متاهه مشاعر بقلم نهى طلبه

موقع أيام نيوز

الموضوع.. بس كان لازم آخد موافقة عم نصر قبل الليلة.. مش هينفع أتأخر.. أي فرق في ترتيب التوقيت هيعمل مشاكل..
ربت يزيد على كتفه
ربنا معاك وييسر لك الأمور..
الټفت حسن حوله يتفحص الموجودين ثم سأل يزيد بتعجب
هي عليا ما جاتش ليه.. ولا هي هتيجي مع نيرة..
..
عاد حسن للسؤال وقد وضح غياب ذهن يزيد
يزيد.. هي عليا..
قاطعه يزيد
مش هتيجي... مش ممكن تكون بتظن أن ريناد هتعزمها!!.. وغير كده.. نيرة مش عارفة أنك عامل حفلة.. أنت قلت لها.. مفاجأة وبس..
نظر حسن إلى ساعته وهو يتأفف
أيوه وأهي اتأخرت كالعادة.. أنا عايز انتهي من الموضوع..
ما أن أنتهى من جملته حتى رن هاتفه المحمول.. ليجد رسالة من نيرة تعلمه أنها في بهو الفندق وأنها في انتظاره كما طلب منها..
توجه مباشرة إليها وكل أعصابه متحفزة.. والأدرينالين يضخ في عروقه حتى ينتهي من هذا الفصل بحياته.. وصل إليها ليجدها ترتدي ثوب من تلك الأشياء القصيرة التي تستهويها.. كان من الدانتيل الأسود ومبطن باللون الذهبي_حمد الله بداخله لوجود البطانة_ ولكنه بالطبع كان عاري الصدر والظهر.. لم يكن له أكمام أيضا فأظهر بشړة ذراعيها الوردية.. والتصق الثوب بجسدها كأنه جلد ثان لها فأشعل لونه الأسود خصلاتها الحمراء.. وبدت كشعلة ڼارية متأججة.. وقادرة على اشعال الحرائق بقلوب الجميع..
اقترب منها ليرفع يدها مقبلا إياها
مساء الخير يا نيرة..
ابتسمت له بفتنة وهي تكاد تطير من السعادة لتغيره الملحوظ نحوها
مساء النور يا حبيبي.. هنسهر فين الليلة..
قدم لها ذراعه لتتعلق به وأشار بيده فتحركا معا نحو قاعة الاحتفال.. وعندما وصلا إلى مدخل القاعة صدح صوت ال دي. جي. بأغنية عمرو دياب..وهي عاملة ايه دلوقت..
تجمدت نيرة
قليلا عند سماع الأغنية.. ورمقت حسن بتساؤل إلا أنه حثها على الحركة.. فتحركت قليلا لتبهر بالقاعة واقد انهت ريناد وضع آخر لمسات الإضاءة.. فظهر اسم نيرة يتلألأ لثوان وينطفيء ثم يعود ليتلألأ ثانية.. وهكذا.. وقد شكلت مجموعات من الورود اسم نيرة وتناثرت على جميع الموائد.. التي اضيئت فقط بشموع عطرية انتشرت رائحتها في أرجاء القاعة..
صاحت نيرة بفرح
حسن.. مش ممكن القاعة تحفة.. إيه الجمال ده!!..
أشار حسن إلى ريناد التي تحركت باتجاههما
الجمال ده تشكري عليه ريناد.. هي المسئولة عن الحفلة من أيه تو زد..
وصلت ريناد وهي تحيي نيرة ببشاشة مصطنعة
مبروك الحفلة يا نيرة..
أجابتها نيرة من تحت أسنانها
ميرسي أوي يا ريناد.. أردها لك إن شاء الله في يوم فرحك..
جاء يزيد وقام بتحية نيرة بهدوء.. واصطحب ريناد ليبتعد بها قبل أن تشتبك مع نيرة بأحد شجاراتهما المألوفة.. بينما اصطحب حسن نيرة إلى أحد الموائد التي تتوسط القاعة.. وسحب لها المقعد حتى استقرت فيه ثم لف حول المائدة التي وضع عليها علبة مخملية صغيرة لفت بصورة هدية.. ولفتت انتباه نيرة على الفور..
ما أن جلس حتى سألته نيرة بانفعال
هو ما فيش غير ريناد اللي لقيتها تنظم الحفلة..
أجابها بهدوء مستفز
العفو يا حبيبتي!..
أجابت بحرج
آسفة.. بس أنت عارف أنا وريناد مش بنتفق.. شوفت الأغنية اللي شغلتها لما دخلنا!..
أجاب بنفس الهدوء
بس ده كان طلبي أنا!!..
سألته بذهول
إيه!!.. ليه.. تقصد بها إيه..
اقترب برأسه منها وهو يهمس لها
أقصد بها منى طبعا.. أنت فاهمة أني مش عارف أنت عملت إيه..
ارتسم قناع من الذهول على وجهها.. وسرعان ما انتابها الڠضب الشديد.. وحاولت النهوض فجذب يدها بسرعة ليجلسها بالقوة
اقعدي.. لسه بدري على المشهد ده.. لسه أما تسمعيني للآخر..
صرت على أسنانها وهي تخبره پغضب
أسمع إيه!.. أنت بتعرض أغنية لغريمتي.. وعايزني أقعد وأكمل معاك السهرة!..
أبعد يده عن ذراعها وهو يخبرها بقسۏة
منى عمرها ما كانت غريمتك..
ارتسمت ابتسامة غرور على شفتيها سرعان ما اختفت عندما أردف
منى عمر ما هيكون لها غريمة أو شريكة في قلبي.. هي امتلكته بالفعل ومن زمان..
كټفت نيرة ذراعيها وهي تضجع في مقعدها
أوك يا حسن.. أنت عايز تعاقبني على اللي عملته في منى.. برافو.. نجحت.. نجحت جدا.. بس مش لازم تسمعني الموال بتاع منى حبيبة عمرك وملكة قلبك.. بلا بلا بلا..
سألها بتعجب
أنت ما عندكيش أي إحساس بالندم على اللي عملتيه..
هزت كتفيها بلامبالاة
لأ طبعا.. اللي عملته ده من حقي.. أنا بدافع عن حقي في حبيبي.. عن حياتنا سوا.. ووجودي في حياته..
رفع حاجبه بعجب وقبل أن يرد عليها أكملت هي
أنتوا يا رجالة قمة في التناقض.. أي واحد فيكوا لو راجل غريب قرب بس ناحية البنت اللي بيحبها على طول بيتحرك حامي الحمى ومسموح له أنه يعمل أي حاجة.. ضړب.. أذى.. حتى لو آذاه في شغله أو حياته.. وبتصقفوا له.. وبرافو ورجولة.. ليه بقى أنا لما اتصرفت كده.. بقيت شريرة.. و.. و.. ولازم أندم وأعتذر.. عشان أنا بنت ولازم أكون هادية ورقيقة وآخد على دماغي واسكت.. صح..
سألها بعدم تصديق
الكلام ده اللي بتبرري به لنفسك تصرفاتك الغبية والمؤذية.. أنت إيه بالضبط..
أجابته بصوت مبحوح وهي تقترب من المائدة وتمسك بأنامله
أنا بحبك..
أبعد يده وهو يعود إلى الوراء في مقعده
حتى لو أنا مش بحبك!..
هعلمك إزاي تحبني.. وبعدين الحفلة دي بتقول إني بدأت أوصل..
ابتسم لها بسخرية لم تلحظها فقد فتنتها ابتسامته.. وسألته بأمل وهي تشير إلى العلبة الملفوفة
حتى أنت جايب لي هدية..
ضحك بقوة حتى أن معظم الحضور التفتوا لهما.. فنظر حوله راضيا وامتدت يده نحو العلبة وفك لفتها ليفتحها ويقدمها لها..
أخذت منه العلبة ونظرت بداخلها.. لترتسم أقصى علامات الذهول على وجهها وهي تسحب منها حلقة ذهبية يبدو من حجمها أنها تنتمي لرجل..
تأملت الحلقة جيدا لتدرك أنها خاصة بحسن.. وعلى وجه الدقة الدبلة التي وضعتها بإصبعه يوم خطبتهما.. نقلت نظرها إلى أصابعه لتجد إصبعه يحمل دبلة أخرى..
سألته بتعجب وهي تحاول التحكم في أعصابها
ايه معنى الهدية دي.. والدبلة اللي في إيدك دي بتاعة مين..
اقترب من المائدة ليرتكز عليها بذراعيه
الدبلة اللي في ايدي.. دي دبلة منى.. ومعنى الهدية واضح.. أنا بأنهي خطوبتنا السعيدة..
ابتسمت بسخرية
أونكل حاتم..
قاطعها بإشارة من يده
آسف.. تصحيح صغير.. أنا مجهز لك المسرح عشان تقومي بنفسك بإنهاء خطوبتنا.. ومسموح لك تسمعيني كل الكلام اللي أي خطيبة مش طايقة خطيبها ممكن تقوله.. وممكن كمان تقولي إني أجبرتك على الخطوبة.. يلا.. أنا حاسس إني كريم الليلة..
هزت رأسها بعدم تصديق
أنت بتقول إيه!!
جذب ذراعها بقوة وهو يقول بقسۏة
بقول أني زهقت من مسرحية خطوبتنا.. وأن الستارة هتنزل الليلة.. بأي طريقة هتنزل..
بدأت تحاول جذب ذراعها من يده إلا أنه أطبق عليها مثل الكلابات وهو مستمر في قسوته
عارفة الغلطة كانت فين يا نيرة.. إنك فكرت أنه ممكن أتنازل وأتنازل للأبد.. وأعيش في دور الشاب الشهم الكيوت اللي مش بيكسر كلام أبوه لكنكوا نسيتوا برضوه أني ابن أبويا.. وأعرف كويس قوي امتى أهدي قدام الموجة العالية لحد الوقت المناسب فأركبها بسرعة وأوصل للشط.. وده اللي حصل.. بصي بقى.. الحفلة دي اتعملت عشان أنهي مسرحيتنا.. قدامك حاجة من الاتنين.. إنك تقومي من كرسيك وبمنتهى الشياكة ترمي الدبلة في وشي.. وزي ما قلت لك.. قولي كل اللي أنت عايزاه.. بس طبعا لو جبتي سيرة منى مش هيحصل طيب.. وهتشوفي مني وش يا نيرة.. أقسى من أبويا في عز جبروته..
أجابته بتحدي
ولو ما عملتش كده
أجابها بسخرية
وقتها بقى هنكون قدام اختيار نمرة اتنين... ورغم أني ما كونتش أحب ألجأ له.. لكن..
هز كتفيه بمعنى أنه لا يهتم.. فسألته وصوتها بدأ يرتجف
ايه الاختيار نمرة اتنين
أمسك الحلقة الذهبية وهو ينظر لها وابتسامته تتسع
وقتها أنا اللي هرمي الدبلة دي في وشك.. قدام كل أصحابك ومعارفك اللي في القاعة.. كل الموجودين هيعرفوا أني برفض نيرة هانم غيث.. وأني مش طايقها.. وطبعا لازم بهارات للڤضيحة والذي منه وده طبعا لما أقول بأعلى صوتي.. إني لقيتك بضاعة مستعملة..
هتفت به پغضب
أنت حقېر وساڤل و..
أشار لها لتصمت
وفري كل ده لحد ما ترمي الدبلة في وشي.. وزي ما قولت لك.. أنت غلطتي لما فكرت أني الشاب الكيوت الأمور اللي ممكن يجري ورا ديل فستانك.. أنا اتعلمت من حاتم العدوي.. أحسن مهندس صفقات.. يلا يا حلوة.. قعدتنا طولت.. مين فينا اللي هيرمي الدبلة.. زي ما بيقولوا هعد لحد تلاتة وبعدها..
همست بتوسل
حسن..
أخذ يبرم الحلقة الذهبية وهو يقول
واحد..
عادت تحاول إمساك يده
أرجوك اسمعني..
حرر يده وهو يقول
اتنين..
بدأت تشعر بالدموع تهدد بالنزول وهي تلمح شفتيه على وشك التحرك...
الفصل التاسع
أنا حسن حاتم حسين العدوي قبلت زواج موكلتك الآنسة منى نصر الدين عبد الله البكر الرشيد على كتاب الله وسنة رسوله ومذهب الإمام أبي حنيفة النعمان وعلى الصداق المسمى بيننا..
رفع المأذون المنديل الأبيض من فوق يدي حسن ونصر المتعانقتين وهو يبارك لهما الزواج الميمون وشرع في اكمال بيانات كلا العروسين بينما تقدم يزيد ومعه أحد أعمام منى ليمهرا وثيقة الزواج بتوقيعهما كشاهدين للعقد..
وتعالت الزغاريد في أرجاء البيت بل في أرجاء الحارة التي تسكنها منى وقد شاركت سيدات المنطقة بالفرحة التي انبعثت من منزل العروس الذي قام حسن بتزيين واجهته بعناقيد ملتفة من الأنوار الملونة كما اعتاد أهل المنطقة في أفراحهم.. وأقيمت خيمة كبيرة في وسط الحارة.. اصطفت بها عشرات المقاعد وتلألأت بداخلها الأنوار الباهرة وتناثرت باقات الزهور.. وفي صدر الخيمة أقيمت كوشة للعروسين وقد زينت بأكملها بوريقات الفل الأبيض وعدد لانهائي من المصابيح المتلألئة الصغيرة.. وقد تعالت الأغاني الخاصة بالأفراح وامتزجت مع أصوات الزغاريد المتناثرة من بيوت الحي..
ما أن انتهى المأذون من اجراءات الزواج وأغلق دفتره ليصطحبه يزيد للخارج حتى نهض حسن بقوة حتى بدا وكأنه يقفز من مكانه وتوجه نحو عم نصر مخاطبا اياه برجاء
عمي.. هي منى هتتأخر.. كنت عايز أبارك لها.. و..
قطع جملته ارتفاع صوت الزغاريد مرة أخرى وابتسامة السعادة والفخر ترتسم على وجه نصر وهو يتجه نحو ابنته التي وقفت على عتبة غرفتها وقد ارتدت ثوب الزفاف الذي اختاره لها حسن وأرسله لها صباح اليوم..
أخذ حسن يتأملها وهي تتقدم نحوه وقد تأبطت ذراع والدها.. وهي ترفل في ثوبها الخلاب الذي احتضن صدرها والتف حوله في ثنايات رقيقة من قماش التول الأبيض وزين خصرها حزام من الألماس لتسترسل تنورة الثوب في طبقات عديدة من نفس التول الأبيض الرقيق الذي تناثرت عليه العديد من حبات الألماس البراقة.. كان الثوب عاري الصدر والذراعين ولكن منى تمكنت من وضع شال من الشيفون الأبيض لتغطي به ما ظهر من صدرها وظهرها..
تحركت قدما حسن بلا إرادة منه لتتجه نحو ملاكه الرقيق.. حلمه الذي كاد أن يفلت من بين أنامله.. لم يصدق نفسه وهو يقف أمامها.. ووالدها يسلمها له.. وهو يوصيه بالمحافظة عليها... لم تكن أي من كلمات نصر تصل إليه.. فهو كان هائما في عيون مليكته بعد أن رفع الطرحة عن وجهها وظل
تم نسخ الرابط