للعشق وجوه كثيره بقلم نورهان عشري
المحتويات
التهنئات من الجميع ليقاطعهم رحيم قائلا
مبروك يا مازن يا ابني بس مش نعرف العروسه مين و بنت مين
الله يبارك فيك يا رحيم بيه العروسه جزء منكوا يعرفها و جزء لا العروسة تبقى كارما بنت طنط فاطمه خالة كاميليا
قاطعه رحيم بصوته القوي و بنبرة ذات مغزى
قصدك بنت الدكتور هاشم سالم و حفيده اللواء سالم الرفاعي مش بنت فاطمه !
في الحقيقه يا رحيم بيه انا ميهمنيش هي بنت مين انا اللي يهمني كارما و بس لاني بحبها فعشان كدا أي حاجه تانيه مش فارقه معايا
ابتسم رحيم بسخريه تجلت في نبرته حين قال
والله يا مازن انا فرحان علشانك و كل حاجه بس انت عارف معزتك عندي و إنك زيك زي أحفادي و واجبي انبهك !
تنبهني
اه يا مازن انبهك ماتسبش الحب يتمكن من قلبك اوي و يضعفك عشان ميضيعكش حكم عقلك في كل حاجه بتعملها غيرك خسر حاجات كتير اوى بسبب الكلمه دي !
أنهى رحيم كلماته التي كانت تحمل في طياتها الكثير من اللوم الموجه لأحفاده و لأبنه في المقام الأول ليتفاجأ برد يوسف الذي كان هو الآخر يوجه حديثه لشخص ما يحتل كل جزء من تفكيره ليقول بنبرة واثقة
انك خاېف تبقى مابتحبش
استمهل نفسه قبل أن يضيف بنبرة جافة
و أحيانا المكسب و الخساره بيختلف من شخص لشخص
رحيم بجفاء
تقصد ايه
يوسف بنبرة جامدة
يعني خسارتي بالنسبالك ممكن تكون مكسب كبير اوي ليا ! فأنا رأيي أن الإنسان كل اللي عليه أنه يختار صح يختار اللي يليق بيه و هو اللي يكون شايف مش حد تاني
و في النهاية محدش صغير و كل واحد مجبر يدفع نتايج أخطاءه عشان يتعلم ميغلطش تاني و دا بقي بيتسمى الخبرة
أنهى يوسف كلماته تزامنا مع تلك الرغبة القوية التي ضړبت سائر كيانها فقد شعرت و كأن كل حديثه موجه إليها فهي من كانت ضعيفة خائڤة وهي من تركته ورحلت دون أن تنظر خلفها و هي من أضعفته بعشقها فلم تملك سوى أن تتمتم بعض عبارات الاعتذار لهم لكونها متعبه و تحتاج إلى الراحة لترحل محافظه على ما تبقى لها من إرادة حتي لا ټنفجر أمامهم في البكاء و لكن عند وصولها لأول درجات السلم سمعت كلمات جدها إلى يوسف التي اخترقتها في الصميم و أشعلت براكين غيرتها
أراد يوسف الطرق على الحديد وهو ساخن فأجاب برحابه صدر قاصدا أن يصل حديثه إلى مسامعها عله يصل إلى مبتغاه
أكيد طبعا لازم اطلع اطمن عليها نخلص غدا و اطلعلها على طول
عند وصول تلك الكلمات إلى مسامعها شعرت بأسهم ڼارية تنغرز بصدرها حتى أنها لم تعرف كيف وصلت إلى غرفتها و لم تلحظ أبدا أنها على حالها مثلما تركتها فقد شعرت بأن التنفس بات ثقيلا عليها حتى أنها أوشكت على الإختناق جراء ذلك الألم الذي اقتحم قلبها عندما وجدته أكثر من مرحب بالاطمئنان على غريمتها لټدفن وجهها في الوسادة محاولة كتم صوت بكائها الذي لو أطلقت له العنان سيسمع به العالم أجمع
أنهت سميرة كلماتها الغاضبه و هي تنظر إلى ابنتها النائمة و التي حتى و إن استعادت صحتها لم تستطع لملمه شتات نفسها من تلك الحقيقه التي قلبت حياتها رأسا على عقب
هبت نيفين من نومها مفزوعه إثر إقتحام سميرة الغاضب لغرفتها لتتحدث بړعب من مظهر والدتها
إيه يا ماما في ايه
تحدثت سميرة باستنكار
في إيه ! انت كمان بتسأليني طبعا مانتي مخمودة هنا ولا على بالك البلاوي اللي بتحصل تحت ما انت جبله بلوة و اتحدفت فوق دماغي
لطالما آلمتها كلمات سميرة لها و ټعنيفها الدائم لأتفه
الأسباب و لكن الآن لم تبالي كثيرا لأنها الآن عرفت السبب وراء ذلك لهذا تحدثت معها بتلك النبرة اللامباليه
ما تقولي في ايه بدل ما انت عماله تنوحي كدا انا
تعبانه و مش حمل ضغط عصبي زيادة
رفعت سميرة حاجبها باستنكار وقالت ساخره
يا عيني ! تعبانه و مش ناقصه ضغط عصبي ! تصدقي صعبتي عليا طب خدي بقى الخبر الحلو دا يمكن يخلص عليك و ارتاح منك و من قرفك الست كاميليا هانم جت تحت دخلت من باب الفيلا و هي أيدها في أيد حبيب القلب و لا أكنهم راجعين من شهر العسل لا و ايه ياريت على قد كدا دي جايه فاردة قلوعها عالآخر و البيه بيسند لها و عاملي فيها حامي الحمى خلاني أنا سميرة اعتذر للجربوعه دي و آكل في المطبخ مع الخدامين
قالت كلماتها الأخيرة بصړاخ لتصدم نيفين مما سمعته و لكن صډمتها لم تدم طويلا إذ شعرت بالشماتة في تلك المرأة فهاهي نالت الإذلال على يد أكثر شخص تكره في هذه الحياه
لاحظت سميرة نظرات ابنتها الغامضة التي ظهر بها لمحة من الشماته لتهب من مكانها قائله پغضب
ساكته يعني ايه مش زعلانه على امك و
اللي اتعمل فيها من بنت زهرة !
لا طبعا زعلانه بس بحاول استوعب اللي حصل و ايه اللي غير يوسف من ناحيتها كدا
تحدثت نيفين محاولة أن تبدو متأثرة بما حدث على عكس إحساسها الداخلي بالشماتة و لكن ليس من الصائب أن تخسر تلك المرأة في هذا الوقت بالتحديد فهي تحتاجها للتخلص من وجود كاميليا في هذا القصر لذا تابعت بلهجة حاولت أن تضفي عليها الڠضب
تفتكري قالتله ايه الزباله دي خلته نسي كل حاجه و رجعلها كدا
ما أن نطقت هذه الكلمات حتى وصلت إلى مبتغاها في تشتيت نظرات سميرة الثاقبة لها لتنفعل الأخيرة قائله پقهر
انا عارفه عملتله ايه بنت زهرة خلته قلب ميه و تمانين درجه كدا ! دي ولا اكنها سحراله ! طالعه حية زي امها بتعرف تبلف الرجاله و تضحك عليهم
أنهت كلماتها موجهه نظرات محتقرة لابنتها ثم تابعت بغيظ
واحده ذكيه مش طالعه غبيه زيك مبتعرفش تعمل أي حاجه
تحدثت نيفين بسخريه
قصدك طالعه حلوة لأمها و ذكيه بردو لأمها
كل واحده طالعه لأمها يا ماما و دا مش ذنبي انك أمي
جحظت أعين سميرة وهي تسمع كلام نيفين لتندفع ناحيتها بخصلات شعرها تجرها تجلى في نبرتها حين قالت
تقصدي ايه يا بت انت قصدك انك طالعه وحشه و غبيه لأمك ! دا أنت نكرة و زباله من غيري مالكيش اي لازمه و لا وجود فاهمه !
تحدثت نيفين من بين دموعها محاولة تخليص نفسها من يد والدتها
كويس انك فهمتي قصدي و لو عايزة تعرفي مين فينا اللي غبي افتكر كدا اللي حصل زمان بينك و بين زهرة هتلاقي ان هي اللي فازت و انت اللي خسړتي هي عاشت مع واحد بيحبها و ماټت و اندفنت معاه وانت عشتي عمرك كله
مع واحد مش طايق يبص في وشك يبقى مين فيكوا اللي انتصر عالتاني مين فيكوا اللي ذكي يا سميرة هانم !
اخرسي !
تحدثت سميرة بغل بعد أن رفعت كفها و هوت به علي خد نيفين في صفعه مدويه فقد خطت بحديثها إلى حقل ألغام چراحها التي أبت أن تندمل بعد مرور كل تلك السنوات بل كانت تزيد من وقود اشتعالها و حقدها على تلك اليتيمة و مهما فعلت معها لم تخمد نيرانها أبدا
لا مش هخرس و افتكري أن وجودك في البيت دا مربوط بيا يعني لو قلت لجدي أو لبابا اني مش عايزاك هنا في ثواني هتلاقي نفسك في الشارع
تحدثت نيفين بغيظ و قهر كتمته لسنوات لتتفاجئ سميرة من لهجتها و ټهديدها الصريح لتقول باستنكار
انت بټهدديني يا نيفين !
اه پهددك و إياك إياك تفكري تقللي مني تاني و لا تمدي إيدك عليا و لا تقوليلي كلمة متعجبنيش
بتأكدي علي كلامك كمان هي دي آخرتها بعد ما اتحملت عمايل ابوكي فيا كل السنين دي عشان خاطرك تيجي تقوليلي كدا !
تشدقت نيفين ساخرة
الله يباركلك بلاش افلام هندي و جمايل ملهاش وجود من أساسه أنت ممشتيش و اتحملتي عمايل بابا فيك غير عشان مالكيش مكان غير هنا و عشان انت متقدريش تتخلي عن فلوس وعز ونفوذ عيله الحسيني و كان عندك استعداد تتحملي قد اللي اتحملتيه عشر مرات بس متمشيش من هنا و كل اللي فات دا انا بس اللي اقدر اضمنهولك عشان كدا اتحملتي زي ما بتقولي
شعرت سميرة و كإن دلو من الماء قد انسكب فوق رأسها فمن تقف أمامها ليست تلك الطفلة التي ربتها و اوهمت الجميع أنها ابنتها هل يمكن أن تكون تشبهها إلى هذا الحد !
خرج من بين شفتيها إستفهام هامس
تقصدي إيه
اقصد إننا مصلحتنا واحدة و هنفضل ام و بنتها حلوين كدا لحد ما نمشي بنت زهرة من القصر و نغورها من حياتنا خالص و أنا اتجوز يوسف و ابقى الهانم هنا و مرات كبير
العيله و طبعا
انت اكيد هينوبك من الحب جانب هتقدري تأمري و تنهي في القصر براحتك من غير ما حد يقولك تلتت تلاته كام
و هتعملي دا ازاي بقي
نيفين بغموض
هتشوفي ! و هتعرفي مين فينا اللي ذكي و مين اللي غبي يا ماما !
قالت الأخيرة بسخرية لم تخفي علي سميرة التي لوهله ظنت أن نيفين قد علمت حقيقة هويتها و لكنها نفت هذا الظن من رأسها تماما فلا أحد يعلم هذا الموضوع سوي هي و شخص آخر !
قاطع حديثهم طرق على الباب ليلتفت كلا منهما لمعرفة الطارق و الذي لم يكن سوى يوسف الذي وجه نظرات محتقرة إلى سميره و من ثم تجاهلها لينظر إلى نيفين التي كانت تتطلع إليه بذهول فهو لم يدخل غرفتها
أبدا و ما فاجأها أكثر هو سؤاله عن حالها
عامله ايه دلوقتي
أجابت نيفين بصوت حاولت أن تضفي عليه الضعف و الإنكسار
الحمد لله بخير
وجه يوسف إنظاره لتلك التي كانت تنظر إليه بترقب و حذر من أي ردة فعل قد تصدر منه فهي لم تنسى مظهره المرعب و هو غاضب بالأسفل ليتحدث إليها بنبرة آمرة محتقرة
بينادوا عليك في المطبخ تحت عشان ميعاد العشا
اغتاظت كثيرا من نبرته و مغزى كلماته لكنها آثرت الصمت خوفا من عواقب قد تجعلها في
متابعة القراءة