للعشق وجوه كثيره بقلم نورهان عشري
المحتويات
يعتمل بداخلها من حزن و قهر لتلقي به في بحور الندم و الوحل فلو كانت غرزت سکين بقلبه لم تكن تؤلمه كما فعلت كلماتها فلأول مرة في حياته يشعر بأنه وضيع لتلك الدرجه كان يعلم بأنه سيندم أشد الندم على فعلته تلك و لكن ما يشعر به الآن من ألم حقا يفوق تحمله
اي لعنه حلت علي عقله لتجعله يفعل بها تلك الفعلة
بعد وقت ليس بقليل كانت تقف أمام البحر تغرقه بدموعها التي لن تنضب و تشعر بأن داخلها قد انشطر لنصفين نصف منهم يلومها علي غبائها و برائتها و مشاعرها التي أعطتها لمن لم يستحقها يوما و الآخر يبكي علي حالها قلبها برائتها المنتهكه
حسمت قرارها سريعا فقد فقدت كل ما يبقيها على قيد الحياه علي يده فهي لن تعود أبدا لعائلتها بهذا الإثم الكبير
رفعت عيناها إلي السماء و قالت بۏجع
يااااااارب سامحني مش هقدر اعيش مع كل الالم و العاړ دا سامحني يارب
جرت ذيول خيباتها و إثمها التي شاركت به بغبائها ووثوقها في ذلك الذئب الذي لم يرحم أبدا برائتها و أخذتها خطواتها إلي البحر عله يزيل قذاره الحقتها يد رجل اعطته كل ما تمتلك في هذه الحياه
يتبع
الثاني عشر
أحيانا تأتي أيام يشعر فيها الإنسان بالضياع لا يعرف إلى أين هو ذاهب أو من أين هو آت تكاد الوحدة تقتله ببطئ و هو غير قادر علي المقاومه بل راضا تماما بما قدر له و لكن دائما ما يكون هناك شئ بأعماقه يتمنى لو كان له جدار صلب يتكئ عليه شخص واحد يلجأ إليه وجهه واحده تشعره بالأمان يد قويه تنتشله من ذلك الحزن الذي يغتال روحه و يتغلل الي كل خليه بجسده
اه يا سهونه يا ميه من تحت تبن لحقتي علقتي الواد طب والله لهوريك
رددت نيفين كلماتها المسمۏمة بينها وبين نفسها ما ان سمعت بحديث روفان مع علي الذي تجاهلها تماما فشعرت بالغيرة الشديدة تنهش بقلبها و نوت بأن تهدم تلك العلاقة قبل أن تبدأ
ماما يا ماما انت فين
استمعت نيفين الي صوت وشوشات قادمة من الحمام الخاص بوالدتها فتحركت لتسمع أكثر فاصطدمت بسميرة التي خرجت على عجل عندما سمعت صړاخها
قالتها سميرة بتوتر
فألقت نيفين نظرة على هاتفها و رفعت انظارها اليها بشك
مالك يا ماما متوترة كدا ليه و لونك مخطۏف و بعدين هو انت كنتي بتتكلمي في التليفون و انت في الحمام ولا ايه
هاه لا طبعا هو انا هدخل اتكلم في الحمام ليه !
امال واخده الفون معاك جوا ليه
لا دا دانا كنت فاتحه فيس بوك و بعدين انت جايه هنا تحاسبيني يا زفته انت انطقي في ايه جايه تزعقي ليه كدا
تشتت انتباه نيفين عن ما تفعله والدتها و
قالت بغيظ
شفتي السهونه اللي اسمها روفان سمعتها بتكلم علي ابن خالت الزفته كاميليا
اه يا بنت ال لعبتها صح بنت صفيه دي مبتضيعش وقت خالص طالعه حربايه لامها
قالتها سميرة بغل
لا و ايه دي اتفقت معاه يتقابلوا كمان ھموت و اعرف جابت رقمه منين دي مخرجتش من يوم ما كان هنا
زجرتها سميرة پعنف
قولي لنفسك يا ست هانم شايفه البنات اللي مبتضيعش وقتها مش خيبتك القويه
نيفين بتذمر
و انا كنت هعمل ايه يعني مانا بعمل كل اللي انت بتقوليلي عليه
و انت فين عقلك حته بت مش باينه من الارض علقته و انت حتي معرفتيش تطلعي منه بحاجه عرفتلك مكانه و خليتك تقابليه و سيادتك عملتي ايه رجعتي زي ما روحتي حتي ملفتيش نظرة و لا انتباهه ليك ناقصه ايد ولا رجل عشان حد يعجب بيكي او يفكر يحبك
كانت كلماتها كالړصاص انطلقت لتخترق روحها فها هي منذ ان وعيت على هذه الحياه و امها تنقص من قدرها و تفرغ بها شحنات خيباتها من والدها و إهماله المتعمد لها و تذكرت لامبالاة علي لها عند صدفتها معه المزعومة
عودة إلى وقت سابق
دخلت نيفين بهو الفندق
الذي يمكث به علي بعد ان اخبرتها والدتها بمكانه فظلت تتلفت حولها باحثة بنظرها عنه فوجدته يتناول فطوره فأخذت تنظر إلي وسامته المفرطه و هيبته الطاغيه فرددت بداخلها قمر يخربيتك ليها حق البت روفان تعجب بيك بس مبقاش نيفين لو خلتها تتهني بيك يوم واحد
سرعان ما حولت انظارها عنه عندما رأته قد بدأ بلملمه أشياؤه فاخرجت هاتفها و تصنعت النظر به و هي تتدلل بمشيتها في طريقها إليه فارتطمت به و قبل ان تقع كان على قد منعها من السقوط قائلا
انت كويسه يا آنسه انت
قالها علي ما ان رفعت أنظارها إليه
حضرت الظابط
قالتها نيفين متصنعه الدهشه
فاعتدل علي قائلا بخشونة
انت كويسه اسف مخدتش بالي
لا و لا يهمك انا اللي اسفه انا كنت مركزة في الفون و مبصتش قدامي
حصل خير عن إذنك
هكذا تحدث علي بجفاء وهو ينوي الذهاب فأوقفته قائله بلهفة
ايه دا رايح فين انت هتمشي يعني اقصد ممكن نفطر سوى لو مكنش يضايقك
ابتسم على و قال بسخريه رافعا إحدى حاجبيه
هتقعدي تفطري عادي مع واحد كان بېهدد جدك من كام يوم في نص بيتكوا لا و تحديدا كان بيتوعد لابن عمك و حبيب القلب ايه مش خاېفه مني
فاجأها هجومه الذي توارى خلف نبرته الهازئة فتلعثمت قائلة
هاااه لا لا انا عارفه انك مش ممكن تعمل حاجه من دي و كمان انت عمرك ما هتقدر ټأذي يوسف انت متعرفش هو ممكن يعمل فيك ايه و انا بصراحه كنت عايزه احذرك
قالت جملتها الأخيرة برقه ناظرة لعينيه فضيق علي عينيه و قال بسخرية
عايزة تحذريني امممم يعني جدك مش باعتك و لا عايزة تغيظي حد انك كنت قاعده معايا
لا طبعا ايه اللي بتقوله دا اغيظ مين و بتاع مين انا الحق عليا اني كنت عايزه احذرك
ابتسم علي بخفوت و قال بسخريه
آل و انا اللي كنت فاهمك غلط اخس عليا والله
اغتاظت نيفين من لهجته و شعرت بانه يسخر منها فقالت بغيظ حاولت ان تداريه قدر الإمكان
و سياده الرائد بقي خاېف علي احساس مين ومش عايزني اغيظه
سياده الرائد مبيخافش من حد بس ولا بيفرق معاه زعل حد بس مابيحبش حوارات البنات دي ولا يحب يدخل فيها و تبقي عبيطه لو فكرتي انك ممكن تضحكي عليا
تفاجئت من حديثه و نظراته و تملكها الحرج ولكنها حاولت التظاهر بأنها لا تفهم شئ
انا مش فاهمه حوارات اي و كلام فارغ ايه انت فاهمني غلط خالص
علي بجفاء
يمكن عن اذنك
أوشك على المغادرة فأوقفته كلماتها حين قالت
على فكرة أنا عارفة مين سوء سمعتي عندك و قالك الكلام الغلط دا عني
زفر علي بنفاذ صبر فتقدمت تقف أمامه وهي تقول برقه
بس انا مش كده يا سيادة الرائد و على فكرة أنا زعلت من كلامك
علي محاولا الحفاظ على رباطة جأشه
أنسة نيفين هو أنت كنت جايه هنا ليه
للحظه لم تعرف كيف تجيبه ولكنها استخدمت الحيلة لتخرج من هذا المأزق فقالت بخفوت
بتسأل ليه
عشان بما انك جايه هنا يبقى أكيد عندك ميعاد مع حد فأنا بقول تتفضلي على ميعادك عشان متتأخريش عن اذنك
عودة للوقت الحالي
طب و انا ذنبي ايه ما انا روحت وعملت كل اللي انت قولتيلي اعمله هو اللي مرضييش حتي يتكلم معايا و مقالش غير كام كلمه و مشي و سابني
عشان غبيه معرفتيش تبلفيه صح
طب و الحل
هكذا تحدثت بنفاذ صبر فأجابتها سميرة
تنزلي بدموعك الحلوة دي على الست صفيه هانم و تقوليلها كل اللي سمعتيه دا و تاخديها من ايديها و توريها بنتها المحترمه بتقابل اللي عايز ېقتل اخوها و بېهدد عيلتها كلها
تصدقي فكرة
قالتها نيفين بانبهار
ثم لمعت عيناها بخبث واردفت
و كدا بقى اكسب طنط صفيه في صفي و ابين لها حسن نيتي و اني الطيبه الغلبانه اللي مردتش تروح تقول لجدها
علي عملت بنت عمها و دارت عليها
سميرة بسخرية
ناصحه ياختي يالا روحي قوليلها خلينا نشوف آخرتها معاها اما خليت رقبتها تحت جزمتي بس اخلص من بنت زهرة الأول
طب يا ماما و هنعمل ايه في زفتا دي اللي ما صدقنا غورناها من هنا و رجعتلنا تاني
سميرة بتفكير
معتقدش يوسف هيرجعها هنا تاني
امال هيوديها فين يعني يا ماما
هما تحدثت نيفين بنفاذ صبر فزجرتها سميرة قائلة
بطلي غباوة شويه انت تايهه عن يوسف دا هيوريها النجوم في عز الضهر عشان فكرت تهرب منه و خلت شكله زباله قدامنا
لم تقتنع بحديث والدتها فأجابتها ساخرة
يا سلام اولا يوسف بيحبها ثانيا ماهي ممكن تقوله ان احنا السبب انها هربت صحيح يا ماما هيا كاميليا هربت ليه انت مقولتليش قولتلها ايه خلاها تهرب
قهقهت سميرة بشړ و قالت بثقه
متشغليش بالك انتي ركزي في ازاي تشدي يوسف ليك و تخليه يحبك و متقلقيش لا هي هتقدر تقوله علي سبب هروبها و لا هو هيفكر فيها تاني اصلا
نيفين بتهكم
ھموت و اعرف جايبه الثقه دي منين ماما هو انت تعرفي حاجه انا معرفهاش
هكذا قالت نيفين جملتها الأخيرة بريبة فأجابتها سميرة بملل
كاميليا في المستشفى بعد ما يوسف بقي الله و اعلم اذا كان عذبها و لا ضربها و بسببه دخلت هناك و احتمال كبير تدخل في غيبوبه و محدش عارف اذا كانت هتفوق منها و لا لا
نيفين پحقد
يارب ما تفوق ابدا بس
انت عرفتي منين
مش شغلك و يالا روحي عشان تقولي للليدي صفيه علي عمايل المحترمه بنتها و لا هتسبيها تتهني بحضرة الظابط
و دي تيجي يا ست ماما دانا هطربقها علي دماغها قالتها بغيظ وهي تتذكر حديثها مع على
الله الله يا ست روفان و إيه كمان
لم يكن ذلك الصوت سوى صوت صفيه و التي كانت تنظر إلي ابنتها بنظرات يملئوها الڠضب و الخزي معا و كانت نيفين معها تنظر لها بشماته
تفاجئ كلا من علي و روفان و لكن مفاجأة روفان كانت اكبر عندما رأت والدتها فهبت واقفه وهي تهتف پصدمة ممزوجه پخوف
ماما
صفية بعتاب جاف
أيوا ماما يا روفان هانم ياللي كبرتي و بقيتي تستغفليني
تدخل علي بهدوء
يا صفيه هانم حضرتك فاهمه غلط
وجهت صفيه انظارها الغاضبه له و قالت بجفاء
لما دخلت بيتنا و وقفت قدام عمي و في وسط بيته و اهله وهددته بصراحه
استفزتني أوي جرأتك و وقاحتك مش هنكر خفت علي ابني زيي زي أي أم بالرغم من إن يوسف الحسيني محدش يقدر يقرب منه
متابعة القراءة