لعبه بلا نهايه بقلم يسرا مسعد

موقع أيام نيوز

وتلك المرة استجابت لتدخله بغير اعتراض بل أطاعته عندما أخبرها بضرورة ترك الكبير يخوض دراسته فيما وراء البحار كما يشاء فهي لن تستطيع حپسه البقية المتبقية من عمره حتى وإن بذلت في سبيل ذلك كل الطرق وأن قلقها لن يتلاشي ولن يندثر حتى وإن كبر في أحضانها فالأفضل أن تدعه يشق مستقبله كما يشاء وهمس لها باعتذار متأخر
ماتكرریش نفس غلطاتي معاكي يادرية سيبي الولد يشوف مستقبله وأقلعت الطائرة نحو الأراضي الألمانية ليدرس كبيرها الهندسة التي وقع بغرامها كأبيه ومضت هي بخطوات متثاقلة برفقة أبيها وصغيرها والأوسط نحو الخارج وارتطمت أبصارها بالعائد لتوه من شهر العسل برفقة عروسه الفاتنة التي تتبطأ ذراعه وهتف بها غير مصدقا
مدام درية ! فاقتربت منه مهنئة رغم الدموع المحتبسة بعيناها لفراق ابنها
أزيك يا زياد . . ألف مبروك مد يده ليصافحها والټفت لأشري وقال
مدام درية كانت مديرة مكتب جاسر فهزت آشري رأسها وابتسمت لها
أخيرا اتشرفت بيك سالي مالهاش سيرة غير عنك فعقد زیاد حاجبيه وقال بإندهاش
سالي!
تنحنحت درية وهي تلتفت لأبيها الذي ينتظرها على مقربة منها وقالت
أنا أصلي سيبت الشغل من فترة مع جاسر وحاليا بساعد سالي في المركز الخيري فالټفت لآشري قائلا
آه واضح أنه في تفاصيل كتير فاتتني وأنا مسافر ورفع يده ليحي أسامة الذي كان ينتظره ليقله هو وعروسه لبيتهما والذي تفاجيء بوجود درية بصحبتهما فاقترب منهم بخطوات حذرة مخافة أن يثير ضيقها قائلا بصوته الرخيم العذب
حمدالله على السلامة فتوترت خجلاتها إذ تبعثرت النسمات حولها بذبذبات صوته الذي لم تنساه يوما والتفتت رغما عنها وعيناها تبحثان عن أبيها الذي قرر ولسوء حظها التقدم والتعرف على صحبة

ابنته الغامضة كم من الوقت مر یا ترى 
سؤال لم تجد له إجابة شافية وهي ساكنة في سيارة والدها والذي كان يثرثر لوقت مع حفيديه مسترجعة لحظات اللقاء المشحون الذي عاشته منذ قليل ربما تحدث الجميع وبالأخص والدها الذي اندفع لتهنئة العروسين بعد أن علم الصلة التي تجمعهما بابنته ولكنها هي وهو أيضا كانا ساكنين وبعتاب عيناه تاهت وهي العنيدة المتشبثة برأيها وقراراها أيا ما كان حتى لو كن خاطئا وهي تعلم علم اليقين أنها مخطئة والسيء أنه أيضا يعلم والأسوء بنظرها أنه لن يتحرك ليثنيها عن رأيها وكم تمنت لو فقط تحرك تلك هي الأنثى أحيانا تغضب حينما لا تؤخذ على محمل الجد وتغضب بحق إن أخذت.
الفصل الثلاثون والأخير
عادت لايهم كيف عادت الأهم أنها عادت ولم تعد وهو للآن يحاول التحلي بالصبر حتى تعود حقا لكنها يبدو أنها مصرة على استنفاذ قوته ومخزونه من الصبر بل وابتلاعه كله والدليل عيناه المتسعة ببؤتهما المتقدة بغضبه والذي تعجز الأحرف عن وصفه قص الشعر الطويل من المحرمات التي يجب أن يعاقب عليها القانون المحلي والدولي غير أنه لا توجد على الأرض تلك القاعدة سوى برأسه العنيد الذي اشټعل پغضب لم تختبره من قبل إذ صدح صوته الهادر يهز جنبات الغرفة وهو يراقب خصلاتها التي تقاصرت حتى بالكاد وصلت لحدود كتفيها
إنت إزاي تقصي شعرك منغير إذني 
لوهلة شعرت بالړعب وارتعدت مفاصلها ولكنها تشبثت بالڠضب وذكرياتها المؤلمة لترد بعند وبجرأة أصبح يمقتها
ده اسمه شعري أنا يعني ببساطة يخصني أنا فاقترب منها والرماد اشټعل وماعاد رمادا بل عيون محمرة بأنفاس متسارعة ولهيبها يتصاعد إذ قبض على ذراعها بقوة ونبرة صوته تهددها بعدم التمادي
في دي بالذات ترجعيلي ومن هنا ورايح مافيش حاجة اسمها يخصك ومش يخصك أنا هنا اللي أقول وأنت تنفذي وسقط أول بيدق في معركتها معه والخاسر هو إذ ربحت الرهان هو جاسر وإن تلبسته هيئة سبعة حملان والتمع بذهنها سؤال ساخر لماذا لم تسميه أمه آمر بدلا من جاسر!
جذبت ذراعها منه بقوة وقالت بهدوء
ما أنا بنفذ فعلا ياجاسر أنت اللي شكلك نسيت نسیت اتفاقنا وقالتها بحدة لا تقبل النقاش
رجوعنا صوري نقطة ومن أول السطر فهتف حانقا وقال بنفس الاشتعال وربما أكثر قليلا فعبارتها المستفزة لم تساهم بدرء ولو القليل من غضبه
لكن ده مایعنیش إني بقيت طرطور يا هانم عقدت ذراعيها في إشارة جسديه بالغة الوضوح أنها رغما عنها تشدو الحماية من سيل غضبه العارم وقالت بأنفاس متوترة
أنا على عكسك ملتزمة بإتفاقنا فهتف زاعقا
مش ده اللي اتفقت معاكي عليه فصړخت فيه بڠضبها الدفين هي الأخرى
مجرد بیزنس ياسالي وفي الآخر حملت من الهوا مش كده مش ده كان اتفاق برضه وخلفته ارتسمت الحيرة على ملاح وجهه حتى قال ضائقا
أيه اللي دخل ده في ده دلوقت!
تماسكت أو بمعنى أدق حاولت وابتعدت وأشاحت بوجهها بعيدا عنه
أنا ملتزمة باتفاقي معاك وأنا حره في اللي يخصني اخترق بأنامله شعر رأسه الكثيف وتدلی كتفيه بتعب وقال هامسا ليه بتعملي كده 
ليه كل ما أحاول اقرب منك وأعمل أي حاجة بتبعدي وتحسسيني أنها منقوصة وتجيبي اللي فات يوجعك ويوجعني واڼفجرت أنهار الدمع بعيناها وباتت جفونها غير قادرة على السيطرة فتركتها تنهمر على صفحة وجهها وقالت والرجفة تتملك جسدها
لأن كل حاجة منقوصة اعتذارك منقوص ندمك منقوص إحساسك بغلطك في حقي وچرحي منقوص فاقترب بها وأمسك بذراعيها وقال دون أن يفكر
ليه مش عاوزة تفهمي أنا واحد صحیح بيكي منغيرك أنا كلي منقوص هزت رأسها رافضة ذاك التقرب وذاك الإعلان الصادق والنابع من أعماق قلبه رغما عنه بلحظة ضعف اغتالت تماسكه وقالت
مش هاسمحلك توجعني ولا تكسرني تاني ومع مرور الوقت هترجع جاسر القديم كلها أيام وترجع أنا عارفة
المكر لم يكن يوما من صفاتها ولكنها تغيرت ولو لشيء يسير إذ اكتشفت ميزاته العديدة فمنذ أيام أشعلت النيران بعقله دون أن تدري إذ ردت التحية على عاصم ذاك المعجب الولهان بعفوية مطلقة أثناء تناولهما العشاء بإحدى المطاعم ولاحظ هو نظرات ذاك الأخير والتي كادت أن تلتهما رغم أن طبقه محملا بأشهى المأكولات عادا بعدها لبيتهما وصوته تغتاله تلك الغيرة الحانقة واسترضته بدلالها ولم يرضى حتى طلوع الشمس والمكر عند النساء كخلطة سرية وإحدى وصفاته الجمل العرضية والتي تبدو في هيئتها بريئة تماما فيه أخبار عن أسامة!
والحديث تتابع بعدها حتى اجتمع الاسمان في جملة عرضية أسامة ومدام درية الاحتفاظ باللقب الرسمي من متممات الوصفة ماتيجي نعزمهم ونعزم جاسر وسالي مايصحش احنا رجعنا من السفر بقالنا مدة ومن قال أن المكر وليد عقل الأنثى دون الذكر أيضا فتمتم لها مشاكسا
شكلك فاهم يانصة هي كانت بزيارة قريبة للمركز الخيري وبالطبع شخصية فريدة كشخصية درية

لفتت أنظارها کمرأة محنكة لها باع في تقدير أشخاص مثلها حتى أنها عرضت عليها شراكة عمل مکتب محاسبة لكبرى الشركات تديره درية ببراعتها المعهودة وكبراعتها في اكتشاف مواهب فذة كذلك براعتها في نبش خبايا الأفكار والقلوب خاصة مع اختلاج نظرات درية وحركات جسدها المتوترة عندما مر ذكر أسامة العرضي بحديث لها مع سالي ضحكت واعترفت ببرائتها التي يدمنها
نفسي الكل يعيش نفس حالتنا فهمس بعشق جوار أذنها 
صعب حالتنا تتكرر . . . حبنا غير وكعادتها كما هي دوما قطبت جبينها دون فهم
یعني إيه . . كمل . . . غير إيه 
فرفع أنظاره للأعلى دون حيلة وقال
فصيلة .
والجمع كان بمنزل العائلة الصيفي بوقت الظهيرة ولولا تعالي ضحكات الصغار وسعادة سليم التي لا تقارن إذ وجد صحبة أيهم مسلية للغاية لظنت آشري أن فكرتها كانت لجمع عزاء وليس لصحبة سعيدة وحفل شواء استرقت الأنظار لدرية التي التصقت بسالي عندما علمت بتواجد أسامة وداخلها يلعن ألف مرة رغبتها الرعناء من التهرب من أبيها ودعوته لها بصحبته هو وزوجته متعللة له بتلك الدعوة التي لم تكن تنوي حقا قبولها ولكنه هو من دفعها لقبولها بإصراره فإما الذهاب معه أو مع رئيستها خاصة مع غياب الأوسط بمعسكر رياضي والصغير يكاد يجن من الوحدة وعدم ممارسة أي نشاط ترفيهي يكاد يودي به وبها أيضا للجنون همست آشري لزياد حانقة
هو جاسر ماله من ساعة ماجه . . سجاير كتير وقاعد مع أسامة وسايب سالي تولی زیاد تسوية اللحم قائلا بنزق
أنت كده ھتحرقي الأكل على فكرة ترکت آشري موقعها قائلة بحنق
شوف أنت فين وأنا فين فلم يتماسك نفسه إذ قال ضاحكا
اسمها شوف أنت في إيه وأنا في إيه وعندما لمح تصاعد لهيب خديها پغضب رفع كفه مستسلما بضحك
خلاص خلاص أنا هتصرف ترکها واتجه نحو أخويه قائلا بضيق
هيا غلطتي فعلا عريس راجع من شهر العسل اعزم شلة المتنکدین دي ليه فابتسم أسامة قائلا
عايش الدور بجد فهز كتفه مستنكرا
طبعا أومال افضل منكد على نفسي زيك أنت وأخوك ألقى جاسر بسېجاره قائلا بترفع
ومين قالك أني متنكد أنا الحمد لله كويس جدا فرفع زیاد نظارته الشمسية وقال وهو يرتكز بأنظاره علي سالي التي كانت تجلس بصحبة درية في الجهة المقابلة
وعشان كده أنت ومراتك كل واحد فيكو في ناحية ماشي أنا هاخد أسامة وننزل الماية وبراحتك أنت بقا فاعترض أسامة قائلا
ومين قالك أني هنزل 
فجذبه من كتفه وسار به قائلا بمكر هامس
هتنزل یا أسامة وهتاخد بالك من ابن درية وأنا هاخد بالي من ولاد أخوك فابتسم أسامة رغما عنه وألقي نظرة على جمع الصغار الخائفين من خوض المياة تحت نظرات المنع شديدة الوطأة من أمهاتهم المحذرات بدورهن فشعر بقلبه يلين خاصة مع نظرات أيهم الماكرة إذ يحاول الفرار من ذلك الحصار بشتى الطرق تارة بالتعلل بمليء الدلو بالماء وتارة أخرى بغسله هاه فكرتي وقررتي ولا لسه ابتسمت لها درية وقالت لسالي التي عقدت حاجبيها دون فهم إزاء کلمات آشري المقتحمة لحديثهما
آشري عرضت عليا ندخل شركة في مكتب محاسبة فالتفتت آشري لسالي قائلة
ده بعد إذنك يعني فرفعت سالي يدها باستسلام
صراحة مجهودك تشكري عليه يادرية وأنا أتمنالك كل خير وكالصقر عندما يقتنص فريسته قالت آشري بنصر
أظن كده مالكيش حجة فأقرت درية بإبتسامة
لأ ماليش فصافحتها آشري بجدية قائلة
deal ثم ابتعدت بأنظارها عنها وأردفت بمكر
وكده مالكيش حجه عند أيهم أسامة وزياد هياخدوا الولاد وينزلوهم البحر كانت مدركة لحرارة خديها التي أخذت في الارتفاع ولكنها بكبرياء سارت نحوه غير عابئة بهيئته المٹيرة ببزة السباحة وصوتها يعلو لأيهم بالتوقف فاقترب منها هو مبتسما بهدوء
حرام يفضل قاعد يلعب على الرمله وبس فتشبثت بعندها
هو جاي وعارف أنه هيقعد على الرمله فردد هو
ده طفل ! طبيعي يضعف ويرجع في كلامه فقالت بإصرار
أنا بربي راجل فقال هامسا
حتى الراجل بيضعف وبيرجع في كلامه وباستهانتها للفكرة قالت
مايبقاش راجل ساعتها فقال غاضبا
ولو كان غلطان ورجع في كلامه واعتذر مايبقاش راجل برضه!
وترجعوا تلوموا على الراجل أذيته
تم نسخ الرابط