دروب العشق بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


على الطاولة
بجوار هدى وكانت عيناها معلقة عليه تتابعه وهو يقف مع رجل خمسيني ويتحدث معه بجدية تامة وملامح وجهه حازمة بشدة ولكن لا يهمها كل هذا هي مكتفية بالنظر إليه فقط وتأمله كم يبدو اليوم جذابا وكله وقار وشموخ بملابسه التي تزيده فخامة حيث كان يرتدي بنطال من اللون الأسود يعلوه قميص أبيض اللون وفوقهم سترته الجليدية الطويلة من إحدى درجات اللون البني الكافيه ويضعها على كتفيه دون أن يغلغل ذراعيه داخل الأذرع الخاصة بالسترة مما أعطته لمسة رجولية مذهلة كان عقلها ېصرخ بها محاولا إيقاظها من أحلامها الوهمية التي لا صحة لها في الواقع ولن تجلب لها سوى المتاعب هذا الرجل هو آخر رجل في الكون قد يكون من نصيبها أو أن تحظى بعشقه لها لهذا يجب عليها التوقف عن عشقه قبل أن تكون سببا في دمار نفسيا لها !! 

حاولت
إزاحة نظرها عنه ولكنها لا تستطيع وفجأة وجدته يلتفت برأسه ناحية طاولتهم بحركة عفوية منه فوقعت عيناه على التي تتأمله بهيام لتشهق هي بزعر وتشيح بوجهها بعيدا مغمغمة لنفسها في اغتياظ منها 
شافني شافني غبية أنا غبية !!
أخذت ټخطف إليه نظرات خلسة تتأكد هل ما زال ينظر ناحيتها أم لا فوجدته عاد يكمل حديثه مع هذا الرجل لتتنفس بارتياح وهي تقسم بأنها لن تنظر له مجددا أبدا إلى حين رحيلها الذي لابد أن يكون الآن قبل أن تقع في موقف أكثر إحراجا انضمت لها رفيف وهي تهتف باسمة 
هاا إيه رأيك أنا اعتقد إنك فكيتي شوية
نظرت لها وتمتمت برقة 
آهاا فعلا طلعت شوية من الطاقة السلبية اللي جوايا ميرسى يارفيف جدا إنك فكرتي فيا وجبتيني
نقلت رفيف نظرها لأخيها وهتفت في صوت منخفض بأذنها به شيء من الخبث ويحمل تلميحات فهمتها جيدا 
بس دي مش فكرتي !! يعني الشخص اللي المفروض تشكريه مش أنا !
نظرت بدورها إلى مكان استقرار نظراتها ثم عادت لها وقالت بإحراج امتزج پخنقها البسيط 
ممكن تبطلي تلمحياتك دي عشان أنا فهماكي كرم زي سيف الله يرحمه بالنسبالي يعني اخويا
رفعت حاجبها باستنكار على كذبها الساذج وأصدرت ضحكة مرتفعة ثم عادت تهمس في أذنها بنبرة أكثر لؤما 
لا والله وهو أخوكي برضوا هتفضلي تتأملي فيه ومتشليش عينك من عليه إنتي مفضوحة أوي على فكرة !
ضمت عيناها بتوتر واضطراب وفورا تخلت عن محاولاتها الفاشلة لإقناعها بأنها ليست معجبة به وقالت بعفوية واضطراب 
بجد !! يعني ممكن يكون لاحظ أو حس !
قالت مندهشة وهي تضحك بتلقائية 
كرم مين ده اللي يلاحظ !! عارفة
لو كان حسن أو زين كنت أقولك كانوا زمانهم كشفوكي مش زمان عشان دول مش ساهلين لكن كرم ده خايب اراهنك إن كان شك للحظة أصلا انتي احمدي ربك إنه بيتكلم معاكي طبيعي من غير ما يتوتر دي معجزة في حد ذاتها بس تعرفي أنا عذراكي إنتي عندك حق هو اخويا يتحب فعلا
رمقتها شزرا باغتياظ وغمغمت محاولة إخفاء خجلها 
أنا عايزة امشي الوقت اتأخر !
حاضر هروح اندهولك
قالتها بمشاكسة وهي تهم بالقيام ولكنها قبضت على ذراعها هاتفة بصرامة 
لا متروحيش مش عاوزاه يوصلني أنا همشي وحدي
تركت رفيف مزاحها جانبا وأجابتها بقوة جادة 
أولا مش هيرضى يسيبك تمشي وحدك ثانيا الساعة 11 يعني الوقت متأخر
هل لا تهتم بكل هذا فقط لا تريد أن تكون معه فقربها منه يبعثرها ويشتت ذهنها ويزيد من ترسيخه في قلبها وهي ترفض شعور استسلامها له على الرغم ما أنها تعرف أن هذا العشق لن يجدي بنفع عليها ولكنها تركتها تذهب لتخبره واستقامت فورا تتسلل إلى الخارج دون أن يروها محاولة الهرب منه وأن تستقل بأي سيارة أجرة قبل أن يأتي خلفها ولكنها تسمرت واقفة في نصف الردهة الطويلة والحمراء المؤدية للشارع الرئيسي حين سمعت صوته المرتفع نسيبا ينده عليها 
شفق !!!
فتأففت بيأس وأخذت نفسا عميقا لتحبسه لثانية في صدرها وتخرجه زفيرا متمهلا وتجاهد في لملمة قلبها الذي تبعثر بمجرد سماعها لصوته وأخيرا التفتت له مغلوبة على أمرها
لتجده أمامها مباشرة ويردف متساءلا 
رايحة فين 
رسمت ابتسامة مزيفة وخلفها كانت تخفي قناع هزيمتها للمرة الألف في الفرار منه فيخرج صوتها رقيقا كهيئتها الضئيلة والصغيرة 
مش رايحة مكان كنت هستناك عند العربية لغاية ما تاجي
اممم طيب يلا
سارت معه نحو السيارة الخاصة به واستقلت بالمقعد الأمامي بجواره واستقل هو بمقعده ثم انطلق بها يشق الطرقات وهي تتابع الطريق بسكون تام مستندة برأسها على زجاج السيارة اتاها صوته الهادئ يسألها باهتمام 
شوفتيه تاني أو كلمك !
تمتمت بنفي وهي لا تزال على نفس وضعيتها 
تؤتؤ من ساعة الحاډثة ومشفتهوش تاني والمفروض إني اطمن وافرح بس قلقانة اكتر
ثم اعتدلت في جلستها وطالعته مغمغمة في ثبات وحرارة 
فاكر صحبتي اللي كانت معايا في المستشفى
آه فاكرها ليه
!
قالت بتوجس وقلق 
إنت أكيد عرفت طبعا إنه كان مستنينا في الشارع لغاية ما نطلع فهي شافتك لما وصلت وقالتلي إنه
 

تم نسخ الرابط