كواسر اخضعها العشق بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


الصباح الباكر!
غمرت ملامحه بسمة جميلة زينتها لهجته الشغوفة حين قال
_ما رأيك لو أسحبك إلى عالمي كما فعل هاديس مع بريسفوني! 
همست تداعبه
_تتفوق على هاديس بنقطة فهو فقد خدعها أما الآن أنت تخيرني أم أنني مخطئة!
ظاهريا كانت تمازحه ولكن هناك استفهاما يطل من عينيها اللتين لا يستطيعا إلا الامتثال أمام طغيانهم وقد كان ذلك هو الخضوع الأول له في الحياة لذا قال بخشونة
_لم يخدعها هاديس فقد أحبته.
قاطعته مصححة
_لم يخبرها ماذا ينتظرها في عالمه وإلى أي درجة يمتد ظلامه.
_وإن أخبرها هل كان ليشكل فارقا في مشاعرها نحوه!

_على الأقل كانت ستشعر بأنها ليست مرغمة على شيء فإن اختارته فسيكون ذلك بملء إرادتها.
أظلمت نظراته لثوان قبل أن يقترب واضعا قب سطحية فوق جبهتها قبل أن تجده يغادر السرير ناصبا عوده متجها إلى باب الغرفة ولكنه الټفت قائلا بفظاظة
_سأنتظرك في المكتب بعد نصف ساعة من أجل العمل.
أومأت بصمت وهي تشاهده يخرج مغلقا الباب خلفه فشعرت بقلبها الذي كان يئن بداخلها من فرط الخۏف ولكنها حاولت طمأنته وهي تتذكر حديثها مع عمها زين قبل أربعة أيام.
عودة إلى وقت سابق... 
_كيف حالك عمي!
هكذا تحدثت بخفوت إلى زين الذي كان يجلس في الحديقة يقرأ أحد الكتب وما إن سمع صوتها حتى الټفت يناظرها بحنان تجلى في نبرته حين قال
_أهلا بك يا نور أنا بخير أنت كيف حالك!
نور بهدوء
_بخير هل أزعجتك!
زين بلهفة
_لا أبدا هيا تعالي لنجلس معا فالجو جميل اليوم.
أطاعته وهي تجلس على يمينه بينما ترك هو الكتاب من يده وهو يقول باهتمام
_أخبريني كيف تسير أمورك مع فراس!
فوجئت من السؤال الذي بدا وكأنه يشغل تفكير الجميع فلم يتبق أحد لم يسألها عن أمورها معه.
_لا أقصد التطفل فقط أردت الاطمئنان أن الأمور بينكما على ما يرام بعد ما حدث.
فطنت إلى ما يرمي إليه فرسمت ابتسامة هادئة على ملامحها وقالت بلهجة شابها التردد
_آه أجل لا تقلق نحن بخير.
شعر بترددها في الإجابة فاحتضن كفوفها التي تبسطها أمامها على الطاولة وهو يناظرها بحنان أبوي
_رجاء أخبريني إن كان هناك شيء.
لامست فعلته جدران قلبها وكذلك نبرته الحانية فحاولت التماسك قدر الإمكان قبل أن تقول بتأكيد
_لا تقلق عمي.
شعر بتأثرها واهتزاز جفونها من فرط ما تحمله من عبرات فحاول صرف انتباهها حين
قال مازحا 
فاجأته حين قالت مستفهمة
_وهل يجرؤ أحد على فعل ذلك!
لم يخفي اندهاشه من استفهامها الذي قابله بآخر
_هل لك أن توضحي أكثر!
نظفت حلقها قبل أن تقول نبرة ملحة لمعرفة الإجابة
_هل يستطيع أحدهم الوقوف بوجه فراس النعماني أو التصدي له!
ضيق زين عينيه وقال باندهاش
_ما هذا الكلام نور!
اعتدلت في جلستها وأخذت تفرك كفيها ببعضهما البعض وهي تتلو مخاوفها دون احتراز
_ إنه فقط... أنا... يعني أقصد منذ أن كنت صغيرة وأنا أجد الجميع يهابه يخشى مواجهته بعمري لم أر أحد يعارضه أو يجرؤ على قول لا أمامه.
زين باستفهام
_وهل يزعجك الأمر!
كيف تخبره بما تشعر به من ضياع! كيف تصيغ مخاوفها تجاهه! وتخبطاتها برفقته فهو الشخص الوحيد الذي تشعر بالأمان معه حيث لا أحد سيجرؤ على أذيتها أو المساس بها عداه هو الشخص الوحيد الذي يمكنه أذيتها دون أن يردعه أحد.
كان وجهها مرآة لما تشعر به لذا اختار زين أن يجيبها على تساؤلاتها ويحد من حيرتها تلك
_أنت مخطئة عزيزتي نور نحن لا نهاب فراس نحن فقط نحترمه كونه شخص جدير بالاحترام فهو يحمل على عاتقه أعباء عائلة بأكملها وهنا لا أقصد الشركات والمصانع وما شابه ولكن هو يحمل هموم الجميع وإن ټأذى أي شخص منا ففراس قد يهدم الدنيا لأجله فهو تحمل الكثير من أجل سلامة الجميع تماما كوالده فقد كنا جميعا نحترمه ونقدره لأنه كان يستحق.
بدأ شعور من الراحة يتسرب إلى داخلها شيئا فشيئا من حديث عمها ولكن بقى الكثير مما تتوق إلى معرفته كما أن هناك الكثير من الثغرات التي تود إغلاقها إلى الأبد لذا قالت باستفهام
_لم لم تتولى أنت أو أبي إدارة شؤون العائلة بعد ۏفاة عمي رفيق! أقصد لم فراس! فأنت وبابا تكبرانه ومن المؤكد أنكما تتفوقان عليه من ناحية الخبرة بحسب العمر.
توقع هذا السؤال منها فابتسم قبل أن يجيب ببساطة
_سأخبرك أمرا قد يدهشك ولكن لا أنا ولا والدك كنا جديرين بهذا الأمر.
تبلور الاندهاش بعينيها... فتابع زين وهو يسرد ماضي يحمل الكثير والكثير
_نعم نحن نعمل معا وكلا منا يفعل ما بوسعه من أجل العائلة ولكن أن تكون القائد أمرا صعبا وأيضا في شبابنا لم نكن بهذا التعقل.
انكمشت ملامحه بحزن دفين قبل أن يتابع بشجن
_كنا طائشان قليلا وكثيرا ما كنا نجلب المشكلات على عكس رفيق كان رجلا منضبطا صالحا وكذلك فراس إنه يشبه أباه في كل شيء فهو رجل شهم ونبيل والأكثر من ذلك أنه ليس أنانيا 
على عكس ما توقعت لم يستطع حديثه سد ثغرات الماضي المبهم بالنسبة لها بل فتح أبواب لاستفهامات أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها لذا
 

تم نسخ الرابط