أحببت من أذى قلبي

موقع أيام نيوز

على الرصيف 
فجأة اقتربت مني فتاة 
كانت تقطن في العمارة التي تعمل فيها أمي كخادمة أو بالأحرى عملها الصباحي... 
أخبرتني تلك الفتاة أن البرد قارس و المطر غزير لماذا أنا هنا ! 
علمت أنها لم تكن تعرفني لم تلمحني أني موجود في حياتها حتى و كأني نكرة!! 
كانت برفقة والدها 
و لكنها أعطتني معطفها للتدفئة قالت لي أن لا أرفض لأنها تملك منزل دافئ بعكسي اعتقدت أني مشرد و لا أملك عائلة 
في الحقيقة كانت ملابسي رقيقة لم أملك معطفا 
وقبلتني من خدي قائلة أني وسيم كانت أول مرة تتكلم معي و الأخيرة 
أحببتها من تلك الليلة لعلني كنت صغيرا و لكنها كانت أول مرة أشعر أنني أهم أحد
لم يلاحظني أحد من قبل 
لطالما كنت أنام على الأرصفة لم يقترب مني أحد 
و كأني شخص قذر و كأني أملك مرض معدي 
إنها الوحيدة من قبلتني و لم تقرف مني فقط في تلك الليلة 
أحببتها كان حب طفولي و لكني احببتها ببراءة 
أصبحت اراقبها دائما كيف تلعب كيف تتكلم 
كنت أحاول اللعب معهم في الشارع و لكنهم كانوا يقرفون مني 
اكتفيت بحبها من بعيد 
هل تعلمين لا يزال معطفها معي هنا لا أزال أحتفظ به كنوع من العشق
كل شيء تغير في تلك الليلة عندما كانت سيلا على وشك المۏت 
رأيت الحريق و السكان ېصرخون أين سيلا أين سيلا 
لم أفكر لم أتردد لثانية واحدة 
دخلت وانقذتها 
فقدت ملامحي فقدت مستقبلي الشاب الوسيم أصبح مشوه 
و لكني لم أهتم لأنه حدث من أجلها 
اعتقدت أني سأحصل على قبلة أخرى 
تنهد هيثم بضيق و الدموع تنهمر من عينيه مضيفا لم أحصل عليها لماذا ! لأنها لم تتمكن من تقبيل شاب مشوه 
لقد قرفت مني أصبحت مثلها مثل أي إنسان كان يقرف مني من قبل
لامس وجهه مضيفا ليس معدي ليس سيء لاسيما لو كان من أجلها !!! 
ابتسمت في وجهي غير متذكرة من أنا من الأساس أخبرتني كم أنها ممنونة لفعلتي 
ذهبوا إلى منزلهم و كأنه لم يحدث شيء ! 
من سيدفع تكاليف العلاج ! أمي ! 
أو الرجال الذين تنام معهم !!! أو والدي الذي لا أعرفه حتى!!! من هو أبي ! هل رجل من الذين رأيتهم من قبل أو أنه رجل أعمال شهير ! 
أو أنه رجل من العمارة التي كانت تعمل فيها ! 
هل سيدفع لي تكاليف العلاج !! هو أو
من بالضبط !!
لم ندفع سوى ليلة واحدة في المستشفى وخرجت إلى المنزل أو القبو سميه كما يحلو لكي 
ضحك بشكل هستيري قائلا لا تعلمين كم هو مؤلم 
أقصد الحريق كان جسمي يتألم و لم أملك الدواء للتخفيف من الألم
كنت أضم معطفها و أنام 
كنت أتألم كثيرا كنت اعض شفتاي كي لا أصرخ من شدة الألم 
حتى أمي لم تهتم بي بل ڠضبت مني لماذا أنقذها ! من أنا ليفعل هذا ! 
أصبحت راقصة في الكازينوهات 
كانت تذهب و تسهر الليالي بينما أنا أتألم في المنزل
لم أملك أحد منذ صغري لا أحد 
ك
نت وحيدا أتوجع و أنا وحيد أبكي ولا أجد أحد لارتمي في حضنه 
كنت وحيدا دائما وحيد
.......
لا اقول لا يمضي ... بل يمضي و لكنه يمضي بصعوبة
بعد سنوات من التأمل و العمل لدى صاحب كازينو وفرت بعض المال و تشجعت و ذهبت الى والدها
طلبت يدها للزواج 
ضحك بسخرية مضيفا و كأني ارتكبت چريمة 
و كأنهم لم يتذكروني كأني نكرة !! 
أخبرني والدها أنها مخطوبة 
رأيت شقيقها و هو يضحك و كأنه يقول من هذا ليتزوج من أختي ! 
بالفعل كان وجهي مشوه و لكن ليس بالكامل و لكن كما تعلمين رأيته من قبل كنت كالۏحش أليس كذلك! 
إنها الكلمة التي قالها خطيبها 
الدكتورة كيف ! 
كنت مارا من الجامعة أردت رؤيتها لعلها تتذكرني وتتذكر أني أنقذتها 
وقفت و أخبرتها أني أحبها جرأة وشجاعة أليس كذلك! 
لم تتمكن من النظر في وجهي 
جاء خطيبها و أخبرني أن أذهب و أن لا أعود و الا سيتصل بالشرطة 
بقيت سيلا واقفة لا تتكلم في الحقيقة اعتقدوا أنني متسول أو رجل مچنون 
بينما كنت ذهابا ضحك قائلا من هذا الۏحش الذي يحبك 
الدكتورة ليس خطأها 
أومأ برأسه قائلا و لكنها لم تحزن !!! لم تمنعه !
على العموم لم أفعل شيء سوى أنني وعدت نفسي أن أجعل الناس يركعون لي و أنا مشوه 
أن تصبح ملكي و أنا مشوه 
أن أصبح غني و أنا مشوه 
و بالفعل حدث هذا 
لم اعټدي عليها لأنها لم تتعرف علي أو لأنها لم تمنع أصدقائها من الضحك علي 
أو لأنها لم تهتم لتشوهي الذي كان بسببها 
لأن كل هذا ليس سببها 
بل اعتديت عليها لأني أحبها لأني أعشقها لاني
تم نسخ الرابط