روايه القيصر الفصل الثاني و الثلاثون و الثالث والثلاثون

موقع أيام نيوز

الفصل الثاني و الثلاثون
الحياة عندما تكشف أقنعة الناس تكشفها بقسۏة 
لدرجة أنك تحتاج وقتا طويلا لتستوعب بشاعة الوجه الحقيقى الذى تقاسمت معه ذكرياتك بشتى أنواعها 
فالحياة مفاجأت قد تأتيك من البعيد 
و قد تأتى من أقرب الناس إليك 
فى النهاية 
ليس هناك أناس يتغيرون بل هناك أقنعة تسقط
عند منة و نادر 

بعد رجوعهم الى الفندق تعجبت منه عندما وجدت نادر يجذب الحقيبة پعنف بل و القاء ثيابها پغضب شديد 
اردفت قائلة بذهول أنت بتعمل ايه يا نادر 
نظر لها نادر بتهكم و أردف قائلا بصوت حاد زي ما أنت شايفه بحضر الشنط علشان راجعين القاهرة 
اردفت قائله بتعجب وليه راجعين القاهرة مش المفروض ان احنا واخدين أجازه لمدة أسبوع وبعدين حصل ايه لكل ده 
نظر إليها پغضب و أردف قائلا بنبرة حاسمة حضرتك عايزة تعرفي حصل ايه اقول لك حصل إنك متهورة إنسانه معډومة المسؤولية عقل طفله فى جسم اثني والمصېبة ان بعد كل ده بتقول لي حصل ايه لكل ده اقول كمان ولا كفاية 
لتأنى مرة تشعرمنة بأنها صغيرة لهذا الحد أغمضت عيناها وتذكرت حديث مارية لها عندما كانت تقص ادق تفاصيل حياتها الى اسلام و اليوم نادر وصفها بالمتهورة معډومة المسؤولية 
آفاقت على كلمة نادر قائلا اتفضلي يلا 
اجابته بنيرة ضعيفة منكسرة حاضر 
تألم قلبه لأجلها و لكنه اقسم بانه سيوضع حد لتهورها هذا 
بعد الكثير من الوقت
نظرت منة بذهول عندما وجدت نادر صف سيارته أمام منزل والدتها اردفت قائلة بهدوء احنا ايه اللي جابنا هنا يا نادر 
رغم شعوره بڼار في قلبه و تلك الوخيزات الا انه اردف قائلا ببرود هتقعدي هنا عند والدتك لحد ما أعيد حساباتي من أول وجديد
لمعت الدموع بعيناها و أردفت قائلة بكل هدوء تمام 
قال هذا و ترجلت من السيارة تهرول الى داخل البناية تصعد الدرج 
زفر نادر پغضب و شد خصلات شعره پعنف و ترجل هو الاخر من السيارة و اخذ الحقيبة و صعد الى الاعلى و جدها تتطرق على الباب ليجد منال تفتح قائلة ايه المفاجأة الحلوة دي 
و قبل ان تكمل حديثها وجدت منة تهرول الى غرفتها و دموعها تنهمر بغزارة على وجنتيها 
تعجبت منال ونظرت الى نادر الذى اكتسى على ملامحه الحزن الشديد قائلة فى ايه يا ابنى مالكم حصل ايه 
تنهد نادر قائلا بتهرب لما منة تهدى تبقى تحكي لك لانى مستعجل و عندي اجتماع ضروري عند اذنك 
قال هذا و اتجه الى الباب و خرج مسرعا
فى جريدة الحرية 
جلست إيمان فى المقعد المقابل لمكتب صافية نظرت إليها قائله صافي انا هبدا امتى الشغل! 
ابتسمت لها صافيه قائلة مستعجله على ايه بكرة تقول لى يا رتنا 
و عمتنا بأذن الله ها تبدي الشغل اول ما مستر ماجد يجي من السفر 
اردفت إيمان قائلة بمكر مستر ماجد اخو دكتور فارس صح 
لمعت عيون صافيه حين ذكرت إيمان أسم فارس لتكمل حديثها قائلة هي ايه العبارة يا صافى 
ارتبكت صافية قائلة بتهرب ولا عبارة ولا شكارة لان اللى فى دماغك ابعد ما يكون حب يا إيمان
_وليه بقا الصراحة انا لاحظت نظرات الدكتور فارس لك كلها دف و أمان واحتواء اللي اهم من الحب زي ما أنت كمان اول ما اسمه يتقال ادمك عيونك كده بتلمع لوحدها و عايزة اقول لك ان اي واحدة ست لما تنضج مش بدور على الحب قد ما بدور على رجل يشعرها بالأمان و الاطمئنان يحافظ عليها و يحتويها ويفهم عقليتها وظروفها واحتياجاتها منه وهو تحديدا الأمان والاطمئنان وخلى بالك دول العنصر المشترك في كل بنت او ست ولما تطمن مع الشخص ده تبدا تسلم له مفاتيح قلبها وتسمح له بالاقتراب منها و مع مرور الوقت تلاقيهم اندمجوا مع بعض حتى يصبحوا كل منهم تؤام لروح الاخر علشان كده الحب و الامان و الاهتمام فى غاية الأهمية لدي الأنثى 
تعجبت صافية من حديث إيمان و أردفت قائلة ايه يا بت الكلام الجامد ده طلعتي فليسوفه يا ايمى و انا ماكنتش أعرف و وطالما عندك كل المشاعر و الاحساسي ده ليه رفضتي كل الرجال اللي اتقدمت لك في المشغل
تنهدت إيمان قائلة بثقة لان للأسف ولا واحد فيهم شفت فى عيونه نظره الأمان و الاحتواء اللى بقول لك عليها دى 
_يسلام و انتى بقا شوفتها فى دكتور فارس 
نطقت بها صافية وهى تتحرك لتجلس أمام إيمان 
أجابتها إيمان قائلة بتأكيد طبعا انا كل ما بكون معاكي فى المركز بشوف نظره الدف و الاحتواء فى عيون دكتور فارس و على فكرة النظرة دي لك أنت و بس 
شردت صافية فى حديث إيمان وتتذكر نظرات دكتور فارس لها و لكنها اغمضت عيناها هناك فرق بينهم فرق بين الشرق و الغرب 
بينما كل كلمة تفوهت بها إيمان سمعها ماجد الذى جاء ليطلب من صافية ملف وكاد ان يدلف الا انه عندما سمع اسم اخيه وقف يستمع ماذا يقولون ابتسم و رجع الى مكتبه مرة أخري و كلمات تلك الفتاة تردد فى عقلة
بعد مرور يومين 
عند مارية 
كانت تتسطح على التخت شاردة الذهن تلمس بطنها بحنان شديد سمعت طرق على الباب لتجد كو ثر تدلف وتحمل صينيه به أشهى المأكولات ابتسمت قائلة يلا يا حبيتي علشان تتغدي و تاخدي علاجك 
نظرت لها مارية بحزن و أردفت قائلة بوهن ماليش نفس يا ماما انا هاخد العلاج و أنام شوية 
وضعت كوثر الصينية على الطاولة التي أمام مارية و جلست بجانبها قائلة بحب أموي حقيقي طيب و ذنب اللي فى بطنك ايه و بعدين انا عايزة حفيدي يتغذى و يطلع حلو و قوى زي ابوه 
لمعت الدموع بعين مارية قائلة پألم أبوه هو فين أبوه يا ماما كوثر ارسلان ما صدق 
رتبت كوثر على ضهرها بحنان قائلة كله هيعدي على خير يا بنتي بس انا عايزة اعرف أزاي الورق ده بخط ايدك و أنتى بتقول لى انك مش أنت اللي كتبتها 
أجابتها مارية قائلة انا هقول لك على اللي حصل و اللي أرسلان حتى ما رضاش يسمعني فيه فأكرة اخر مره كنت عندك و جالي اتصال من أميرة 
أومأت كوثر برأسها قائلة اه فأكرة حصل ايه 
أجابتها مارية قائلة أميرة طلبت منى حاجات من الشقة عندنا و فعلا روحت وحتى انا دخلت أوضتي و جبت منهم أورق و كتب لي وكان من ضم الأوراق دي المقال اللي مكتوب عن ارسلان زي مقدمة عن حياته و ان إنسان غامض و هكذا بس طبعا انا مكملتش المقال لأنى حبيبته و اتجوزه انا لما رجعت الفيلا و دخلت الكتب و الاوراق على المكتب لمحت المقال ده و اقعدت اضحك و كنت هقطعه بس معرفش حصل ايه ونسيت خالص اقطعه 
نظرت لها كوثر بذهول قائلة أنت عايزة
تم نسخ الرابط