للعشق وجوه كثيره بقلم نورهان عشري
المحتويات
قائلا
و يبقوا ألف عشان خاطرك أهم حاجه اشوفك سعيدة و مبسوطه
قاطعهم رنين هاتفه فاحتواها بقربه و أجاب
ايه يا ابني انت فينك رنيت عليك كذا مرة مردتش ليه
يوسف كارما و غرام اتخطفوا و أنا مش عارف اعمل ايه
هب يوسف من مكانه قائلا
بتقول ايه يا مازن امتى حصل الكلام دا
النهاردة الصبح و قلبنا الدنيا عليهم مفيش جديد و مش عارفين هنقول ايه لمامتهم
في ايه يا يوسف غرام و كارما حصلهم ايه
كان هذا صوت كاميليا المړتعب مما سمعته من حديث ليحاول يوسف طمأنتها قائلا
اهدي يا حبيبتي مفيحش حاجه
صاح مازن حين استمع لصوتها
يوسف احنا محتاجين كاميليا تكون جمب خالتها هنا عشان لو عرفت حاجه تبقى جنبها
اجابه يوسف بجفاء
انهمرت عبرات القلق من بين جفونها ړعبا على بنات خالتها و ما أن رأى
يوسف حالتها حتى اغلق الهاتف و قام بتهدئتها فأخذت تبكي قائله
كارما و غرام جرالهم ايه يا يوسف
أن شاء الله هنلاقيهم يا حبيبتي بلاش تعملي كدا
انا مړعوبه عليهم اوي و خالتو فاطمه عرفت و لا لا
اندفعت بلهفة
وديني عندها يا يوسف ارجوك هي من غير حاجه تعبانه دي لو عرفت باللي حصل دا ممكن تروح فيها و دي الحاجه الوحيده اللي بقيالي من ريحه ماما
اهدي يا كاميليا و أن شاء الله خير و هيلاقوهم و أنا بنفسي هدور معاهم و كمان هاخدك معايا عشان تروحي تطمني عليها كفاية دموع بقى عشان خاطري
إليها الطمأنينة مرة أخرى
في مكان آخر تلاقي الثلاثه أدهم و مازن و علي الذي صاح غاضبا
ما صدقت عرفت انيمها بعد ما سألتني مليون سؤال عن البنات زي ما يكون قلبها حاسس
انت قولتلها هما فين
قولتلها أنهم في خطوبه سهى صاحبه كارما و احتمال يباتوا معاها و تليفوناتهم فصلت شحن و اضطربت احلفلها أني كلمتهم و هي نايمه و طبعا كلمت سهى حكتلها عاللي حصل وقلت لها لو ماما كلمتك البنات عندك و اطلعيلها بأي حاجه لو طلبت تكلمهم
يا جماعه احنا لازم نفكر بعقلنا شويه مين له مصلحه في خطفهم
يمكن يكون حد له عداوة مع حد فينا
احنا عمرنا ما كان لينا أعداء يا مازن و كنا عايشين طول عمرنا في حالنا و عمر ما حد اتعرض لإخواتي
تحدث علي پغضب فأجابه مازن بنفس لهجته
تقصد ايه يا على
اقصد أن ممكن اللي دا يكون قاصدك انت او له عداوة معاك انت
اهتاج مازن من حديث علي
محدش يعرف أن كارما خطيبتي احنا لسه معملناش حاجه انت عايز ترمي اللوم عليا و خلاص ثم و لو فعلا حد قاصدني هيخطف غرام معاها ليه
لم يجيب علي على استفهاماته بل زفر بحنق فتابع مازن بحدة
اللي عمل كدا قاصد حد بيحبهم اللتنين و عايز
يوجعه بيهم أو يبتزه
عند هذا الحديث توقف علي للحظات ثم برقت عيناه و قال بتوعد
لو طلع اللي في بالي هو اللي عمل كدا عشان يبتزني والله لهندمه اللي باقي له من عمره
ثم نظر إلى كلا من مازن و أدهم و هو يستعد للرحيل قائلا
الولاد زمايلي مش مبطلين تدوير عليهم و في الكماين بيفتشوا العربيات اللي رايحه و اللي جايه و انتوا كملوا تدوير لحد ما اجيلكوا
اندفع أدهم مستفهما
و انت هتروح فين
مشوار صغير و غالبا هيوصلنا لمكانهم
هكذا تحدث علي ثم أضاف مازن بغموض
و أنا كمان ورايا حاجه هعملها على ما تخلص مشوارك
نظر إليهم أدهم بسخط قائلا
و دا وقت مشاوير ما كل واحد يقول ايه في دماغه عشان نعرف نساعد بعض
أجابه مازن بجمود
لما ارجع من مشواري دا هقولك في اي في دماغي
و انت استني يوسف و كاميليا هما طلعوا و زمانهم على وصول انت عارف يوسف بيسوق بسرعه
زفر أدهم قائلا بنفاذ صبر
ماشي أما اشوف اخرتها معاكوا
انت ليك يد في خطڤ كارما و غرام
يتبع
السابع و العشرون
أعتقد أن التجاوز هو أحد أهم دواعي الاستمرارية في هذه الحياة أن يتعلم الإنسان تجاوز ألمه خيباته هزائمه
أن يتجاوز تلك اللحظات التي ظن أنها لن تتكرر مرة آخرى و الاهم من ذلك كله أن يستطيع تجاوز الأشخاص الذي ظننت بأن المستحيل هو فراقهم و إذا به يتحقق على حين غرة ليجعلك تتيقن بأن تجاوز بعض الأشخاص قد يكون نجاة
نعم فالتجاوز مؤلم و يحتاج لمجهود شاق ولكنه منجي !
نورهان العشري
انت بتقول ايه يا علي
تحدث هاشم الرفاعي الذي رقص قلبه فرحا ما أن رأى الهاتف يهتز معلنا عن اتصال كان قد انتظره طويلا ليباغته علي بإلقاء تلك القنبلة في وجهه الذي امتقع خاصة عندما تحدث علي بتلك الكلمات الجارحه
كلامي واضح بسألك ليك يد في خطڤ كارما و غرام ! و قبل ما تجاوب عايزك تعرف ان يمين بالله لهقلب الدنيا عليها واطيها لحد ما ارجع إخوتي حتى لو كانوا في سابع أرض
ذعر هاشم من حديثه و اړتعب قلبه عندما علم ما أصاب حفيداته فأجاب بلهفه و ألم
ايه اللي انت بتقوله دا يا علي انت واعي انت بتقول ايه انا هعمل كدا في بنات الغالي دانا افديهم بروحي
شعر علي بمقدار الألم في صوته و أخذت وخزات الندم تاكل قلبه فلم يستطع الحديث ليتابع هاشم بنبرة مهزوز من فرط التعب و الحزن
اللي حصل دا حصل ازاي يا علي
تردد علي لثوان قبل أن يتحدث بيأس
معرفش كانوا خارجين الصبح وفجأة طلع عليهم ناس ملثمين خدروهم و ركبوهم عربيه و هربوا و لحد دلوقتي منعرفش حاجه عنهم قلبت إسكندرية حته حته و مفيش اي جديد
تعاظم ړعب العجوز تأثر لتلك النبرة اليائسه التي يتحدث بها حفيده و لكن هذا ليس وقت الضعف خاصة لمن لم يعتاده فأخذ يشحذ بعضا من قوته الذي أفقده إياها المړض و قال بصوت قوي
إجمد كدا يا على أن شاء الله هنلاقيهم انا هقلب الدنيا لحد ما ارجع بنات ابني بيتهم سالمين متقلقش انت مش لوحدك انا في ضهرك و اللي عمل كدا هيتحاسب أشد الحساب
أنه فكر بس يقربلهم
لا يدري لما شعر ببعض من الارتياح لحديث جده و لكن كبرياؤه أبى أن يقبل بمساعدته فنفض عنه ثوب اليأس و تنحنح قليلا ثم قال بثبات
شكرا يا هاشم بيه مش محتاج مساعدتك و أنا هعرف ارجع
إخواتي حتي لو على رقبتي
ابتسامه جانبيه ظهرت على شفتي العجوز فقد كان يتوقع رد حفيده و لما لا فهو أخذ كثيرا من طباعه
طبعا يا ابني انت تقدر تعمل كدا و أنا معنديش شك انك تقدر ترجع إخواتك و تحافظ عليهم بس دول بنات ابني و ليا حق فيهم و مش هقدر اقف ساكت و هما مخطوفين كدا ياريت تسبني اساعدك يا علي و اقف في ضهرك
اهتز علي داخليا من رجاء جده المبطن و شعر بأنه يجب أن يضع مصلحة شقيقتيه اولا ليزفر بتعب قائلا
لو احتجت حاجه هقولك
تحدث الجد بارتياح
و أنا هبعتلك اللي يبقى رهن إشارتك و هيمشي بامرك انت بس شاورله دول بناتنا يا علي شايلين اسم الرفاعي شرفنا وعرضنا يا ابني و
لازم تحميهم بعنينا و انا عارف انك اسد و راجل من ضهر راجل
انهى علي مكالمته و قد شعر بأن الهواء قد نفذ من رئتيه و فاغمض عينيه بتعب يناجي ربه بأن يرشده للطريق الصحيح و يخفف عنه هذا الثقل الذي يجثو فوق قلبه وكأن الله استجاب لدعائه ليرن هاتفه معلنا عن مكالمة أكثر من مرحب بها ليلتقطه قائلا في لهفه
روفان
فأجابته بقلب لهيف
علي انا عرفت من كاميليا اللي حصل و قولت لازم اكلمك اطمن عليك
لأول مرة في حياته يعجز عن الحديث الذي سيتبعه حتما انهار من الدموع التي لا تليق بعنفوانه لتزداد حدة تنفسه و على صوته الذي أخبرها عن مدى معاناته فأردفت بطمأنه
متقلقش أن شاء الله هتلاقيهم ربنا هيحفظهم و هيرجعهم بالسلامه انت بس قول يارب
خرجت الكلمات من فمه بحرقه نابعة من احتراقه داخليا
يااااااارب يااااااارب يا روفان يرجعوا بالسلامه
اضافت بلهجة هادئه نابعه من قلب انثي تحولت أما عندما وقعت في العشق
هقولك على حاجه حلوة انت اكيد بتدور عليهم و مش واقف لحظه عايزاك و انت بتدور عليهم اقعد قول لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم كتير اوووي بنيه إن ربنا يحفظهم و تلاقيهم و أن شاء الله ربنا هيردهم ليك في أقرب وقت و هتشوف إن ربنا مش هيكسر بخاطرك و هيطمن قلبك عليهم
و
كأن حديثها كان كالبلسم على قلبه و قد أنار له طريقا لا يعرف كيف غفل عنه و هو اللجوء إلى الله سبحانه و تعالى ليقول بحب تجلي في نبرة صوته
حاضر ربنا يخليك ليا
اهتز قلبها لتلك النبرة التي أسرتها و هذه الكلمات البسيطه التي جعلت الفراشات تحلق في معدتها لتأخذ نفسا عميقا يملؤه عبير العشق قائله بخجل
و يخليك ليا
ثم تداركت الموقف قائله بتوتر
لينا يعني يخليك لينا و للناس كلها بما إنك ظابط و كدا
للحظات بسيطه شقت الابتسامه شفتيه علي توترها و برائتها ثم قال بلهجة ناعمة
ادعيلي و ادعيلهم
ربنا معاك و معاهم يارب و يجمعكوا مع بعض في اقرب وقت
امن علي على دعائها ثم ختم المكالمه التي اعطته جرعه كبيرة من الطاقه التي سيسخرها جميعها في البحث عن شقيقتيه لينطلق بسيارته إلى مقر الشرطة للبدأ في جوله جديده من البحث
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين إيديهم سالمين
انتهت نيفين من تنزيل برنامج التصنت على هاتف سميرة كي تعرف مع من تتحدث هذه الأحاديث السرية فهي لم تعد تأمن مكر هذه السيدة و يجب أن تعرف كل خطواتها و ما تخفيه
عنها فهي واثقه أنها تملك الكثير من الأسرار التي عليها كشفها واحدا تلو الآخر ليهاجمها ذلك الصداع الذي كان يلاحقها في الفترة الأخيرة دون أن تعرف له سبب فقامت بالذهاب الى غرفتها و الجلوس على اقرب كرسي لتتفاجئ بسميرة تدخل الى الغرفة تنفث النيران من أنفها لتجدها على تلك الحالة من التعب و لكن ذلك لم يجعلها ترحمها لتبدأ بالتنفيس عن ڠضبها بها ككل مرة
انت قاعده بتهببي ايه عندك و سايبه البلاوي اللي فوق دماغنا دي كلها
لم تكن في حالة تسمح لها بالحديث فتجاهلتها تبحث
متابعة القراءة