بير الجن بقلم ريناد يوسف

موقع أيام نيوز

 


وبالفعل ذلك ما فعلته فقد فضت محتواه على الفراش وأخذت تتناول كل ورقة على حدى تمرر عيناها على محتواها واحدة تلو أخرى برويه شديدة و حينها تملكتها صدمة عارمة فقد وجدت فحوصات طبية بأسم والدتها وتقارير توضح حالتها لا والأنكى أن يوجد تقرير موثوقة من طبيب نفسي يؤكد إصابتها بإكتئاب حاد بتاريخ مسبق لۏفاتها بعدة أشهر...

كل ذلك كان بمثابة انتفاضة لعقلها واختزال قوي لهواجسها البالية فبين يدها دلائل قاطعة لا تقبل الشك مطلقا.
فقد وانهمرت دمعاتها البائسة وأخذت تهز رأسها وكأنها تدعم استيقاظ عقلها من

غفوته ومداهمته لها بتلك التساؤلات دون هوادة.
هل مقتها لهم كان هباء
هل حقا نواياهم نحوها كانت بريئة
هل تلك السيدة التي حقدت عليها طوال سنوات كانت ضحېة ظنونها وهواجسها الواهية
فهل تلوم ذاتها أم تلوم والدتها على قرارها المجحف الذي شتتها وجعل الشيطان يعبث برأسها لسنوات حقا كانت ضائعة تنهمر دمعاتها ببأس لا مثيل له فليس من اليسير عليها أن تقتنع كون كل قناعتها السابقة بالية و كانت جميعها لا محل لها.
علمت منيامن أنها تركت منزلها وتقبع مع سعاد بمنزلها القديم لذلك توجهت إلى هناك كي تطمئن عليها ولكن عندما وصلت لهناك وطرقت على باب الشقة عدة مرات لم يأتيها جواب وحينها أحتل القلق قلبها وكادت تخرج الهاتف من حقيبتها كي تهاتفها ولكن صوت الحارس أنبهها 
الستسعاد مش هنا
خرجوا يعني
لأ يا ست هانم دول في المستشفى من ليلة إمبارح والست رهف كانت بعافية
لطمتثريا وتساءلت بجذع 
يالهوي...رهف...طب مستشفى ايه وانا أروحلها
أجابها الحارس 
والله يا ست هانم ما اعرف بس ست كريمة جارتهم اكيد عارفة علشان ابنها الدكتور هو اللي وداهم هناك وحتى الولاد الصغار عندها
تعالى وصلني لشقتها
أومأ لها بطاعة واتبعها لهناك لتخبرها كريمة بكل شيء وتطمئنها على الأطفال أنهم بامانتها لحين عودتهم لتذهب ثريا بعدها للمشفى بعد أن هاتفت يامن وأخبرته بتعب رهف لكن دون ذكر تفاصيل واوصته أن يترك عمله ويعود للمنزل كي ينوب عنها برعاية نادين فهي بحاجته الآن دون عن أي وقت سبق.
أما عن ذلك الساخط فقد كان يتعالى رنين هاتفه مرة بعد مرة وفي كل مرة يتعمد أن لا يجيب مما جعلها تزفر حانقة وتصيح به 
يوووه تليفونك ده صدعني مش معقول كده ماترد يمكن حاجة ضروري
لوح حسن بيده وأخبرها ببسمة ماكرة وهو يتأمل رقم يامن الظاهر على شاشته يظن أنه يهاتفه كي يعتذر منه غافل كونه يريد أن يعلمه بشأن زوجته ولكن الأخر كان الأمر أبعد ما يكون عن تفكيره لدرجة أنه ألقى بالهاتف على المقعد بجانبه دون أي أهمية لتجلس هى على ساقيه متسائلة بخبث كي تسبر أغواره 
مالك يا سونة انت من ساعة ما رجعنا وأنت مش طبيعي خالص معقول كل ده بسبب الشغل
تنهد بعمق وأخبرها وهو يداعب وجنتها ببسمة باهتة كي يسايرها 
أنا عارف إني قطعت شهر العسل بس اوعدك هعوضك وهاخدك أي مكان تشاوري عليه بس كام يوم كده أخلص من مشاكل الشغل
أومأت له وقالت بدلال أنثوي ماكر وبنظرات معاتبة 
لما أشوف يا سونة أصلك بصراحة بقيت بتوعد ومبتوفيش
حقا أخر ما ينقصه هي فلم يستطيع مسايرتها أكثر لذلك هدر متأفف 
يوووووه خلاص بقى يا منار أنا مخڼوق و مش ناقصك
تفاجأت من حدته الغير مبررة معها ولكنها تداركت الأمر بدهاء حين مالت عليه 
بس أنا ناقصاك يا سونة وعايزاك...وعندي استعداد انسيك كل اللي مضايقك
.
دفعته هي پعنف عندما زادت قسوته وتعدى حدود احتمالها وصړخت به 
انت اټجننت ايه اللي حصلك!
مرر يده بخصلاته بعصبية بعدما نظر المدمية وقال وبكل تبجح 
قولتلك مش في المود وأنت اللي اصريتي اتحملي بقى
جعدت حاجبيها من تبجحه وقالت بغيظ شديد وبنبرة واثقة وهي ترفع سبابتها بوجه 
أنت أيه الأسلوب الغريب ده المفروض تعتذر على الأقل مش انا اللي اتعامل كده
واعمل حسابك أخر مرة هسمحلك تعاملني بالۏحشية دي
ذلك آخر ما قالته قبل أن تتركه يستشيط ڠضبا من كل شيء حوله ويركل أحد المقاعد بقدمه ويدور حول نفسه وهو يشعر انه على حافة الجنون إلى أن تعالى رنين الهاتف مرة أخرى ليتناوله ويرد بنبرة متعجرفة خالية من أي لباقة 
عايز ايه انت كمان 
لهنيهة لم يأتيه رد حتى ظن أنه أغلق الخط ولكن الأخر كان يحاول تحجيم اعصابه قدر المستطاع فالغرض من مهاتفته هو إرضاء ضميره ليس أكثر لذلك قال بإقتضاب ومن بين أسنانه 
وانت اللي زيك بيتعاز منه أيه يا بجح...انا مش هعاتبك دلوقتي أنا بس بكلمك علشان ارضي ضميري واعمل بأصلي مراتك تعبانة و في المستشفى من امبارح
احتدت نظرات حسن وتساءل باستخفاف 
مستشفى ايه وتعبانة مالها ما كانت مفرعنة امبارح
اجابه يامن بنفاذ صبر 
مستشفى ....... و معرفش حاجة تانية...سلام
ذلك أخر ما تفوه به قبل ان يغلق الهاتف بوجهه مما جعل حسن يستشيط غيظا منه وهو يأخذ متعلقاته ويهرول ليذهب لها تارك شيطانه اللعېن يحيك برأسه العديد من السيناريوهات
لم تنبس ببنت شفة فقط دمعاتها تنسل من
 

 

تم نسخ الرابط