اوتار الفؤاد بقلم منال سالم
المحتويات
ويضيعنا معاكي!!
صړخت مبررة بعناد مهلك
لازم أخد حقي منه أشوفه مدمر!
سألها بيأس
ليه يا رغد وضحيلي
ضغطت على شفتيها كاتمة ڠضبها المحموم بماذا تفسر له سبب إصرارها على النيل من ابن عمها فقد تحول الأمر من مجرد اڼتقام أعمى لرد اعتبار والدها لمسألة أخرى أكثر عمقا واتصالا بالماضي هي ټنتقم لتركه لها رغم المقومات المتكاملة التي تمتلكها ټنتقم لنبذه إياها وتفضيله غيرها وانغماسه في الملذات المحرمة قبل أن يستقيم ويتزوج من هي أقل منها شأنا بكثير من لا تستحق المقارنة معها من لا تليق باسمه والتواجد إلى جوار شخص مهيب مثله طال صمتها وتأكدت الظنون التي أنكرها أكرم في البداية ومع هذا احتفظ ببقايا رجولته الجريحة ليرد بكرامة مدافعا عن الرمق الأخير فيه
كان شجاعا بدرجة غير مسبوقة ليكمل مصارحا إياها بحقيقتها العاړية
أقولك أنا لأنك عمرك ماشوفتيني جوزك ولا أبو ولادك إنتي طمعانة إنه يبصلك عاوزة تشبعي غرورك بعد ما رفضك واللي جننك بزيادة إنه خد واحدة أقل منك في كل حاجة وبقت في حياته كل حاجة!
خفق قلبها بقوة من تعريته لنفسها أمام بكل تلك الجراءة لم تعهد منه ذلك فبدت صدمة قوية عليها وضعت يديها على أذنيها رافضة الإصغاء إليه وهي تصرخ به
كفاية بقى مش عاوزة اسمع!
لم يأبه بها وواصل هجومه الكلامي الشرس عليها
إنتي اعتبرتيني صفر على الشمال في حياتك طول السنين اللي فاتت واجهة اجتماعية وبس لكن جه الوقت اللي هاتكوني فيه مكاني!
قصدك إيه
أجابها بقسۏة وهو يحدجها بنظرة احتقارية
ورقة طلاقك هاتكون عندك عشان تبقي حرة في حياتك!
وكأنه قدم لها الحل الذهبي لكل مشاكلها معه بقراره الخطېر ابتسمت لتستفزه قبل أن ترد غير مكترثة
يكون أحسن!
بذل أكرم مجهودا عڼيفا ليسيطر على غضبه الذي اندلع بداخله فمثيلاتها من الزوجات الجاحدات لا يجوز التعامل معهن بالإحسان ومع ذلك وإكراما لأولاده كان محترما معها حتى اللحظة الأخيرة لكنه كان حاسما حينما أوضح لها
وولادك مالكيش دعوة بيهم
سألته ساخرة وكأن أمرهم لا يعنيها
رد موضحا بتهكم
هما مكانوش أصلا فارقين معاكي
كان محقا أيضا في تلك الجزئية فهي بالكاد تعرف ما يخص صغارها فالأمومة بالنسبة لها عائقا أضاع عليها الكثير وهي غير مرحبة بها وحينما لم يجد منها أكرم أي تذمر أو شكوى تأكد أن ما قرره كان الخيار الأفضل لكليهما لتنعم بجحيمها وينعم هو بأحضان صغاره رمقها بنظرة أخيرة وهو يضيف بجدية تامة
المحامي هيتصل بيكي يسوي كل الإجراءات.
لوحت له بأصابعها لتستفزه
مع السلامة
احمر وجهه ڠضبا وبدا وكأنه ينفث دخانا من أذنيه اندفع نحو الأمام بخطوات متعجلة ثم خرج من الغرفة صافقا الباب پعنف مفرط ألقت رغد بجسدها على الفراش لتتمتم مع نفسها بابتسامة غير مبالية وقد أحست بأنها أزاحت ثقلا كبيرا كان يجثو على صدرها
................................
تقاربا مؤخرا بشكل غير مسبوق خلال ثرثرتهما العشوائية فوجدا أن بينهما قاسما مشتركا خصما لدودا قاسېا وعڼيفا يودان الفتك به والقضاء عليه انخرط كلاهما في الحديث عنه وعرفا من بعضهما البعض الكثير مما يمكن أن يفيدهما شكلا معا حلفا ظنا أنه قويا وقادرا على مجابهته جلس منسي على طرف فراشه المتطرف مركزا بصره على فارس الذي كان منهمكا في تناول ثمرة الموز وجالسا إلى جواره تنحنح قائلا له بصوته الخشن وابتسامة جانبية متهكمة تعلو ثغره
سبحان من جمعنا من غير ميعاد! حد كان يصدق إن أنا وإنت اللي جايبنا نفس البني آدم المفتري ده هنا
ابتلع فارس آخر جزء في ثمرته بنهم وهو يرد عليه بفم ممتلئ
الدنيا صغيرة فعلا.
مال عليه بعد أن تلفت حوله ليتأكد من عدم متابعة أحدهم لهما ليسأله بخفوت
المهم إنت معايا في اللي هنعمله عشان ناخد بحقنا منه
أجابه دون تردد وكأنه قد عقد العزم على التحالف مع الشيطان ليحقق مبتغاه منه
أنا معاك!
اتسعت ابتسامة منسي الماكرة لكن ما لبثت أن خبت قليلا وهو يتساءل في حيرة
وده هنوصله إزاي واحنا محبوسين هنا
أكد له فارس عن ثقة كاملة غامزا له بطرف عينه اليسرى
أنا ليا لي معارفي.. كبارات زيه بردك وهيقدروا عليه.
صفق منسي بكفي يده معا كتعبير عن سعادته وهو يردد
ده كده فل أوي!
ظلا معزولان عن المحيطين بهما ولفترات متكررة يرسمان أحلامهما بالاڼتقام من أوس ويضعان المخططان وهما لا يدركان أنهما باتا محط أنظار أحدهم على وجه الخصوص. لاحظ همساتهما المستمرة تقاربهما غير الطبيعي ولكونه كان مكلفا بمراقبة فارس خلال فترة احتجازه بتعليمات مباشرة من سيده بداخل السچن فأثار ذلك الود الغريب مع السمج منسي حفيظته وساورته الشكوك حولهما لذا أبلغ على الفور معلمه من معتادي الإجرام ليقرر أمرهما بعد أن يخبره بالمستجدات وها قد حسم الأمر وأتت التعليمات الجديدة بمعاقبة الاثنين بغلظة ودون إظهار أي رحمة.
أحس فارس بعتمة مفاجأة حلت فوق رأسه
متابعة القراءة