خطايا بريئه بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز


قوية منفعلة ارعبتها
ايه اللي اتغير يا نادوعايز أعرف دلوقتي ...
ابتلعت غصة بحلقها وزاغت نظراتها فإن اخبرته الآن لا تضمن ردود فعله لذلك حاولت مسايرته 
هنتكلم وهفهمك كل حاجة

بس مش دلوقتي ارجوك يا طارق...ارجوك انزل قبل ما يامن يرجع
كانت تتوسله بصدق وبعيون غائمة تكاد تقطر بالدمع مما جعله ينصاع لها ولكن بعد أن قبض على مؤخرة رأسها بقوة واصطحب مع قبضته بعض من خصلاتها و قال بفحيح أمام نظراتها المشدوهة من شدة خۏفها

همشي وهنتحاسب بعدين بس أوعي تفتكري أنك هتعرفي تخلصي مني مش طارق المسيري اللي يضحك عليه بالبساطة دي واعملي حسابك مش هتكون غير ليا ولو على چثتي أنا مش هتنازل وهعمل المستحيل في سبيل انك تكوني بتاعتي لوحدي وملكية خاصة ليا وبس... فااااااااهمة ولا لأ
قال أخر جملة وبطريقة قاسېة جعلت الأنات المټألمة تصدر من فمها ولكنها كبتتها بكف يدها حين رأت الچحيم يستعر بعينه حين كرر پغضب كاسح
فااااااهمة ولا لأ انطقي
ما كان منها غير أن تهز رأسها من شدة رعبها وتخوفا من تبعات غضبه
ليعتلي جانب فمه و يحل قبضته التي كادت تنزع خصلاتها من منبتها ويقول وهو يربت على وجنتها بنبرة تشف كونه ليس سوي بالمرة
برافو عليك يا نادو أنا عارف أنك ذكية وعلشان كده بحبك 
ذلك أخر ما تفوه به قبل أن يتدلى من السيارة ويبتعد تاركها قاب قوسين او ادنى أن يغشى عليها من شدة رعبها فكانت حالتها يرثى لها تحاول ان تلملم شتاتها ولكن وجدت ذاتها تجهش في بكاء مرير تكبت شهقاته بكف يدها لا تصدق ما حدث للتو ولم تتخيل حدوثه حتى في أفظع كوابيسها ...وبعد ثوان معدودة
لمحته يأتي من بعيد لتلملم شتاتها وتجفف دمعاتها بسرعة متناهية كي لا تشعره بشيء ولكنه من الوهلة الأولى حين جاورها سألها مترقبا
مالك يا حبيبتي انت كويسة
اه.... يا حبيبي مفيش حاجة
ليجعد حاجبيه ويتسأل بقلق 
نادين وشك اصفر و
حتى أيدك مالك اتكلمي علشان خاطري
أومأت له بمعنى أن كل شيء على ما يرام وهمست ببسمة باهتة لم تصل لعيناها و وتتناول الثقيل تدثر به نفسها
مفيش يا حبيبي بس بردت شوية
طب تحبي نرجع البيت
لأ أنا كويسة ودلوقتي هدفى لما تشغل التكييف ونمشي بالعربية
لا يعلم لم شعر بشيء مريب بها ولكنه كڈب حدثه وشرع من جديد بقيادة السيارة بينما هي بادرت وكأنها تريد أن تستمد منه القوة فهي تشعر أنها أصبحت على حافة الهاوية ولابد أن تتشبث بتلك الأرض التي يخبرها دائما انه نقطة ثابتة بها.
كان يدور حول نفسه وهو يحادث أحد موظفيه الذي يعتمد عليهم وقد وكله بأدارة كل شيء في غيابه فقد ثارت ثائرته عندما علم أن العمال في أحد المواقع التي تقوم شركته بتنفيذها لصالح اكبر ممول بالبلد يعرضون عن العمل بسبب تأخير أجورهم مما جعله يكاد يجن فكيف سيأتي بالمال ليوفي إلتزامات العمل وهو صفر اليدين بفضلها
حضرتك لازم تتصرف الوقت بيمر ومعاد تسليم الوحدة التانية من المشروع قرب والعمال رافضين يشتغلوا
قالها حسام مدير شركته التنفيذي بعملية شديدة ليرد عليه حسن بأعصاب تالفة وهو يمرر يده بخصلاته الفحمية يكاد ينزعهم من فرط عصبيته
مش عارف أعمل ايه وايه المصاېب اللي نازله على دماغي دي أنا حاسس أن في لعڼة صابتني ومش عارف أتصرف.
وعلى ذكر اللعڼة اقټحمت هي مكتبه دون أي لباقة و هي تتمخطر بخطواتها بكعب حذائها الرنان وذلك الثوب الذي يمثل حرفيا جلد ثان لها فكان حضورها طاغي وجعل الصمت يحل على المكان ولم يصدر من أي منهم ردة فعل غير النظرات فأحدهم احتل الڠضب عينه وفارت دمائه بينما الآخر لمعت عينه بنظرة أعجاب واضحة جعلتها تبتسم بسمة متخابثة مغترة بذاتها.
ايه اللي جابك يا منار وبعدين حد يدخل كده مش تخبطي الأول
تتأبط ذراعه أمام نظرات الآخر قائلة بنبرة مدللة للغاية دون أي تحفظ
وحشتني يا سونة وجيت علشان ابقى جنبك وأرجع الشغل تاني
كور قبضة كي ينفث عن غضبه وهدر متسائلا
جنبي فين احنا مش اتفقنا مفيش شغل
مطت فمها وقالت بإعتراض
أنا مقولتش إني موافقة
لتوجه نظراتها المتخابثة ل حسام وتستأنف وهي تمط فمها
يرضيك يا حسام ابقى مراته ومساندوش في شغله
تحمحم حسام بحرج وطرق نظراته بالأرض بعدما استشف أنها تعمدت أن تخبره
والله يا فندم دي حاجة تخصكم مليش دخل بيها
ضحكة صاخبة صدرت منها وتلاها قولها بنبرة مصطنعة دون أي تحفظ 
أنت اتحرجت ليه كده و وشك جاب ألوان 
لم يعجبه بتاتا ما يدور لذلك هدر بنبرة آمرة وهو بالكاد يتحكم بأعصابه
حسام اتفضل دلوقتي على مكتبك وهنكمل كلامنا بعدين
أومأ له حسام بطاعة وغادر بعدما رشقها بنظرة غامضة جعلتها تبتسم بسمة مغترة بذاتها وفي الفور أغلق هو باب مكتبه وتقدم منها بخطوات غاضبة هادرا بوجهها وهو يقبض على ذراعيها يؤرجحها بين يده
أنت اټجننتي مش كده أيه القرف اللي أنت لبساه ده وايه الفرح اللي في وشك ده وازاي تخرجي من البيت
 

تم نسخ الرابط