روايه رائعه وكامله بقلم نرمين محمود

موقع أيام نيوز

غرفتها تبكي علي عنفه وقسوته معها في أبسط تفاصيل حياتهم...جارية ...جارية عرضها والدها للبيع ودون تعب ...
بعد مرور نصف ساعة جاءتها تلك النغمة التي خصصتها للرسائل ...وبالطبع كانت سببا في تبدل حالها أو نسيان ما حدث مع زوجها لدقائق وهي تعاود قراءة تلك الرسائل مرة أخري ....
دلفت زمزم الي المنزل وهي تدور حول نفسها بسعادة غامرة وتدندن بعض الأغاني الرومانسيه القديمة..اندمجت كثيرا خاصة وأنها تعلم أن السيدة نجاة والسيد قدري خرجا من المنزل حتي يزورا أقاربهم ..فقط سيلين هي من توجد بالمنزل ...فكت ربطة شعرها وأصبحت تتمايل به بسعادة الي أن وقف أمامها وقاص يحدجها بنظرات حاړقة ..
_كنت فين...
وضعت قلبها علي صدرها الذي خفق پجنون عندما تفاجأت به أمامها...
_ كنت ما كان م كنت...وسيبني بقي ف حالي...
وتركته وصعدت علي الدرج...دلفت الي غرفتها واسرعت بخلع ملابسها وتبديلها..اليوم ستظل مستيقظه مع ياسر علي الهاتف حتي ينتهي من عمله الليلي بالمشفي...
أمسكت الهاتف واتصلت به ...
_ زمزم!!...فكرتك مش هتتصلي بيا..
قالها ياسر بدهشة ..
ابتسمت زمزم بحب وهي تقول برقة حقيقية...
_ انا نيتي اني مرجعش ف كلامي وعشان كده اتصلت...انت بقي لو اتصالي مدايقك ف خلاص ممكن اقفل...عاوزني اقفل...
اسرع ياسر يرد عليها بلهفة...
_ لا لا تقفلي ليه ..انا اصلا كنت هكلمك بس اتفاجئت انها جت منك...المهم اكل الحاجة عجبك...
امتعضت ملامح زمزم بعض الشئ عندما تذكرت معاملة والدته لها ولكنها تحملتها فلن تكون اسوء من السيدة نجاة...
توجس ياسر من صمتها ذاك ..ظن أن والدته وبختها بكلامها خاصة وأنها تعلم الموضوع كاملا ...
_ زمزم هي ماما ضايقتك ولا حاجة..
اصطنعت ابتسامة علي ثغرها وهتفت بصوت متداعي...
_ لا لا..بالعكس مدايقتش خالص...انا اصلي عارفة طنط ...تقريبا كده هي مبتاخدش

ع الناس بسرعة بس متقلقش هتحبني أن شاء الله...
زفر ياسر براحة فقد كان قلبه علي وشك التوقف من أن تكون والدته فعلت شئ لا يليق...
بالاسفل وبعد أن صعدت زمزم قام وقاص برمي هاتفه علي الارض الصلبه حتي ټحطم تبعه بالطاولة الموجودة أمامه واسقط ما عليها من تحف غاليه الثمن...
جلس علي المقعد يلهث پعنف وڠضب عارم وهتف بشراسة....
_ تقلي حسابك...تقلي حسابك معايا يا زمزم هتدفعيه أضعاف مضاعفة...صدقيني...
مر اسبوع كامل وهي بعيدة عنه...عن أحضانه..عن عالمه...تركته وذهبت حتي تجلس مع اختها الكبري تمارا...لم تهاتفه مرة واحدة حتي ولو بالخطأ ...
ركب سيارته وأدارها عازما علي تصفية الأمور بينهم حتي لا تتعقد اكثر...خاصة وأن ما حدث لم يكن له ذنبا به..
صعد إلى شقة عابد اولا حتي يستأذنه بالدخول الي منزله...
_ السلام عليكم..
قالها ناير وهي يمد يده حتي يصافح عابد...بادله عابد السلام قائلا..
_ وعليكم السلام...اتفضل يا ناير ادخل...
هز رأسه نفيا وهتف بابتسامة...
_ ربنا يخليك يا درش..انا بس جاي استأذن اني اطلع للمدام بتاعتي لأنها قاعدة ف بيتك..
قطب عابد جبينه قائلا باستغراب..
_ وجاي تستأذن ليه!!...ما هي مراتك ثم إنها اصلا مش قاعدة حبي ديه أصرت انها تدفع حق قعادها رغم أني اصريت بس دماغها ناشفة وانا مش حمل مناهدة ف سبتها ع راحتها...
اومأ برأسه بابتسامة فأكمل عابد...
_ بس انت عرفت منين انها هنا...
ناير بأسف...
_ انت عارف يعني هي مبتكلمش ابوها..ومستحيل تروحله..ومبطقش جوز زمزم ف مستحيل بردوا مفيش غيرك يا عابد...ده غير انك ليك معزة خاصه عندها..وانا مش ناسي انك انت اللي اقنعتها بيا...
ربت عابد علي كتف ناير يحمسه وبريق الخذلان يلمع بعينيه...
_ المهم أن حياتكوا متفشلش...مش مهم خالص مين اللي اقنعكوا ببعض...لان ده مش هيفيد لو البيت لاقدر الله اتهد...اطلعلها يا ناير اطلع...
صعد ناير الدرج وصولا الي الشقة التي تقطن بها زوجته العزيزة دق الباب ...مرت ثوان قليلة ولم يستمع الى صوتها فقط خطواتها التي اقتربت من الباب حتي تتأكد من هوية الطارق... 
_ افتحي يا زهرة...هنتكلم مع بعض بس...
مرت دقيقة ...اثنان..وفتحت الباب مشيرة له بالدخول دون كلمه واحدة...
دلف ناير الي المنزل وجلس علي المقعد منتظرا قدومها ...تحركت زهرة من أمام الباب بخطوات بطيئة مثقلة نحوه ووقفت أمامه حتي تخبره بخفية انه غير مرغوب فيه...
_ عارف انك مش عاوزة تشوفي وشي..بس ياريت تقعدي..عشان احنا لازم نتكلم يا زهرة..
جلست أمامه ببطء ونظرت له بهدوء شديد...
_ عاوز ايه يا ناير..اخر مرة قولتلي هسيبك وهطلقك ...جاي تاني ليه دلوقتي...
ابتلع ريقه بصعوبة وهتف بصوت متحشرج..
_ عاوزك...جاي وعاوزك يا زهرة...صدقيني بعد م قولتلك كده ومشيتي رحت لمأذون...وجهزلي كل حاجة عشان اطلقك غيابي واريحك..بس مقدرتش...مقدرتش...انا بحبك..
دمعت عيناها بلحظة ولم تستطع السيطرة على دموعها فانحدرت لتسقط علي وجنتها وصوتها الباكي يقول...
_ وانا....وانا كمان بحبك يا ناير...بس اللي حصلي صعب...تخليك عني وانا بندهلك وبترجاك تنقذني منهم وانت تقولي اسف.. صعبة...موتتني ...وهما كملوا عليا لما ادمنت...بس الضړبة اللي ضعفتني كانت منك انت...هما كملوا اللي انت بدأته مش اكتر...
بكي هو الآخر حزنا عليها...احس پسكين ينغرز بصدره وهو يستمع الي معاناتها لأول مرة منها...إحساسه بالذنب ېقتله...بالوقت الذي كانت تري فيه العڈاب الوان كان هو يتزوج ...
_ شغلي كان بي...
قاطعته هي مكمله بصوت هادئ باكي...
_ شغلك بيجبرك انك تختاره حتي لو خيروك بينه وبين ابنك...أو بينه وبين عيلتك...بس انا بقولك لا يا ناير...انا مش هعيش كده ..مش هعيش مع واحد بيفضل شغله عليا..مش هعيش مع ناصر النوساني تاني...ناصر بيه سابني لامي ومن امي للمربيات وهو كان مشغول ف الترقيات ويروح هنا وهنا عشان يترقي..لما رفضتك رفضتك عشان شغلك...واللي اقنعني بيك عابد وهو كان السبب أن الخطوبة تطول وتبقي ٦ شهور عشاناتعرف عليك كويس...وساعتها مصدرش منك اي حاجة وحشة...كل حاجة صدرت منك كنت أنا بتمني انها تكون ف شريك حياتي...يمكن انا غلطت ف الحكم عليك واتسرعت...لأنك كنت بتقول كلام وبس...متحطتش ف موقف فعلي ..
جلس علي ركبتيه أمامها يتوسلها حتي لا تتركه..لن يستطيع الحياة بدونها...يريد تعويضها عما اقترفه بحقها ..يريد مواصفات ذلك الشخص حتي يأتي به ويأخذ حقها منه...هي من شاهدته ..
_ صدقيني يا زهرة انت كل حاجة ف حياتي..اديني فرصة..فرصة واحدة بس..خليني اعوضك عن اللي حصلك بسببي..
أشاحت بوجهها الي الجهة الأخري ترفض الحديث في ذلك الموضوع..لم تكذب علي نفسها هي تحبه بل تعشقه..عوضها عن وجود ابيها كان يعاملها كابنته...لم يطالبها بحقوقه ..تركها كما تريد...ذاب الجليد بينهم وبطريقته معها بعد ثلاثة أشهر من زواجهم ...
نهض ناير من مكان وازال عبراته بقوة ووقف أمامها يقول...
_ هترجعيلي يا زهرة...بنتي اللي ربتها علي ايدي مش هتقسي علي ابوها...ابوها انسان وبيغلط وهي لازم تسامحه....
وخرج من المنزل بأكمله تاركا إياها وراءه تبكي على حالهم سويا...فقط لو حاول بث الطمأنينة داخلها بذلك الوقت حتي لو كانت بالكذب..
الفصل السابع عشر...
بالسادسة صباحا دلف ياسر الي المنزل فقد انتهى دوامه ...يضع

يديه علي قلبه من والدته ومن رأيها بزمزم...
دلف الي غرفته الخاصة وذهب في سبات عميق بعد ساعات من الارهاق المتتابع والمستمر ..
استيقظ ياسر من نومه يشهق بمفاجأة فقد سكبت والدته عليه كوب ماء مثلج...
_ قوم..قوملي يا عين امك..هي ديه بقي اللي انت بتفضلها ع ميرنا ...متخشش ذمتي ببصلة حتي...كفاية اوي اللي نعرفه
تم نسخ الرابط