الدهاشنه بقلم ايه محمد

موقع أيام نيوز


وهو يجاهد ليكبت الحقد والكره الدافين بداخله منذ توالى فهد زمام أمور العائلة مع إنه الأحق بعد أبيه وهدان الدهشان فكم كان يريد أن تنتقل الزعامة لعائلته فهو ابن عم وهدان وفهد يصغره سنا وحينما أراد أن يزرع الفتنة بالعائلة لنشأ خلاف بين اختيار كبيرهم وجدهما يؤيدون فهد قلبا وقالبا لذا أرغم على تقبله وإظهار حبا وإحتراما مخادع إليه جاهد مهران لرسم ابتسامة باهتة وهو يدنو من المندارة ليجلس على الاريكة الخشبية المجاورة للمخصصة اليه وهو يقول بود مخادع 

_جاني أن الكبير بنفسيه طالبني فهملت مصالحي وجيت جري أشوف في أيه 
كانت نظرات فهد الهادئة تتطالعه ومن جواره كان يجلس سليم وعمر ينتظران ما سيقوله فهد الذي طال صمته ليشتت انتباه من يترقب ما سيقول باهتمام طال الصمت والسكون بالمندارة الى أن مزق صفحاته الطويلة صوت فهد المتعصب حينما نهض عن مقعده ليصل له خطۏرة ما يفعله 
_اسمعني زين يا عمي إني لو كنت بعديلك اللي بتعمله سابق فده احتراما لسنك لانك أد والدي لكن هتنجاوز حدودك يبقى لا ملهوش لزمة سكاتي بعد اكده. 
نهض عن مقعده ليدنو منه وهو يتساءل بمكر 
_ليه بس يا كبير أيه اللي حوصل وخلاك زعلان مني! 
ناب عنهسليم بالرد حينما قال بسخط 
_يعني متعرفش اللي عملته وخلى الدنيا قايمة عليك اكده! 
قال بحيرة تصنع في جعلها حقيقية 
_وأني لو أعرف كنت سألت يا ولدي! 
رد عليه عمر تلك المرة باحترام لا يستحقه بالمرة 
_مهو يا عمي ميخلصكش إنك تأجر أراضي الفلاحين ومتدهمش حقوقهم! 
منحه نظرة مندهشة وهو يردد پصدمة
_أني! محصلش الحديت ده يا ولدي أني بديهم حقوقهم أول بأول دول ناس كدابة وطماعين عايزين الطاق طاقين. 
صوت صارم قطع حديثهم المتبادل فيما بينهما 
_عمي أني اتوكدت بنفسي ان الناس دي مبتكدبش وقولتلهالك سابق وهرجع أقولهالك تاني أني مقبلش أن حد من أهلي يستغل اللي بينا ويدوس الغلابة اللي أني نصيرهم وكبيرهم. 
ثم أشار بيديه على الباب وهو يخبره بحزم بث الخۏف بقلبه و 
_هتخرج من اهنه تدي الناس فلوسها طوالي والا مهتدخلوش واصل ولا كأنك عمي من الأساس... خلص الكلام. 
ازدرد ريقه الجاف وهو يحاول ابتلاع تلك الاھانة التي كانت نتيجة لتصرفاته البغيضة فاتجه بخطاه البطيئة ليخرج من المنزل متكئا على عصاه فما أن وصل لسيارته حتى لكم الأن بعصاه وهو يردد بتشفي 
_ماشي يا فهد بكره نشوف هتعمل أيه لما راسك تبقى في الوحل قدام الناس اللي بتمنظر بيهم دول. 
وصعد سيارته ثم أمر السائق بالتوجه لمنازل هؤلاء الفلاحين خوفا من أن يتخذ فهد أي قرار تجاهه فهو بالنهاية يعلم بأنه يقدر على إيذائه. 

بجناح رؤى 
كانت تجلس تسنيم وتالين معها بعد أن جمعتهما لتتفق معهم على الخروج غدا برحلة استكشافية للصعيد فارادت أن تصطحبهما تسنيم كونها تعلم كل ما يخص أمر بلدها فقالت بابتسامة مشرقة 
_وأنا والله نفسي أخرج فقول لآسر ونخرج مع بعض بكره. 
صفقت تالين بحماس 
_ياريت الواحد حاسس انه اتحبس هنا. 
ضحكت رؤى ثم قالت 
_عشان تعرفي أن أفكاري بتنفع.. 
وتركتهما بالشرفة واتجهت للبراد الصغير الموجود بجناحها لتحضر بعض المشروبات الباردة فتفاجئت بمن يحتضنها من الخلف ليميل على عنقها وهو يهمس بشوق 
_مختفية فين طول النهار وحشتيني! 
جحظت عينيها في صدمة لتدفعه بعيدا عنها وهي تردد بحرج 
_بدر أنا مش لوحدي! 
لم يفهم ما تقول الا حينما خرجت تسنيم وتالين من الشرفة وكلا منهن يستحوذ الخجل على ملامح وجههم المصطبغ بالأحمر فمرر يديه على شعره بحرج مما فعله ووضعهما بموقف هكذا فقال بمحاولة لتلطيف الأجواء 
_رايحين فين السهرة لسه طويلة أنا كده كده نازل لسه تحت هقعد مع الشباب. 
ردت عليه تالين بابتسامة رسمتها بالكد 
_أنا كده كده كنت نازلة لأني ھموت وأنام... تصبحوا على خير. 
وغادرت من أمامهم على الفور وكأن هناك عقرب لدغها فكادت تسنيم بأن تلحق بها ولكن رؤى اوقفتها وهي تتوسل لها 
_خليكي انتي يا تسنيم عشان خاطري. 
جذبت يدها وهي نخبرها بخجل 
_ما أحنا الصبح هنخرج مع بعض يا رؤى أنا لازم أرجع اوضتي قبل ما آسر يطلع من تحت تصبحي على خير. 
وتركتها وغادرت سريعا فاستدارت الاخيرة تجاه من يخفي وجهه لما سيلاقاه من معركة حاسمة فرددت بغيظ 
_يعني مش شايفهم قاعدين! 
أجابها بجدية وهو يحاول تبرير ما حدث 
_أبدا والله مخدتش بالي منهم وبعدين انا عملت أيه يعني لكل ده!
رفعت حاجبيها باستنكار
_لا معملتش أي حاجة. 
منحها ابتسامة خبيثة قبل أن يدنو منها وهو يردد بمكر
_شوفتي اني مظلوم. 
ابتسمت كلما حرك جبهتها على جبهتها فدفعته وهي تركض تجاه الفراش ففاجئها حينما صعد خلفها ليجذبها اليه لتعلو ضحكاتهم معا بينما خيم العشق برداء سكينته عليهما ليصبح ما بينهما خاص للغاية. 

اتجهت تسنيم لغرفتها شادرة بما رأته منذ قليل فعلى الرغم من أن قلبها ناصع البياض ولا تكن أي غيرة أو كره لأحدا ولكنها بالنهاية أنثى تقارن وتعاتب نفسها على الحياة التي فرضتها عليها وعليه کرهت ذاتها في تلك اللحظة حينما تذكرت ما فعلته بالأمس وصړاخها المتواصل له بالابتعاد عنها وكأنها تمقته وتمقت قربه منها وما جلد روحها مقارنتها بينه وبين ذلك اللعېن خالها فكيف تسول لها نفسها بأن لمسته الحنونة تشابه لمسات ذاك المقزز اللعېن ولجت لجناحها الخاص وقد اتخذت قرارا صارما بأن تلقي خلفها نواقص الماضي التعيس فولجت لحمامها الخاص لتبدل ثيابها لقميص قطني قصير أبيض اللون ثم فردت شعرها خلفها وجلست على المقعد تترقب صعوده وما هي الا لحظات حتى وجدته يفتح باب الغرفة فما أن رآها حتى صفن بها مشدوها حتى وإن كانت تتهرب هي من نظراته خجلا عاد آسر لواقعه حينما تذكر ما سيحل به بعدما يواجه طوفان مشاعره ورغباته تجاهها لا لن يختبر ذلك الإحساس القاسې الذي خاضه بالامس إن حدث بينهما ما حدث فأن رآها تبتعد عنها وتصرخ له بالابتعاد حينها سينكسر قلبه وسيصبح أسير تلك الهلاوس التي ستقضي عليه حتما لذا عبث بالمفاتيح التي يحملها ثم اتجه لخزانته ليجذب بنطال رمادي اللون قصير بعض الشيء وتيشرت من نفس درجاته ثم اتجه لحمامه ليبدل ثيابه وحينما خرج كان يتجاهل التطلع اليها حتى وإن لم تنصاع اليه عينيه كان يجبرهما على عدم التطلع اليها فقال وعينيه تتأمل شاشة حاسوبه 
_اتعشيتي 
كانت تشعر بما يفعله حتى نظراته التي تتهرب منها فابتلعت تلك الغصة المؤلمة وهي تجيبه 
_أيوه أكلت مع تالين ورؤى. 
أومأ برأسه وهو يرد عليها بابتسامة صغيرة 
_كويس وأنا كمان أكلت مع الشباب تحت. 
ثم قال وهو يشغل نفسه بتأمل الملف الخاص بمصنع القاهرة 
_لو ممكن بس تعمليلي قهوة تبقي عملتي فيا جميلة. 
نهضت عن مقعدها وهي تتجه للركن المخصص للمشروبات الساخنة فوضعت مقادير القهوة بالآلة ثم وقفت تنتظرها وهي تود أن تقف لساعات طويلة علها تتمكن من اذابة الخجل القابع بداخلها ولكنها لم تكن سوى دقائق قصيرة لتخبرها الماكينة بأن قهوتها أصبحت جاهزة فحملتها ثم اتجهت إليه لتضعها على سطح مكتبه ثم قالت 
_القهوة يا آسر. 
ارتشف منها بضعة قطرات ثم قال ببسمة جذابة 
_تسلم أيدك. 
منحته ابتسامة باهتة تخفي من خلفها الكثير فكادت بالابتعاد عنه ومازال هناك حربا تدفعها لتقترب منه وتحتضنه
 

تم نسخ الرابط