قصه حقيقيه للعبره
قصة حقيقية
مر وقت طويل إلا أنّ الأحداث لازالت عالقةً في مخيلتي ..عندما كنت في الصف الخامس الإبتدائي لم أكن أعرف من الدنيا سوى اللعب والفرح .. إلى أن جاء ذاك اليوم الذي غير لي هذا المفهوم ..
حل الليل ولم يعد أبي إلى البيت.. سألت أمي:
أين أبي ؟!
أجابتني إنه بالسجن.. !!
لم أعرف السبب بالتفصيل إلا أنني فهمت حينها أنه سُجن ظلماً..وكان كبش فداء لمن هم أقوى منه.. ولايهمني معرفة التفاصيل لأن أبي هو أعظم أب بالوجود وأنا على يقين أنه كان مظلوما..
مرّت الليالي ثقيلة على قلبي ..ثقيلة جدا.. في كل يوم أنام وأنا ابكي والعبرة تخنقني.. لم أستطع البكاء بصوت مرتفع لأن حال أمي يرثى لها ..وماكنت أريد أن أتعب قلبها أكثر.. فهمومها تكفيها..
كتبت صورا مطابقة عنها وأرسلتهم مع أمي كي يراهم أثناء الزيارة..
في يوم ذهبنا من المدرسة إلى السجن لنزوره.. لن أنسى كيف خبأنا الفطائر بأكياس تحت أكمام اللباس المدرسي لنستطيع أن ندخلها لأبي دون أن يرانا الحارس.. عندما وصلنا إلى الشباك الذي يفصل بيننا وبينه انتشرت قشعريرة بجسدي أصابني الذهول وأحسست ببركان في قلبي..هل هذا هو أبي؟؟! لقد تغير كثيرا وجهه أصبح شاحب وعيناه الجميلتان حمراوان ! يبدو عليه الحزن والقهر ..
آااااه يا الله!!!
لم أستطع منع دموعي من الإنحدار وتواريت خلف أمي كي لاينتبه.. لكنه رآني ..وبكى!!! ليتني مت وما نزلت دموعك يا قلبي..
عدنا إلى البيت وأنا مکسورة.. زاد قهري؛ وغصتي صارت أكبر.. كلما حاولت النوم أتذكره خلف الشباك.. أبكي وأبكي بخنقة تكاد تقتلني حتى أغفو …
ليتني استطعت البكاء بصوت عال كي يرتاح قلبي.. بقي فؤادي موجوع ..حتى عدت يوما إلى البيت وكان أبي موجود..!
عاد الأمان إلى روحي بعودته وأحسست أنني عشت من جديد..
حفظك الله يا سندي ..
العبرة:
لاتحبسوا الدموع عند الضيق دعوها تنزل عساها تغسل قلوبكم من الهموم والأحزان ….جميلة قري