دروب العشق بقلم ندى محمود
المحتويات
عليه وملست بكفها الآخر على شعره الناعم هامسة بصوت يغالبه البكاء
أنا مش زعلانة منك ياكرم والله وعذراك ياحبيبي أنا كل اللي بعمله ده بسبب خۏفي عليك
رفع وجهه عن كفها وغمغم بخفوت
ڠضب عني بعمل كل ده والله حاولت كتير إني اشيل من دماغي الأفكار دي وأخد حقها بالقانون بس رجولتي وكرامتي مش بتسمحلي أنا متأكد إنك حاسة بيا وباللي جوايا وعشان كدا مش بتزعلي مني بس من هنا ورايح هعمل اللي يريحك ويرضيكي
لاحت ابتسامة ساحرة على وجهها كلها رضا وحب لفريدها الذي أنعم الله عليها به ثم مدت يدها ووضعتها على وجنته هاتفة بثقة تامة وابتسامة دافئة
أطرق رأسه في خنق واستياء من نفسه وهو يجيبها ينفى حديثها
للأسف في دي أنا مش هكون ابنك اللي ربتيه ومقدرش اوعدك بحاجة أنا عارف إني مش هقدر اوفى بيها
عشان كدا بقولك خد حقها بالقانون هي مستحيل تبقى مبسوطة لما ټتأذي بسببها لكن لما تاخدلها حقها من غير ما ټأذي نفسك هتفرح وهترتاح
تمتم باستسلام مؤقت وخضوع تام لها
حاضر هشوف يا أمي إن شاء الله هعمل إيه يرجع بس سيف من المأمؤرية دي وهكلمه
قبضت على كفه في حنو أمومي وغمغمت بدفء
ربنا يحميك يابني ويريحك زي ما ريحتني
طالعها بابتسامة بسيطة فبادلته بابتسامة محبة وحانية
هل يمكن أن ينمو عشق نشأ من الكذب والخداع !
كانت تقول دائما أن العشق ثقة وهي
الآن ستقبل بالزواج من رجل وقبل أن تأخذ هذا القرار ډمرت مبدأ العشق لديها فهي هدمت الثقة بينهم قبل أن تبدأ !
في أي رجل أي كان فقدت الثقة ولكن مازالت تحبه وهذا هو سبب زواجها !!
أجل فقد فكرت بعقليتها الساذجة والمخطئة بأنها ستنتقم لكرامتها منه بزواجها من رجل لا تريده ولا تحبه وفقط من أجل إثارة غيظه وغيرته ومع الأسف ستفعل أخطأ شيء في حقها وحق زوجها المستقبلي وستتسبب في هدمان علاقتهم قبل
أن تبدأ بسبب هذه الخطأ الذي لا يغفر بالنسبة لرجل مثل زين !
ايه ياملاذ مالك !
هي طنط هدى مردتش عليكي ولا حاجة
ابتسمت الأم بسعادة وعادت فورا لتجلس بجانبها وتهتف بتلهف وحماس
ردت كلمتني الصبح بدري وقالتلي إن زين موافق
وصلى استخارة ومرتاح الحمدلله وبعدين ميوافقش إزاي ده انبهر لما شافك هو حد يشوف القمر ده ويرفض بس ما علينا إنتي موافقة صح
أصدرت تنهيدة حارة قبل أن تجيبها كالمجبورة على شيء
موافقة ياماما بس مش عايزة أعمل خطوبة ياريت نخليها كتب كتاب علطول أو فرح
اختفت ابتسامة والدتها فورا وطالعتها بريبة شديدة واندهاش ثم قالت
فرح إيه ده اللي علطول إيه اللي انتي بتقوليه ده ياملاذ
هتفت بحدة بسيطة ونبرة تحمل الألم
زي ما سمعتي ياماما أنا خلاص کرهت حاجة اسمها خطوبة يانكتب كتب الكتاب وبعديها ناخد فترة قليلة لغاية ما نعمل الفرح يانعمله علطول وأنا كدا كدا مش ناقصني غير حجات بسيطة جدا في جهازي وابقى أكملها بعدين
صاحت بها أمها مغتاظة
إنتي هبلة يابت يعني هروح أقول للراجل مثلا بنتي مش عايزة خطوبة وعايزة جواز علطول ليه ارملة ولا مطلقة
مش يمكن يكون هو كمان عايز كدا خصوصا إن كان باين عليه التدين والاحترام
اكملت الأم صياحها وكان هذه المرة پغضب عارم
اكتمي يابت أنا هكلم هدى وأقولها إنك موافقة عشان ياجوا ويتقدموا رسمي قدام أخوكي وأبوكي وهنعمل خطوبة على الأقل شهر أو شهرين حتى
ثم هبت واقفة وانصرفت غاضبة دون أن تسمح لها بمجادلة قرارها أما ملاذ فظلت في فراشها تتأفف بغيظ !!
في مساء ذلك اليوم
ترجلت من السيارة الأجرة أمام منزل متهالك وقديم في منطقة مهجورة ومرعبة وتلفتت حولها بارتيعاد جلي وهي تتوسل لربها بأن يحفظها ويحميها فهي جاءت لهذا المكان مترددة ولكن بداخلها يقين أن ربها لن يتركها بمفردها في وضع كهذا
بدأت أصوات نباح الكلاب تتعالى ومع كل صوت يصدر جسدها ينتفض بړعب
متابعة القراءة