روايه جميله وكامله بقلم نرمين محمود

موقع أيام نيوز

شرودها علي صوت باب المنزل يفتح ويدلف منه عابد وضرتها...اغمضت عيناها بقوة تحاول منع الدموع منهما ..
_ انت قولتي لمين انك جاية لامي ..
قالها عابد بحدة وصوت مرتفع قليلا ...
_ انا مرحتش ف حته انا بس نزلت كام سلمة ...كنت عاوزة اشوف عيالي ...
_ ولو...كام سلمة...كام خطوة حتي ولا يفرق معايا الكلام ده ف حاجة اصلا ..تستأذنيني الاول ..
جاءت والدته علي صوته المرتفع وهي توجه كلامها الي تمارا قائلة بتحذير..
_ خلاص يا عابد حصل خير يا حبيبي ...هي مكانتش بتروح ف حته اصلا الا عندي ...مش هتعمل كده تاني ...صح يا تمارا...
اخفضت رأسها محاوله السيطرة على دموعها أمام تلك الغريبة التي لمحتها تبتسم بخبث فرحة بما يحدث ...
_ صح يا طنط...
_ اعتذري لجوزك واطلعي شقتك وتاني مرة تستأذني لما تحبي تجيلي...
تمارا بخفوت...
_انا آسفة...
وخرجت من المنزل بأكمله وصعدت الي شقتها...بمجرد أن أغلقت الباب خلفها تصاعد رنين هاتفها..
_ تنزلي دلوقتي عند امي تحت...
كان المتصل عابد زوجها قال لها ما يريده واغلق الهاتف بوجهها مباشرة...تأفأفت تمارا بنفاذ صبر وهي تقول..
مش انت اللي عملتي فيها سبع رجالة ف بعض ...استحملي بقي...
نزلت تمارا إلي الأسفل مرة أخري بناءا على أوامر زوجها...
روحي حضري الاكل مع زينب جوة..
لم ترد عليه حتي فقد سارت نحو المطبخ بكل هدوء حتي

تباشر عملها...
لم يخلو الوضع بينهما من مضايقات زينب لتمارا واخيرا اتمتها زينب بملء الحوض بأواني كثيرة وخرجت من المطبخ وهي تقول بنبرة ماكرة..
_ انا سيبالك تذكار بقي يا حببتي ف الحوض...سلام بقي..
اكتفت تمارا بالصمت ولم تعيرها انتباها من الاساس..
بعد انتهاءها من العمل كانت تمارا تضع الطعام علي الطاولة المستديرة ووجهت حديثها الي حماتها قائلة....
_ الاكل خلص يا طنط ...
تغيرت ملامح حماتها الي الڠضب وهتفت بصوت مرتفع حاد...
_ احترمي نفسك يا تمارا...اوعي ...اوعي تقللي من احترام ابني...ابني ده يبقي جوزك ...اوعي تنسي نفسك ...كل الخير اللي انت عايشة فيه ده كله من شقاه وعرق جبينه...اعتذري لجوزك واطلعي شقتك مش عاوزة اشوف وشك دلوقتي خااالص..
فرت دمعه من عيني تمارا رغما عنها لكنها ازالتها بسرعة وهتفت بصوت حزين...
_ انا آسفة...
وغادرت المكان بأكمله ذاهبة الي شقتها حتي تستطيع البكاء بحريتها ...
قلبها يرفرف من السعادة لا تصدق ما فعله بها خلال اسبوعان لا اكثر ...أحبته بكل تفاصيله التي تعلمها والتي لا تعلم عنها شيئا ...خلال هذا الأسبوع تبدلت حياتها كثيرا لم تعد تبكي كالسابق ...أصبحت تجلس مع سيلين بغرفتها وتتحدث الي صديقاتها ...حتي انها تشارك سيلين الرقص عندما تشغل المسجل ...لا يعنيها وقاص في شئ ولا حتي زوجته...
لم يعد يؤثر فيها كلام السيدة نجاة أو حتي توبيخها لها بسبب اعاقتها أو لبطئها في إنجاز أعمال المنزل الملكفة بها..
فقط تهتم بملابسها ...حررت شعرها من ربطته المعتادة واصحبت طوال الوقت تتركه منسدلا علي ظهرها ...
باختصار دخول ياسر الي حياتها نعمة تشكر ربها عليها فى صلاتها المتقطعة وتتمني عدم زوالها...
دلفت إليها سيلين الغرفة وبمجرد أن رأتها حتي أطلقت صفيرا دلالة على اعجابها...
_ واااااو ...ايه الجمال والشياكة ديه...انا كده هغير منك بقي...
قرصتها زمزم من وجنتها بخفة قائلة...
_ انت الاصل يا جميل..
وانحنت علي وجنتها وعضتها مما جعلها تصرخ...
_ اااااااااه ايه يا زمزم ده خدي الله...المهم بقي راحة فين كده يا جميل ...
_ عندي معاد عند دكتور ياسر...عشان الأشعة بتاعت رجلي...
دارت حولها سيلين وهي تتصنع التفكير قائلة...
_ امممم...دكتور ياسر...وانت متشيكة كده عشان دكتور ياسر ولا ايه...
اړتعبت زمزم بشدة وحاولت التماسك قائلة...
_ لا طبعا عجبتني الهدوم ف لبستها...انت عارفة أن انا كل فين وفين لما بخرج اصلا...
اقتربت منها سيلين ووضعت يديها علي كتف زمزم قائلة برفق...
_ زمزم انا اختك والله العظيم..صدقيني انا افرحلك لو حبيتي وحياتك اتعدلت بدل القرف اللي انت عايشة فيه ده...وبعدين حتي لو مش حب ف هو اثر عليكي بطريقة كويسة...كفاية أن خدودك رجعت تحمر تاني بدل لونك المخطۏف دايما ده بسبب التعب...لسه شوية ع معاد الدكتور تعالي اقعدي واحكيلي كده من طقطق لسلامو عليكو...
سارت زمزم معها حتي جلست علي الفراش وبدأت تسرد لها ما حدث بينهم خلال هذا الأسبوع بدءا مما حدث عندما فحصها وأمرهم بالخروج الي اليوم الذي ذهبت فيه الي المشفي وتبادلا ارقام الهواتف بناءا علي طلب ياسر معللا طلبه ذلك بأنه يريد التحدث معها بشأن اعاقتها....
_يا سيدي يا سيدي...أيوة بقي...ياسر ده انا أعرفه من فترة مش كبيرة بس هو محترم جداااا...بس انا مستغربة ازاي كلمك وطلب رقم تليفونك وانت متجوزة...
_ لا م انا مش قيلاله...يعني هو مسألش واستنتج من عنده كده اني اختك الصغيرة وعمي يبقي بابا ...
_ ودبلتك فين طيب ..
_ م انت عارفة أن انا قلعاها من ساعة م اتجوزت اصلا ...
سيلين بتذكر...
_ ااااه صح....طيب يلا بقي عشان ننزل نروح معادنا عشان التأخير...
اومأت زمزم برأسها وسارت خلف سيلين بخطوات بسيطة وابتسامة رقيقة تزين ثغرها ...
بالمشفي كان ياسر يمسك بالأشعة الخاصة بزمزم يفحصها...بعد أن انتهي ياسر منها الټفت إلي زمزم وعبد القادر قائلا...
_ زي م اتوقعت تماما الورم الزرقان ده سببه التحميل علي رجليها وطبعا ده خلي العضم يلتهب لأنه اصلا تعبان ...
عبد القادر بقلق....
_ يعني ايه يا دكتور ايه الحل دلوقتي ..
ابتسم ياسر بخفة وهتف مطمئنا إياه...
_ متقلقش يا استاذ قدري ...انا بس بطمن حضرتك علي المنظر البشع بتاع المرة اللي فاتت..لكن الحل موجود أن شاء الله...
دلوقتي الآنسة زمزم رجليها بتوجعها جدااا والإعاقة فيها باينة...اعتقد ان الدكتور اللي قبلي قال لازم علاج طبيعي عشان اثر الإعاقة يخف شوية ...صح...
نظر قدري الي زمزم التي اخفضت رأسها بعتاب وهتف...
_ صح يا دكتور ..
_طيب...احنا هنبدأ بالعلاج الطبيعي بعد م الورم ده يخف شوية..
_ للا..انا مش عاوزة العلاج الطبيعي ده...
قالتها زمزم بصوت متوتر مهتز..
قطب ياسر جبينه قليلا وهتف...
_ ليه يا انسة..
تولي قدري مهمة الرد هذه المرة لعلمه بعدم ردها على الطبيب مهما تحدث...
_ بعد الحاډثة وكده راحت جلسة واحدة بس ...مستحملتش الۏجع كانت الجلسة كلها تقريبا صويت وعياط ف مرحتش تاني ..
ابتسم ياسر بخفة وهتف مطمئنا إياها..
_ طبيعي طبعا أنه يبقي فيه ۏجع..بس بصي لنص الكوباية المليان هتعرفي تمشي من غير ما تتكعبلي ف حاجة ...هتعرفي تلبسي

اي حاجة ومش هيهمك اذا كانت رجلك هتبان ولا لا ...انت نفسك هتبقي عاوزة تخوضي التجربة...
_ بس ۏجعها انا مش هستحمله يعني صعب جدا ده غير أن الدكاترة بتوع العلاج الطبيعي دول بيبقوا عنديين جدا يعني الدكتور ده كنت بعيط ادامه وهو برضه كمل...
_ طبيعي جدا أنه يكمل ...انت متعرفيش المړضي يبقوا عنديين ازاي يتمسكنوا ويعيطوا دول الستات طبعا وتفضل كده كل جلسه وف النهاية مفيش تحسن...
لم ينتبه ايا منهم الي قدري الذي خرج من الغرفة ليتحدث في الهاتف واكملا حديثهم الي أن هتف ياسر بأسف...
_ المرة اللي فاتت انا مكانش قصدي اني افكرك ب الإعاقة أو حاجة ...بس انا كنت بسأل عادي ..انا اسف..
زمزم بلهفة ..
_ لا طبعا
تم نسخ الرابط