اوتار الفؤاد بقلم منال سالم
المحتويات
تقى متفهمة لخۏفها الطبيعي والغريزي على أختها بل وأكثر دراية بما تتكبده لحمايتها من جشع والدتها المستمر الذي لا يهدأ أبدا لذا كانت أكثر حرصا على تقديم يد العون لها دون كلل أو ملل.
صڤعة قاسېة كانت جارحة لكرامته ومستهينة بمشاعره تحملها مرغما أثناء توبيخ ابن عمه العڼيف له بعد أن عرف بما فعله مؤخرا بتلك المراهقة أثناء انشغاله بالمستجدات التي تخص عائلته. اغتاظ أوس من تجاهله لتعليماته وتصرفه من تلقاء نفسه دون الرجوع إليه واستشارته أولا فعامله بقسۏة منقطعة النظير وما زاد الطين بلة مكالمة تقى له. وبالرغم من الإهانات اللاذعة التي تعرض لها إلا أن يامن ظل صلبا شامخا رافعا لرأسه في ثبات عجيب ولو أعيد به الزمن لكرر نفس الفعلة لإنقاذها من شفير المۏت اخشوشنت نبرة ابن عمه وهو يتوعده
استجمع جأشه ليرد غير مبال
وأنا مش فارق معايا لأني مكونتش هاسيبها هناك لحد ما تعمل في نفسها حاجة
علق عليه بغلظة
فكرك أنا مش عارف باللي يخصها
لم يرد عليه وظلت نظراته مسلطة على وجه ابن عمه الحانق بينما تابع أوس مرددا بخشونة
عيوني عليها وعليك في كل مكان ودبة النملة بتوصلني حتى لو كنت فين!
ثم توحشت نظراته حينما أضاف
وأنا عارف إزاي أجيبلها حقها.
خرج يامن عن صمته ليعاتبه قائلا بحدية متعصبة
ولما إنت عارف كل حاجة كده مجبتش حقها ليه من الكلب اللي أذاها أو حتى منعته يقرب منها!
هدر به صائحا بصوته الجهوري الذي أخرسه
أطبق الأخير على شفتيه كاظما حنقه مؤقتا كي لا يستفز الۏحش الكاسر الكائن بداخل ابن عمه فيثور عليه عكست تعبيراته المشدودة ما يدور بداخله من ثورة مستعرة تزداد تأججا مع مرور الوقت راقبه أوس ببرود تام ثم سحب نفسا مطولا حپسه للحظة في صدره قبل أن يحرره دفعة واحدة. استقام في وقفته يرمق يامن بعينين غاضبتين لا تقبل بالغفران اقترب خطوة منه ليربت على كتفه بقوة وهو يقول له عن ثقة مؤكدة
قريب أوي هاتشوف.
تدارك يامن غضبه وسيطر عليه لحظيا قبل أن يتعهد له
ماشي مستني أشوفك هاتعمل ايه يا باشا بس لو إنت ماتصرفتش فأنا مش هاسكت!!
ومش هاتسكت ليه هي تخصك في حاجة
أجابه دون تفكير
أيوه..
بات إلى حد ما متأكدا من التكهنات التي تساوره بشأن وجود علاقة تربطه بها تركز بصره عليه يسأله مراوغا
ليه يعني ما هي واحدة زي أي واحدة بتعطف عليها و..
نجح ببساطة في استفزازه بكلماته الموحية وإخراجه عن سكوته الزائف ليعترف بما يخبئه عنه فهتف يامن مقاطعا إياه بتردد ندم عليه لاحقا
لأنها.. تهمني!
أبعد أوس يده عن كتفه ليدس قبضتيه في جيبي بنطاله انتصب في وقفته أكثر وطالعه بنظرة متفحصة وهو يعقب عليه
توترت قسماته واضطربت نظراته نسبيا وضعه في خانة اليك ليضيق عليه الخناق ابتلع يامن ريقه مبررا
وأنا مأذتهاش
رد عليه بصلابة
لكن فارض نفسك عليها بدون إذني!
هتف مختلقا الأعذار
بس أنا بأحميها.
علق عليه محذرا بجمود ليحثه على الاعتراف بما يخفيه
وهي مش محتاجة حمايتك أنا كفيل بيها فأحسنلك تبعد عنها
هنا استجمع يامن شجاعته ليبوح بمكنونات قلبه التي طالما احتفظ بها لنفسه نظر مباشرة في عينيه وقال بثبات ليؤكد على صدق مشاعره نحوها
بس أنا بأحبها!
ردد أوس مستنكرا اعترافه وقد تقلص وجهه
بتحبها
ابتلع ريقه ليضيف معللا
أيوه أنا اتعلقت بيها ومش هاسمح لحاجة تأذيها أو حد يتعرضلها من غير ما أدافع عنها وأحميها
هدده قائلا
بلاش هبل وإياك تتسلى بيها لأني مش هارحمك!!!
رد عليه رافضا اتهامه وصوته المتشنج قد ارتفع في مواجهته
وأنا مابكدبش أنا فعلا بأحبها ومستعد أعمل أي حاجة عشانها ليه مش عاوز تصدقني
ذكره إصراره العنيد بالذود عن تلك المراهقة بما فعله سابقا حينما جابه والده الراحل وحارب الجميع بضراوة من أجل الفوز بقلب حبيبته واستعادة ثقتها المفقودة به أفاق من شروده السريع رامقا إياه بنظرة غريبة دارسة له كان يخشى من احتمالية انسياق يامن وراء رغباته مستغلا ظروف هالة البائسة لذا سأله قاصدا الكشف عن نواياه وتعرية الحقيقة الغائبة عن ذهنه أمامه
لو افترضنا إن اللي بتقوله ده حقيقي فكرك الهانم أختك هتوافق على علاقتك بيها
هتف غير مبال
مايهمنيش رأيها أنا مسئول عن قرارتي وهي مالهاش الحق تتدخل في اللي أنا بأعمله في حياتي!
التوى فمه معلقا ببسمة متهكمة
لأ راجل!
اغتاظ يامن من أسلوبه المقلل من شأنه والمحقر من قدرته على إدارة الأزمات فصاح متسائلا بتذمر
إنت ليه بتعاملني كده ليه مفكرني عيل ومش أد كلامي وقادر اتحمل المسئولية!
أجابه بنبرة جليدية خالية من التعاطف
عشان عارفك كويس.
لأ إنت غلطان يا أوس أنا اتغيرت.
للحظة صمت أوس متذكرا كيف خاض ذلك الحوار المعاند
متابعة القراءة