روايه رائعه للكاتبه نرمين محمود
المحتويات
فضلالي يا بنتي...حقك منه انا هجبهولك...هجبهولك وهخليه يحفي علي التراب عشان ترضي عنه بس...
الفصل السادس عشر...
بنفس اليوم مساءا ...
ذهب رمضان الي قصر الغيطي وبيده حقيبة الملابس الضخمة التي جلبها ظافر لها كما أنه أصر علي اخذ ملابسها التي كانت ترتديها واشتراها هو لها...وأخذ دبلتها ايضا...
دلف رمضان الي قصر الغيطي بعد أن أخبر الحراس ظافر بأن والد زوجته يريد مقابلته...ورحب هو بذلك فالبرغم من كل شئ هو يحب ذلك الرجل للغاية...
_ السلام عليكم...
ابتسم ظافر بهدوء وأمد يده إليه قائلا...
_ وعليكم السلام...ازيك يا عمي...
نظر رمضان الي يده الممدودة بهدوء شديد ثم قال مشددا علي كل حرف يخرج من فمه...
_ حط ايدك جنبك انا عمري م احط ايدي في ايديك تاني..انا جايلك بس عشان اديلك حاجتك ...بنتي أطلقت منك ومش عاوزة منك ولا حاجة...
ثم أخرج الخاتم من جيبه قائلا...
_ وديه غلطة بنتي ف لحظة طيش وتسرع خلتها تخوض تجربة هي ف غني عن تعبها...بس الواحد مبيتعلمش الا لما يجرب...
في تلك اللحظة جاءت دارين إليهم عندما رأت رمضان يدخل الي القصر...
سيطر ظافر علي غضبه أمام إهانة رمضان له وبمنزله ايضا ...وهتف...
_ بنتي ليها ربنا وهو وحده اللي عالم ايه اللي حصل...وانا عمري م اصدق علي بنتي ولا كلمة...
طول عمري بقول حسبي الله ونعم الوكيل في كل اللي ظلمني وربنا بيردلي حقي ادام عيني...عمري م دعيت علي حد بس منظر بنتي وهروبها مني وخۏفها هيخليني اقولهالك دلوقتي...
لا تعلم لم إصابتها الدعوة بمنتصف قلبها واحست بها تشتطره الي نصفين...لوهلة تزعزعت ثقتها بيقينها ان اسراء خائڼة وتعمل مع فادي...دعاءه عليها برد مظلمة ابنته بها هي حتى تقهره لا جدال في صدقه....هذا الرجل مظلوم وابنته ايضا ظلمت علي يديهم...
عاد رمضان الى المنزل بعد ان فعل ما يريده...يعلم جيدا ان الله لن يرده وسيرد اليه مظلمته...الان عليه ارجاع ابنته الشقية الهادئة اليه!!..تلك الفتاة ذات الاربعة والعشرون عاما التى انطفأت على يد زوجها...
كانت اسراء تجلس على صفيح ساخن...خائڤة للغاية على والدها ما الذي يمكنه ظافر فعله به وبنفس الوقت غير قادرة على مخالفة اوامر والدها بالخروج من المنزل فيكفيها ما خبأته عنه...
تعالى يا حببتي تقعد جوة يلا...
سارت معه الى الداخل وهى ترفض الابتعاد عنه ولم يعترض هو فيعلم جيدا قيمة احتضانه لها بالنسبة اليها...هتفت هى تسأله...
عملت ايه يا بابا...
رد عليها بهدوء وهو يربت على شعرها بحنان...
عملت اللى يرضيني ويرضي حقك يا بنتي وديه كفاية...انا دلوقتي عاوزك تنسي كل حاجة حصلتلك ف الجوازة الزفت ديه...عاوز اسراء بنتي تاني...ماشي يا قلب ابوكي..
جاءت اليهم اهداء بهذا الوقت وجلست معهم عابسة الوجه فنظر اليها رمضان وهتف يسألها...
فيه ايه يا اهداء..
جلست امامهم ثم هتفت بضيق...
عمرو عاوز الفرح الشهر ده ...ولما رفضت قالى انه عاوز سبب الرفض وطبعا مفيش عندي سبب الا انى مش عاوزة اتسرع ولما قولتله كده قالى يبقي مش واثقة فيا...وطالما مفيش ثقة يبقي م لازم نتعب نفسنا ف تجربة هتفشل من قبل م تبدأ...
نظر اليها رمضان بابتسامته المعهوده وهتف...
انت مش واثقة فيه يا اهداء فعلا..
تنهدت بتعب من تخبط افكارها وخۏفها ثم قالت...
انا خاېفة يطلع زي صاحبه...خاېفة يوجعني وانا مش ناقصة اصلا...
كتمت دموعها عندما ذكرت صديقتها ما فعله بها لكنها تعلم عمرو جيدا وتعلم ايضا انه يحبها بل يعشقها...
عمرو مش زي ظافر يا اهداء انا عارفة انا بقولك ايه...عمرو بيحبك بجد...لو كان ناوى يأذيكي كان عملها وانت بتشتغلي ف مكان حساس زي سكرتيرة...وانت كمان بتحبيه متخليش تجربتي تأثر عليكي...انا اصلا من البداية اللى اختارت اكمل رغم ان فيه مليون حاجة كانت بتقولي انه مينفعكيش بس انا كملت بردو...
تحدث رمضان حتى يضفي جو من المرح على ابنته التى اوشكت على البكاء قائلا...
ها...يعني عندنا فرح ولا لا...
اومأت اهداء برأسها بخجل شديد مع ابتسامة رمضان وابنته التى كانت تتمزق من الداخل فهي ستضطر الى رؤيته بزفاف اهداء...
بعد مرور شهر اخر..
عند دارين كان عاكف يجلس معها بالمكتب ويظهر على محياه الڠضب الشديد وامامه دارين تنظر له بتحد سافر الى ان هتف هو ...
يعني ايه مش عاوزانى اتقدملك..امال انت عاوزانا نفضل نتنطط كده وبس ولا ايه!!..
هتفت هى بعناد غبي لم
تتخلي عنه...
يعني مش عاوزاك تتقدملي...انا مش جاهزة انى ارتبط بيك رسمي حاليا...انا طالعة من تجربة فاشلة واثرت عليا انا وعيلتي كلها بسبب غبائي ومعنديش استعداد اكررها تاني بحد تاني بنفس الظروف...
الى هنا ولم يستطع السيطرة على ڠضب اكثر فخبط على المكتب پعنف افزعها وجعلها ترتد للوراء وصوته الهادر...
انا عمرى م كنت ولا هكون زي حد...انا مش حقېر ولا ژبالة زى الژبالة اللى عرفتيه واللى كان لايق عليكي...بس الغلط م عليكي الغلط عليا انا انى ارتبط بواحدة مناخيرها ف السما وشايفة ان مفيش حد زيها ...
وذهب من امامها صافقا الباب خلفه پعنف تاركا اياها وراءه ټنفجر فى البكاء لاول مرة منذ ان تركت فادى بعد ما فعله معها ...
ثم نهضت من مكانها والتقطت حقيبتها وخرجت من الشركة بأكملها وذهبت الي منزلها وصعدت الى غرفة والدها فورا...لا تعلم لم احست باحتياجها له فى هذا الشئ تحديدا..
فزع حسين عندما رأي دارين امامه مڼهارة بهذا الشكل وترتمي بأحضانه ...
مالك يا دارين..فيه ايه يا بنتي..
تحدثت من بين بكاءها قائلة بصوت اوجع قلبه عليها..
هو انا وحشة يا بابا ..
نفي حسين بقوة هذه التهمة البشعة عن ابنته قائلا ..
لا لا يا حببتي مين قال كده..
لا وحشة امال كله بيبعد عني ليه!!..عاكف بعد عني يا بابا سابني هو كمان ...انا تعبت خلاص تعبت اوي..
لم يفضل حسين التحدث معها وهى بهذه الحالة وتركها حتى تهدأ وهو يحتويها بين ذراعيه ...يريد معرفة من هو عاكف ذاك وكيف سمحت هى بوجوده بحياتها بعد فادي وما فعله!!...
اليوم زفاف عمرو وحرمه المصون اهداء...
كان عمرو سعيد للغاية بزواجه من حب عمره وعشقه الابدي...كما ان جميع اقاربه كانوا فرحين للغاية به فهو الشاب الوحيد بالعائلة الذي تأخر بالزواج...كانت والدته فرحة كثيرا به وبزوجته فقد رأت فيها الاخلاق والجمال ...
اما اهداء فكانت اكثر فرحة منه بهذا الزواج فقد عوضها الله اخيرا عما رأته بحياتها بزوج صالح وعائلتان يحاوطونها...
نظرت اهداء الى اسراء التى تجلس معها بالغرفة ويبدو انها ردت بعيدا عن عالمهم...
اسراااء...رحتي فين يا بنتي..
انتبهت اليها اسراء اخيرا وهتفت بابتسامة...
معاكي اهو يا حببتي..عاوزة حاجة..
هزت رأسها نفيا وهتفت بابتسامة...
سلامتك يا حببتي...عاوزة اقولك بس ان البيبي ده هيتربي
متابعة القراءة