مزيج العشق المر بقلم سامى المصري

موقع أيام نيوز


عشان رغبة ماما مش اكتر وانا مبحبش ازعلها واخفض صوته وهو يقول فى جدية بس خدي بالك انتى متعرفيش حاجة عنى احسنلك ابعدى افتكر اني نصحتك 
نظرت الى اليمين واليسار وقالت على فكرة النهاردة احنا عندنا شغل كتير فياريت لو خلصت كلامك نبدأ ولا غيرت رأيك ومش هبقا مديرة مكتبك 
هز يوسف رأسه فى خيبة امل قائلا لسوء حظى وحسن حظك انى مش برجع فى كلمة قولتها والا كان زمانك مرمية برة الشركة 
علمت جيدا نيته فى استفزازها فلن تعطه ما يريد أبدا ابتسمت لتغيظه قائلة في استفزاز خلاص بعد اذنك هروح اشوف شغلى تابعها وحنقه منها وصل الى اقصاه تمنى لو صفعها فقد استفزته كما لم يفعل انسان على البسيطة من قبل سؤال واحد لازال يحيره سؤال ترفض تلك السمجة الاجابة عليه لماذا قبلت به كيف وهى على الاقل علمت جزء من حياته بحواره مع جينا جلس على مقعده فى تهالك هل عليه أن يسلم بالأمر الواقع هل حبه لأمه وتقديره لها سيدفعه للاستسلام هل سيخالف وعده لنفسه ويربط أنثى باسمه لا لن يكن لن يسمح لهذا الزواج ان يتم مهما كلفه الثمن وسيسحق ثقة المغرورة تلك فى نفسها هذه تحت قدميه لتعلم من تواجه 

استرخى محمود فى مقعده وأخذ نفسا عميقا قبل ان يرتشف من فنجان القهوة الذى اعدته له سميرة بيديها لسنوات طويلة لم يستسغ طعم القهوة الا من يدها ابتسم لها قائلا وهو يستلذ بمذاقها في فمه لسة ابنك شايط 
ضحكت سميرة قائلة في تسلية هوا شايط بعقل ده خرج من بدرى عشان ميشوفش حد فينا 
وأضافت وهى تنظر الى الفراغ فى تفكير انا بدعى ربنا ليل نهار ان ربنا يهدى ابنك ويحببه فيها ويتم الجوازة دى على خير لو ضاعت منه مش هيلاقى زيها ابدا 
ربت على كفها في حب قائلا اطمنى يا ام يوسف ابنك فعلا جواه حاجة ليها بس اقول ايه بقا العند 
احتوت كفه في كفها وهي تقول بابتسامة حالمة ياما نفسى يكون ليها اخت زيها كدة ناخدها لزين 
تنهد محمود قائلا في حزم زين الدين بنت عمه اولى بيه بس فى الأول والاخر راجل مقدرش اغصب عليه وفى الاخر يظلم البت معاه انتى عارفة ولاد اخويا امانة فى رقبتى هتحاسب عليها قدام ربنا وطأطأ رأسه مضيفا في ۏجع كفاية كنت السبب فى حرمانهم من ابوهم وامهم 
قالت سميرة فى رقة وهى تضع يدها على كفه تانى يا محمود الموضوع عدى عليه كتير اخرج منه بقا 
هز رأسه قائلا فى حزن بس لوكنت وضعت اصبعها على ثغره قائلة ربنا يرحمهم برحمته يا محمود انت عملت اللى عليك وزيادة وعيالهم حطتهم فى عنيك وعاملناهم حتى أحسن من عيالنا 
رفع محمود نظره اليها لتطالع بهما حزنه الذى عاش به لسنوات طويلة وعقدة الذنب التى ظلت ملازمة له ودمعة تناضل أن تظل محافظة على مكانها خلف جفونه فغيرت من مسار الحديث قائلة بقولك ايه احنا عايزين نحدد معاد للخطوبة وننزل مع البنت تنقى شبكتها ايه رأيك 
ابتسم محمود فى حزن قائلا كلميها واتفقى معاها 
الفصل السابع والثامن
التقط يوسف هاتفه فى تأفف وهو ينظر الى اسم جينا فتح المكالمة ورد عليها فى اقتضاب وملل وحين شعر بباب المكتب يفتح لتظهر من خلفه ايلينا تحمل عددا من الملفات رسم على ثغره ابتسامة واسعة غير عابىء بوجودها وهو يغير من طريقة حديثه مع جينا تماما انا عارف انتى كمان وحشتينى اوووى انا عندى بس شوية شغل وهكلمك تانى باى باى حبيبتى استمعت الى كلماته پغضب حاولت جاهدة اخفائه غيرتها أقوى من أي قوة لانكار وجودها وهو يردد على مسامع جينا عبارات هيامه وغزله ضغطت على الملف الذى بيدها حتى كاد يتكور بين اصابعها واظافرها بالفعل قد تخللت احدى وريقاته حقا هى لاتعرف من اين تبدأ طريقها معه و بتبصيلى كدة ليه قاطعها يوسف وهو يدور بكرسيه الجلدى فى برود ردت وهى تتنفس فى عمق ببصلك ازاى 
ابتسم وهو ينظر الى الملف الذى كاد ان يتكور فى يدها اسألى نفسك ونهض فى بطء ليواجهها قائلا عشان بس تبقى عارفة جينا مش الوحيدة ده فى غيرها كتير وانا بقا مش ناوى اتغير عشاان حد 
اشاحت بوجهها للحظات قبل ان تنظر اليه من جديد قائلة اللى بيتغير بيتغير عشان خاطر نفسه وعشان هوا عارف أنه ماشى فى سكة غلط اللى بيتغير بيتغير للصح مش عشان خوف على منظره وشكله مش اكتر 
مط شفتيه قائلا عاجبانى فلسفتك دى وجلس على طرف مكتبه وصمت لحظات قبل ان يضيف فى جديه انتى هتتعبى كتير لو فكرتى تتجوزينى وده لأنى عمرى ما هحبك ابدا 
هزت كتفيها فى لامبالاة تفتك به قائلة الحب مش كل حاجة 
تضايق من برودها فحاول اغاظتها قائلا وانا بالنسبالى مقدرش اعيش مع واحدة متربطنيش بيها اى مشاعر فتوقعى بقا فى اى لحظة انى ممكن اتجوز عليكى 
لن يربح معركته تجاهها ابدا هى تدرك غرضه من استفزازها وضعت الملف على المكتب وكتفت ذراعيها قائلة فى هدوء مثنى وثلاث ورباع ده شرع ربنا حد يقدر يعترض عليه 
نهض يوسف من جلسته فى صدمة وقال بقولك هتجوز عليكى ايه مش فارق معاكى خالص 
تراجعت لتحتفظ بمسافة بينهما قائلة هيكون فارق معايا لو بحبك مثلا بس انا مش بحبك خالص 
رد فى حنق اومال عاوزة تتجوزينى ليه 
قالت فى هدوء غير مكترثة به تلذذت كثيرا بحرصه على اجابة لسؤاله وحيرته في الوصول الى شيء لن تجعله يبلغه مطلقا قولتلك محتفظة باسبابى لنفسى 
هنا فقد أعصابه تماما وقبض على معصمها قائلا بطلى استفزاز نظرت اليه فى شړ وبعينين كلهما ټهديد لا يتناسب مع برائتهما المعتادة وقالت وهى تحاول ان تفلت يدها من قبضته دون فائدة لو فكرت تلمسنى بأى شكل هتشوف منى اللى عمرك ما شوفته استمتع بنظراتها تلك اثارته بهذا التغيير بكل متناقضاتها لا يستطيع ان ينكر انها تثير فضوله جنونه حيرته حقده تثير كل متناقضاته بمتناقضاتها كم تمنى لو تمادى اكثر و قطع استرسال افكاره الوقحة وهو يقبض على معصمها اكثر قائلا انا بقا عايز اشوف اللى عمرى ما شوفته 
استمرت في محاولة تخليص معصمها منه فابتسم لنجاحه اخيرا في مضايقتها ولو قليلا لحظات وترك يدها وهو يتراجع قائلا طبعا انا اتمنى اعمل اى حاجة تضايقك بس مش يوسف البدرى اللى ېلمس ست ڠصب عنها 
نظرت له فى تهكم وهي تدلك معصمها من قبضته قائلة بتلمسهم بمزاجهم بس حاجة فعلا تشرف 
عاد ليجلس على رأس مكتبه وهو يزفر
فى ضجر قائلا انجزى شوفى انتى كنتى جاية ليه

خلصينى 
حملت الملفات من جديد وبدأت فى عرضها عليه واحدا تلو الاخر كان منشغلا عنها بصراعه الخاص الذي يشتعل مع اي اقتراب منها هو يريد ان ينكر انها بالفعل مميزة وذكية وجميلة واضافة كبيرة لاى مكان تعمل به يريد أن يخضعها لتصنيفه الخاص لأي أنثى يريد ان تظل هكذا بعيدة عن قلبه الذى احاطه باسوار شائكة تمزق اى صورة مثالية لامرأة قبل ان تقترب من ابوابه يشعر بالخطړ وحصونه ټنهار امام رقتها واحدا تلو الاخر ومقاومته تتضاءل وهو يراقب كل شىء فيها باهتمام ولكن لا هى لاشىء هى مجرد امر فرض عليه ليرضى امه وسينهيه فى الوقت المناسب لن ټقتحم انثى حياة يوسف البدرى ابدا 
أما هي فحالتها لم تختلف عنه فصراعها الخاص كان يحتدم بداخلها بدوره بعد ان واجهها والدها بمشاعرها تجاهه كانت تحاول ان تقنع نفسها انه يحتاج للمساعدة فحسب ولكن التساؤلات التى جابت خاطرها لم تجد لها اجابة لماذا هو لماذا جازفت من جديد من اجله لماذا تتحمل فظاظته وتتنازل عن كثير من كرامتها وهو يرفضها مرة بعد مرة لماذا يجمع كل المتناقضات فى آن واحد ترى حنانه واحترامه لأمه وترى فظاظته مع اخرين ترى احترامه معها ومع غيرها من الموظفات وترى وقاحته مع جينا ترى أى ظروف مر بها وتحدث عنها والده لن تهدأ حتى تعلم قصته كاملة وسيعرف ابن البدري من منهما سيربح المعركة 
مر شهر لم تختلف فيه الأمور كثيرا بينهما كل منهما كان يستلذ بتحديه للاخر ولو فى امور بسيطة لم يتوقف عن محاولاته المستمرة لابعادها عن طريقه دون جدوى ألهته محاولاته الدءوبة عن مواجهة تلك المشاعر التى تتسرب الى خلاياه وتتصدع لها اسوار قلبه المحصنة كان يردد دوما بينه وبين نفسه انه يكرهها ويكره وجودها الذى فرضته الاقدار عليها 
اما ايلينا فحتى هذا الوقت لاتعرف من اين تبدأ طريقها معه فهو لم يعطها اى فرصة تماما اصبح يغرقها فى العمل اكثر واكثر حتى تمل منه ومن تحكماته وفى المقابل كانت تنجز كل ما يطلبه منها فى دقة تثير دهشته واعجابه رغما عنه وفى يوم الخطبة لم يهتم ويعطها راحة وبدورها لم تطلب هذا الامر مطلقا استغرقت فى عملها حين رن هاتفها برقم صوفيا قائلة بصوتها الطفولى مفاجأة انا فى المطار 
نهضت ايلينا فى دهشة قائلة فين ليه مقولتيش يا صوفيا من الاول 
ضحكت صوفيا وقالت كنت عايزة اعملهالك مفاجأة يلا تعالى خدينى 
وضعت ايلينا يدها على رأسها وهى تنظر الى باب مكتب يوسف ثم الى الملفات امامها وتقول طيب صوفيا دقيقة وهرجعلك 
حاولت التحدث الى ابيها فوجدت هاتفه مغلقا ضړبت الارض بقدمها فى غيظ وهي تلقي بهاتفها على المكتب انتفضت فى ذعر حين رفعت بصرها من جديد لتجده أمامها نظر لها في تهكم قائلا مالك شوفتى عفريت 
عادت لهدوئها بسرعة وقالت لا بس قاطعها يوسف وهو يتجه الى مكتبه قائلا ورايا 
وضعت يدها فى خصرها ونظرت الى مزهرية صغيرة على مكتبها وتمنت بالفعل لو جربت متانتها على رأسه فهذا المغرور البارد يثير غيظها الى اقصى درجة 
جلس على رأس مكتبه وانتظرها حتى جاءت لتقف امامه تأملها للحظات دقق في ارتباكها وحيرتها ومنع نفسه بصعوبه من سؤالها عما بها لايريد ان يعترف انه يهتم بأمرها مطلقا قال فى هدوء وبلهجة آمرة انا عاوزك تعمليلى مقارنة بين ارباح السنة دى وارباح السنة اللى فاتت وعاوز تقرير عن كل مناقصة دخلناها وكمان تقرير بالخامات الجديدة اللى قررنا ندخلها فى شغلنا وكمان 
قاطعته في ذهول ثوانى بس ده كله هيتعمل امتى 
رد وهو يسترخى فى كرسيه ببرود النهاردة صمتت وهى تتأمله فى حيرة أهذا الرجل مختل أم يدعي الاختلال فواصل فى ظفر امتزج پشماتة ومش هتمشى غير لما يكون الورق ده كله قدامى يا يا عروسة 
اغمضت عيناها في قوة هكذا اذن !! يتحداها كالعادة فليكن
 

تم نسخ الرابط