روايه روعه بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
تانى ببطء برضة على عشر تكبيرات ..أتفقنا
نظرت له بدهشة وقالت
ازاى يعنى
قال بابتسامة عذبة
يعنى ياستى بدل ما نقول نرفع رجلينا ببطء على عشر عدات أو عشر دقات ..لاء أحنا هنعمل التمرينات على ذكر الله وكده التمرينات يبقى فيها بركة وفى نفس الوقت أخدنا ثوابها
أبتسمت عبير من خلف نقابها وتبادلا أمها وأبيها النظرات وألتفتا مرة أخرى إلى الدكتور بلال وهو يقول
وبدء فى رفع ساقه ببطء قائلا
سبحان الله ...سبحان الله ...سبحان الله ....
ثم أعادها إلى حيث كانت مرة أخرى ببطء أيضا وهو يقول
الله أكبر... الله أكبر .... الله أكبر....
جاهدت عبير لفعل ما أمرها به ولكنها كانت خجلة وهى تسبح وتكبر بصوت هامس وخجول
كان بلال يتابعها فى صمت وهو يستمع إلى صوت تسبيحها الهامس وتكبيرها الخفيض شعر بصوتها يسرى بداخله ويتغلل بين جنباته يسبح بين طيات قلبه بانسيابية ويسر أفاق من شروده على صوتها الخجول وهى تقول بأجهاد
رفع رأسه لها منتبها ثم قال وهو ينهض مبتعدا
لاء هنكرره تانى ...
جلس خلف مكتبه وتركها تكرر التمرين وحدها وأخرج بعض الصور الملونة المطبوعة بحرفية وقدمها لوالدتها ووالدها قائلا
دى صور لبعض التمارين المهمة ..لازم تعملها بمساعدة حد فى الأول
نظر إلى والدتها قائلا
أنتهت الجلسة على وقت أذان العشاء ذهب بلال ووالد عبير إلى الصلاة بينما صعدت عبير وأمها إلى أم بلال التى كانت تنتظرهما فى شقتها وقبل أن يطرقوا الباب قالت عبير هامسة لوالدتها
هو فى ايه يا ماما من أمتى وانت بتحبى الحجامة
طرقت أمها الباب وهى تضغط على يدها قائلة
وضعت أم بلال أكواب العصير مرحبة بالزائرتين وبدأت فى وضع الكاسات الهوائية فى أماكن معينة فى جسد عبير وهى تتفحص وجهها وجسدها بنظرات خبيرة قائلة
ماشاء الله يا عبير انت زى القمر
أبتسمت عبير فى خجل ولم ترد فقالت أمها و قد لمعت عينيها بسعادة
عبير طول عمرها مهتمة بنفسها بس البتاع اللى حاطاه على وشها ده هو اللى مخلى محدش بيشوفها ولا يعرف شكلها ايه
اللى يستحق يشوفها ويشوف جمالها هو اللى ربنا كاتبله يبقى جوزها مش الناس اللى ماشية فى الشارع يا ست أم عبير
ثم رفعت رأسها لعبير قائلة
يالا بقى علشان أعملك حجامة على ضهرك كمان بالمرة كده
أحمر وجهها وهى تقول بحياء
لا معلش يا طنط مش هينفع اقلع البلوزه
دى ست زيك يا عبير هتكسفى من الستات برضه
هزت عبير رأسها وقالت معاندة
معلش بجد مش هينفع مقدرش والله
كادت أمها أن تعترض ولكن أم بلال منعتها قائلة بحسم
خلاص يا بنتى مفيش مشكلة .. لما نعرف بعض كويس مش هتتكسفى مني
أزالت الكاسات عن قدمها ومسحت بعض الډماء وهى تسمع أم عبير تقول متسائلة
هو اللى بيعمل الحجامة دى لازم يكون متخصص
قالت أم بلال باهتمام
بلال هو اللى علمهالى بما أنه دكتور .. ساعتها قالى أن فى دورات بتتاخد فيها واللى بيدى الدورات دى دكاترة واللى بياخد الدورات دى بيبقى معاه شهادة معتمدة أنه عنده علم بيها لأن فى أماكن فى الجسم خطړ أى حد كده يقرب منها لازم يكون دارس.
بعد أنتهاء صلاة العشاء عدلت عبير هندامها ووضعت غطاء وجهها وأنتظرت حتى أنتهت الصلاة وانصرفت بصحبة أمها مودعة أم بلال التى ودعتهم بابتسامة متفائلة على وعد باللقاء
أحتضنت دنيا أم فارس وهى تقبلها هى ووالدتها و تعزيهما فى فقد الزوج والوالد والركن الشديد ومظلة الحماية لعائلتهم الصغيرة وبعد وقت قصير باغتتهم والدة دنيا بقولها
ها يا فارس حددت معاد مناسب ولا لسه
نظر إليها فارس منتبها لكلماتها وتبادل نظرات صغيرة مع والدته ثم نظر إلى دنيا وقال
رأيك ايه يا دنيا وأيه المعاد اللى يناسبك
قالت دنيا متلعثمة وهى تتجنب النظر إلى عينين والدتها المصوبة إليها بحدة
المعاد اللى ماما تحدده
حاول فارس أن يخفى ابتسامته فهى غير مناسبة للموقف وقال
أول ما اخلص امتحانات الماجستير على طول .. كويس
ونظرت والدة دنيا إلى والدة فارس تسألها
أيه رأيك يا حجة
قالت أم فارس مرحبة ومندهشة فى نفس الوقت
كويس أوى
ظهرت علامات الأرتياح على وجه والدة دنيا ونظرت لفارس وقالت بصدق
كتب الكتاب هيبقى على الضيق كده.. فى البيت يعنى.. متفتكرش انى طالبة منك فوق طاقتك .. وأنا عن نفسى مش عاوزه غير أنى اطمن على بنتى أنى لو مت وسبتها تبقى مع راجل يقدر يحميها ويتحمل مسؤليتها والحاج الله يرحمه كان دايما بيقول عليك قد المسؤلية
لمعت عينى فارس تأثرا وأطرق برأسه حزنا على فقد هذا الرجل الذى كان يتمنى أن يمتد به العمر أكثر ليثبت له أنه عند حسن ظنه به بينما قالت والدته
الله يرحمه
أخبرته والدة دنيا برغبتها فى بقاء دنيا معها هذه الفتره وبعدم رغبتها فى عودتها للمكتب وطمئنها فارس بموافقته وأن الدكتور حمدى ليس لديه أى مانع وأنه يقدر ظروف دنيا بعد ۏفاة والدها.
جلس بلال إلى والدته بعد عودته ليلا وعلى وجهه سعادة كبيرة لما يسمعه منها عن عبير ووالدتها وقال بلهفة
بجد يا أمى يعنى انت فعلا حسيتى انها مرتحالى .. طيب افاتحهم فى الموضوع أمتى
ضحكت والدته وهى تقول
ومالك مستعجل أوى كده ده انت يدوب شفتها كام مرة
ثم ضحكت مرة أخرى وهى تستدرك
قال شفتها قال
ضحك بلال لدعابة والدته وقال
أنت بتقولى فيها يا أمى ..أنا فعلا شوفتها بقلبى وعقلى.. متقدريش تتصورى يا أمى هى حيية وخجولة وبتحافظ على نفسها قد أيه.. ودى أول حاجة شدتنى ليها حتى من غير ما اقابلها اصلا
ربتت على ساقه وهى تقول مطمئنة
متقلقش سيب الموضوع على الله ثم عليا.. لو تحب أروح اخطبهالك النهاردة قبل بكره
فرك كفيه قلقا وهو يقول
أنا بس عاوز أتكلم معاها علشان أعرف شوية حاجات تهمنى كده وده ان شاء الله يحصل فى الرؤية الشرعية
بس يابنى هنروح نتقدم كده مش نستنى لما تخف الأول طيب
أبتسم بلال ابتسامة ذات
معنى وهو يتمتم
ماهى لما تبقى مراتى هعرف اعالجها بضمير
وقفت عزه ليلا فى نافذتها تتطلع إلى بداية الطريق عن كثب وتتأمل المنعطف الذى يجتازه عمرو يوميا فى نفس الميعاد عائدا من عمله ظلت تنظر لساعة يدها بين كل دقيقة وأخرى فى قلق وهى تتمتم بقلق
أتأخر أوى النهاردة
سمعت صوت أنثوى من خلفها يقول
سبحان الله له فى خلقه شئون
ألفتت عزة إلى عبير وعاودة النظر من النافذة مرة أخرى إلى تلك البقعة الفارغة والتى تنتظر عمرو ليمر بها وكانهما على موعد وقالت
بطلى التلميحات دى يا عبير
ضحكت عبير وهى تقول
صحيح والله الممنوع مرغوب..الراجل كان بيتمنالك الرضا ترضى وكنت حتى مبتفتكريش شغله الصبح ولا بالليل ..أول ما يديكى الوش الخشب تبقى هتموتى عليه وعارفة مواعيد رجوعه بالظبط
قالت عزة بتوتر دون أن تنظر إليها
أنا مش ھموت على حد على فكرة.. أنا واقفة عادى
قالت عبير وهى
تومأ برأسها ساخرة
صح وانا مصدقاكى
ثم قالت مردفة
على فكره بقى اللى بيحصل ده فى مصلحتك والله
لمعت عينيى عزة بالدموع
متابعة القراءة