روايه رائعه للكاتبه نرمين محمود

موقع أيام نيوز

انا بنفسي هوديكي لبابا...قومي يلا يا حببتي غيري هدومك احنا فرحنا النهاردة مش معقول هنقضيه ف عياط ونكد كده...
انهي كلامه وهو يضمها اليه ويقبل جبينها مع استمرار بكاءها ثم ابتعد عنها وهتف...
_ انا هغير هدومي ف الحمام وانت غيري هدومك هنا ولما تخلصي ابقي قوليلي...
سار ظافر مبتعدا عنها حتي دخل الي المرحاض لتبديل ملابسه أما هي فبعد رحيله نهضت من مكانها وذهبت الي خزانة الملابس حتي تبدل ملابسها الي أخري مريحة...
بعد قليل كانت اسراء تنام على الفراش مرتدية بيچامتها ذات الأكمام الطويلة وترفع خصلاتها علي هيئة ذيل فرس..
خرج ظافر من المرحاض بعد أن مكث فيه قرابة النصف ساعة فهو لم يخرج حتي تخبره هي أنها انتهت لكنها لم تفعل فخرج هو...
تسمر مكانه وهو يراها تحتل جانب من الفراش وتدثر نفسها بالغطاء وذهبت في سبات عميق...
نظر إليها ظافر بخيبة أمل ثم احتل جانب الفراش الآخر ويترحم علي ليلة زفافه التي انتهت بأروع الطرق!!!...
باليوم التالي...
ذهبت اهداء الى عملها بشركة الفارس والتوتر الممزوج بالفرحة يسيطر عليها...فهي لازالت تتذكر ما قاله لها مديرها بالعمل عمرو عن كونها جميله للغايه...
دلفت الي مكتبها وجلست عليه حتي تتابع أعمالها التي تأجلت بفضل أمس...
لم تكد تجلس علي المقعد حتي رن الهاتف أمامها وصوت عمرو يستدعيها إليه...
_ ادخلي يا اهداء...
فعلت ما أمرها به وجلست علي المقعد أمامه فقال هو...
_ صباح الخير...
ردت عليه باستغراب..
_ صباح الخير...
نظر إليها عمرو ثم هتف يسألها...
_هو فعلا اسراء تبقي اختك...
اهتزت ابتسامة اهداء وظهر الالم بعيناها فقد ذكرها للتو بوالداها الذين تركوها وتوفاهم الله اثر حاډث...
_ حضرتك بتسأل ليه...
تظاهر عمرو بعدم الاهتمام وهتف...
_ سؤال عادي..اصل انت قولتيلي أن اختك هتتجوز وان والدك كان ف غيبوبة...وانا بحكم صداقتي بظافر ف عارف أن عروسته وحيدة ابوها وكمان كنت عارف من البداية أن والدها ف غيبوبة بردو ف استغربت وحبيت أسألك بس...
هزت راسها إيجابا ثم بدأت الحديث قائلة....
_ انا والدي ووالدتي متوفيين ف حاډثة من وانا عندي ١٢ سنه وكنت ساكنة عند اسراء ف منطقتها وعمي رمضان اتولي رعايتي وعلمني لحد م دخلت الجامعة...ومن ساعتها وانا بعتبرهم اهلي حتي لو هما مش كده حقيقي...
تأثر عمرو كثيرا بحديثها ثم هتف يسألها..
_ طب أهل والدتك أو اهل والدك محدش فيهم سأل عنك...
عند هذه النقطة ووقفت اهداء من مكانها وتحولت معالم وجهها الي الحدة قليلا وقالت بصوت عادي...
_ اظن ان ده مش من حق حضرتك...واذا كنت جاوبت علي السؤال ده ف ده من عندي انا ...بعد اذنك...
وخرجت من المكتب بهدوء شديد كما دخلت تاركة إياه وراءها يضيق عيناه باستغراب منها ومن ثورتها تلك عند ذكر اقرباءها
الحقيقيين...
رواية رائعة للكاتبة نرمين محمود الجزء الثاني
الفصل الثامن الى الجزء الثالث عشر 
الفصل الثامن...
فتحت اسراء عينيها صباحا وعندما ادركت ان يوم زفافها قد مر حتى تذكرت وعده لها بأن يأخذها الى والدها انتفضت من مكانها بسرعة ودلفت الى المرحاض لتبديل ملابسها فهي لم تجد ظافر حولها بالغرفة ولم تهتم ايضا بعدم وجوده فقط ما يشغل بالها الان هو رؤية والدها...
بعد قليل كانت تفتح باب الغرفة وتخرج منها بحثا عن ظافر حتى يفي بوعده لها فوجدته يجلس على طاولة الطعام بالاسفل ويتناول طعامه مع والده وشقيقته بكل اريحية...رغم حزنها مما فعله الا انها لم تهتم سوى للذهاب الى والدها...
اقتربت منهم اسراء بهدوء وملامح عادية وهتفت...
صباح الخير...
تأفأفت دارين وتابعت تناول طعامها دون ان تعيرها انتباها فيما رد عليها حسين وظافر المنشغل بطعامه...
صباح الخير..تعالى كلي يا بنتي...
هزت رأسها نفيا ثم قالت...
لا يا عمو شكرا...ظافر وديني عند بابا...
ابتلع ظافر ما في فمه ثم هتف ...
اقعدي افطري الاول وبعدين نشوف موضوع بابا ده...
هتفت هي بعناد..
لا مش عاوزة اكل انا عاوزة اروح عند بابا...
ترك ما بيده بعصبية ونظر اليها وهتف بحدة...
هو ايه مفيش على لسانك الا ديه ولا ايه!!..انت مش طفله عشان بابا بابا ديه ..كلمتي بقولها مرة واحدة يا اسراء اقعدي افطرى وبعدين نشوف انت عاوزة ايه...
اضطرت الى الجلوس رغما عنها حتى يفعل لها ما تريد ..جلست اسراء بجانب دارين وبدأت بتناول طعامها بهدوء شديد محاولة السيطرة على دموعها اما ظافر فلم يشعر حتي ببكاءها وعاد يتحدث مع عائلته الصغيرة والتي بالطبع لن تكون هى داخلها يوما...
بالمنطقة التى تسكن بها اسراء مع والدها سابقا..
دلفت تلك الشابة السمراء متوسطة الطول الى الورشة التى يعمل بها مصطفي تكاد ابتسامتها ان تصل الى اذنيها فلم تصدق نفسها عندما طلبت منها والدتها ان تذهب الى الورشة التى امامهم وتجلب من مصطفي بضعة مسامير لتثبيت منزل الطيور التى تتاجر به ...
لو سمحت يا اسطا مصطفي...
الټفت اليها مصطفي مبتسما فقد تعرف على صاحبة الصوت فورا ...
ازيك يا روما عاملة ايه..
ابتسمت مريم باستحياء ووجنتين محمرتين قائلة...
الحمد لله يا اسطا مصطفي...
هتف مصطفي يسألها...
عاوزة حاجة ...
اومأت برأسها دون حديث فهي تشعر انها ستفقد وعيها الان وهتفت بصوت مبحوح...
كنت عاوزة كام مسمار كده للعشة عشان عملتها تاني...
ضحك مصطفي بخفة وقال...
طيب يا ست روما...اطلعي انت وانا هاجي اصلحها كمان ربع ساعة كده ...
اومأت برأسها بسعادة والتفتت حتى تصعد الى منزلها وتنتظر مرور تلك الخمسة عشر دقيقة بفارغ الصبر...
صعدت مريم الى غرفتها على الفور دلفت الى غرفتها قبل ان تدركها والدتها حتى تتجهز لقدومه الى منزلهم في هذه الزيارة الاسبوعية التى تعشقها وتعشق مسبباتها!!..
ارتدت عباءة ضيقة نوعا ما وقصيرة نوعا ما تكشف عن حوالى اثنين سم من ساقيها السمراء اللامعة وذلك الايشارب الذي يكشف ما تحته من خصلات متموجة ثائرة تركتها حتى تلفت انظاره لها وبالطبع لم تنسي احمر الشفاه وما وضعته منه على وجنتيها ليصبح احمرارهما مبالغ فيه...
اخيرا خرجت مريم من الغرفة بعد مرور خمسة عشر دقيقة بالضبط تزامنا مع صوت والدتها المتسائل...
جبتي المسامير يا بت...
لا يا ماما اوسطي مصطفي قال هييجي يصلحهالنا هو زى النوبة اللى فاتت...زمانه ج...
قطع حديثها صوت جرس الباب فهرعت الى الباب تفتحه لتذهله بما فعلت بنفسها تلك المرة ايضا والذي يثير ضحكه بطريقة كبيرة ...
كتم ضحكته بصعوبة ثم الټفت يحدث والدتها..
حطيتوها فين المرادي يا خالتي..
اشارت نعمة الى الداخل ...
ف المطبخ يا صاصا ادخل بقي شوفهالنا الا انا اتخنقت منها اوي الزفتة ديه...
دلف مصطفي الى الداخل وبيده حقيبته حتى يصلح تلك العشة الفاسدة مؤقتا وبالطبع لم تتركه مريم فلمن تجهزت هى من الاساس..
دلفت وراءه المطبخ وقررت فتح حديث معه عن ما يؤرقها منذ ان دب عشقه بقلبها...
اسراء عاملة ايه..مبسوطة مع جوزها...
هوى قلبها بين قدميها وهى تشاهد توقفه عن العمل وانحناء رأسه بحزن دفين استشعرته هي به ...مصطفي مازال يعشقها..اسراء مازالت بذلك الكامن بصدره رغم ان النصيب كتبها لاخر غيره...
ادمعت عيناها بلحظة فها هو لم ينساها ...ولا تظنه سينساها...ولا تظنها ستنساه هى الاخري وترتاح من عذاب قلبها الذي ينبض بحبه..بحب جسد فقط لا روح فيه..
جاء رد مصطفي منهيا ذلك الحديث وهذا ما كانت ترجوه هي...
الحمد لله...ربنا يهدي سرها ويسعدها ...
امنت على
تم نسخ الرابط