كواسر اخضعها العشق بقلم نورهان محسن
المحتويات
أن تسلك كل الطرق للهرب من هيمنة شخص ما استملك كل ذرة من كيانك وطغى هواه للحد الذي يجعلك عاجزا عن مقاومته ولكن ما إن تغادره يجتاحك شعور مضاء بالغربة وكأنك طير طريد يشتاق لتراب وطنه.
نورهان العشري
_ ألم يحن الوقت للعودة بعد!
هكذا تحدث شاهين بنبرة عالية يغلب عليها الامتعاض الذي لون معالمه فلفت انتباه هناء التي التفتت تحتوي انزعاجه باحتواء شغوف
وهي تقول باستعطاف
_حبيبي لا تقل أنك مللت فالسهرة ما زالت في بدايتها.
رمقها باستياء تجلى في نبرته حين قال
_ لا أحتاج إلى أن أقول أنني مللت أنتظر أن تلاحظي ذلك بنفسك.
_هل مللت مني!
ارتفع إحدى حاجبيه وكأنه يخبرها بأن خداعه ليس بالأمر السهل ولكنه اكتفى بتصحيح ظنها قائلا بفظاظة
_ لقد مللت من كل هذا الصخب وهذه الضوضاء.
_ شاهين أرجوك هذا شهر عسلي وأريد أن أستمتع قدر الإمكان.
هكذا تحدثت بحنق تجاهله فأخذ ينظر أمامه باستياء فلم يكن من محبين الضجيج أو الأصوات العالية بل كان أكثر من ينشد الراحة والهدوء وعلى ذكر الهدوء أخذ قلبه يستعرض بعضا من ذكرياته معها.
عودة لوقت سابق..
هكذا صدح صوت شاهين وهو يدخل إلى الشاليه الخاص بهما في أحد المناطق الساحلية وأخذت عيناه تبحثان عنها في كل مكان إلى أن سمع صوت طرقات كعب حذائها يأتي من أعلى الدرج فارتقى بنظراته إلى حيث تقف ليتوقف الزمن به لثوان وهو يبصر جمالها الأخاذ
_ لقد انتهيت من تجهيز نفسي ما رأيك!
هكذا أجابته بلهجة خجولة متوترة من نظراته الجريئة وعيناه اللتان أظلمتا برغبة قاتله سرعان ما تحولت إلى ڠضب حارق تجلى في نبرته حين قال
_ تلك المفاجأة لا تكفيها واحدة بل لن يكفيها عمرا بأكمله لوصف مدى روعتها.
_سعيدة لأن مفاجأتي أعجبتك فقد كان عيد ميلادك الأول ونحن معا لذا فكرت أن أجعله مميزا وأن يكن ذكرى جميلة بيننا بعيدا عن صخب حفلات عيد الميلاد.
أجابها بسرور
_فكرة رائعة تشبهك وأنا أحب تكرار تلك الأفكار كثيرا.
ابتسمت بخجل وقالت بخفوت
_ أعلم أن الجميع ينتظرنا للاحتفال ولكن أعدك بأن لا نتأخر عليهم و
قاطعها بلهفة وعينان شغوفتان تهيمان بها
_فليذهب الجميع إلى الچحيم فذكرى مولدي أصبحت عيدا لأنك معي.
قة
_إذن لن تفتقد حفلتك الصاخبة التي تقيمها العائلة كل سنة!
_صخب تلك الحفلات لا شيء مقارنة بصخب قلبي بحضورك.
كان كمن يعبث بإعداداتها وخاصة حين غازلتها عينيه بتلك الطريقة فعرفت كفوفها طريقها إلى وجهه لتحتويه بحب انساب من بين حروفها حين قالت
_ كل عام وأنت بخير ولتكن جميع أعوامك سعيدة.
صحح كلماتها بنبرة محمومة بوهج العشق
_كوني معي إذن حتى تكون جميع أعوامي سعيدة.
همست بدلال
_أنا معك دائما.
ابتلع باقي كلماتها بجوفه ليطفئ نيران شوقا ضاريه لا تهدأ أبدا.
عودة إلى الوقت الحالي.
_شاهين شاهين!
أخرجه صوتها من عالمه الذي يحاول الفرار من بين براثنه بكل قوته فالټفت يناظرها بعينين حانقتين من ذلك القلب الذي لا ينفك عن تسميم عقله بذكريات باتت مؤلمة ليسحبه من واقعه إلى حلما جميلا كانت أقصى أمنياته أن يدوم إلى الأبد.
_ماذا بك! وبم أنت سارح! ولم تنظر إلي هكذا!
جاء الصباح وبعثرت الشمس أشعتها على ستائر الليل السوداء... فأضحت منيرة متوهجة تبعث الأمل في القلوب أن بعد الظلمات نورا سيبدد عتمة الماضي وينير الحاضر...
_هل أنت بخير!
حاولت إيجاد صوتها لتجيبه بنبرة حاولت
جعلها ثابتة
_ نعم سأخرج بعد قليل.
_حسنا.
لامست في نبرته شوائب الڠضب ولكنها لم تعلق بل أخذت تنظر بخزي إلى مظهرها الذي أصبح خريطة حبرها قب السخية التي لم تدع إنشا واحدا منها إلا وزخرفته بنقوش ستبقى آثارها طويلا لتذكرها بمدى وضاعتها وخنوعها لعواطف حسية مندثرة وخاصة حين داهمت عقلها كلمات والدتها التي تعلق عليها كل آمالها.
_عديني أنك ستأخذين بثأر والدك يا نور عديني أنك لن تضعفي أمام هذا الرجل أبدا.
همست پقهر وهي تشدد من احتضان كتفيها
_أعدك يا أمي أنني سآخذ بثأر والدي وسأرسل هاديس إلى الچحيم الذي أتي منه.
أنهت حمامها وخرجت تتمنى لو تجد الغرفة خالية منه وقد تحققت أمنيتها حين لم تجده فتوجهت إلى غرفة الملابس لترتدي ثيابها وحاولت أن تخفي تلك العلامات بأدوات الزينة وهي تحاول ألا تتذكر شيئا مما حدث أمس وتركز على خطتها في تحقيق مآربها في والأخذ بثأرها مهما كلفها الثمن.
كانت غارقه بأفكارها وهي تغلق باب غرفتها للتوجه إلى الأسفل فوجدت ساجد يرفع إياد عاليا والأخير ېصرخ باستمتاع فهوى قلبها خوفا من أن يفلت الصغير من بين يدي شقيقها فهرعت إليهما وهي تصرخ بانفعال
_توقفا عن هذه الألعاب المؤذية.
_اهدئي.. سيأتي الطبيب في الحال.
اهتمامه بتلك الطريقة وحنانه معها وخوفه عليها أشياء ليست بالهينة أبدا وخاصة على عقلها الذي شعرت به يرسل إشارات خاطئة
_فقط أتألم.
لم تخلو
متابعة القراءة