روايه روعه للكاتبه هدير دودو

موقع أيام نيوز

تزعلي انا هقول لبابا لما يجي عشان يعاقبهم.
ضمتها اشرقت نحو صدرها بحنان و هي تبتسم برقة كعادتها  نفس ذات الابتسامة المشرقة قد اعتلت الان ثغرها معلنة على اشراق حياتهم جميعا...  قامت بطبع قبلة رقيقة فوق مقدمة راس ابنتها و هي تردف قائلة  لها بنبرة حانية تؤيد حديثها 
ايوة فعلا احما نقول لبابا على معاذ و مصعب عشان دول مش لاقيين حد يحكمهم و بيقولوا كلام نوتي مش لطيف خالص انا مجبتش غيرك اصلا يا قلبي ثم رفعت سبابتها مرة اخرى تشير نحوهم ز تكمل حديثها بمرح
 مش فريق المشاغبين دول.
ابتسمت شروق بفرحة و هي تنظر لكلا شقيقيها و تخرج لهما لسانها بطريقة طفولية كي تثير حنقهم على الفور اغتاظوا هما الاثنان و اتجهوا نحوها قاموا بجذب شروق بعيدا عن اشرقت ليحتضنها معاذ و مصعب من كل جهة و هم يتمتموا لها باسف طفولي 
سورى يا مامي مش تقولي لبابا و احنا هنسمع كلامك...و مش هنقولك كلام زي كدة خالص.
احتضنتهم اشرقت بحنان و هي تشير لشروق ان تقترب نحوهم و اردفت قائلة لهما بهدوء 
اعتذروا لشروق كمان هي اختكم الكبيرة.
اومأوا لها هما الاثنان و اردغوا يعتذروا الى شروق بهدوء ضمتهم اشرقت جميعا نحوها بحنان... و هي تبتسم بسعادة لعائلتها الصغيرة تلك لكنها شهقت فجاءة بصوت منخفض عندما شعرت بزراع قوية تلتف فوق خصرها و انفاس حارة تلفح عنقنها من الخلف...ابتسمت مرة اخرى دون ارادة منها عندما علمت بالطبع انه هو و 
اردفت قائلو له بتذمر ممزوج ببعض من الخجل
ارغد بس بقا يا ارغد الولاد واقفين اوعي ايدك مش هينفع.
همس ارغد بنبرة منخفضة داخل اذنها بمشاكسة و مرح 
اشرقت بس بقا و سيبيني اعمل اللي يعجبني.
اقترب بعض الخطوات حتى صار يقف بجانبها اتجه الاولاد سريعا نحوه ما ان رآوه و قاموا باحتضانه ضمهم ارغد باشتياق و هو يغمز لاشرقت باحدي عينيه مشيرا لها ان تصعد الى غرفتهم..
ابتعلت ريقها ببطء و خجل... و قد ضمت كلتا شفتيها الى الداخل ضاغطة عليهما بقوة و هي تشعر بخجل جم يحتاجها.. 
اشار لها بيديه مرة اخرى و هو ينظر لها... اومأت له براسها الى الامام و بالفعل تحركت بخطواتها الى داخل متجه نحو غرفتها كما اشار... لكن قبل ان تصعد استوقفها صوت والدها الذي كان يجلس مع عابد التفتت اشرقت نحوه تسال اياه و الابتسامة تعلو ثغرها 
ايوة يا بابا في حاجة..! 
ابتسم في وجهها بلطف و هو يشعر بالندم يتآكل في قلبه كل حركة تفعلها معها تشعره بالندم اكثر و اكثر...فما يوجد شئ اصعب من جلد الذات عندما نقوم نحن بجلد ذاتنا على افكارنا و افعالنا السيئة التي فعلناها هذا يعني اننا وصلنا لدرجة عالية من الندم لم نقل اعلى ذروة لان لم يستطع احد الوصول لقمة الندم بدليل ان نحن حتي الان نندم... نظل نادمين كلما نتذكر و هذا يعني ان يوجد مرحلة اكبر مما وصلنا لها كلما نكبر كلما يرتفع درجو ندمنا الحقيقي و ذلك ادبسيب نضوج عقلنا اكثر... غمغم يسأل اياها بهدوء و اهتمام  
امال فين ولادك شايفك طالعة و سايباهم و المربية جوة.
اجابته بصوتها الهادئ الرقيق كعادتها 
دة ارغد جه بدرى شوية و قاعدين بيلعبوا معاه انت عارفهم.
اومأ لها شريف بتفهم و واصل حديثه مع عابد في بعض الاشياء الخاصة بالعمل... بينما اكملت هي طريقها و صعدت متوجهة لغرفتها  بدات تبدل ملابسها حتى ارتدت فستان قصير من اللون الاسود ذو حمالات رفيعة يتناسب مع لون بشرتها البيضاء... ما ان انتهت حتى وجدت من يدلف الغرفة ابتسمت برقة تستقبل اياه اقترب منها سريعا واضعا زراعيه فوق عنقها يقرب اياها نحوه حتى اصبحت تلتصق به كانت تشعر بانفاسه تلفح وجهها مما دفعها لتغمض كلتا عينيها بنهم
وحشتيني اوي يا قلب ارغد..
ابتسمت في خجل و هي تشعر بقلبها يذوب ذوبا و هي بين يديه...تمتمت تجيب اياه بنبرة خاڤتة يخالطها بعض الاستنكار
وحشتك ايه يا ارغد دة انت سايبني من كم ساعة بس.
عقب على حديثها قائلا لها بحب و حنيه لم تظهر سوى امامها
لو من ثانية واحدة و حياتك انت بتبقي قدام عيني بس بعيد عن حضني و بتوحشيني..عاوزك تلزقي على طول جوة حضني لان دة مكانك الصح يا اشراق حياتي..
دفنت وجهها في عنقه بخجل و هي تغرز اسنانها في شفتها... لكنها سرعان ما تذكرت شي ما فرفعت رأسها  و اردفت قائلة له بتذمر و هي تعقد كلا حاجبيها و تضم كلتا شفتيها الى الامام رافعة سبابتها في وجهه 
ارغد صحيح افتكرت مينفعش اللي بتعمله قدام الاولاد بحد هيتعلموا دول لسة اطفال انت مش هتصدق انهاردة سي مصعب قالي ايه.. 
علت ثغره شبه ابتسامة لكنه اخفاها سريعا... قائلا لها بتساؤل و هو يرسم فوق ملامح وجهه الجدية التامة  
قالك ايه يا حبيبتي...!
اردف جملته و هو يواصل حديثه بتذمر و ضيق 
قولي قولي سي مصعب قالك ايه... اصل هنفضل طول اليوم نتكلم عن العيال جاي بدرى عشان نتكلم.
ضحكت هي بخفوت و هي تتمتم بنفس ذات النبرة الجادة
انهاردة مصعب بيقولي ادلعي يا مزة... ارغد انت متخيل طفل عنده تلت سنين يقولي ادلعي يا مزة عرف منين كلمة زي دى و محدش بيقول الكلام دة غيرك..
ابتعد عنها خطوة الى الخلف و هو ينظر لها مدعي الجدبة بنظراته يسألها بنبرة جادة 
 عرفها ازاي و قالها امتى..!
انفرجت شفتيها الى الامام و هي ترفع كلا كتفيها الى الاعلى... قبل ان تجيب اياه بجهل 
معرفش والله انا قولت منك و قولتله انك هتعاقبه.
غمز لها ارغد باحدى عينيه و هو يقترب منها مرة اخرى ماسكا يديها الى اعلى و هو يديرها على شكل حلقة... و هو يردف بنفس ذات الوقت 
اعاقبه ازاي يا قلبي... هو مغلطش فعلا ما تدلعي يا مزة ما انت مزة و مزة المزز كمان.
نظرت له بتوجس مخالط بخجل و هي تردف قائلة له بنفاذ صبر و طفيف من الضيق 
ارغد انت بتهزر و انا مش بهزر على فكرة انا بتكلم جد الولاد كدة غلط عليهم.
تمتم يجيب اياها ببراءة مزيفة يدعيها 
و انا كدة يعني بهزر ما انا بتكلم جد يا حبيبتي و سيبك من الولاد دلوقتي... انا هشوفهم ركزي مع ابو الولاد الغلبان دة شوية..
انهي حديثه و هو يشير بيده نحو ذاته.
سرعان ما كسا اللون الاحمر كلتا وجنتيها و هي تشعر بخحل قبل ان تتمتم تجيب اياه بخفوت و صوت منخفض بالكاد يصل الى مسامعه
ما انا مركزة يا ارغد.
ضحك ارغد عليها و هو يقوم بجذبها نحوه و سار بها حتى وصلا سويا نحو الفراش...ليقوم بوضعها فوق ساقيه برفق و هو  يتمتم بنبرة عاشقة امام وجهها
بحبك بحبك يا قلب و حياة ارغد.
اردفت تسال اياه بقلق و صوت متقطع 
ي..يعني عمرك ما هتبطل تحبني..!
كانت تشعر بالخۏف
تم نسخ الرابط