غيوم ومطر بقلم داليا الكومي
المحتويات
شخصيه معاديه للمجتمع anti social personality وبعدين من حوالي سنتين الامر اتطور واصبحت تعانى من وسواس قهري عڼيف ...وفي اخر زياره له من اسبوع لاحظ انها بدأت تعانى من هلاوس وضلالات وكان شاكك انها قلبت فصام مزمن وما استبعدش انها تكون عڼيفه او تحاول القټل لان الاصوات اللي بتسمعها ممكن تأمرها بأي حاجه وخصوصا انها شخصيه معاديه للمجتمع بطبعها ....
الدقائق لا تمر ابدا والصمت مازال سيد الموقف ..الجميع فقد قدرته علي الكلام وكل منهم يتألم في صمت وكأن الكلام والصړاخ العالي نذير شؤم .. الدعوات اصبحت تتصاعد من القلوب الي خالقها مباشرة دون المرور باللسان ..حتى شريفه اصرت علي ترك غرفتها علي الرغم من تحذيرات الاطباء واحتوت ابنتها الباكيه في حنان اموي تملك الكثير منه ...تجمعت العائله كعادتها في السراء والضراء وحضر حتى اسيل وزوجها وخالتها لمياء والدة اسيل وريما ابنتها الصغري ..وعمر كان يشعر بخدر عجيب وكأنه يفارق الحياه تدريجيا مع كل دقيقه تقضيها فريده بعيده عنه ... الانتظار استنزفهم تماما حتى جاءت الممرضه اخيرا لتخبرهم انها انتقلت اخيرا الي العنايه المركزه وان الزياره ما زالت ممنوعه ...
محمد بادره فورا ... ارجوك تسامح عمر ...كلنا
اعصابنا تعبانه ... المريضه تبقي فريده اختى الصغيره
...مدرس مساعد اطفال واللي اټهجم عليك ده جوزها واعصابه خلاص اڼهارت ...انت عارف الظروف ....
محمد اشار الي عمر الذى اقتاد رشا الي الخارج ليبعدها عن الموقف المتوتر الدكتور التانى عمر ابن خالتى ...طبيب تخدير وعنايه مركزه وانا باطنه وطبعا حاولنا كل اللي نقدر عليه ...وربنا يسترها ...طمنا عليها يا دكتور ... حالتها ايه بالظبط
ممدوح مرر نظره علي الوجوه المتوتره ...كطبيب يعلم ان الزياره ممنوعه ولكن كإنسان يعلم جيدا شعور الاهل عندما يصاب عزيز لديهم .. قال بتوتر ... طيب هسمح لواحد بس يشوفها ويطمن عليها ويطمن الباقيين وان شاء الله لما وضعها يستقر هدخلكم واحد واحد ...اختاروا شخص واحد
هتاف مجمع خرج بإسم عمر ...حتى سوميه اختارت عمر لانها تعلم كم يحبها وكم يحتاجان الي بعضهما البعض وان وجوده الي قربها سيفيدها اكثر من وجودها هى شخصيا ...وعمر لم ينتظر رأيهم فهو لم يكن سيصبر انسحب فورا الي الممر المؤدى الي غرفتها ودخل علي اطراف اصابعه..
ملاك حتى وهى نائمه وعشرات الخراطيم تتصل بها وتساعدها علي الحياه القليل من خصلات شعرها الاسود فرت بتمرد من تحت غطاء الشعر الخاص بالمستشفي لتغطى جبهتها ووجنتها وتخفيهم عنه ...لطالما راقبها وهى نائمه .. لسنوات كان يقضى الليالي مستيقظا من اجل ان يراقبها ويمتع عيونه بوجهها ويقترب بوجهه منها ليشعر بأنفاسها علي وجهه وكان يكتفي بذلك حتى يغلبه النوم من شدة ارهاقه والان هو لن يشعر بأنفاسها لأن انفاسها محپوسه بداخل جهاز كبير ...اقترب منها وجلس الي جوارها .. التقط كفها واحتواها بين يديه وهو يقول ... سامحينى يا اغلي الناس ..انا عارف انى كنت قاسې عليكى ...في البدايه كنت بعاقبك ..ايوه كنت بعاقبك.. مش بس
متابعة القراءة