دروب العشق بقلم ندى محمود
المحتويات
مكان على زوقك إنت !
رمقها بنظرة مطولة صامتا ثم أشاح بنظره وعاد ليثبته على الطريق وهو يتخذ بالسيارة طريق لمكان سيقضوا فيه وجبة الغذاء أو بالأحرى باقية اليوم !
فتحت باب السيارة ونزلت وعيناها معلقة على
ذلك المنزل الذي أشبه بقصر قي ضخامته واتساعه ولكنه منزل ذو طراز قديم ويبدو إن الزمن قد ترك آثاره عليه حيث لونه بهت ومن ينظر له من الخارج يظنه مسكون بالأشباح وبينما هي تتأمل جماله الكلاسيكي رأته يتجه ناحية الباب فلحقت به مسرعة وفتح هو الباب بالمفتاح ثم دخل أولا ومن بعده هي كان المنزل من الداخل أكثر فخامة وجمالا حوائطه سليمة تماما من أي خدش ويوجد نجفة في الأعلى ضخمة ولكنها نظيفة كأنها تنظف كل يوم ! والأثاث مغطى بقماش أبيض اللون فاتجهت نحوه ورفعت القماش لتنكشف أمامها تحفة الأثاث الذي لا يبدو أبدا أنه صناعة مصرية فسمعت صوته وهو يهتف بهدوء
ربنا هداك !!! وبعد اللي حصلك !! ممكن أعرف إيه اللي حصل معاك !
أجابها بخشونة وهو يتجه ناحية الدرج
الأفضل إنك متسأليش لإن الإجابة مش هتعجبك وبعدين أنا جايبك هنا عشان افرجك على البيت واهو نتغدى في مكان مختلف زي ما كنتي حابة مش نحكي في القديم
لم تعلق كثيرا وقررت أنها ستحاول أن تعرف فيما بعد ما يخفيه عنها واتبعته شبه راكضة حيث وجدته صعد لآخر الدرج ثم اتجه نحو الغرف وفتح واحدة واحدة يريها إياهم وأحدهم كانت لكرم والأخرى لحسن وهذه لأبوه وأمه وتلك الغرفة تخص جدي وجدتي حتى وصل أخيرا عند غرفته وفتح الباب فتسبقه هي بالدخول وتتطلع في أجزاء الغرفة التي كانت عبارة عن فراش عريض يتسع لثلاث أشخاص وخزانة متوسطة من اللون الأبيض مثل لون الحوائط وحمام داخلي لونه بنى اللون مع لمعة مذهلة أما هو فقد استدعت ذاكرته كل ما مر به داخل هذه الغرفة التي شهدت على حپسه بين حوائطها الأربعة لشهور دون أن يدخل له سوى أبيه وأمه
وأنه
كان يتعاطى مواد مخدرة فحاول أبويه أن يردعاه ويعالجاه عن طريق منعه من الخروج حتى لا يلتقى بأصدقاء السوء الذين افسدوه ولكن الأمر لم يجدي نفعا حيث كانت حالته تسوء كلما يمر عليه الوقت وكان يخرج ليلا متسللا من الشرفة دون أن يشعر به أحد ويعود قبل استيقاظهم حتى جاء اليوم المشؤوم الذي فقد فيه صديقه بسببه هو فقرر أن يضع الحد لما هو فيه وطلب من أبيه أن يدخله مصحة ليعالج كما يجب أن يتم وبالفعل عاني أشد سنة مرت عليه في حياته
نظرت عيناه على جانب الفراش ولاحظ الكسر البسيط فيه لتعصف بذهنه ذكرى أخرى تعود ليوم معرفة أبيه وأمه بأفعاله فتلقى الضړب العڼيف من أبيه والتوبيخ والإهانة وكانت أمه تحاول منع أبيه عنه الذي كان كجمرة النيران المتوهجة وتدخل كرم محاولا أيضا تهدئة الأمر ونجح في تهدئة أبيه وأخرجه وتركه هو مع أمه تحاول مواساته وتلومه بعتاب وبكاء على فعلته
اخترقت فقاعة ذكرياته المؤلمة بصوتها وهي تقول بإعجاب
اوضتك جميلة أوي
أحس بأنه سيختنق أن بقى للحظة أخرى داخل هذه الغرفة فهتف بثبات مزيف
طيب كفاية بقى ويلا تعالي عشان الأكل
متابعة القراءة