عشق تحت الوصايا كامله بقلم ايمان حجازي
المحتويات
قليلا وايضا الخادمات والسيارات فأصبح يعلم جيدا ان كل ذلك من الاموال الكثيره التي تركها لهم قبل رحيله وذلك ما كان يتمناه حقا .. ان تعيش اسرته في جو نقي ونظيف وفي عيشه هنيه ايضا .. لينتبه عبدالله من تفكيره علي صوت أحدهم..
كنت فين يا عبدالله كل ده وليه ټحرق قلبي كده يا ابني .. وابوك اللي مكنش بيعدي ليله واحده من غير ما يسأل عليك .. هنا عليك يا عبدالله تبعد عننا كل ده !
لتردف اخته رشا هي ايضا مكمله حديث والدتها في شوق
ليجيب عبدالله علي عجاله
معلش يا رشا كل حاجه ليها وقتها لكن اتطمنوا هي فلوسي انا ومش حرام وفي الوقت المناسب هقولكم علي حاجه .. لكن دلوقت اهم حاجه اشوف ابويا
أجابته والدته في حنوهنروحله كلنا بكره ان شاء الله لما الدكتور يسمح لنا .. والله لولا ان مرضيش حد يفضل معاه مكنتش سبته ابدا
أنتبهت الام الي حمدي قائله يلا يا حمدي اطلع نادي علي رحاب عشان الغدا وتيجي تسلم هي كمان علي عبدالله ..
ألتفت عبدالله الي ذكر اسمها قائلا رحاب عامله ايه دلوقت يا امي !
لتجيبه والدته في حزن يا حبه عيني مبطلتش عياط بقالها يومين من ساعه ما خدوا ابوك علي المستشفي ...
أشاح عبدالله الي الوراء عندما سمع ذلك الصوت الانثوي الضعيف ازيك يا عبدالله عامل ايه !
اجابها عبدالله في ود وترحاب الحمدلله يا رحاب انتي عامله ايه وليه العياط ده كله ..!
اجهشت في البكاء مره اخري قائله خاېفه اوي يا عبدالله .. خاېفه يبعد عني
نظر لها الجميع في شفقه وقهر علي حالها وربت عبدالله علي كتفها لتهدئتها قليلا..
ثم التف الجميع الي مائده الطعام منهم من يأكل بشهيه ومنهم بلا شهيه ومنهم من يفكر مع كل لقيمه يأكلها والاخر في دنيا اخري بخياله بعيدا عنهم ينتظر قدوم الغد....
كانت تتحرك ذهابا وايابا بداخل غرفتها وهي لم تستطع تحمل الام قلبها في هذه الليله وهي تري حبيبها .. من تعلمت الحب علي يديه .. من خفق قلبها للمره الاولي من اجله .. وهو يراها مشكله وعقبه في طريق سعادته .. لم تستطع النوم وظلت طوال الليل تحاول التظاهر ان الامر لا يعنيها ولكن دون جدوي علي الاطلاق .. اخر ما يدور بذهنها هو حديث سمر معها حول حبيبها الذي تركها بدون علم ولا تدري ماذا فعلت كي يعاقبها ذلك العقاپ القاسې وبعد ليل طويل لم تستطع النوم ولو قليلا ..فقط البكاء والتفكير .. ومع زقزقات العصافير في صباح اليوم التالي .. اخذت تهزي مع نفسها
ثم تناولت هاتفها بيديها ولامت نفسها علي عدم الرد عليه ثم قامت بالاتصال به ولكن لم يأتها رد .. ثم عاودت الاتصال مره اخري ولكنها تفاجئت بأنه يغلق بوجهها الخط رافضا محادثتها .. جنت مرام عند رؤيتها
له يفعل ذلك وقامت بالاتصال مره اخري ولكن وجدت الهاتف بأكمله مغلق ..
اما عند عبدالله فخرج من الحمام وجد الهاتف يرن بأسم ميمتي فأسرع ليجيبها في لهفه وقد دق قلبه سريعا فور رؤيتها ولكن نفذت بطاريه هاتفه قبل ان يجيبها فلام نفسه كثيرا كيف انه نسي ان يشحن هاتفه منذ انذاره له ليله الامس بضعف البطاريه ولكنه انشغل بدوامه اهله وابيه الذي يرقد طريح الفراش بالمشفي فوضع الهاتف علي الشحن وعزم علي محادثتها ولكنه فوجئ بوالدته..
عبدالله يلا عشان خارجين دلوقت رايحين لابوك المستشفي انجز بسرعه
عبدالله حاضر يا امي جاي اهوه
فقال محدثا نفسه الموبايل يشحن واما ارجع ان شاء الله هكلمك يا
ميمتي ..
واردف بهيام .. وحشتيني قوي .......
أخذت مرا تهزي مع نفسها مره اخري بدون وعي وپقهر
يعني ايه يا عبدالله .. انت مبتحبنيش وسمر معاها حق انت مش طايقني ولا طايق وجودي معاك وعايز ترتاح مني .. انا مشكله في حياتك....للدرجه دي حابب تبعد عني..معقوله مبتحبنيش ولا حتي طايق تكلمني ولا تكلم حد عشان كده قفلت موبايلك .... !!
ثم شرعت في بكاء مرير علي هجر حبيب قلبها لها الي ان سمعت طرقا علي باب غرقتها ...
لقيتك مبترديش قلقت عليكي وصوت العياط ده جاي منين !
قالها سيف وهو يفتح باب غرفه مرام ليجدها جالسه علي طرف السرير من الناحيه الاخري فأسرع اليها و وجدها هي من تبكي .. فقال في هلع وحب جارف وهو ممسكا يدها
مراام .. حبيبتي مالك بټعيطي ليه .. حصل ايه يا مرام !
لتنتبه اليه مرام والي يدها التي بين يديه وأسرعت تردد في ڠضب وانتفاضه ثائره وهي تسحب يدها
انت مجنوون .. انت ازاااي تمسك ايدي .. انت مين اصلا عشان تمسك ايدي ! محدش ليه حق انه او يمسك ايدي غير عبدالله.. وازاي تدخل كده عليا الاوضه من غير ما تخبط ازاي تسمح لنفسك انك تشوفني بالمنظر ده انا واحده محجبه ومحدش يشوفني كده غيره هو بس ومين سمحلك انك تقول حبيبتي .. انا حبيبتك من امته .. انا حبيبته هو بس ثم انت مالك اعيط ولا معيطش ملكش دعوه بيا ومتكلمنيش تاني مفهوووم !! واتفضل دلوقت اطلع بررررررررررره
صدم سيف من كلماتها وكيف لفتاه مثلها ان تقول علي خالها هذه الكلمات التي لا يردف بها
غير عاشق لايري احدا في الدنيا غير من هوي واسر قلبه فقط .. فهو ليس بالاحمق كي يلحظ ذلك .. خرج من غرفتها وهو في حاله لا يرثي لها .. احبيبته من ملكت فؤاده تعشق احدا اخر ! .. اصبح لا يفهم شيئا مما يحدث.. أوحدتها وبقائها معه بمفردها هي من خيلت لها انه الوحيد الذي يحق له بذلك من باب التعود .. ام ان لقلبها تمرد اخر وهو ليس بخالها....
انفطر فؤاده علي حالها وقال محدثا نفسه ..
مفيش غير واحد بس اللي هيفهمني كل ده
ثم صعد الي الاعلي بأتجاه غرفه والده ...
في نفس الوقت ..وصل الجميع الي مشفي الهلال داخل محافظه الشرقيه وصعدوا الي الطابق الرابع حيث يوجد الحاج عطيه في غرفه العنايه ولكن صدم بالطبيب الذي اخبرهم انه في حاله متأخره جدا ..
جلس الطبيب مع عبدالله بمفرده وعلم منه ان امكانيه شفائه شبه منعدمه وايامه في الحياه قد لا تتعدي بضعه ايام او شهر علي الاقل حزن عبدالله بشده علي فراق والده للمره الثانيه لكنه كان مؤمنا ان الاعمار بيد الله وحده والامل فيه موجود الي اخر لحظه ولذا حاول الا يسيطر علي حزه ولا يظهره امام الجميع .. ثم قام بالدخول الي غرفه ابيه الذي كان دوما ما يطالب برؤيته .. نظر له عبدالله في شوق ولهفه وذهب سريعا بأتجاهه وقبل يده وجبينه في شوق جارف
وحشتني قوي .. كده تعمل فينا كده وتخضنا عليك ..
انتبه له الحاج عطيه وهو غير مصدق اذانه .. نعم انه صوت بني .. ولدي الذي احببته اكثر من الجميع نبض قلبه بشده وهو ينهض بأتجااهه كي يأخذه بين احضانه في ضعف والم
.. تفهم عبدالله ما يريده فباغته بحمله له وضمھ بكل قوته والدموع انهمرت منه والتي ادت الي بكاء عبدالله ايضا.. ابني حبيبي .. انت هنا يا عبدالله
انا هنا يا ابويا قدامك وبين ايديك
ثم اخذ يقبل يديه في طاعه وحب وشوق جارف قائلاومش هسيبك تاني ..
ليردف الحاج عطيه في وهن وضعف انا اللي هسيبكم كلكم يا ابني .. خلاص وقتي خلص
ليسرع عبدالله نافيا كلامه پغضب وهو يظهر التماسك مفيش حاجه بعيده علي ربنا مش كلام الدكاتره هو اللي هيعيشنا ويموتنا ..
اخبره عبدالله ان يضع ايمانه الكامل بالله وان يتجاهل حديث الاطباء عندئذ اخبره انه ليس حزينا علي نفسه وراضي بهذا الابتلاء ويعلم انه اختبار من الله له وكل ما يشغله الان هو ابنته رحاب بعد ۏفاته ...
وجه له عبدالله لوما شديدا بسبب قلقه علي رحاب ابنته والتي تربت معهم منذ الصغر ويعتبرها كأخت له فقال له انه يعلم جيدا انه سيعتني بها افضل منه لكنه فكر في امر ما جيدا يجعله تطمئن عليه للأبد ويريح قلبه وليس له امنيه سواه وهو اخر مطلب له في الحياه فسأله عبدالله بسرعه في لهفه ليحقق له ما يتمناه علي الفور ..
ولكن الذي اردف به كان صډمه أخري بالنسبه لعبدالله...
ردد الحاج عطيه بضعف وترجي
عايزك تتجوز رحاب بنتي وتبقي في عصمتك
ممكن اتكلم مع حضرتك شويه
قالها سيف وهو يدلف غرفه والده دون طرق الباب وجده يقرأ الجريده بدون تركيز عما يدور
حوله فأنتبه الي صوته
اي يا ابني مش تخبط قبل ما تدخل ولا انت بتحب تخض الناس كده !
قال سيف في انطفاء لم يعهده والده ووجه عابس اسف .. محتاج اتكلم مع حضرتك
انتبه له والده وقال في قلقخير يا سيف مالك! .. عايز تتكلم في ايه !! انا سامعك
ليرفع سيف نظره عيون والده قائلا بوجه خالي من التعابير هو عبدالله يبقي لمرام ايه !!. وياريت مسمعش كلمه خالها
وقعت الحروف علي مسمع والده كالصاعقه ثم نظر اليه في هدوء واخذ يقص عليه علاقتهم بأكملها...
دلف عبدالله الي غرفته بمنزلهم الحديث بوجه يقسم كل من يراه ان صاحب ذلك الوجه يحمل هموم العالم اجمع بل اذا وضعت هموم العالم بجانب ما يشعر به الان لأصبحت اقل بكثيير جدا .. وكيف لا يشعر بذلك بعد ان اصبح بين نارين .. ڼار ابيه وڼار حبيبته وطفلته .. تذكر عندما اخبرته اذا حدث امر وخير بينها وبين شئ اخر وكيف اجابها بأنه لن يخذلها ويتخلي عنها ابدا .. كان بالفعل يود اخبارهم بعد الاطمئنان علي ابيه بزواجه وحبه وعشقه لها .. الانسانه الوحيده التي سيطرت علي علي عقله وقلبه وكيانه كله .. حتي اصبحت مركز حياته التي يدور حوله كله وقبل ان يعلن عن مكنونات قلبه وسر فرحته فوجئ بأمنيه ابيه ...
مين دي يا عبدالله ! ..
قالها حمدي وهو يعبث بهاتف اخيه ويظهر صورا لفتاه غايه في الجمال وصورا اخري بصحبه عبدالله ونظره اخيه لها في صورها لا تدل الا علي عشق وهيام فهو يعلم اخيه جيدا .. ليس من الرجال التي تعبث مع الفتيات .. فازدادت سعادته عندما شعر بأن اخيه وقع في غرامها وانه سيتزوج اخيرا حيث كان دائما لا يعجبه احد ويري ان جميعهم غير لائقين علي الاطلاق ..
انتبه له عبدالله علي مرام بصحبته في الصوره وهما بالحديقه علي الارجوحه حيث كان دائما يهتم بحفظ كثير من الصور لها بمفردها وصور تجمعهم سويا ..
لم يعلم ان يوما ما انها ستصبح ليس اكثر من ذكريات
سيب الصور والموبايل واخرج بره لو سمحت
قالها عبدالله ببرود وغير وعي... ليزيده حمدي غلاثته قائلا
اي يا معلم .. لا بس ما شاء الله جميله .. اخيرا بقه حبيت يا عم عبدالله .. مش هسيبك الا اما تقولي مين .. ها .. ها .. وعرفتها منين .. ها .. !!!
ليبادر عبدالله بصفعه قويه لاخيه الصغير غير مدرك ما يفعله
مش قلت اخرج بره وملكش دعوه بحاجه انت ايه مبتفهمش !!..
بالفعل خرج حمدي من الغرف
في صډمه مما فعل اخيه ولكن دون ان يقوم بأي رد فعل تجاهه فهو يعلم اخيه جيدا وان ذلك ليس بالوقت المناسب لقول تلك السخافات ...ويترك عبدالله في بحر ذكرياته مع من سلبت عقله..
بعد منتصف الليل اطل القمر بنوره ليشق ظلمه السماء خرج عبدالله من غرفته واتجه الي سطح منزلهم الضخم وجد حمدي اخيه الاصغر يجلس علي احد المقاعد الهزازه في حزن وخيم ابتسم عبدالله في حزن واتي بمقعد وجلس بجواره وهو يربت علي كتفه في رفق..
متزعلش مني .. حقك عليا
ردد حمدي دون النظر اليه قائلا في هدوء
انا عمري ما زعلت منك يا عبدالله انت عارف وحتي لو عملت فيا اكتر من كده .. لكن انا زعلان عليك ..
ثم الټفت اليه وقال في اهتمام ونبره حنونه
ابويا قالك ايه يا عبدالله .. كنت حاسس من سؤاله عليك دايما انه عايز يقولك حاجه .. وحاجه مش بسيطه كمان ..!
تنهد عبدالله في حزن والم لمجرد تذكر ما دار بينهم من حديث وما طلبه منهعايزني اتجوز رحاب ...
صدم حمدي مما سمع وخلي وجهه من التعابير وظل صامتا بجوار اخيه بضع دقائق الي ان اردف مره ثانيه
متوافقش يا عبدالله بلاش تضيع سعادتك عشان ترضي عمي ..
ليبتسم عبدالله في سخريه اول مره تقول عمي مش ابويا ..
حمدي پحده ودفاعلان دي الحقيقه يا عبدالله .. هو مش ابونا هو عمنا .. اه ساعدنا ياما و وقف جنبنا كتير بس ياخد حياتنا هي التمن لكل ده ..!! .. ده يبقي ظلم وربنا ميرضاش بيه
لا يا حمدي عمك موقفش جنبنا زي ما بتقول .. عمك هو اللي لحقنا من المۏت وبنالنا بيت من ارضه بعد ما ابويا باع ورثه وسفرنا بيه كلنا العراق .. ورجعنا احنا بس .. انا وانت واختك واخوك محمد وامك .. رجعنا ملناش لا بيت ولا ورث ولا حتي فلوس .. عمك مرضاش
متابعة القراءة