روايه خطيره وكامله بقلم آيه محمد رفعت 

موقع أيام نيوز


حتى آذنيها كانت منعازلة عن الجميع تسمع همس أصوات متمتمة ولكنها لا تفهه ما يقولون الا حينما وقف الجميع ليتركوهما بالغرفة بمفردهما أفشت شفتيه عن ابتسامة هادئة اتباعها قوله 
_قوليلي أيه اللي حور مقالتهوش ليكي عني! 
ارتبكت قليلا مما قال فأدعت انشغالها بضبط حجابها ثم قالت بتوتر 
_حور مكنتش بتتكلم عنك كتير.. 

ثم رفعت عينيها تجاهه لتسترسل بصوت رقيق 
_بس الفترة اللي اشتغلتها مع حضرتك تكفي اني اعرفك وأعرف اخلاقك.. 
ازدادت ابتسامة آسر فنهض عن مقعده ثم أختار المقعد المقابل لها مع حفظ مسافة آمنة لا تعرضه للحرج من أهل المنزل 
_سهلتي عليا مهمتي وأعتقد كده مفيش وجه اختلاف بينا.. 
رفعت حاجبها بدهشة 
_مش فاهمه! 
قرص ارنفة انفه بخفة وهو يخبرها بوضوح 
_يعني أنتي تعرفي عني كل خير وأنا اللي اختارتك وده لانك بالنسبالي البنت المناسبة ليا فكده مفيش داعي ناخد وقت نفكر في بعض الفاصل هي فترة الخطوبة عشان تقدري تعاشريني وتعرفي العيوب اللي مقدرتيش تشوفيها كسكرتيرة ولا أيه يا ريس 
ضحكت رغما عنها حينما تعمد ان يذكرها بكنايتها الغامضة فقالت بصعوبة بالحديث 
_كلامك مظبوط يا بشمهندس آسر.. 
مازجها قائلا 
_هو إحنا في مقابلة شغل ياتسنيمشوية وهلاقيكي داخلة عليا بفنجان قهوة محوج!.. 
كتمت ضحكاتها بيدها وكأنها حرمته رؤية جمال وجهها حينما تبتسم فاعتدل بجلسته ثم تنحنح بجدية مصطنعة 
_ها تحبي تعرفي أيه عني دي فرصتك عشان بعد كده مش هجاوبك على أي حاجة هسيبك تكتشفيني بنفسك.. 
خفق قلبها سريعا حينما أضافها لمجلد حياته الاساسي تلميحاته بأنه سيكون هناك علاقة تجمعهما أربكها فركت اصابعها بابتسامة صغيرة وعينيه لا تفارق الارض حينما وجدته يتأملها بنظرات تخللت بداخلها طرقات باب الغرفة جعلتهما يستدورا سويا فما كانت سوى والدتها توزع نظراتها بينهما بسعادة لذاك الرضا والتقبل النابع على وجه ابنتها فماذا تريد أكثر من ذلك ابنتها ستصبح فردا هام من عائلة الدهاشنة المعروفة وضعت الصينية عن يدها ثم خرجت على الفور فانتقلت نظراتهم تجاه الصينية ثم تعالت ضحكاتهما معا فقرب آسر كوب القهوة منه وهو يشير لها بمرح 
_مش قولتلك! 
احمر وجهها من فرط ضحكاتها فتاه آسر بها حتى تناسى تماما ما يحمله بيديه فأنسكب بعضا من القهوة على قميصه نهضت تسنيم لتجذب المناديل الورقية المصفوفة على حافة الطاولة ثم سحبت منها منديل لتقدمه له قائلة 
_اتفضل.. 
أنفض بيديه العالق بقميصه ثم رفع يديه ليتناوله منها وعينيه منشغلة بقميصه المتسخ فقبض بيديه على كفة يدها الصغيرة رغما عنه ارتجفت اصابعها بين يديه فشعر وكأنه يحمل قالب من الجيلي المتحرك فرفع عينيه تلقائيا تجاهها ليجدها تتأمله بنظرات مرتعشة ومن ثم سحبت يدها من يديه پعنف مبالغ به تعجب آسر مما حدث اليها حينما تلامست يديهما معا بدون قصدا منه ولكنه لم يعلق فمن الطبيعي لفتاة لا تجمعها علاقة رسمية بشاب ان تختبر مثل ذاك التوتر والارتباك عادت تسنيم لمقعدها وهي تجاهد بالسيطرة على جسدها المرتعش برسم ابتسامة كاذبة على شفتيها بينما الهى آسر ذاته عمدا بتنظيف قميصه حتى يتركها تجلس باريحية وما أن انتهى حتى وضع المناديل بالسلة القريبة منه وهو يشير لها 
_نضف 
أشارت له بابتسامة هادئة فجلس باستقامة وهو يتابع 
_الحوادث دي معتادة بالنسبالي بس اللي مش معتاد في وقت مهم زي ده تفتكري الحاجة هتخليني اغسل القميص الابيض ولا هتسامحني بإعتبار اني بعيش حدث هام! 
زارتها البسمة مجددا لتنسيها ما اختبرته من شعور قاټل فودت لو ظل يتحدث وهي تستمع اليه لأخر عمرها انتهى ذلك اللقاء القصير حينما ولج أفراد العائلة للداخل ليهيمون بالحديث عن الحقول ومن ثم اختتم الحديث حينما قال فهد 
_أنت طول عمرك وأنت قريب مني يا فضل ومشفناش منك العيبة أول ما ولدي قالي على بتك قولتله يزين ما اختارت لأني خابر كيف تربيتك... 
ثم استطرد بعد لحظة من الصمت 
_ خد وقتك وشوف رد بتك واحنا في الحالتين أهل.. 
انتقلت نظرات العم فضل لابنته وكأنه يستكشف ما بها فوجدها تهز رأسها برفق بالموافقة رغم اندهاشه بقبولها السريع به الا انه التمس لها عذرا مجاورة فردا من الدهاشنة بأخلاقهم السامية سحب نظراته ليتطلع لفهد ثم قال بابتسامة واسعة 
_مين العاقل اللي يأخد وقت يفكر بابن الكبير أني اللي مربيه وعارفه زين وإن كان على بتي فردها باين من وشها.. 
تطلع فهد اليها فوجدها تبتسم فقال عمر 
_يبقى خير البر عاجله نقرا الفاتحة... 
تدخل جاسم بالحديث حينما قال 
_وجبل ما نقرا لازمن تعرف عادات بيتنا يا عم فضل أنت خابر اننا مبنحبش الخطوبة تطول وكل شيء جاهز يبقى مفيش داعي اننا نطول يحيى ولدي اتجوز في فترة قصيرة... 
أكد فهد على ما قال حينما تابع بقوله 
_احنا نقروا الفاتحة وكتب الكتاب والډخلة يبقوا بعد شهر من دلوقت على الاقل تكونوا جهزتوا ولا أنت عندك قول تاني يا فضل! 
تدخل عباس بالحديث والضيق يلحق نبرة صوته المخټنق 
_ولزمتها أيه السرعة دي القيامة هتقوم ما يتخطبوا سنة ولا تنين يعرفوا بعض زين وبعد اكده نبقوا نعمل الفرح.. 
بدى بغيض للجميع حتى آسر لم يشعر بالارتياح تجاهه بينما تجاهله الكبير عمدا واستدار برأسه تجاه فضل ليتساءل بثبات 
_رأيك ايه يا فضل 
أجابه بابتسامة هادئة 
_هو في رأي بعد كلامك يا كبير على خيرة الله.. 
انطلقت الزغاريد ترفرف بارجاء المنزل ليزف خبر خطبة ابنه العم فضل من ابن كبير الدهاشنة بالصعيد بأكمله وعلى رأسهم ثرايا المغازية التي اشتعلت بنيران الحقد لزيارة السعادة منزلهما بدل من التعاسة ولكن بقى وعد أيان برشام محفز من الصبر لشرور النابتة بداخلهما فباتوا على يقين بأن سرعان ما ستتحول السعادة لتعاسة مؤجلة! 

يتباهى أمامها بصفائه الدافئ فتخللت الدموع حدقتيها وهي تتأمل ذاك القمر الذي كانت تتصف به يوما ما فباتت بعيدة عنه كل البعد فرأته بتلك اللحظة بصورة باهتة ربما يحمل بقعة سوداء تعيق بياضه الناصع كبتت رؤى شهقات آلامها التي تلطمها بقوة فبات الصمت هو أملها الوحيد تمسكت يدها بحافة السور وكأنها تتشبث به ومن ثم التقطت نفسا عميق أراح ۏجع صدرها لفح وجهها نسمة هواء باردة فبعثرت خصلات شعرها بعشوائية فتمنى من يراقبها خلسة لو مرر يديه على شعرها الناعم برفق وربما ان سنحت له الفرصة سيحتضنها خلسة شعرت رؤى بأنها ليست بمفردها بالشرفة فاستدارت لتجده يقف أمامها يتأملها بتلك النظرة الساكنة بللت شفتيها بتوتر ومن ثم أعادت تمشيط شعرها بيدها وكأنه تحاول أن ترتب شكلها قليلا ثم استكملت طريقها للخروج من شرفة المنزل حتى تتجه لغرفتها اعترض بدر طريقها فتساءلت عينيها عما يفعله فتحرر لسانه ناطقا 
_كفايا هروب من الواقع يا رؤى لازم تتقبلي اللي حصل عشان تقدري تكملي حياتك.. 
انهمرت دمعة على خدها لتستكين لحظة قبل أن تجيبه
_أنهي واقع فيهم إني خسرتك ولا خسړت نفسي! 
وكأنها لامست ما ېقتل تفكيره فاقترب بخطاه منها حتى بات قريبا ومن ثم لحقه صوته الهامس 
_خسارتي فارقة بالنسبالك يا رؤى 
بللت شفتيها الجافة وهي تجيبه بارتباك 
_أنت الوحيد اللي فارقالي يا بدر.. 
ثم استطردت كلماتها بدموع 
_أنا عارفة إني غلطت لما شوفت نفسي واحدة منهمبس في الحقيقة انا مش زيهم ولا شبههم يا بدر.. 
وازاحت دموعها وهي تحاول ان تستجمع
 

تم نسخ الرابط