لعبه بلا نهايه بقلم يسرا مسعد

موقع أيام نيوز

الخير يا سالي 
زمت شفتيها وقالت هازئة بكبرياء
.. وفكرك حتى لو اعترضت أنا هيهمني وعموما أنا قررت أني هاخد الفلوس 
عقد حاجبيه وقد تفاجىء لا فقط بذاك القرار الذي سعى للحضور لإقناعها بالموافقة عليه بل ومساعدتها للتصرف بتلك الأموال الطائلة وليظهر هو بمظهر ملائكي بل لتلك النظرة الڼارية بعيناها فقال
.. وأنا سعيد بقرارك ده ومكنتش ناوي أقف قصادك وأمنعك من حقك 
اقتربت منه وقالت بقوة
.. بس أنت فعلا مانعني من حقي 
هتف مستنكرا
.. أنا هزت رأسها ورددت بإصرار
.. أيوا حقي في أولادي 
رفع رأسه بخيلاء سطر له وحده دون البشر قائلا
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
.. أنت اللي اخترتي 
قالت تحمله الذنب
.. ده مکنش موضع اختیار یا جاسر 
اقترب منها وداخله يعتمل پغضب
.. أنا الأول خيرتك ووافقتي وتكوني معايا لآخر الطريق وجيتي في النص ورفضتي واخترتي تمشي وأنا مأجبرتكيش على حاجة 
احمرت وجنتها بنفس الڠضب وربما الضعف
.. وكنت عاوزني أعمل إيه أشوفك بتتجوز وأكمل معاك وأنا اللي أسميلك مولودك التالت ولا كنت أعمل أيه 
قال بهمس بارد جمد الڠضب بعروقها حتى شعرت بالقهر
.. ليه أم تسميه 
كتمت دموعها بصعوبة بالغة وقالت بصوت ينهار ألما
.. ربنا يخليهالك 
رفع رأسه بعد وقال
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
.. أنا أهم حاجة عندي ولادي مش هيفارقوا حضڼي يا سالي 
اقتربت منه بتحدي وقالت بعزم باد بقسمات وجهها التي أنارت مرة أخرى
.. ولا هيفارقوني 
ولمعت عيناها بإنتصار وهي تلمح إهتزاز شفتيه ورفعت صوتها لتنادي صغارهما للجلوس مع والدهما وانصرفت عنه بعيناها وهي تستمع لصوته الذي يحاول التحلي بالهدوء وهو يخبر صغاره أنه سيمر عليهم بعد غد لإصطحابهم مرة أخرى للقصر 
أظلم محيا الصغيران فقال جاسر متوجسا
.. ولا أنتوا لسه عاوزين تقعدوا مع ماما
هتف سليم
.. أيوا بابا با سیبنا هنا حبه كمان 
زم شفتيه وقال بصدق
.. بس أنتو بتوحشوني يا سلیم 
شعر سليم وأخته بالذنب ناحية والدهما فأقبلت سالي عليهم مرة أخرى لتنفي عنهم ذاك الشعور فهما المذنبان بحقهما وليس العكس قائلة بثقة
.. انتو هترجعوا مع بابا بعد بكرة وأحنا هنرجع لنظامنا القديم ويوم الخميس هتيجوا تباتو معايا 
نعم هو لا يحبذ التعاطي مع المتغيرات وما كان يبقيه واثقا ثوابت الحياة ولكن بعد تلك الزيارة القصيرة أدرك إنقلاب موازين الأمور فالمتغير أصبح ثابتا والثابت أضحى ماضيا ولعبته قطعت خيوطها وباتت حرة دونها تتحرك كيفما اتفق هواها وخطواتها لم تعد متعثرة بل هي واثقة بدربها والأدهى أنه درب يجهله.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تتعاقب الفصول والأزمنه وكذلك المشاعر ينقلب السخط إلى رضا والحزن إلى فرح والتوق إلى زهد وماكان مستحيلا بالأمس القريب يكون واقعا ملموسا بجوانبه تعملت أن تخوض دروب الحياة وتحصد ما تقدمه يديها بلحظة إنهارت حياتها وأطاحت بكل ما هو ثابت لها بيت وزوج وأسرة صغيرة باتت شبه وحيدة كما تحب أن تفكر وتعلمت أيضا أن تأخذ بالجانب الإيجابي فقط من الأمور كما أخبرها کریم ذات مرة أنهت آخر حالة وودعها الطفل الصغير بإبتسامة عريضة وهو يردد لوالديه محستش بحاجة خالص فابتسم له کریم بالمقابل ودلف إلي العيادة ليحادثها مازحا
.. خلاص كل الأهالي بقت بتطلبك أنت بالذات للأطفال 
ابتسمت سالي ومازحته
.. ربنا يبعد عنا بس العين 
ضحك کریم
.. أنا مش بقر أنا بنق بس المهم فاضية النهاردة على ستة كده 
عقدت سالي حاجبيها قائلة
.. يعني ممكن نخليها سبعة خير 
قال كريم بجدية
.. السمسار كلمني وبيقول لقى موقع خرافي 
ابتسمت سالي هازئة
.. على الله يكون صادق المرادي بقاله يجي شهرين ملففنا وراه 
رفع کریم يده قائلا بحزم
.. لا أنا آخر مرة كلمته جامد وأكد عليا المرادي أنه فيه كل المواصفات 
قالت سالي
.. خلاص بس خليها سبعة أكون لحقت أقعد مع الولاد شوية 
اقترب منها كريم قائلا بلطف
.. هوا باباهم لسه مش موافق يعيشوا معاك 
تنهدت سالي بحزن
.. أنا فاهماه کویس جاسر طول عمره عنيد بس عندي أمل يفوق ويحس ده مأثر إزاي علي نفسية الولاد سلیم بالذات 
عبس کریم متشككا
.. هيا مراته بتعامل الأولاد إزاي 
ضحكت سالي هازئة
.. اللي عرفته أنه محرج عليها تحتك بالولاد وهيا أصلا مالهاش خلق على مراعيتهم 
زم کریم شفتيه مستاءا
.. بجد شخصية غريبة أوي أنا ممكن أعند في شيء يخصني إنما مصلحة ولادي دي مافهاش عند 
هزت سالي كتفيها وقالت هامسة
.. ده جاسر هوا صح إلى أن يثبت العكس وتطلع أنت اللي غلطان برضه 
قهقه کریم بصوت مرتفع وهز رأسه غير مصدقا وقال وهو يتأمل ملامح سالي المستاءة
.. وده كنت عايشة معاه إزاي!
سرحت سالي بأبصارها بعيدا عنه ولكأنما تذكرت فكيف لها أن تنسى كيف كانت الحياة إلي جوار هذا الصلد العنيد! وأقرت بحزن هامس
.. كنت بسمع الكلام 
ظل کریم ينظر لها مليا حتى قال
.. بس الجواز مش واحد يتكلم والتاني يسمع ياسالي الجواز اتنين يتكلموا ويتفاهموا 
هزت كتفها دون حيلة قائلة بسخرية مريرة
.. یعني أنت كنت

شوفتني كملت!
اقترب منها هامسا
.. أنا مش بقولك كده عشان كنت تكملي أنا بقولك كده عشان تتأكدي أنك كنت صح فن التجاهل عنوان أحد كتب التنمية البشرية التي تكتظ بهم مكتبة کریم والذي اعتادت إستعارة الكتب منه وكان لا يجد أي غضاضة في ذلك بل كان سعيدا بتلك الحالة من التفاهم والانسجام بينهما فلقد إكتشف ولعهما المشترك بنفس الأشياء القراءة والتريض ومشاهدة الأفلام الكلاسيكية القديمة ولشدة ولعها بذلك الكتاب منحها كريم إياه مازحا بأنه ارتكب أحد أكبر الحماقات في التاريخ إذ تبرع لها بالكتاب دون مقابل فالكتب بنظره ثروة کنز ثمين فكيف بصاحبه أن يتخلى عنه!
كانت بالماضي تختزن داخلها كل الذكريات والمواقف السيئة تعيرها حجما كبيرا وتقتطع منها طاقة هائلة للتعامل مع كم هذا المخزون ولكن بخطوات بسيطة استطاعت تنمية هذا الشعور الرائع بل هو الأروع على الإطلاق التجاهل فأصبحت المضايقات المتكررة التي تلاقيها على يد تلك المدعوة داليا تثير سخريتها وليس ڠضبها تجعلها ترى أي إمرأة مهزوزة ضعيفة هي بل توصلت لحقيقة الأمر إنها أضعف منها هي شخصيا إنها ك دون کیشوت تحارب طواحين الهواء تسوق قدماها نحو الماضي لتحارب أشياء ماټت واندثرت وكل هذا في سبيل أن تتوقف سالي عن الحضور اليومي وملاقاة أطفالها والتمتع معهم بوقتها رغم أنها لم تری جاسر سوی مرتان فقط خلال الشهرين المنصرمين وفي المرتين تحاشت الإحتكاك به لا خوفا منه ولا مراعاة لتلك الغيورة بل لخاطر أطفالها وها هي تقف تبتسم لها بسماجة قائلة
.. كويس أنك بتعرفي تيجي المشوار ده كل يوم 
نظرت لها سالي بطرف عيناها وابتسمت لها ساخرة ثم التفتت لسليم الذي كان يحملق بكتاب الرياضيات غاضبا وقالت
.. سلیم حبيبي متدایقش نفسك حل مسألة تانية فيه حاجات تأجيل مواجهتها بيكون أفضل مش لأنك مش قادر تحلها أنت بس ذهنك دلوقت مش صافي في الآخر متضيعش وقتك 
احمر وجه داليا وزمت شفتيها وقالت
.. طيب واضح أنكو مشغولين وأنا الحمل بيخليني أدوخ هروح أرتاح شوية 
لم تكن سالي لترد على عبارتها التي تظن أنها قد تستفزها بها كيد النسوة الضعيفة فلقد مرت هي بحمل وولادة ولديها بالفعل أطفال تراعهم وانتبهت سالي لصوت هاتفها الذي أخذ يعلو بالرنين فابتسمت وأجابت دون أن تدري بوجود تلك المتلصصة من خلف الباب
.. أيوا یا کریم . 
ثم ضحكت قائلة
.. لا متقلقش مش ناسية سبعة بالدقيقة نتقابل زي ما اتفقنا ونروح سوا 
وضعت داليا يدها على صدرها بفرح بالغ وهي تهمس لنفسها کریم أي مصېبة المهم تاخدك وارتاح 
كانت تنظر له غاضبة التغيرات التي طرأت على حاله فأصبح نزق المزاج مشتت كثير الانتقاد للمحيطين به ببساطة لكأنما خط فوق جبهته عبارة سريع الإشتعال فقالت بعند
.. دي رابع مرة أعيد فيها الشغل 
فقال زاعقا
.. إن شالله حتى عشرة يادرية 
رفعت حاجبها الأيمن بانتقاد قائلة بنبرة خاڤتة
.. لو سمحت يا جاسر متعليش صوتك عليا وتفهمني إيه اللي ناقص المرادي 
نفث غاضبا بلهب وهو ينزع ربطة عنقه الذي يشعر كأنها ټخنقه قائلا
.. أنا مش لسه هعلمك الشغل بادرية 
قامت درية وقالت بحزم
.. كويس أنك عارف وأظن أنت كمان عارف دقة شغلي وعشان كده لو سمحت اتفضل وقع على الورق عشان التأخير مش في مصلحة الشغل 
هز رأسه وقال بعند أكبر
.. لاء وسيبيه اسامة يراجعه طالما أنت مش عاوزة تعيديه 
نظرت له وملامحها تعلوها دهشة بالغة وتمتمت
.. ده كأني بتعامل مع أيهم 
هدر فيها محذرا
.. درية 
وضعت عويناتها وابتسمت له ببرود
.. نعم 
زم شفتيه وقال
.. علي التكييف واتفضلي على مكتبك 
نفذت ما أمرها به والتفتت له قائلة بنفس الإبتسامة التي قد تجمد مياه المحيط
.. أي أوامر تانيه!
أقر بما يمر به مرهقا
.. هاتيلي حاجة للصداع 
ألم يفتك برأسه منذ الصباح فأطفاله على وشك الانتهاء من العام الدراسي وقد بكت له سلمي على مائدة الفطور وصرحت له برغبتها بقضاء فترة الصيف برفقة أمها أما سليم فكان ينظر لها غاضبا وهمهم متبرما بس يا سلمى بابا أصلا مش هيوافق ولم يمتلك ردا سوى أن يغمغم لهم بأمر مقتضب للانتهاء من فطورهم وداليا لا تنفك عن محاولتها الحثيثة بالاقتراب منه واختراق الأسوار التي يصنعها حول نفسه وفي أوقات يجد نفسه ضیعفا للحد الذي يسمح لها باختراقها بقدر يسير فبالنهاية مالذي يمنع رجلا بتلقي الحب والرعاية من زوجته! ألأنه يرغب بتلقي المثل ولكن من أخرى أصبحت لا تعيره أي إهتمام أيسير بدربها كالمسكين خلفها يرجو منها شفقة ونظرة عطف لحاله وحال أطفالهما! ويلقبونه هو بالعنيد أيهما العنيد
سارت إلي جواره كطفلة صغيرة سعيدة تتلمس الجدران وبفضول تتجول في غرفه الواسعة بسرعة فائقة والبسمة المرتسمة على شفتيها أخبرته أنها أغرمت به فابتسم هو الآخر سعيدا ليس لأنهما أخير عثروا على مكان يناسب مشروعهما الصغير الذي يسعى حثيثا نحو النور ولكنه

لأنه أخيرا حاز على رضا تام منها صاح مبتهجا
.. واضح أنه المسطح عجبك 
هزت رأسها لتقول بسعادة
.. جدا 
اقترب منها وعقد حاجبيه بمكر قائلا
لا أنت كده هتخليه يعلي السعر علينا 
ضحكت وزمت شفتيها ورسمت تعبيرا غامضا على وجهها وظهر أمامها السمسار وقال بحفاوة
لا أظن أهوه في الآخر عملت اللي عليا وزيادة 
قالت سالي بنبرة متشككة
.. أنت شايف كده 
.. يعني أنا رأيي نبص على المكان التاني اللي قلت عليه 
بهت الرجل وأدار رأسه نحو کریم الصامت والذي كان يكتم ضحكاته قائلا
.. ما تحضرنا یادکتور ده موقع يشرح الروح هوا فيه بعد كده والناس طالبين فيه مبلغ مش بطال 
هز کریم رأسه موافقا وقالت سالي
.. لا لا السعر بالذات لو يعني لو هنتفق هيبقي فيه كلام تاني خاالص 
هز الرجل يده دون حيلة وقال
.. صدقيني يا دكتوره استحاله تلاقي حاجة أحسن من كده 
تدخل کریم في الحوار جادا
.. طب سيبني ياحاج مع الدكتوره وهنرد عليك 
قال الرجل يائسا
.. عموما إحنا ممكن نحرك السعر شويه بس بالكتير ٥ الآلآف مش أكتر 
وصلا كلاهما
تم نسخ الرابط