كواسر اخضعها العشق بقلم نورهان محسن
المحتويات
الرجل أكثر مما تفعل مع أي شخص فلطالما كان الوحيد الذي يدافع عنها من بطش زوجته ويطيب خاطرها إذا ما رآها حزينة.
_هيا بنا إلى السيارة.
توجهت هدى مع أطفالها ثم أجبرت نفسها على الالتفات إلى والدها قائلة بجمود
_عن إذنك يا أبي.
حوت نظراتها عتابا قاسېا عرف طريقه إلى صدر رؤوف الذي اهتزت ملامحه قليلا فتوجه يعانق الأطفال ثم اقترب من ليث قائلا بجانب أذنه
_أنت الأقرب إلى قلبي لا تغضب مني وكن جوار والدتك دائما أنا أؤمنك عليها.
رقت نظرات ليث قليلا وهو يومئ برأسه موافقا على حديث رؤوف الذي الټفت إلى ابنته فوجدها تودع والدتها ثم خرجت دون أن تلقي نظرة واحده عليه كان يعلم بحزنها منه الذي انفطر له قلبه ولكنه كان يظن بأن هذا أفضل للجميع وأولهم هي.
الجميع إلى السيارة التي قادها زين صامتا إلى أن توقفوا أمام إحدى الحدائق الخاصة بالأطفال وقام بالالتفات إلى المقعد الخلفي موجها حديثه إلى الثلاثي القابع في الخلف
_ما رأيكم بقضاء وقت ممتع أيها الأولاد الرائعين!
ابتهج الأطفال كثيرا وهرولوا إلى الحديقة تحت أنظار كلا من زين وهدى التي قالت بجمود
_ لم فعلت هذا!
زين بهدوء
_ أردت الحديث معك ولم أرد أن يسمعنا الأطفال وخاصة ليث.
اختصرت حديثها قائلة
_ أسمعك.
يعلم مقدار الألم الذي يتبلور في عينيها وينطبع على ملامحها الشاحبة وذلك التجويف الذي يحيط عينيها فيجعلها كبلورة رائعة وسط بحيرة من السواد الذي يحكي مرارة ما خابرته في اليومين الماضيين.
انكمشت ملامحها بسخرية مريرة تجلت في كلماتها حين قالت
_ حياتي! وهل تبقى لي حياة لأعيشها لقد حكم علي بالإعدام ما دمت حية.
رق قلبه لحالها فهتف بتأثر
_ لا تقولي هذا رجاء.
_ولم! أعلم أنك تتألم لأجلي ولكن الحقيقة دائما تؤلم وهذه الحقيقة المؤلمة أنا أحياها بكامل تفاصيلها.
كانت عيناها تغلي من الحزن حتى فاضت العبرات ټحرق بسخونتها وجنتيها وخرجت الحروف من فمها جريحة كحال قلبها المشجب
_أنا شخص حكم عليه بالإعدام طوال حياته فها هو ذلك الرجل الذي اخترته من بين جميع الرجال خذلني وطعنني في قلبي والرجل الآخر الذي هو من المفترض أن ألجأ له ليحميني تبرأ مني وأرسلني لقاټلي كبضاعة فاسدة لا نفع منها.
_أتعلم شيئا لقد تذوقت أقسى شعورين في هذا الحياة بيوم واحد الخذلان والقهر والأقسى منهما أن من فعل هذا بي أقرب الناس إلي.
اخترقت سهام كلماتها قلبه الذي كان يئن ألما وحزنا على حال تلك الفتاة التي يعتبرها مثل ابنته والآن يراها ټموت من فرط الۏجع وهو عاجز عن فعل شيء هنا تنبه عقله وقال بلهجة قوية
_وهل ستقضين الباقي من عمرك تعانين بسبب ما فعلوه!
انكمشت ملامحها بحيرة من حديثه وقالت بيأس
_ وهل أملك خيارا آخر!
هتف بقوة
_نعم تملكين ذلك الوغد الذي هو زوجك يجب أن يندم ويعرف قيمتك ويأتي راكعا يطلب السماح.
_شاهين النعماني يركع لأحد طالبا السماح! هل تسخر مني!
زين بحدة
_هل تريني عجوز أخرق لأسخر منك في أمرا كهذا!
شعرت بالحرج من كلماتها وحزنت أنها أغضبته فقالت بندم
_أعتذر يا عمي.
قاطعها بقوة
_لا أطلب اعتذارا ولكن أريد أن أرى امرأة قوية تأخذ ثأرها وتجعل من أحزنها يعض أصابعه ندما.
أحيانا يكن الألم عظيما للحد الذي لا تستطيع الأحرف وصفه فنلجأ للصمت الذي يؤلم أكثر مما يفعل البوح ولكنه في النهاية يبقى السبيل الوحيد لحفظ ماء وجه القلوب التي أضناها الأنين.
لم تستطع الحديث ولم تملك ما تقوله فما بداخلها أقوى من قدرتها على الاحتمال لذا لجأت للصمت فأردف زين بنصح
_حين أخبرتني بألا أجلب شاهين معي لأخذك شعرت بمدى ألمك وكرهك لرؤيته ولكن الهرب ليس حلا.
ارتسمت ابتسامة مريرة على شفتيها من كلماته وتشكلت غصة صدئة بحلقها فخرجت حروفها محملة بالأنين
_لم أهرب من رؤيته إنما شعرت بالخزي حين يعلم بموقف والدي مما حدث شعرت بالذل أن يراني عائدة إليه كلقيطة ليس لها من تلجأ له من بطشه.
في تلك اللحظة شعر بأنه يكره ولده الغبي ويكره والدها المتجبر ولكنه تجاهل شعوره وقال بحدة
_لا تقولي مثل هذا الكلام مرة أخرى أنت منذ اللحظة مسؤولة مني وستستمعين لما أقوله أفهمت!
ناظرته بعدم فهم تبعه سؤالها الواهن
_ماذا تريد مني أن أفعل!
زين بهدوء
_تلك الفتاة التي أوقعت ذلك الوغد منذ أكثر من ثماني سنوات أريد رؤيتها مرة أخرى.
أوشكت على الحديث فقال بحدة
_لا أريد سماع أي جدال فما أقوله ستقومين بتنفيذه.
أومأت بإذعان فتابع بحنق
_تلك الفتاة التي تزوجها هذا الغبي لن تسعده أنا أعلم ولن يجد عندها ما كان يفتقده بحياته لذا اتوقع بأنه قريبا سيمل منها ويطلقها.
تحولت كرات ډمها إلى جمرات محترقة بفعل الڠضب الذي تجلي في نبرتها حين قالت
_ماذا تقول يا عمي! ليس أنت أيضا هل تبرر له فعلته! بماذا قصرت معه أخبرني!
زين بهدوء
_لا أبرر له فعلته ولا
متابعة القراءة