على حافه الهاويه بقلم سما سعيد

موقع أيام نيوز


فأشاح بوجهة بالاتجاة الاخر
اغمضت عينيها پغضب جامح وخضعت للامر
عندما وجدت والدتة تبكى فرحا وشوقا للقاء حفيدها
فلوحت بابتسامه مطبقه الشفايف ابتسامة باهتة الى والدة زوجها
وامتثلت آيات للامر فلم يعد بيدها اى حيلة فقد اقتضى الامر
انت اټجننت يامصطفى برضوا مشيت اللى ف دماغك وقلتلهم انى حامل
هكذا تحدثت آيات الية بهتاف بعد مغادرة والدتة

فأقترب اليها مهدئ إياها لكى لا تفتعل ضجة
بسبب رد فعلها القوى وتحدث بقلق قائلا 
اهدى يا آيات ماما لسة منزلتش حرام عليكى تسمعك
نهرتة آيات بمضض قائلة اهدى اية وزفت اية حرام عليك انت والله
لية لية تضحك عليهم وتخدعهم دول ميستهلوش منك كدا ابدا
اقترب منها مصطفى وامسكها بخفة من يدها وتحدث قائلا 
ڠصب عنى يا آيات انا كان لازم اعمل كدا
احنا بقالنا سنة وكام شهر متجوزين وشكلنا بقى وحش ادامهم
ضحكت آيات بأسنخفاف قائلة والله يعنى هو دة اللى همك الخلفة وبس
طب وانا مهمكش سقطت من حساباتك 
وبعدين سنة اية
وبتاع اية اللى انت بتتكلم عنهم
ومن ثم اردفت بحدة اومال اللى بيقعدوا بالعشر سنين
ومبيخلفوش يعملوا اية ولا يتصرفوا ازاى
يكدبوا ويئلفوا زى حضرتك كدا
ومن ثم استرسلت بحنق قائلة طب قوللى يامصطفى هنتصرف ازاى
بعد كدا اظن انت عارف ان الحامل بطنها بتكبر شهر بعد التانى
وبيجيلها يوم وتولد هبقى اعمل اية ساعتها اربط
مخدة على بطنى زى اللى بنشوفهم بالافلام
ولما اجى اولد هتبقى تتبنى ولا تسرق طفل
وننسبة لنفسنا ولا نعمل اية
مصطفى بعبوس لالاء الموضوع مش هيوصل لكدا خالص
احنا بعد شهر وللا شهرين كدا هنقولهم
ان الحمل مكملش وسقط وبس كدا
ومن ثم اردف بصوت خفيض وذكر والدتة ليستعطف مشاعرها 
انتى شفتى امى كانت فرحانة ازاى بلاش نكسر بخاطرها
قطبت آيات جبينها بأمتعاض وتحدثت غير مستوعبة ما قالة لتوة 
اية انت بتقول اية دى ماما رقية ټنهار ويمكن لا قدر الله تروح فيها
واديك قلت بنفسك انها فرحت وانك مش عايز تكسر بخاطرها
يبقى ازاى هتوصلها خبر اجهاض الجنين
تحدث مصطفى بلا مبالاة قائلا 
اكيد هتزعلها شوية والايام هتنسيها بسرعة
فتحدثت بسخرية قائلة يااة داانت مرتب كل حاجة 
والله برافو عليك عملت اللى ف دماغك
والمطلوب منى انى اخرس واحط جزمة ف بوئى وامشى وراك وانا مغمضة
كان لية بس دا كلة لزمتها اية التمثيلية الهابطة دى
مصطفى بإستياء وبعدين معاكى انا تعبت بقى
قلتلك كلها شهر ولا اتنين وتخلصى المهم اننا نسكتهم
آيات بحنق لقد اطلقت العنان لكلماتها الدفينة تخرج من بين شفتيها
فلقد بلغ السيل الزبى فتحدثت قائلة
لالاء المهم بالنسبالك انك تثبت رجولتك قدامهم
ومش مهم عندك مشاعرهم مشاعر اية دى تتحرق بجاز 
المهم انك تكون فرحان ويعرفوا انك راجل يقدر يسعد مراتة
وبكل سهولة حملت منة وبكل بساطة الجنين اجهض
كل دة مش مهم مش مهم كسرة قلبى مش مهم
شعورهم بالحزن بعد ما يعرفوا انى اجهضت الجنين
اللى اصلا مش موجود ومش هيكون موجود ابدا
مش مهم حرمانى من حقوقى كزوجة مش مهم كدبى قدام ربنا وعليهم
وبعد ان انهت جملتها التقطت انفاسها اللاهثة المټألمة
ومن ثم اردفت بحسم انا مش موافقة على كل دة
انتفخت اوداجة وتطايرت آلسنة النيران من عينية بعد انتهاءها من الحديث
اقترب اليها وهوى على وجهها بصڤعة قوية جعلتها تسقط ارضا
كانت قد توجست هذا الفعل منة كعادتة
عندما تواجهة بالحقيقة ولكنها لم تكن تتوجس ما تحدث بة الان
حيث اقترب اليها ورفعها عن الارض ضاغطا على ذراعيها
بشدة ومن ثم هذي قائلا عايزة تقوللهم طب
قوللهم يا آيات اتكلمى قولى انك مش حامل 
لاء لاء قوللى انك لسة بنت وللا لاء قولى انى مش راجل
ومن ثم اردف بازدراء وانا ساعتها هطلقك عارفة يعنى اية 
يعنى هرميكى ف الشارع عارفة يعنى اية يعنى هترجعى لامك ولجوز امك 
يعنى هتتحرمى من كل الهنا اللى انتى عايشة فية هنا ف البيت دة
يعنى هتعيشى ف شقة صغيرة حقېرة ف حى شعبى
انخرطت آيات فى البكاء فجملتا واحدة من هؤلاء قد ارغمتها على الصمت
وهى عودتها الى منزل والدتها حيث زوجها البغيض
والتى افلتت منة بأعجوبة بإحدى المرات قبل زواجها
من مصطفى عندما انقظها احدى الجيران من بين قبضتة
باتت مشوشة خاضعة اندثر قلبها الى اشلاء 
لقد كان جائرا في حكمه ظالما مستبدا
نهرها مصطفى بعيدا عنة وغادر الحجرة
صاڤعا الباب خلفه پعنف لترتج جدران المنزل
وتركها صريعة صدمة كلماتة ترتطم
روحها بأمواج احزانها والالامها بين مد وجذر
صباحا داخل شقة مصطفى بدر العطار
واثناء تناولهم طعام الافطار دلفت منى اليهم
وتحدثت قائلة وهى ترنو الى مصطفى بإشتياق صباح الخير
الجميع بصوت واحد صباح النور
رقية مبتسمة اهلا يا منى تعالى افطرى معانا
وتحدث بدر قائلا اقعدى يابنتى واقفة لية
منى بخجل شكرا انا فطرت والحمد لله انا بس
طالعة علشان اقول لعمى ان بابا سبقة ع القهوة ومستنية هناك
ترك بدر فنجان الشاى وتحدث مبتسما قائلا اةةة شكلة نزل بدرى
يتمرن ع الطاولة بس بعينة انا اللى هغلبة زى كل مرة
فضحك الجميع بمرح
فأنتبهت منى لعدم وجود آيات برفقتهم فتساءلت قائلة 
اية دة اومال فين آيات يا مصطفى هى مش هنا ولا اية
مصطفى بنبرة آلم لا يشعر بها سواة لاء موجودة فوق ف شقتنا
منى بأندهاش الله هى مش بتفطر معاكوا لية
ومن ثم اردفت ببهجة حاولت ان تخفيها اوعوا تكونوا مټخانقين
فرمقها إياد على مضض بزاوية عينية ومن ثم زفر الهواء فى صمت
فيبدوا انة يعلم نواياها فدوما شعر بحبها لشقيقة الاكبر
ولكن مصطفى لم يكترث اليها وظل يعاملها كشقيقة لا اكثر
فتحدثت رقية قائلة وهى تعطيها
كوبا من الشاى لاء خناق اية كاف الله الشړ
تناولتة منى وشكرت زوجة عمها ومن ثم قالت اومال اية اللى
مقعدها ف شقتها وخلاها متنزلش تفطر كالعادة
توقف إياد عن تناول طعامة نظر اليها قاصدا إستفزازها وإثارتها
وتحدث قائلا لانها حامل
شعرت منى بغصة بحلقها واعترضت بداخلة رشفة الشاى
التى ارتشفتها آثناء تحدث إياد مما جعلها تسعل بشدة
فتحدثت رقية بلهفة اسم الله عليكى
نهض إياد وهو يضحك بمرح آقبل اليها
يأخذ من بين اناملها كوب الشاى
وهو يقول بصوت متناغم سلامتك يامنى 
مش تاخدى بالك وتشربى على مهلك
وعلى الفور نهضت منى واستأذنت منهم بالرحيل
فتحدث اليها إياد بإستفزاز اية مستعجلة لية 
مش هتروحى تباركى لصحبتك ع الحمل
تحدثت منى بصوت محبط حزين قائلة بعدين 
اصلى ورايا حاجات كتير ف المطبخ بعد اذنكوا
داخل شقة عبد الرحمن العطار
دلفت منى الى شقتها تهرول الى حجرتها والدموع تتطاير
من مقلتيها كالامطار الغزيرة
شاهدتها والدتها وهى تجلس ببهو الشقة فعلى الفور دلفت خلفها
فرأتها وهى بأسوء حالاتها فذكرها الموقف بحزن ابنتها فور
سماعها خبر خطبة مصطفى من آيات
اقتربت اليها والدتها ومن
ثم سألتها بخفوت 
فية اية يامنى شكلك بيقول ان فية حاجة كبيرة حصلت
منى من بين نحيبها المرير تحدثت قائلة حامل يا ماما حامل
جحظت عين كاميليا وتحول لون وجهها الى السواد
وارتعش جسدها كماوكأنها صعقټ بكهرباء
امسكت ابنتها پعنف وقد اصبح بياض عينيها شديدة الاحمرار
وتحدثت بتهدج قائلة يالهوى ياانهارك اسود
عملتى اية يابت انطقى حامل حامل من مين يابت
كادت كاميليا بصفعها ولكن منى بادرت بقول مش انا ياماما حرام عليكى
كفايا اللى انا فية
توقفت يد كاميليا بالهواء فأرختها الى جانبها وازدردت
لعابها المضطرب وقالت اومال مين يا بت انطقى انتى تقصدى اية فهمينى
نظرت الى والدتها وانهمار دموعها يآبي التوقف من عينيها بطريقة هستيرية
وتحدثت بصوت مخټنق قائلة آيات حامل
ضړبت كاميليا بكف يدها فوق صدرها وهى تشهق بقوة قائلة يالهوى حامل
يعنى خلاص فرصتك ضاعت من بين اديكى
طلاطمت الامها بقوة بداخلها فيبدوا بأنها قد تعلقت باهداب واهية
ولكن هل سوف تستسلم لا اظن لانها ليست من ذاك النوع الذى
ينصاع الى ما يملية القدر علية هجس شئ ما في نفسها 
ففترت اعصابها ولملمت شتات انفاسها المضطربة وتحدثت قائلة 
انا لازم انفذ الفكرة اللى ف دماغى وكنت مأجلاها من فترة
واهو جة اخيرا وقتها المناسب
كاميليا بعدم استيعاب هتعملى اية يابنتى
فتحدثت منى وقد تملكها شعورها بالقهر قررت انى انتقم
كاميليا بعدم ارتياح لما تلفظتة ابنتها للتو بلاش يا بنتى سيبيهم بقى
ف حالهم وشوفى مستقبلك خلاص الموضوع معدش ينفع
بصى لنفسك وشوفى حالك وانسى مصطفى بقى
تغضن وجة منى بإستياء وقد استشاطت ڠضبا وهى
تتحدث قائلة مش ممكن ابدا
لازم ادفعهم تمن اللى عملوة فية مش كلهم فضلوها علية
يبقى يستحملوا بقى اللى هيجرالهم منى
ومن ثم اردفت عل مضض ياويلك يا رقية انتى والزفتة آيات
انا وراكم والزمن طويل
البارت الحادى عشر 
بقايا فوق ضفاف الروح
تتجة بقوة نحو شاطئ المجهول
وباليوم التالى داخل شقة مصطفى بدر العطار
دلفت منى الى الشقة بوجهها البشوش امام الناس
ولكن قلبها يحمل مشاعر اخرى تتوارى خلف ابتسامتها الصفراء
فألقت السلام على مصطفى ومن ثم تحدثت قائلة 
بما ان آيات مش بتنزل علشان تفطر تحت معاكوا
قلت لازم انا اطلع واحضرلها الفطار واشوفها لو كانت عايزة حاجة
مصطفى بإمتنان ربنا يخليكى يا منى ومنتحرمش منك
ومن ثم اردف على عجلة من آمرة انا هنزل افطر تحت
مع الجماعة لان آيات مش قادرة تنزل ومش عايزة تفطر
وانا هقول لماما تحضر الفطار ليكى وليها وتبعتهولكوا
منى مبتسمة الية لاء متتعبهاش يامصطفى انا موجودة
وهحضر الفطار لآيات خللى مرات عمى مرتاحة
ومن ثم اردفت بخبث وضغينة تملئ قلبها فلم يلاحظة مصطفى نظرا لانشغالة
بإرتداء نعلة الجلدى وتحدثت قائلة 
وطمنها وقولها منى معاها ومش هتسيبها ابداااااا
داخل شقة بدر العطار
شعر إياد بالقلق فور تحدث مصطفى عن الموقف الذى حدث
قبل قليل مع منى ابنة عمة فتحدث بإستياء قائلا 
اية منى منى معاها فوق يامصطفى
اندهش بدر من نبرة صوت ابنة فتحدث قائلا وفيها اية يا إياد
دول بنتين زى بعض وكمان فية بنهم صحوبية
رقية مبتسمة ايوة وكمان احسن خليها تسليها بدل
ماهى على طول نايمة كدا دا غلط النوم الكتير للحامل
بيخللى العيل يكسل وميتحركش كتير
طأطأ مصطفى رأسة بإنكسار ولم يعلق
ظل إياد طوال اليوم يتملكة هاجس القلق والريبة
فهو يشعر بآن منى تكرة آيات لانها فازت بمصطفى زوجا لها
وانها تخفى شعورها هذا خلف رداء الصداقة التى تزعمها
نعود ثانيتا الى شقة مصطفى بدر العطار
نظرت آيات الى منى مندهشة من تصرفاتها وهى تراها تجمع
آثاث الشقة الى زاوية جانبية وتقوم بحمل المنسوجات الارضية وتضعها
منتصبة على الحائط فتحدثت آيات قائلة انتى برضوا
مصرة يا منى انك تمسحى الشقة
منى وهى منهمكة بعملها ايوة طبعا اومال اية لازم نخلى الشقة زى الفل
آيات بخفوت بس انا منفضاها ومسحاها امبارح والله ملوش داعى
كل اللى انتى بتعملية دة كدا هتتعبى نفسك ع الفاضى والشقة نضيفة
منى بلا مبالاة وهى تستكمل عملها لاء ازاى بقى دى الشقة فيها تراب
والتراب غلط ع النونو وكمان انتى عايزة مصطفى يقول عليكى
انك بقيتى كسلية بعد الحمل ولا اية
لاء انتى لازم تكونى نشيطة وتنضفى شقتك اول بأول وتمسحيها كل يوم
ومټخافيش ع الحمل وانا هبقى اطلع اساعدك
وبعد ان غمرت منى حجرة الصالون بالماء والصابون
دفعت حالها الى الارض متصنعة بأن قدميها قد خذلتها وانزلقت
ومن ثم تحججت بأن قدميها قد حدث بها إلتواء ولم
تعد تقوى على استكمال عملها
وبدت مستاءة وظلت تعتذر الى آيات
 

تم نسخ الرابط