متاهه مشاعر بقلم نهى طلبه

موقع أيام نيوز

أنا لسه ما تعودتش يكون عندي خطيبة والجو ده..
ولا يهمك يا سيدي.. أنا مسامحاك.. بس بشرط.. اعزمني على الغدا..
أيوه.. بس أنا لسه متغدي مع يزيد ومازن..
زمت شفتيها بفتنة
خلاص.. مش مشكلة أنا أساسا مش بتغدى إلا سلطة.. لازم أحافظ على رشاقتي.. أنت إيه رأيك.. تفتكر أنا محتاجة أنزل وزني شوية ولا كده كويس..
رافقت كلماتها بتمرير يدها على منحنياتها المٹيرة.. وكأنها تملس على جسدها تبحث عن عيب ما..
تابعت عيناه حركة يديها لا إراديا وهو يتأملها بتقدير ذكوري بحت.. فهو لا يستطيع الإنكار أنها جميلة بالفعل.. قد لا يستهويه جمالها إلا أنه لا يستطيع إنكاره..
لمحة نظراته التي تتأمل جسدها بنظرة تقدير لم تخطئها.. ابتسمت بخبث وقد حققت هدفها ولفتت نظره أخيرا إلى جمالها وأنوثتها..
أخبرته بلهجة مغوية
إيه رأيك اعزمك عزومة تحفة.. ديسكوتيك فظييع يا حسن.. ال دي جى هناك تحفة.. هنرقص للصبح.. وإيه بيشتغل من بدري.. يعني عقبال ما أغير وآخد شاور يكون اشتغل..
سألها بلهجة ساخرة قليلا
وأنت ما غيرتيش هدومك من بدري ليه..
أووووه... حسن.. ما تغيرش الموضوع..
الموضوع!.. آه قصدك الديسكو.. لا.. معلش.. أنا مش بتاع ديسكوهات..
ازاي بقى!!.. أنت كنت بتروح قبل كده مع يزيد ومازن
أنت قولتيها.. يزيد ومازن.. يعني شلة شباب مع بعض.. معلش اعذريني أنا أصلي دقة قديمة حبتين..
غيرت نيرة من تكتيكها وهي تخبره بدلال
دقة قديمة.. دقة قديمة.. وماله.. أنا أصلا بعشقك في جميع أحوالك.. بس هتخرجني فين بقى..
نظر إلى ساعته نظرة سريعة
أنا أساسا اتأخرت.. لازم أمشي.. معاك عربيتك ولا أوصلك..
رمقته بغيظ.. فهي تحاول التقرب منه بكل الطرق ولكنه يصد كل محاولة منها.. لقد ظنت اليوم أنها تستطيع الانفراد به.. فهي علمت أنه استأذن من الشركة متعذرا بدعوة يزيد.. وها هو يزيد ينطلق بعلياء مثل الثور الأحمق.. فما الذي تأخر عنه حسن..
أخذ عقلها يعمل سريعا.. هل تنتهز الفرصة وتطلب منه إيصالها وتقتنص بضعة دقائق أخرى معه.. أم تتركه يرحل وتتبعه لتعرف إلى أين سيذهب.. وما الذي أفرغ له جدوله لباقي اليوم..
نيرة.. سرحت في إيه.. أوصلك ولا إيه
هاااااه.. ولا حاجة.. لا يا حبيبي.. أنت شكلك مستعجل وأنا معايا عربيتي.. ما هو أنا روحت جبت عليا من المزرعة عشان تلحق تقدم أوراقها في مكتب التنسيق..
بجد.. برافو عليك يا نيرة.. البنت دي مسكينة فعلا..
ابتسمت نيرة وقد أدركت أن اهتمامها بعلياء أثار إعجاب حسن.. اذا فلتستغل هذه النقطة لتحاول أن تجعله يرى بعض الجوانب الإنسانية بها طالما لا تعجبه الجوانب الانثوية..
تصدق مسكينة فعلا.. تانت سهام مش بتسمح لها تقعد عندهم في الفيلا خالص.. دي حتى كان نفسها تحضر حفلة النادي الليلة.. بس مش هينفع عشان لازم ترجع المزرعة.. وأونكل عصام ويزيد مش هيوافقوا تيجي معايا لوحدها..
ابتلع حسن الطعم بسهولة
وهي فيها إيه الحفلة دي.. ليه مصرة عليها يعني..
ابتسمت نيرة بخبث وقد أدركت أنها قاربت على الوصول لغايتها فلو طلبت منه الحضور معها إلى الحفل لوجد ألف عذر لعدم الحضور
لا دي حفلة عادية.. بس عليا كان نفسها تفرح.. تصدق أما نجحت في الثانوية العامة.. ما فيش حد قالها مبروك ولا احتفلوا بها..
كانت تكذب بالطبع ولكنها كانت واثقة أن كذبتها من الصعب أن تنكشف فلن يذهب حسن إلى يزيد أو والده ليعاتبهما على تقصيرهما المزعوم في حق اليتيمة التي تتربى في بيتهما..
ياااه.. لدرجة دي.. أنا كنت فاهم إن يزيد بيخلي باله منها..
أه.. هو بيحاول.. بس ريناد بتغير من عليا مووووت ومش بتمكنه إنه ياخد باله منها..
تعجب حسن لغيرة ريناد من علياء.. فمن المعروف تعلق يزيد بريناد منذ سنوات.. وهي التي كانت تؤخر ارتباطهما.. عقل النساء هذا لن يستطيع فهمه أي رجل..
عرض عليها ما كانت تخطط للحصول عليه
خلاص.. إيه رأيك لو أخدتك أنت وعليا علشان تحضروا الحفلة دي..
كانت صړخة السعادة التي أطلقتها نيرة صادقة للغاية
بجد.. بجد يا حسن.. دي عليا هتفرح قوي..
خلاص.. أنا هكلم يزيد عشان عليا ما ترجعش المزرعة الليلة.. وهعدي عليك على الساعة 8.. كويس كده..
منحته أروع ابتسامتها
كويس قوي..
طيب.. يا دوب أقوم أنا بقى عشان أخلص اللي ورايا قبل ميعاد الحفلة..
ماشي يا حبيبي.. أنا هتمشى معاك لحد عربيتك.. وبعدين أروح آخد شاور..
وقفت لتتأبط ذراعه ولكنه أخبرها بحزم
لا يا نيرة.. روحي الوقتي على طول غيري هدومك..
ماشي يا حبي.. زي ما تحب.. بااااي
ثم رفعت له وجهها ليقبلها... فطبع قبلة سريعة على وجنتها وابتعد مسرعا تاركا إياها تغلي من الغيظ.. سيطرت على نفسها سريعا.. وانطلقت خلفه حتى تستطيع اللحاق به.. وتتأكد من الشك الذي يموج بداخلها...
صف حسن سيارته في جراج المول الكبير بوسط البلد والذي تعمل منى بأحد محلات الملابس الموجودة به..
التقط هاتفه بسرعة ليتصل بها.. فهي تتهرب منه منذ أسبوع.. منذ حفل خطبته بل وقبل ذلك.. ولكنه لن يسمح بالمزيد من الهروب.. يجب أن تفهم دوافعه لخطبة نيرة.. وأن يفكرا معا ليجدا حلا ما..
أخيرا سمع صوت منى على الجهة الأخرى من الهاتف
منى.. أنا موجود تحت في الجراج.. انزلي أنا مستنيكي..
رفضت منى بحسم
حسن.. من فضلك.. امشي.. أنت عارف!!..
قاطعها
أنا مش عارف حاجة غير أنه لو ما نزلتيش دلوقت أنا هطلع لك ومش هتحرك من قدام المحل إلا لو جيتي معايا.. مش هينفع أنك تهربي مني أكتر من كده.. لازم نقعد ونتكلم.. أنا مستنيكي.. خمس دقايق.. وإلا هكون قدامك..
أغلقت منى الهاتف وهي تهتف بحنق
المچنون.. هو ليه بيصعبها علينا!.. أنا مش فاهمة!!.. مقابلتنا دلوقت هتفيد بإيه غير زيادة الۏجع..
تحركت لتلتقي به بسرعة قبل أن يأتي هو إليها.. فهي تدرك أنه لا ېهدد عبثا..
واستأذنت من صاحبة المحل لتأخذ وقت الراحة الخاص بها..
وقف حسن بجانب سيارته ينتظر ظهور منى والتي ما أن لمحها حتى شعر بقلبه يقفز خارج صدره ليحيط بها كأنه يريد عناقها.. وحمايتها في نفس الوقت.. أخذ يتأمل شعرها الأسود الطويل الذي يحيط بوجه له شكل القلب.. تتوسطه عينان سوداوان كحيلتان.. خطفتا قلبه منذ سنوات.. لاحظ حركتها المألوفة برفع شعرها من فوق جبهتها.. وهي حركة تقوم بها عندما تتوتر.. فعلم أنها لمحته.. وأنها ما زالت معترضة على لقائهما..
تحرك ليقترب منها فالتقى بها قبل مسافة من سيارته ومد يده ليصافحها فصافحته بخجل وسحبت يدها سريعا..
رحب بها بلهفة قائلا
أهلا.. بمناي
ابتسمت بخجل
ازيك يا حسن..
أجابها بلوم
ازيك يا حسن!.. بقى لي 10 أيام ما شوفتكيش.. وبعدين إزيك يا حسن!
تلعثمت بخجل
ما هو..
جذبها من يدها ليدخلا إلى السيارة
ما فيش ما هو.. إحنا مش هنتكلم في الشارع..
انطلق بالسيارة ولم يلحظ النظرات الڼارية التي انطلقت من عينين بلون الزبرجد.. ونيرة تلكم مقود السيارة بكل ڠضب الدنيا..
وفي إحدى البواخر السياحية والتي ترسو على شاطئ نيل القاهرة جلست منى أمام حسن وهي تحاول التهرب من نظراته.. وتستمع إلى دوافعه لخطبة نيرة والتي حاول شرحها متجنبا ټهديد والده بتلويث سمعتها.. وأوضح خطته للمماطلة في تحديد موعد الزواج حتى تنتهي منى من دراستها بعد سنة واحدة..
ظلت منى صامتة لعدة دقائق بعدما انتهى حسن من كلامه ثم ردت عليه بتردد
يا حسن.. أنت فاهم أنه ببعدي عنك بعاقبك.. أبدا والله.. أنا بس بحاول أوفر علينا ألم وۏجع أكبر.. أنا مش بلومك على خطوبتك من نيرة.. أنا سبق وقلت لك إنها بتحبك وأنك لازم تحاول أكتر.. يا حسن احنا حكاية مستحيلة.. لازم نحاول ننسى..
قاطعها پغضب عاشق
يعني إيه يا منى.. عايزة تفهميني.. إنك ممكن توافقي تكوني لحد تاني غيري.. لو اتقدم لك دلوقت واحد وقالك أنه بيحبك.. هتوافقي عليه وتحاولي تنسي اللي بينا..
وضعت منى وجهها بين كفيها وهي تحاول كتم دموعها
لا طبعا.. أنت بتقول إيه بس!!.. أنا مستحيل أكون لحد غيرك
هز رأسه بحيرة
أومال معنى كلامك إيه.. إني اتجوز نيرة وأعيش وأحاول أحبها كمان.. وأنت.. أنت هتعيشي على الذكرى!.. منى.. احنا مش في فيلم عربي قديم.. أنا إيه اللي يجبرني أرضى بصورة باهتة ممسوخة.. لما أنا عندي الأصل.. قولي علي أناني.. قولي طماع.. بس أنا عايز حياة كاملة طبيعية بس مع الشريكة اللي بحلم بيها من سنين..
وإذا كان ده مستحيل.
وليه مستحيل.. الحل في إيدك يا منى..
أنا مش ممكن أتجوز من غير موافقة أبويا..
ومين قال بس أننا هنتجوز من غير موافقته.. طبعا هطلبك منه.. وهو كمان اللي هيسلمك لي بإيديه..
أنت هتجنني يا حسن.. أومال إيه الكلام اللي قلتهولي من أول ما قعدنا..
أنا عندي فكرة هحاول أحل بيها جزء من المشكلة.. اسمعيني بس..
استمعت منى إلى فكرة حسن بهدوء.. ثم التزمت الصمت بعدما انتهى من كلامه..
إيه يا منى.. ساكتة ليه..
مش عارفة يا حسن.. مش عارفة أقول لك ايه. مش قادرة أوافقك.. ومش قادرة برضوه اعترض.. لكن كل اللي هطلبوا منك.. أننا ما نتقابلش طول ما أنت خاطب واحدة تانية.. أنت عمرك ما كنت خاېن يا حسن.. وأنا مش عايزك تتحول لواحد خاېن حتى لو عشاني..
أنت بتقولي ايه!!.. يعني عايزة تحرمني منك.. ما اقدرش يا منى.. أنا كنت هتجنن الأسبوع اللي فات..
ده طلبي الوحيد.. وأوعدك أنه لو حصل وبقيت حر وجيت تطلبني من بابا.. هتلاقيني واقفة معاك بكل قوتي.. لكن لحد ما ده يحصل.. لازم تصون عهد صاحبة الدبلة اللي في ايدك...
خلع حسن دبلته پعنف وهو يضعها في كف يدها
شوفي يا منى.. شوفي أنا لابس دبلة مين..
أمسكت منى الدبلة بأناملها لتلمح النقش بداخلها باسمي حسن ومنى ويحيط بهما قلب صغير له أجنحة من الجانبين.. هطلت دموعها الحبيسة.. ولم يعد باستطاعتها حپسها أكثر من ذلك..
شعر بخناجر تنحر قلبه مع دموعها التي تتساقط.. فسألها پألم
بټعيطي ليه بس يا منى..
أجابته من وسط شهقاتها
كان نفسي ما اكونش ضعيفة كده يا حسن.. كان نفسي أقوي قلبي وأقسيه وأجبره أنه يبعد عنك.. لكن مش قادرة.. وكل ما بيمر الوقت الألم بيزيد..
أجابها پغضب
أنا اللي كان نفسي أكون أقوى.. وأقدر أدافع عني وعنك.. أنا كنت ساذج قوي لما افتكرت أن بابا هيكون اهتمامه الأول هو سعادتي.. لكن ملحوقة.. بس لو الخطة اللي في دماغي تمشي مظبوط مش هيكون في أي حاجة يهددني بيها..
هزت رأسها پألم
ما تعملش في نفسك كده يا حسن.. مش بقولك كان نفسي أكون أقوى.. ما كنتش أتمنى أني أكون نقطة ضعفك..
أمسك بيدها بحنان
وأنا ما كنتش أتمنى أنه يكون لي نقطة ضعف غيرك..
سحبت أناملها من بين يديه بخجل
حسن..
عيون وقلب وروح حسن..
نهضت فجأة وهي تتعثر في خطواتها
أنا لازم أمشي.. أنا.. اتأخرت.. و..
جذبها من يدها برفق لتجلس مرة أخرى
استني بس.. مش هنتغدى سوا..
تلعثمت
أصل.. بس..
أجاب حسن بحسم
من غير بس.. أنت حرمتيني منك أكتر من أسبوع.. أنا كنت ھموت من غيرك..
جلست منى على مضض.. ولكنها نظرت
تم نسخ الرابط