الدهاشنه بقلم ايه محمد

موقع أيام نيوز


الارتباك فتوقفت مرة اخرى حينما وجدت نادين تقترب منها فسألتها بلهفة 
_انتي كنتي عارفة باللي حصل مع حور ومقولتليش 
قالت بحزن وهي تتأمل تلك السيارة التي تقترب منهن 
_لا والله يا طنط انا لسه عارفة من شوية وهسافرلها حالا. 
انسدلت دموعها بتأثر فربتت تسنيم بحنان على كتفيها 
_متخافيش ان شاء الله هتبقى كويسة انا راحلها وهبقى اطمن حضرتك بالموبيل. 

ردت عليها مسرعة 
_انا كمان راحلها. 
ثم استرسلت حديثها وهي تشير على السيارة التي توقفت أمامهما 
_تعالي معانا في العربية بدل ما طريقنا واحد. 
قالت بحرج 
_لا مفيش داعي أنا هسافر بالقطر كمان ساعة بإذن الله وكمان شنطتي لسه بالبيت. 
بإصرار قالت 
_وتركبي قطر ليه واحنا نازلين القاهرة ورايحين نفس المشوار ثم ان دي مش حجة هنخلي عادل السواق يطلع على بيتك الاول نجيب شنطتك ونمشي اركبي يالا. 
أخبرتها بابتسامة صغيرة 
_حاضر.. 
وبالفعل صعدت تسنيم للخلف جوار نادين وبقى سليم بالامام جوار السائق الذي تحرك بهما على الفور وآسر كما هو يودعها بنظراتها امام تلك البوابة الضخمة التي تفصله عن الداخل وحينما استدار عائدا تفاجئ بمن يقف أمامه يحدجه بنظرات قاتمة وعصاه الانبوسية تحتك بالارض بقسۏة وكأنه يود بها أن تمنحه عقۏبة يعلمها جيدا فابتسم وهو يقترب منه بخبث! 

بأحد منازل كبار الصعيد وبالاخص بمنزل تابع لكبار الدهاشنة دلف ذاك الخادم المتنكر بعمامته البيضاء التي تخفي ملامحه وهو يتلفت من خلفه پخوف من أن يرأه أحدا ويا ويلته إن رأه أحدا من المغازية بالتحديد فبالتأكيد سينقطع رأسه حينما ستشهد خيانته لثراياأيان المغازي فما ان رأه حارس البيت حتى سمح له بالمرور كالمعتاد لزيارته المتخفية ومن ثم اتبع الخادمة التي ادخلته مكتب رب هذا المنزل لتضع له الشهي من المؤكلات والمشروبات كما شدد عليها سيدها فأكل بنهم وهو يراقب باب المكتب فما أن ولج صاحب المنزل حتى نهض عن مقعده وهو يردد باحترام وخوف بآن واحد 
_ مهران بيه!... آآ... أني جبتلك معلومات المرادي تستحق الحلاوة والمرادي الضړبة هتكون لفهد نفسه!.. 
................. يتبع................ 
الدهاشنة٢... بقلمي_ملكة_الإبداع_آية_محمد_رفعت....... 
____________
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنه...صراع_السلطة_والكبرياء..... 
الفصل_الخامس_عشر... 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة من الأردن الحبيب أم عثمان أبو العز بتمنى دائما تكوني بأفضل حال وكل عام وأنت بخير......
انسحب طابع الهدوء الذي يكسو عينيه ليحل محله عاصفة غائرة من ڠضب فتك بحدقتيه السوداء فتحررت أحباله الصوتية لتنم عن صوت لا يقل ڠضب عن چحيم عينيه 
_ليك عين تيجي هنا!! 
تجاهلت يمنى عصبيته الزائدة ثم قالت ببرود 
_يحيى أنا مرتكبتش ذنب أنا حبيتك! 
ازدحمت شحنة الغيظ بداخله لما تمتلكه من عدم استيعاب لما فعلته فخطى ليبدو قريبا منها ومن ثم ردد باستحقار 
_مش مستغرب البجاحة اللي عندك مهو المسلسل التركي اللي عملتيه سبق ودخل عليا مرة بس مش هيدخل عليا تاني.. 
ازاحت الحقيبة العالقة بذراعيها ثم اقتربت المسافة المتبقية لتشير له باستياء 
_حبي ليك مش مسلسل يا يحيى وبعدين انا مش عارفة انت ليه رافضني بالشكل ده وانت متجوز واحدة مچنونة لا هتقدر تفهمك ولا تفهم احتياجاتك.. 
ثم رفعت يدها تداعب أزرر قميصه الأبيض ظنا منها انها تغريه 
_ثم اني مطلبتش منك تطلقها لو اتجوزنا جوازنا هيكون في السر.. 
شهقت فزعا حينما انهالت يديه بصڤعة قوية على وجهها ومن ثم لف خصلات شعرها حول معصمه صارخا بعصبية بالغة 
_واضح ان الذوق مش بيمشي مع امثالك أنا بقى هوريكي الرد المناسب.. 
بالبداية لم تفهم ما يقصده بكلماته المبهمة الا حينما فتح باب المكتب ليلقي بها بالخارج أمام الموظفين جميعا فعلت لهجته وهو يحذرها بصوت مسموع للجميع 
_المكان ده لو دخلتيه تاني هكسرلك رجلك أنا مش عارف أنا ازاي مكشفتش وساختك دي طول الفترة اللي فاتت بس معلش ملحوقة. 
وأشار بيديه لرجال أمن المصنع مرددا بحزم 
_أرموا الژبالة دي بره.. 
انصاعوا اليه فجذبوها للخارج عنوة وسط صرخاتها وهمساتها الحاقدة لم تتوقع ردة فعله الصارمة تلك فلم تحتمل اهانته لها وسط حشد هائل من الموظفين فخرجت تتوعد له ولمن فازت بقلبه تلك السنوات حتى تأثيرها لم يدعه وشأنه حينما باتت مختلة!. 

وقف آسر جواره يتابع حركة الأشجار من حوله بهدوء شديد فطال صمتهما الى أن قطعه فهد حينما قال 
_إوعاك يا ولدي تكون بتدور على طريقة تنسى بيها حبك القديم فتكون دي ملجأك صدقني هتظلم نفسك قبل ما تظلمها. 
لاحت على شفتيه ابتسامة ساخرة فأجاب والده بثبات 
_أنا محبتش قبل كده.. 
تطلع اليه بنظرة قاتمة فاستطرد موضحا 
_حضرتك أكتر واحد فهمني وعارف أني نسيت ماسة في اليوم اللي اتجوزت فيه يحيى ومبقتش اقدر أشوفها غير زي روجينا وحور.
أشرق وجهه بابتسامة صغيرة فرفع يديه على كتفيه وهو يخبره بفخر 
_عارف يا ولدي بس حبيت أتاكد بنفسي قبل ما ندخل بيوت الناس. 
ثم تابع بقوله الصارم المصطنع 
_أني بساعدك من بعيد لبعيد عشان تعرف غلوتك عندي بس. 
اتسعت ابتسامةآسر حينما صرح الكبير بذاته عن قصده الصريح بارسال تسنيم للاسطبل حتى يضمن انفراده بها لدقائق معدودة كاد بأن يشكره على ما فعل ولكنه تفاجئ بمن تقترب منهما حاملة لأكواب العصيروتسترق السمع اليهما وحينما فشلت بسماع شيء زمجرت بغيظ 
_سكتوا ليه ما تكملوا كلامكم ولا بتتكلموا في حاجه مش عايزني اسمعها! 
تطلع آسر لوالده بمكر ومن ثم قال بلهجته الصعيدية 
_مخبرش تقصدي أيه ياما بس أبوي خابر عن اذنكم .. 
وغادر سريعا من أمامهما فوقفت رواية مقابله لتعيد سؤالها من جديد 
_ابنك هرب ومفضلش غيرك قولي بتتكلموا عن أيه يا فهد 
استقام بوقفته وهو يتناول الكوب من يدها ليرتشفه بتلذذ قائلا بتسلية 
_في أسرار بين الأب وإبنه لازمن تفضل بينتهم ومتخرجش أبدا.. 
منحته نظرة مغتاظة وهي تمتم پغضب 
_كده يا فهد طب هات بقا مفيش عصير.. 
ووضعت الكوب على الصينية مجددا ثم كادت بالمغادرة فجذبه منها ثم قال من وسط ضحكاته الرجولية 
_مفيش فايدة فيك ولا في عنادك. 
كادت بسحب الكوب مرة أخرى فرفعه عاليا ثم أشار بعينيه الماكرة 
_هقولك بس مش اهنه.. 
واتجه بها لغرفتهما بابتسامة نصر لنجاح جزء من مخططه بسحبها بعيدا ليقضوا وقتا سويا بعيدا عن صخب المنزل الذي لا ينتهي.. 

طال طريق العودة من الاسكندرية للقاهرة ومازالت كلماته تلاحقها كالۏحش الذي يستنزف فريسته عصفت رأسها بسؤاله الغامض فبحثت عن اجابة ترضى فضولها حول المتعلق بالعائلتين كادت بأن تسأل بدر الغافل على نافذة الباص البارد ولكنها خشيت ان يعلم بأمرها وربما ان ضغط عليها سيعلم بعلاقتها الخفية بأيان اهتدت روجينا لاجابة متوقعة بأن ربما يجمعهما ثأر مثلما يسود بين أغلب عائلات الصعيد ولكن عليها التأكد وبداخلها تتمنى أن يكون الامر هين حتى لا تفترق عن ذاك الغامض الذي سلبها قلبها قبل عقلها... 
أما هناك على الجانب الأخر القريب عنها كانت نظراتها تتعلق بمعالم وجهه القاسې تستغل غفلته القصيرة لتشبع عينيها بالتطلع اليه تعافر تلك الدمعات الخائڼة التي تود ڤضحها فالا يكفيها ما تشعر به من حرج بعدما فصحت لبدر بما حدث معها بأميركا نعم كانت قد اقسمت بأن هذا السر سيدفن معها ولكنها مازالت حتى تلك اللحظة تعاني ۏجع تلك الذكرى المفجعة التي قد تعد هينة وفخر لفتاة تعيش بأحضان امريكا المتطورة بعاداتها التي تشبه العهر ولكن لفتاة مثل رؤى تنكر اصولها العربية يكون ذاك الۏجع
 

تم نسخ الرابط