كارما بقلم ياسمين رجب

موقع أيام نيوز


ان مفيش غيرك في قلبي ولحد اخر يوم في عمري مش هيكون في غيرك
طالعته بعشق أكبر وعينيها توثق حديثها فغيرتها لم تكن إلا من چنونها به
على الجانب الآخر في منزل جمال  
وقفت فتون بالمطبخ وهي تعد الافطار بينما كانت كريمة تشتعل منها ڠضبا وهي تهتف  يا فتون الله يهديك اطلعي من المطبخ حراام عليكي يا بنتي ده انتي لسه في شهرك التاني يعني لازم راحة في ايام الحمل الاولى  

فتون ومازالت تواليها ظهرها و وجهها للموقد يا ام جمال محدش بياخد غير نصيبه وبعدين لو لينا نصيب ابننا هيجي الدنيا بخير كلوا بأمر الله
ونعم بالله مقولناش حاجة  قالتها كريمة بهدوء لتكمل بعدها  بس ربنا قال اسعي يا عبد وانا اسعي معااك يعني تخافي و تصوني صحتك علشان ربنا ينتعك بالسلامة من غير ما يحصلك حاجة 
الټفت اليها فتون  يا ست الكل ربنا ما يحرمني من خۏفك عليا بس انا مبحبش جوه القاعدة والنوم في السرير الله يخليكي سبيني اعمل الي يريحني
فوضت امري ليك يا رب انا عارفه اني مش هخلص معااك يا بت انتي 
لتتركها وتخرج إلى الخارج بينما قابلها جمال بأبتسامته الجميلة قائلا  صباح الخير يا ست الكل
والدته بهدوء  صباح النور يا جمال
طالع والدته بتساؤل قائلا مالك يا امي في ايه شكلك مدايقة حد زعلك
جلست على الاريكة وهي تهتف پغضب  وهو في غيرك انت ومراتك بيزعلني مراتك خلاص هتجبلي شلل قبل ما تولد
بسسس ايه الي حصل لكل ده  قالها جمال بتساؤل
لتكمل والدته  بقا اقول لها سيبي الاكل وارتاحي علشان الي في بطنك ولا هي هنا مبتسمعش كلامي فاكرة انها كده بتساعدني لم تقف وتتعب نفسها انا معنديش اغلي منك وربنا عالم مستنية اشوف عيالك ماليين عليا البيت
 يا ست الكل فتون مش قصدها تزعلك وانتي عارفه انها بتحبك قد ايه هي بس مش برتاح غير لم تعمل كل حاجه بنفسها فأنتي سبيها على راحتها وغير كده لو لينا نصيب فيه هيجي ملناش يبقى قضاء ربنا
دلف معتز بهدوء وهو يطالع المنزل بعينيه شقه قديمة في ضواحي السيدة فكان اساسها قديم مهتري ارهقهه الزمن كقلوبهم فاق من شروده على صوت السيدة  قهوتك ايه يا استاذ  
حمحم بحرج قائلا  لا مفيش داعي
لا يا استاذ عيب والله ما يحصل انا عارفه البيت مش
قد المقام بس احنا اصحاب واجب
قالتها السيدة بثقة
بينما ابتسم هو علي هذا الدفء ليهتف بحب خلاص يبقى قهوة مظبوط 
حاضر من عنيه قالتها بحب
بينما بقي هو يطالع المنزل بعينيه يبحث عنها لا يعلم سر الاشتياق الداخلي لرؤيتها
اتفضل يا استاذ قالتها بعدم وضعت القهوة امامه لتجلس هي الاخري على المقعد المقابل له وهتفت بتساؤل  خير يا استاذ هو اي الي حصل 
ارتشف القليل من قهوته ليهتف  خير ان شاءالله بس نڤين مبتجيش الشركة وحبيت اجي اطمن عليها
اخفضت السيدة رأسها بآلم وهي تهتف بحزن  والله يا استاذ منا عارفه حصلها اي دي كانت زي الوردة فجاء انطفت وقفلت على نفسها وكل فين وفين لم تأكل لقمة من يوم ما رجعت من شرم الشيخ وهي اتقلب حالها وكل الي على لسانها سبوني في حالي مش عايزه اشوف حد  
شعر بالاستياء والضيق لاجلها حتى كاد يسحق قدح القهوة الذي بيده ليهتف برجاء  طيب ممكن اشوفها
شعرت السيدة بالخجل فهي تعلم ابنتها جيدا ولكن لم اشاء ان ترفض طلبه
نهضت من مجلسها وقرعت على أحدي الغرف ليأتي صوتها من الداخل  عايزيين مني ايه
شعرت السيدة بالضيق من صوت ابنتها المرتفع لتدلف إلى الغرفة قائلة  في ضيف بره عايز يشوفك  
رفعت عينيها تطالع والدتها پغضب  وانا قلت مش عايزه اشوف حد انتوا ايه مبتزهقوش
ولا حتى انا  قالها معتز بعدم دلف خلف السيدة
نظرت إلى صاحب الصوت وهي تطالعه بعينين مشټعلة بالأنكسار والضعف عينين مجهدة من البكاء وقلة النوم
ليهتف برجاء موجها حديثه لوالدتها  ممكن تسبينا خمس دقايق 
نقلت بصرها بينه وبين ابنتها لتهتف پخوف  بس يا ابني مينفعش
معتز برجاء  ارجوكي خمس دقايق مش اكتر
هزت السيدة رأسها وخرجت بعدم اغلقت الباب خلفها
لينتقل ببصره إلى تلك الصامته التي لمعت عينيها بالدموع فهتف هو  ممكن افهم مبتجيش الشركة ليه 
نهضت من مجلسها واتجهت إلى الشرفة محاوله الهروب من عينيه حتى لا يري ضعفها لتهتف بنبرة منكسرة  لا خلاص مش هقدر اشتغل تاني لاني ببساطة انكسرت
نبرتها المټألمة جعلت قلبه ينقبض شعور جديد ولد بداخله ليقترب منها قائلا
بتساؤل  ليه بتقولي كده و أيه حصل علشان تتكلمي باليأس ده
طالعته بعينيها السوداء التي ارهقها الحزن لتلتقي بعينيه الباردة كالثلج في اشد ليالي الشتاء ليتوهج لونهم ما ان التقت بعينيه  طالت نظرتهم لتعود بنظرها إلى الشرفة مجددا دون حديث فأقترب اكثر وهو يمسك يدها بحنو قائلا بدفئ  انا عارف ان الي حصل كان صعب عليكي بس صدقينى ده مجرد أختبار
 

تم نسخ الرابط