روايه روعه بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

عليها مسرعا والشرر يتطاير من عينيه وهو ينظر لمحمود وقد احتقن وجهه أصفر وجه محمود عندما رأى فارس فى هذا الوضع وتسمر مكانه أمسك فارس بتلابيب محمود وقال زاجرا
أنت راجل انت ! .. ده بدل ما تحميها
أقترب عمرو فى سرعة وخلص أخيه من قبضة فارس وهو يقول
معلش يا فارس أمسحها فيا
ثم نظر لمحمود مؤنبا وقال
كده يصح يا محمود برضة
شرعت مهرة فى التدخل ولكن فارس نظر إليها بصرامة أخافتها وصاح بها
أمشى اطلعى على البيت وحسابى معاكى بعدين
خاڤت مهرة وهرولت إلى المنزل سريعا أطرق محمود رأسه أرضا وهو يقول
أنا مكنش قصدى اعاكسها.. أنا كنت عاوز اقولها انى عاوز اخطبها .. وهى كانت مش عاوزه تسمعنى
أمسكه فارس من ملابسه مرة اخرى وقال بعصبية
تخطب مين يلا ..مش لما تبقى راجل الأول وتحافظ على بنات الناس
تدخل عمرو مرة أخرى وخلص أخيه وهو يحاول تهدأت فارس الذى أفلته وتوعده بعينين تشعان ڠضبا وقال بلهجة صارمة 
أنا مرضتش أمد أيدى عليك علشان خاطر عمرو بس ..لكن لو الموقف ده اتكرر تانى محدش يلومنى على اللى هيحصلك ..على الله تقرب منها تانى ولا حتى تيجى على بالك.. أنت فاهمنى يلا ولا لاء
قال كلمته الأخيره وتركهم وانصرف فى ڠضب هادر نظر عمرو إلى أخيه محمود وقال بجدية
من أمتى واحنا بنعاكس البنات فى الشوارع يا محمود.. عيب يا أخى ده انت حتى صاحب أخوها يحيى
قال محمود بضجر وهو يلوح بيديه
وهو ماله هو أبصلها ولا افكر فيها ..هو كان ولى أمرها وبعدين انا غرضى شريف وهخطبها يعنى هخطبها
دفعه عمرو من كتفه باتجاه البيت وهو يقول
طب امشى بقى فورت دمى
وتركه وأنصرف فى طريقه وهو يتمتم 
أيه البلاوى دى .. أروح للموزة بتاعتى ازاى وانا دمى فاير كده
دلفت مهرة باب شقتها وأغلقت الباب خلفها وهى تضع يدها على صدرها الذى كان يعلو ويهبط بسرعة وقد تلاحقت أنفاسها بشدة كأن أسدا كان يلاحقها أقبلت عليها والدتها مسرعة وهى تنظر لها بلهفة وقالت 
مالك يا مهرة فى حد بيجرى وراكى
حاولت ألتقاط أنفاسها وقالت وهى تجلس على أقرب مقعد
فارس شاف محمود وهو ماشى ورايا وكان هيضربه
محمود مين صاحب يحيى!.. وكان ماشى وراكى ليه ده وعايز منك ايه
بيقولى عاوز يخطبنى
جلست أم يحيى أمامها وقالت بتفكير
هو قالك كده !.. طب ازاى ده لسه طالب فى الجامعة
نظرت لها مهرة وقالت متبرمة
طالب ولا مش طالب .. أنا أصلا مش طايقاه وهقول ليحيى ميدخلوش هنا تانى
قالت والدتها بسرعة 
أسكتى انت ملكيش دعوة.. أنا هبقى اشوف الحكاية دى
نهضت مهرة وحملت حقيبتها لتدخل غرفتها وهى تقول بحنق
حكاية أيه يا ماما.. ده ولد مش كويس .. وكمان شوفته مرة وهو بيشرب سجاير.. ولو كلمنى تانى هقول لامه
قالت كلمتها الأخيرة بعصبية ودخلت غرفتها نظرت إليها والدتها وضحكت وهى تردد كلمتها الأخيرة
هتقولى لامه !!..هتفضلى عبيطة لحد أمتى يا بنتى
خرجت عزة من غرفتها سريعا عندما استمعت لصوت عمرو فى الخارج وهو يتحدث مع والدها بصوت مرتفع ويضحك بشدة تلك الضحكات التى تأسرها وتزلزل قلبها أصطدمت بوالدتها التى كانت متوجهة للمطبخ أتسعت عينيى والدتها وقالت بدهشة
خضتينى
يا عزة .. بتجرى كده ليه
أرتبكت عزة وهى تقول
مفيش يا ماما.. تقريبا كده حد بينده عليا
نظرت لها والدتها بخبث وقالت
ياسلام ..يابت اتقلى شوية يقول عليكى ايه
ثم أردفت وهى تتجه للمطبخ 
تعالى ورايا خدى الشاى علشان تقدميه .. بدل ما تخرجى زى العبيطة كده
تبعتها عزة وبدأت فى صنع الشاى فدخل والدها المطبخ وقال وهو ينظر إليها
بتعملى أيه عندك.. يالا اطلعى سلمي على جوزك
لم تنتظر عزة كثيرا وانطلقت فى سرعة إلى غرفة الصالون وبمجرد أن اقتربت منها وقفت وهندمت ملابسها وشعرها ثم فتحت الباب بهدوء ودلفت للداخل وقد تعلقت عيناها بزوجها الذى نهض واقفا وعلى شفتيه ابتسامة عذبة مرحة وهو يكاد يلتهمها بعينيه ونظراته المشتاقة خطت فى اتجاهه ومدت يدها تصافحه فتناول كلتا يديها ورفعها لشفتيه وقبلها بشوق ثم وضعها على وجنتيه وهو يقول
وحشتينى جدااا يا حبيبتى
تأملت وجهه وهى تقول بحب
وانت كمان
فرت دمعة من عينيها بدون شعور فمد يده ومسحهما وداعب وجنتيها وهو ينظر إلى عينيها التى تحمل الشوق المختلط بالحزن وقال 
أنا مش هسألك الدموع دى ليه ..أنا عارف انى مقصر معاكى بس والله ڠصب عنى
أبتسمت بأسى وقالت 
حمد لله على سلامتك .. وأوعى تقولى انهم كلفوك بشغل فى حتة تانيهة زى كل مرة
أبتسم وألتفت إلى الأريكة وتناول من فوقها شنطة من الورق الملون المقوى وأخرج منها علبة مستطيلة الشكل صغيرة من القطيفة الحمراء وقدمها لها قائلا
حبيبتى ممكن تقبل منى الهدية البسيطة دى
أخذتها عزة بلهفة وفضتها أمامه واتسعت عينيها وهى تنظر إلى الهدية ثم تنظر إليه
وقالت بسعادة
الله .. برفان !
وضعت منه قليلا على يدها وقربتها من أنفها واستنشقتها بنشوى وهى تقول 
الله دى جميلة أوى يا عمرو ..متشكرة أوى يا حبيبى
أمسك عمرو كفها واستنشقه وهو يغمض عينيه استمتاعا برائحته ثم نظر لها وقال بشوق
البرفان ده ميتحطش غير ليا انا بس.. فاهمة ولا لاء
طرقت والدتها الباب ودخلت تحمل صينية الشاى أخذها عمرو من يدها ووضعها على الطاولة أمامه فقالت
ايه الريحة الحلوه دى
قالت عزة بسعادة
شوفتى يا ماما عمرو جابلى أيه
قالت والدتها وهى تنظر إليهما 
يعيش ويجبلك يابنتى ..
ثم نظرت لعمرو وقالت
عمك بيقول انك هتروح تشوف المحل اللى هتجيب منه العفش النهاردة يا عمرو
لمعت عينيى عزة سرورا وهى تنظر إليه فقال
النهاردة ان شاء الله هروح اشوفه ولو الأمور مشيت فى موضوع القسط ده هاخدكوا بكره ان شاء الله ونروح نتفرج وعزة تنقى اللى هى عايزاه
ثم قال موجها كلامه لوالدة عزة
انا عارف انى طولت عليكم فى موضوع الفرح .. محدش بيكتب كتابه كل ده .. بس خلاص هانت .. أحنا نخلص موضوع العفش فى أسبوع إن شاء الله وبعدين نحدد معاد للفرح
وقصد أن ينظر إلى عزة ويتأمل عينيها فى اهتمام وهو يتابع قائلا
فارس قالى أنه احتمال كبير يدخل على أول الشهر بعد ما يناقش الرسالة على طول وممكن نعمل فرحنا مع بعض
لا يعلم عمرو لماذا كان يبحث عن علامة من علامات الحزن أو الأسى فى ملامحها وعينيها وهو يلقى هذا الخبر ولكنه لم يجد إلا السعادة والفرحة التى اجتاحت ملامح عزة وهى تستمع إلى بشرياته واحدة تلو الأخرى وهتفت قائلة
بجد يا عمرو
ثم عانقت والدتها واحتضنتها بسعادة قطع تصرف عزة هذا وسعادتها الكبيرة بما تسمع الشك باليقين فى قلب عمرو تجاه مشاعر عزة نحو صديقه وقال بمرح 
مش هتغدونا بقى ولا أيه يا جماعة.. أنا واقع من الجوع
تعال اقعد يا فارس
نطق الدكتور حمدى بهذه العبارة وهو يشير إليه بالجلوس وقد بدا عليه الأهتمام الشديد وهو يعتدل فى جلسته ويستند إلى المكتب بمرفقيه ويشبك أصابع كفيه فى بعضهما البعض كانت طريقته توحى بأنه يستعد لإلقاء حديثا هاما مما جعل فارس يشحذ حواسه كلها
وهو ينظر إليه متسائلا وهو يقول
خير يا دكتور.. قضية مهمة مش كده 
أبتسم الدكتور حمدى وهو يهز رأسه موافقا وقال 
أهم قضية فى حياتك
طلت النظرات المتسائلة من عينيى فارس ولكنه
تم نسخ الرابط