الحسناء والميكانيكي بقلم ساره حسن
المحتويات
امسكت حسنا يد هدي تحاول تهدئتها مقاومه العبرات المتجمعه بعينيها لحال هدي و خۏفها من ظلم جدها
مرت عدة دقائق بصمت علي كلا منهما الا من تنفس هدي المضطرب و دموع حسنا بأسف عليها..
القي علي بالخرقه الباليه علي المقعد يفكر بتلك االتي لم تظهر من اخر مرة في المشفي لا يعرف لما يشعر باتجاها بالريبه لظهورها المفاجئ و كذلك اختفائها دون معرفه سبب قدومها من
نادي بصوته الجهوري لسلامه الذي اتي علي الفور هاتفا طالع اريح ساعه و نازل تاني عينك ع الورشه
اجابه لسلامه بطاعه اوامرك يا سطي علي
ثم تحرك اتجاه بنايته لاعلي.
استقامت حسنا بهدوء و قالت بصوت متحشرج جدي دور عليكم كتير اوي جدي اتغير مابقاش فيه اللي تخافي منه
استقامت هدي و كادت ان تجيب عليها و لكن توقف الحديث بحلقها عند ما فتح علي الباب امامهم.
ضيق عينيه هاتفا بفظاظه انتي تاني انتي بتعملي ايه هنا
رفعت حسنا عينيها الي هدي التي تطلعت اليها و فهمت نظرة الرجاء بعينيها تنهدت هدي و قالت بصوت حاولت ان يكون طبيعيا قدر المستطاع كتر خيرها يا حبيبتي جات تشقر عليا و ت
لم تستطع حسنا تحمل المزيد من اهانته انحنت حسنا ملتقطه حقيبتها و قد اغرورقت عينيها با لدموع تحركت بخطوات سريعه اتجاه الباب فوقفت بجانب علي و نظرت اليه بأعين باكيه لحظه مجرد لحظه و ركضت للخارج و لكنها حركت شئ ما بداخله ربما بصيص من تأنيب الضمير لبكائها و خروجها من منزله بهذة الطريقه ربما انه ليس طبعه ابدا إخراج ضيفآ في بيته لكنه لا يدرك سبب اندفاعه المفاجئ عليها.
وليدها التي اخفته بين ثنايا قلبها و هربت به بعيدا عن بطش عماد الدين الحسيني و الذي من المفترض ان يكون لها الدرع التي ستتكأ عليه بعد پوفاة زوجها و الذي يكون ابنه الاكبر لكن ما حدث كان اصعب من ان تتحمله ان يسرق منها فلذة كبدها عنوه فا لم يكن لديها البديل سوي الهروب و ما واجهته من مصاعب و وحده و قيامها بكل االادوار لوحدها الام و الاب و العائله جعلها
ارتمت علي الاريكه من خلفها و هي لا تفكر بشئ سوي خۏفها علي وحيدها من القادم من ماضي ظنت انه ماټ و اندفن و اصبح في طي النسيان و لكنه عاد ينبش في الحاضر فارضآ نفسه علي حاضرها و مستقبل و ليدها
الفصل الثالث
خرجت حسنا من بنايته و الدموع تتساقط علي وجنتيها لم يعاملها احد بهذه الفظاظه من قبل انه يتعمد إحراجها باسلوب يفتقر للكثير من الذوق دون ان يصدر منها اي شئ يضطره للتعامل معها بذلك الاسلوب.
لم تعرف ان الموضوع بمثل هذا التعقيد و ابن عمها لا يساعدها ابدا حتي والدته اغلقت باب النقاش بوجهها ...
اصطدمت فجاءه اثناء سيرها السريع برجل و هتفت به بضيق مش تركز يا بني ادم
بس ليه الجميل زعلان اوي كده
نظراته الوقحه المسلطه عليها اربكتها و شعرت بالخۏف من مجرد النظر لعينيه وودت الهروب من امام نظراته ابتعدت دون الرد و خطت بخطوات واسعه اتجاه سيارتها و بسرعه فارت من امامه ..
حك الآخر ذقنه الناميه الغير مشذبه و هو يقول بصوت عالي قاصدا ان تسمعه وسمعته مسيرنا هانتلاقي تاني يا جميل
توالت عدة ايام دون محاوله واحده للتفكير بالذهاب الي هناك مره اخري ..ادركت ان ربما اختلاف نشأتهم ما جعل التفاهم بينهم صعب و لكن او ظهورها المفاجئ جعلته يرتاب منها لكن ماذا كانت ستفعل اختارت الوضوح و من بعدها ساءت الامور .. لكن هناك شئ يجذبها لهناك ربما لرؤيته ربما لتشرح له من هي و ما هي هويتها بالنسبة له ربما اختلافه و ربما وربما اشياء لم تحددها بعد جعلتها مستمره في حيرتها ....
صعدت الدرج المؤدي لغرفتها ببطئ استوقفتها الخادمه قائله انسه حسنا الباشا الكبير مستنيكي في اوضته
اومأت براسها و ذهبت اليه لاول مره بعد اخر حديث بينهما ...
طرقت علي الباب بتردد و دخلت بوجه متعب و عينين مرهقتين ...
اقتربت الي فراشه. و
مد يده المجعده لها
بصمت رفعت يديها و مسكت يده و رمت نفسها بين ذراعيه باكية ..ربت علي ظهرها بحنان و قال حسناء
لم تجيب عليه لفتره فقد تتشرب من حنانه و قوته ما يكفيها لتبتعد قليلا سارده كل شئ من اول لقائها به و طريقته الفظه معها و خۏفها من كشف هويتها له في المشفى و تنبيه الاستقبال بعدم ذكر اسمها كاملآ حتي مقابلتها مع زوجة عمها التي بائت با الفشل و طرده لها في النهاية ...
اعاد برأسه للخلف و قال بهدوء رغم الحزن المغلف صوته اعذريها يابنتي انا اللي خوفتها مني و خلتها مش عايزه اي حاجه من طرفي انا كنت معاها وحش و من حقها كمان تخاف علي ابنها و
قاطعته حسنا و قالت و هي تمسح دموعها برقه يا جدو انا مش زعلانه منها انا عاذراها و فاهمه ده بس هو حاجه صعبه جدا و حاد بكلامه و مش بيستني حتي يسمعني و بيوترني و انا بتكلم ما عندوش صبر ابدا و فجاءة قلدته و هو يقول بصوت خشن هو انتي ناسيه انتي جايه هنا ليه
ضحك الجد بشده حتي سعل عدة مرات و قال من بين ضحكاته هو بيتكلم كده
ابتسمت هي الاخري و قالت بنبره هادئه بس هو راجل و جدع ماقبلش ادفع حساب المستشفي عندة عزت نفس و غير سمعته هناك حسيت بحب الناس ليهم و هما قلقانين علي والدته و عايزين يقفوا جمبه ...
ثم نظرت للجد و قالت بحنان و عنيه تشبه عنيك حتي في نظراتهم
اغمض الجد عينيه الدامعه و تأوة بتعب و حزن اااه يا حسنا قلبي و اجعني اوي خاېف اموت من غير ما اقابله
قاطعته بلهفه داعيه له بعد الشړ عليك يا حبيبي ربنا يديك طولة العمر و يخليك ليا
ابتسم اليها بحنان و قال معترفآ كنت خاېف تفضلي زعلانه مني و بعيد عني لاول مره
اخفضت عينيا ارضا و قالت انا فعلا زعلانه و ماكنتش اتمني ابدا ان ده يكون حصل بس انت عارف مقامك عندي ماقدرش علي خصامك يا جدو
جذبها لاحضانه و قبل راسها و قال عارف اني رميت عليكي حمل كبير بس انا عارف انك قده
اغمضت عيينها برهبه بأن لا مفر لها منه و ان جدها مصرآ علي ان تكون في المواجهة تنهدت بأستسلام لعودتها لهناك مره اخري
و لكن عليها اتباع اسلوب اخر غير هذا ...
في مجلس الرجال و في تلك المناطق تسمي ب قاعدة رجاله يرتفع اصواتهم بهرج و مرج كل منهم يصيح انه صاحب حق و الاخر من ابتدأ بالعداوة
ارتفع صوت الحاج حسين متصدر كبير المجلس هاتفا با الجالسين مش عايز اسمع صوت
رد رجل من عائله عزت انا عايز حقي يا حاج
اجابه الحاج حسين پحده الكلمتين دول المفروض كنت تيجيلي و تقولهم ليا قبل ما تتصرف من دماغك و تكسر وجهة دكانهم عيب عليك
قال اخر من عائلة سعد صح يا حاج حسين
نهره حسين قائلا اسكت انت كمان ما انت لمېت الرجاله و اتعاركت معاهم من قبل ما ترجعلي .. القاعده دي عشان نصفي النفوس بينكم و تبطلوا اذيه في بعض والتفتت لعلي و قال و لا ايه يا علي
اخفض علي رأسه بأسفا و قال و الله مانا عارف ياحاج ايه اللي بيحصل بينا ده ده احنا ولاد حته واحده بدل ما نبقي في ضهر بعض نقف في وش بعض و باب رزقنا يتخرب و لو فضلنا علي الحال ده هانقطع في بعض
اومأ الحاج حسين رأسه باستحسان لحديث على و قال مقررا الحكم هو
ولاد عزت هما اللي بدئوا و كسروا وجهه دكان فراشة ولاد سعد و ملزمين يصلحوه من جيبهم
التزم الجميع الصمت و أكمل قائلا ولاد عزت عندهم فرح اليومين الجايين و هايتعمل قدامك و فراشتهم عليك يا حاج سعد هديه وعربون محبه موافق
رد الحاج سعد استحسان موافق يا حاج
ونظر لحاج عزت و قال متسائلا موافق ياحاج عزت
اجابه الرجل برضا ماشي كلامك يا حاج حسين
اوما الحاج حسين برأسه بأستحسان يبقي نقرا الفاتحه و نصفي النفوس
انتهوا جميعا و انفض المجلس ربت علي علي كتف الحاج حسين بأمتنان ربنا يخليك لينا ياحاج
نظر حسين و قال بضيق انت عارف ان منتصر خرج من السچن
صدم علي و اظلمت عيناه بشده ثم زفر انفاسه بضيق و لم يعقب
اكمل حسين بتوجس الحته مش ناقصه بلوة زي منتصر تطلع لنا انا عايزك تقصر شره يا بني
مسح علي علي وجه بنزق و تحدث ما انت عارف يابا منتصر حاططني في دماغه اد ايه و من غير حاجه
اوما له حسين و هتف بقلق انا عارف يا علي عارف و لو جه علي سكتك بس عرفني مع اني عارف انك مش هاتعمل كده بس انا خاېف عليك
ابتسم علي و قال ماتخافش
يابا انا ما باجيش علي حد ده انا تربيتك
انا مش خاېف انك تجيي علي الغلبان يا علي لاني عارف ان ده مش ها يحصل انا خاېف لما تيجي تقف للظالم
أكد علي علي حديثه اديك قولت الظالم... طول ماهو في حاله بعيد عني مش هايحصل حاجه ماتقلقش
نظر الحاج حسين للامام بتوجس من القادم و الخۏف علي ابن ليس من صلبه
فتحت هنا الباب لمعرفتها هويه القادم عن سلف
ابسمت اليها مرحبه الحمدلله ما تأخرتيش
قالت لها حسنا بخفوت متأكده انه مش جاي دلوقتي
هزت هنا براسها بلا و اردفت لا اطمني انا كلمته بعد ماقفلت معاكي اتأكد .. قالي انه مش جاي غير اخر النهار علي الفرح علي طول ..بس انتي مش عايزاه يشوفك هنا ليه
ردت حسنا عليها هاقولك بعدين
مين يا هنا
قالتها السيده هدي و وقفت امام الباب لتلك الزائره
قالت حسنا بعزم و بصوت به بعض الرجاء
عايزه اتكلم معاكي ضروري لو سمحتي
لم تجيب عليها هدي و لكن سبقتها للداخل و قالت لهنا ورقه الطلبات علي التربيزه يا هنا روحي جبيهم من تحت و ما تتاخريش عشان الفرح باليل
انصاعت هنا رغم فضولها و شعورها بالريبه لتصرفاتهم الغريبه و خرجت تاركه حسنا تأخذ نفس عميق متوجهه للداخل عازمه علي قول كل مالديها الآن و ايضا متقبله بصدر حب كل ما لديها من خوف و حزن و قهر ستفعل كل ما بوسعها لتصحيح ماضي آثر علي كل من حولها ....
الفصل الرابع
حل المساء و بدء الجميع في التجهيز لحضور حفل الزفاف
اصرف اليوم علي من هندامه ارتدي قميص من اللون الازرق و بنطلون اسود من القماش وشعره المصفف و هندم من لحيته و شاربه و خرج من الشقه
فتح الباب و نزل لأسفل بمجرد ان خطي بقدمة أمام شقتها استمع لصوتها تستوقفه قائله
سي علي
وقف بتملل و قال لها خير يا ست نجلاء
قالت و هي تعدل من حجابها الزاهي ونصف شعرها الأمامي الخارج منه و وجهها الظاهر به مساحيق التجميل بدلال كنت عايزه امشي في سكتك للفرح انت عارفه الرجاله واقفه علي اول الشارع و أنت عارف اني ست و لوحدي
اجابها بنفاذ صبر قائلا و ماروحتيش مع امي و ام هنا و هنا ليه
امتعض وجهها لثواني اخفته سريعا متصنعه الإندهاش يوووه هما نزلوا و النبي ماكنت اعرف ياسي علي علي العموم انا مش هاعطلك انت امشي قدامي و انا وراك بدل مااروح وحدانية كده
يالا بسرعه
قالها و هو يسبقها للاسفل بضيق غير راغبآ يا الاختلاط بها
دخل علي الفرح الذي ملئت انواره الشارع ب اعمدة الانارة و الانوار الصغيره المختلفه و الستائر من خامه الشيفون و الستان الامع متراصه علي جانبي الفرح و السجاد المفروش علي الارض مع صنع بوابه من اللانوار في مقدمه الفرح و مسرح كبير به مساحه كافيه لمكان الفرقه الموسيقيه و في المنتصف الكوشه الخاصه بالعروسين المزدانه بالورود الصناعيه البيضاء و الانوار الصغيره المحيطه بها و باقي المساحه للرقص بين العروسين او للعريس و اصدقائه و للشباب الراغبه في مجامله العريس بأحدي الرقصات..
قابله أصحابه بحفاوة و ترحاب جلس بمقعد بحانب عده مقاعد متراصه بجانب بعضها ومجموعه أخرى بموائد دائريه صدحت اصوات الأغاني الشعبيه بصخب و بعض الشباب ملتفون حول نفسهم يرقصون ...
الټفت بحانبه وجد الحاج حسين وهو يقول عقبال ليلتك يا علي
اجابه علي بأبتسامه الله يخليك يابا
تلاشت ابتسامة علي عندما وجد منتصر و والده رفاعي يدلفون الزفاف صافحوهم الرجال من بين مرحب و متوجس و ممتعض...
وصل اليه منتصر ثم وقف امام علي مباشرة وقف علي هو الآخر و نظر كل منهم للاخر بتحفز
قال منتصر لعلي بأستخفاف
ازيك يا..... اسطي
استشف علي نبرة الاستهزاء من منتصر فا قال و هو يربت علي كتفه بشده نوعا ما كفارة يا منتصر
نظر منتصر ليد علي التي كانت علي كتفه و نظر اليه مره اخري السچن للجدعان و الناس الشديده و بعون الله طالع واسد في اي حاجه
تقلصت تعابير منتصر و تدخل الحاج حسين محاولا فض الحديث لتجنب الاشتباك يالا ياعلي اقعد و انت يا
متابعة القراءة