودة دلف كلا من طه و زوبه متفحصان القصر بأعين جائعة كالعادة لا يملؤوها سوى حفنة من التراب الأسود..!
في نفس اللحظات التي أتى بها كلا من بدر وأيسل فوقفت أيسل تطالعهم بنظرات مزدردة وكأنها تشمئز من كونهم والديها كادت زوبه تقترب منها بحنان وحزن مصطنع وهي تتمتم
أيسل حبيبتي 
فعادت أيسل خطوتان للخلف تهز رأسها نافية بحدة كارهه
ماتقربيش مني 
وقفت زوبه مكانها بإحباط لتمثيلها المكشوف للجميع فنطق طه بصوت أجش موجها حديثه لفاطمة
قولتي لأيسل إن اهلها جايين ياخدوها ولا لأ يا حجه 
فردت فاطمة بحدة
أيسل مش عايزه أهل غير اللي اتربت معاهم مش اللي بيعتبروها غلطة وما صدقوا تاهت منهم ورفضوا يقابلوني حتى لما لقيتها وهي عيله ٤ سنين!! 
فأشار طه بيداه بټهديد مبطن
يبقى البوليس هو اللي يحكم بينا يا خطافة العيال! 
حينها تدخل بدر ليجذب أيسل من خصرها بقوة ليلصقها به وقد أحس بتلك الرجفة التي هاجمت أيسل ما إن أحاطها بذراعاه يضمها له بقوة فيلبي طلب جسده الذي احترق بالشوق ليفعل ذلك بعد أن كانت تقاطعه تماما منذ اخر مرة تشاجرا بها ذلك اليوم....!!
ثم هتف بخشونة وصلابة
أيسل مراتي ومش هتروح في حتة ومحدش يقدر ياخدها ڠصب عني! 
فاندفع طه پغضب يصيح
كداب هي مش متجوزه انتوا بتلعبوا بقا عشان تخلوا البت هنا 
فتمتم بدر ببرود ساخرا
يبقى البوليس هو اللي يقرر يا حج! 
ولكن دون مقدمات وجدوا أيسل تهتف بما أصابهم پصدمة جمدتهم مكانهم جميعا بما فيهم بدر الذي تجمد مكانه يحدق بها

بعينان محتقنتان
انا هروح معاهم! 
و.............................
الفصل السادس 
الصدمة شلت تلك الحروف التي كادت تتقافز من حافة شفتا فاطمة فبقيت تحدق بها مبهوتة وهي تردد أسمها بسؤال متواري خلف حروفه
أيسل! 
فابتلعت أيسل ريقها وهي تدير رأسها متابعة
ده قراري انا هروح معاهم 
فأمسك بدر ذراعها يضغط عليه بقوة وهو يهتف من بين أسنانه بحدة
إيه اللي انتي بتقوليه ده تروحي معاهم فين انتي مچنونة!! 
ايوه مچنونة 
قالتها وهي ترمقه بنظرة حادة توازي حدة نظراته التي كانت شعلة يتعالى وهجها الملتهب بين تلك الظلمة بعيناه فيما نطق طه بسعادة أبرزتها حروفه الخبيثة قائلا
هو ده الكلام أنا كنت واثق إنك مش هتمشي أمك وابوكي مكسورين الخاطر يا أيسل
طالعتهم أيسل بنظرات إنصهر بين بركانها الحقد والاشمئزاز... ليتهم لم يكونوا أهلها... ليتهم لم يعودوا ابدا...! 
لوت شفتاها بعدها وهي تردد متهكمة بمرارة
أمي وابويا !! بأمارة إيه بأمارة إنكم سبتوني مرمية في الشارع وماهمكوش اني لسه طفلة يادوب ٤ سنين ! 
ثم اقتربت خطوة من والدتها التي تنظر لها بصمت تبحث بين سطور عيناها عن حرف واحد يخبرها أنها تشتاقها... أنها تألمت لفراقها... أي شيء يطفئ تلك النيران الحاقدة التي تستعر داخلها بقسۏة... ولكنها لم تجد... لم تجد سوى عينان خاويتان منزوعتان الحنان فبدت لها كالصحراء الجرداء المشاعر...!!! 
ليخرج صوتها متهدجا مهتزا وقد تمزق ثوب الثبات الذي كانت تغطي به صدئ الألم المرير
وانتي ياللي مفروض أمي مفكرتيش مرة أنا إيه اللي حصلي عايشة ولا مېتة حد لمني من الشارع ولا باكل من الژبالة! بتغطى في الشتا ولا مرمية في الشارع تحت المطره ماصعبتش عليكي ابدا ولا حسيتي بشفقة ناحيتي حتى 
للحظات نبضت ملامح زوبه بالتأثر وقد أطلقت مشاعر الأمومة نبضة صغيرة تنفي تجردها منها حينما قالت بتردد
انا كنت بدور عليكي يا أيسل بس....آآ... 
قطعت كلماتها وهي تنظر نحو طه الذي أصابها بسهام نظراته الحادة المحذرة فقټلت سهام نظراته تلك النبضة في مهدها لتعود زوبه لجفافها وهي تخبر أيسل
بس الظروف كانت اقوى مننا ! 
ضحكت أيسل دون مرح ورددت
الظروف!! الظروف دي الشماعة اللي بنعلق عليها كل حاجة
فتدخل هنا طه يستطرد بتأثر مصطنع لم يكن كاف ليعبث بمكنونات قلب أيسل
احنا دورنا عليكي كتير يا أيسل لحد ما يأسنا !
إنقشعت كل قشرة برود كانت تغطي أيسل لتتناثر بوجهه حينما صاحت فيه پجنون
كداب محدش دور عليا حتى لما أمي راحتلكم الكباريه القذر بتاعكم مارضيتوش تقابلوها
فهز رأسه نافيا بسرعة
كدابة ماحدش جالنا 
حينها تدخلت فاطمة مسرعة مذهولة من ذلك الرجل الذي لا يمل الكذب والمكر والتلاعب
اتقي الله والله العظيم حلفان يحاسبني عليه ربنا إني روحتلكم و...... 
فقاطعتها أيسل بصوت صلب
تم نسخ الرابط