بير الجن بقلم ريناد يوسف
المحتويات
الثوان علشان أرجعلك وصورتك كانت بتصبرني وتهون الوقت عليا لغاية ما أرجع واطمن قلبي
غامت عيناها تأثرا به بحديثه فكم لامت ذاتها على تجاهلها لتلك المشاعر الصادقة التي تفوح من افعاله وقد كانت بكل جبروت منها تتجاهلها بل وتتخذ منها نقطة لضعفه انتشلها هو من دوامة أفكارها حين حضر رجل في العقد السادس من عمره ويدعى حلمي وهو من ينوب بإدارة المكان في غياب يامن
ابتسمت هي بمجاملة بينما يامن هدر بجدية
معلش تتعوض يا حلمي وكويس أنك جيت عايزك تقعد مع نادين وتفهمها الشغل ماشي إزاي وخلي بالك هي مش هدلعكم زي و كلها ايام وهتبقى مكاني.
بهتت ملامحها لثوان قبل أن يقول حلمي
أبتسم يامن وأجابه بمشاكسة
والله وأنا ما هصدق أرتاح منكم ومن مشاكلكم اللي مبتخلصش...
قهقه حلمي بينما استأنف يامن
الحق لازم يرجع لصحابه هما أولآ بيه
أيده حلمي
عند حضرتك حق بس اوعدنا كل ما تنزل اسكندرية تزورنا
أومأ له يامن واكد قائلا
أكيد يا راجل يا طيب
طيب تأمرني بحاجة تانية
أومأ له بطاعة بينما هي ما أن غادر همست بترقب
هو انت بتتكلم ليه كده كأنك هتسبني لوحدي
نفى برأسه وأجابها بثقة وهو يسير بها لأحد الطاولات القريبة
وقت ما تحتاجيني هتلاقيني وبعدين متقلقيش الحج حلمي مش هيسيب صغيرة أو كبيرة غير وهيفهمهالك بس الأول ناكل علشان نعرف نشتغل
حتى أنها ظلت ملازمة الصمت أثناء تناولهم للطعام أما هو فلم يحاول أن يفرض عليه حصار الحديث بل كان كل ما يفعله أنه يدس بفمها ويضع بطبقها كل ما تطوله يده بحنو شديد واهتمام فائق.
بالضجر الشديد حين استفاض مساعده وأخذ يشرح حيثيات العمل وحقا لم تستوعب حرف واحد مما حاول أن يوصله لها فكان عقلها وحتى نظراتها منشغلة بذلك المنكب على تلك الملفات على بعد خطوات قليلة منها وكم حمدت ربها أن الآخر أنتهى بعد أن صرع رأسها وغادر المكتب لتظل هي ثابتة على تلك الأريكة التي بزاوية بعيدة بمكتبه تراقب معالم وجهه الصارمة والجدية لحد كبير اثناء مناقشتة مع العاملين بسير العمل وإعطائهم أوامر قاطعة بتنفيذها وكم لامت ذاتها سابقا حين اتهمته بسوء إدارته وقللت من شأنه لم تمر دقائق وأنشغل مرة آخربمراجعة الأمور المالية مع المحاسب المسؤول عن ذلك فكان يعمل دون كلل وبمثابرة غريبة جعلتها لا تستطيع أن تزيح بعيناها عنه ولكن هو لم ينتبه لها بل كان يصب كافة تركيزه على ما يفعله.
أنت بتتعب اوي مكنتش فاكرة الشغل صعب كده وبعدين ده شغل فرع واحد أومال بتعمل أيه في الفروع التانية وازاي عارف توفق بينهم كده
حانت منه بسمة هادئة وهمس بدفء بعدما أزاح الأرهاق عن وجهه
ولا يهمك كله يهون علشانك يا مغلباني
تأملته بنظرات نادمة تشعر بالخزي من ذاتها و ټلعن تشكيكها به كونه يطمع بها وينسب أملاكها له كما كانت تعتقد ولكن قد حدثها مساعده عن مثابرته التي رأتها بأم عيناها لتوها وعن كونه يبذل مجهود خرافي كي يصبح ذلك الصرح بهذا الشكل الرائع والمشرف وكم وبخت ذاتها حين ادركت أنه رغم مجهوده إلا أنه لم ينسب شيء لذاته بل أخبر كل العاملين أنه ليس المالك الأصلي بل أنه يديره فقط والأغرب أن جميعا يعلمون كونها هي مالكته.
سرحتي في أيه
أنتشلتها جملته من شرودها مما جعلها تحاول نفض تلك الأفكار التي تؤلمها وتشعرها بالخزي من نفسها ثم أبتسمت بسمة باهتة لم تصل لعيناها وطلبت أول شيء جاء بخاطرها
أنا عايزة أروح أشوف البحر
أومأ لها ببسمة دافئة و وعدها بذلك قبل عودتهم
أما عن صاحبة الفيروزتان فقد ظلت ملازمة غرفتها وقد قررت أن تعود
لعزلتها من دونه فكانت تشعر بحزن لا مثيل له تبكي تارة وتارة أخرى تنعي حظ قلبها فقد خذلها أكثر شخص لم تتوقع منه ذلك وكيف تفعلها وهو مالك قلبها صاحب المواقف الرجولية الحاسمة التي شكلتها من جديد وأصلحت فسادها فحقا لا تستوعب إلى الأن كونه تخلى عنها بتلك السهولة وصرح بطريقة غير مباشرة انه لا يكن لها المشاعر فماذا عن نظراته الحانية
متابعة القراءة