روايه رائعه للكاتبه نرمين محمود
المحتويات
صديقتها اسراء لن تستطيع تحمل طباع ظافر الحادة تلك وبالطبع هو الآن تبكي وهو لا يدري بها...
وبالفعل قد صدق حسها عندما وجدت اسراء تبكي وهو يقف أمامها وملامح وجهه غاضبة...
لم تستطع اهداء السيطرة علي نفسها فنظرت الي ظافر وهتفت محتدة...
_ هو ايه اللي حصل يعني لكل ده..مأجرمتش يعني...غيرت الفستان من غير م تشوفه...ثم إن العريس يشوف عروسته بالفستان قبل الفرح ده فال وحش...مش مستاهلة تزعلها كده وهي بتجيب فستانها...
_ يلا عشان نروح ..
استسلمت اسراء ليد صديقتها ونهضت معها عندما استوقفها صوت ظافر وهو يقول...
_ اركبي العربية يا اسراء يلا...وحضرتك يا آنسة اهداء لو عاوزة تمشي ف لوحدك..
كشرت اهداء عن انيابها وجذبت اسراء خلفها وهتفت ..
_ م انا همشي فعلا بس وهي معايا...مش لوحدي..
زمجر ظافر پغضب شديد...
تحدثت اسراء اخيرا من خلف صديقتها تقول بحزم رقيق...
_ انا مش هركب معاك ..انا هروح مع اهداء...
الټفت الاثنتان حتي يغادرا ويصلا الي المنزل بعد ان فسدت مخططاتهم لكنه امسك بيدها وهتف بفتور..
_ انا اسف يا ستي...انا بس ادايقت انك قيستي الفستان كده من غير م تورينا...بس انا مش قصدي ازعلك...النهاردة يوم مميز بردو يا اسراء...وبعدين ديه خزعبلات اللي ربنا عاوزه هيكون...
_ خلاص مش زعلانه منك...يلا بقي نجيب الفستان..
ابتسم ظافر بقوة علي رقتها وطيبتها ونسي لوهله انها مجرد جاسوسة لشخص حقېر وهي مصرة علي الاكمال في تلك اللعبة...
هتفت اسراء تحدث صديقتها...
_ يلا يا هدهد عشان نجيب الفستان...
اصطنعت اهداء ابتسامة فرحة حتي لا تفسد تلك اللحظة المهمة بحياة أي فتاة وسارت وراءهم حتي يجلبا فستان الزفاف وما ينقصها للزواج...
كان اليوم المنتظر لدي الجميع ...
رمضان لم يكن احد بالكون اسعد منه...ابنته ستنتقل الى عش الزوجية مع الرجل الذي اختارته...والذي اطمأن هو انه سيصونها حتى لو حدث له مكروه...
اهداء فرحة بصديقة عمرها..انها ستزف الى الرجل الذي احبته...لكنها قلقة عليها ايضا من طباع ظافر التي لا تحتمل بالنسبة لها...
وبالطبع الامر يختلف كثيرا عند افراد عائلة الغيطي فجميعهم سعداء باقتراب وقوع فادي بفخه الذي نصبه لهم اولا...
تم الزفاف بقصر الغيطي بعد ان هيأه ظافر ليكون ملائم لاقامة عرس وحتى يناسب المدعوين وضخامتهم ومكانتهم الاجتماعية ..
سلمها والدها لظافر واوصاه عليها وهو مدمع العينين...فرغم فرحته بها الا انه حزن كثيرا انها ستتركه...لكنها سنة الحياة حتى وان لم تتركه اليوم فانها ستفعل بيوم اخر...
تسلمها ظافر من ايادي والدها بابتسامة مصطنعة وقبل جبينها بفتور استشعرته هى لكنها لم تهتم كثيرا فظافراخبرها قبلا انه ليس بالشاب الرومانسي وطباعه صعبة قليلا..لذلك هي لا تضجر كثيرا من تصرفاته وقررت ان تغير بعضها ...
على الجانب الاخر اتسعت عينا عمرو بمفاجأة وهو يري امامه اهداء بنفسها...بل انها كانت مع العروس ومن الواضح انها شقيقتها كما اخبرته...فقد اخبرته اهداء بالامس انها لن تستطيع القدوم الى العمل لمناسبة شخصية وهى عرس شقيقتها اذا تلك التى يشك بها صديقه تكون شقيقة اهداء...
ذهب عمرو الى اهداء وعلى ثغره ابتسامة تسلية ...
ازيك يا اهداء..
قالها عمرو وهو يمد يده نحوها...نظرت له اسراء وشهقت بخضة فلم تتوقع ان يكون له علاقة بتلك العائلة ابدا..
ردت هى بصوت مندهش...
الحمد لله يا استاذ عمرو...حضرتك بتعمل ايه هنا..
نظر عمرو حوله ثم قال بضحكة صغيرة...
جاي اجيب شوية هدوم من هنا...مش فرح وجيت فيه يبقي اكيد معزوم عليه..
هتفت اهداء تسأله...
حضرتك تعرف ظافر...
اومأ الاخير برأسه قائلا...
طبعا...انا وظافر صحاب واكتر م الاخوات..انت بقي اخت العروسة..
اومأت اهداء برأسها ثم هتفت...
بعد اذن حضرتك ..
امسك عمرو بيدها قبل ان تغادر واردف
على فين كده
نظرت اهداء نحو يده الممسكة بيدها بحدة فتركها هو ثم قال برقة...
كنت عاوز اقولك انك جميلة اوي النهاردة...وانى مبسوط اوي ان احنا بقينا قرايب خلاص...
والټفت وغادر من امامها..اما هى فوقفت مكانها تنظرفى اثره بابتسامة بلهاء وتلك الجملة ترن بأذنها ...
كنت عاوز اقولك انك جميلة اوي النهاردة...
اخذت مشروبا من المكان المخصص للمشروبات والتفتت حتى تغادر عندما ارتطمت بأحدهم وادي الى سقوط المشروب على فستانها...
قذفت دارين الكوب على الارض بعصبية شديدة ثم التفتت الى ذلك الجلف الذي اصطدم بها وهى تنوى اتحافه بما ستفعله به...
ما تاخد بالك يا حيوان انت...ايه عينك ديه ملهاش لازمة ف نص وشك...
اغمض
الشاب عينيه يعتصرهم بقوة ويحاول السيطرة على اعصابه ويتجاهل سلاطة لسانها...
والله انا كنت ناوي اعتذر بس بعد القرف اللى طلعتيه من بوءك ده ف انا بقولك احسن ومبسوط فيكي ..
صړخت دارين پغضب...
انت يا عديم الادب والذوق بهدلتلي هدومي وكمان مبسوط!!..حيوان صحيح..
نظر اليها الشاب پغضب بعينيه ثم هتف ببرود مصطنع ...
انا بقول كفاية قلة رباية بقي عشان مناولكيش ف وشك..اختاري انت بقي...ثم انك اخت العريس وتقدري تدخلي البيت وتغيري هدومك ...
تناول مين ف وشها يا ژبالة انت...
قالتها دارين وهى ترفع يدها لټصفعه لكنه كان اسرع منها حيث التقط كفها بالهواء قبل ان تحقق مرادها وضغط على يدها بقوة حتى اصدرت صوت قرقعات صغيرة المتها...
احترمي نفسك يا قليلة الرباية...من الواضح كده انك فلتي من عمي حسين ومتربتيش...
ثم ترك يدها وسار الى وجهته تاركا اياها وراءه تتوعده بسرها ثم صعدت الى غرفتها بالقصر تبدل ملابسها التى افسدها عنتر زمانه...
بعد مرور ساعة تقريبا قرر ظافر انهاء الحفل ...فبعد ان قبل جبينها وهو يتسلمها من والدها لم يتفوه اليها بحرف واحد ...كما انه تركها وذهب الى اصدقاءه مما احزنها بشدة...وعلمت الان انها تسرعت بقرار الزواج منه بهذه السرعة...
ذهبت اسراء الى والدها بسرعة واحتضنته بقوة مدمعة العينين ثم هتفت تترجاه...
بابا خدني معاك..متسبنيش هنا...
ضحك رمضان بمرح ثم هتف...
ايه يا سوسو من دلوقتي!!..اجمدي كده امال خلاص ياحببتي انت مبقتيش ف بيتي فيه جوزك دلوقتي...
هزت رأسها نفيا بقوة قائلة...
لا مش عاوزة...انا عاوزة اروح معاك...
كان ظافر اقترب منهم وسمع ما قالته فأسرع اليها وجذبها من والدها واحتضنها هو قائلا...
ايه يا حببتي مالك..عاوزة تمشي وتسبيني كده..
استطاع ظافر السيطرة عليها حتى يغادر والدها وقد نجح بالفعل فهما الان بغرفتهما بالقصر وهى تجلس على الفراش وتضع رأسها ارضا وتبكي ...
زفر ظافر بضيق شديد ثم حاول ان يتحدث معها بهدوء قائلا...
يا حببتي م بابا موجود هو هيروح فين بس!..بس انت بقيتي مراتي دلوقتي ومكانك ف بيتي...ليه العياط ده كله..
ردت عليه من بين دموعها بخفوت...
ماليش دعوة انا مش عاوزاك..انا عاوزة اروح..كفاية كده بقي..
حل ظافر ربطة عنقه بعصبية ثم هتف بصوت قوي..
اسراء انا بدأت ادايق...انت مش طفلة هدادي فيها...بكرة ان شاء الله
متابعة القراءة