روايه رائعه للكاتبه نرمين محمود

موقع أيام نيوز

الغرفة كما أمرها والدها ..اما رمضان فهتف بقول لظافر ...
_ اتفضل...
كان ظافر يهتز من داخله فهو يعلم جيدا أن رمضان لن يعطيه ابنته مرة أخري....
باغته رمضان بسؤاله مسرعا...
_ عاوز ايه من بنتي يا ظافر...مش طلقتها وهي بعدت عن طريقك...بتجري وراها ليه..
ابتلع ريقه بتوتر شديد وهتف..
_ بس فيه بينا بنت دلوقتي...يعني بمزاجنا او لا ف احنا مربوطين ببعض...
ابتسم رمضان ساخرا ورد عليه...
_ صح مربوطين ببعض ...بس بنتك ديه حلقة وصل بس مش اكتر...يعني انت ممكن تعيش حياتك تاني وتتجوز وتخلف تاني زي م هي تقدر تعمل ده...والبنت هتتربي بردو وهتعيش حياه طبيعية....
رد هو بحدة خفيفة...
_ وانا مش هقبل أن بنتي تعيش مع جوز ام ...
هتف رمضان بنفسه اللهجة ..
_ وانا كمان مش هسمح أن بنتي تضيع عمرها وانت تعيش حياتك ...وبنتها كده كده هتفضل معاها لأنها حاضنة...يعني ف اي حال من الأحوال بنتها معاها ...
ظافر الان بمعركة هو الخاسر الوحيد بها ..لم يستطيع أن يأخذ اسراء بالقوة او يهددها بأخذ ابنتها...والأهم من ذلك هو يريد أن يعلم متي ستتزوج من ذلك المختل الذي تقدم لها ...
_ وهي ناوية تتجوز أمتي بقي...
منع رمضان ابتسامة من الظهور علي شفتيه
قائلا...
_ مش عارف والله...الموضوع ده خاص بيها هي و مصطفي...
الي هنا ونهض من مكانه وأصبح يدور حول نفسه پغضب شديد كيف يقول له بصريح العبارة أنها لم تعد ملكه !!..
حتي بعد أن نصفه القدر وربطها به به بطفلة منه لم تكن بالحسبان...
_ مش هسيبها تتجوز واحد تاني...هي معاها بنتي ..وانا هاخدها...
ثم خرج من المنزل وهو يغلي ڠضبا ...
الفصل التاسع عشر...
خرجت اسراء من الغرفة بعد ان غادر ظافر المنزل وصفق الباب خلفه پعنف شديد..
_ ايه اللي حصل يا بابا...
ابتسم رمضان ثم أشار لها قائلا ..
_ تعالي...تعالي اقعدي عاوز اتكلم معاكي شوية...
جلست اسراء علي المقعد الذي أشار إليه والدها وما أن جلست حتي بدأ هو الحديث قائلا...
_ عندك استعداد تدي ظافر فرصة ولا قفلتيها ضبة ومفتاح...
ثارت اسراء وهتفت بقوة..
_ لا طبعا يا بابا انا مش عاوزاه تاني خلاص اللي رابطني بيه بس بنتي...
رد عليها والدها بنظرات ثاقبة....
_ بلاش زعابيبك ديه...فكري كويس وشوفي عندك استعداد ترجعيله تاني ولا لا...
قالت پغضب شديد....
_ عمري م هسامحه ع حاجة عملها فيا انا مش عاوزاه تاني خلاص...
_ مبقولش تسامحيه..بقول فرصة تانية وانت تختبريه علي كيفك يا فيه مجال يا لا...
عشان كلمتك مش هيبقي فيها رجعة مهما حصل...
جلست على المقعد مرة أخري وتهدل كتفاها بانهزام أمام قلبها الذي لازال ينبض بإسمه الي الان...
حالتها قبل أن تعلم بحملها منه كانت يرثي لها فقط ما ربط علي قلبها وعلي فراقه هو أنها علمت بأن قطعة منه تنمو داخل احشائها ومهما أخفتها عنه لن تستطيع وبالنهاية لهما لقاء محقق...
لكن الان عاد ذلك القابع بصدرها يقفز من فرحته بإمكانية رجوعها له...والان عليها أن تعطي كلمتها الأخيرة أما تريده او لا وسيغلق هذا الموضوع للابد وبيدها هي وكلمه واحدة فقط تهتف بها...
وجدت نفسها تقول بصوت متحشرج...
_ خاېفة!!...خاېفة اقول اه وارجع اعيش كده تاني...خاېفة تتخلي عني المرادي وابقي ف وش المدفع لوحدي وبإختياري...
امسك رمضان بيد ابنته وربت علي كفها بحنان...
_ عمري م تسيب ايدك يا بنتي...قولتلك قبل كده اني عمري م اتخلي عنك...انت كل دنيتي يا اسراء...أن عاوزك تاخدي قرارك النهاردة ...
تقريبا لم يترك شيئا في غرفته الا وحطمه شړ تحطيم...صورتها أمامه يتخيلها مع رجل آخر غيره ..لا يستطيع الاحتمال...
ستتزوج اخر وتنجب منه اطفال ربما...
ستعيش حياة سعيده مع رجل تحبه ويحبها...رجل يقدرها ...صوته لا يعلو عليها...تحظي بمكانه بين عائلته ...يكون رجلا تستند عليه ...
_ يعني ايه !!..يعني ايه هتتجوز وتسبني...مش هسيبها لا...لازم تسامحني ...ڠصب عنها تسامحني ...ھڨتلها لا هتكون ليا ولا لغيري...
دخلت إليه شقيقته الصغرى بتوتر شديد...فقد علمت من والدها ما حدث مع ظافر وظهور ابنه له...بالطبع بعد أن ضغط عليه والده حتي يخبره بالشئ الي يغضبه هكذا...
_ ظافر ..
صړخ بها پغضب...
_ عاوزة ايه ...اطلعي برة وسبيني ف حالي يا دارين ..اطلعي برة وابعدي عن وشي دلوقتي...
لم ترضخ لأمره واقتربت منه وبكت أمامه قائلة...
_ انا آسفة...والله آسفة مكانش قصدي ادمرلك حياتك...انا كانت الغشاوة عامية عيني...كنت شايفة اي حد عايز يقرب مننا تبع الزفت ده...انا كمان ظلمتها ودعوة ابوها اتردتلي واتكويت لما عاكف سابني...
انا حسيت بيها دلوقتي...
هدأ ڠضب ظافر قليلا واكتسي ملامحه الالم ...
_ صح...هي كمان اتكوت لما انا عملت معاها كده...ربنا يسعدها...انا هبعد عنها خالص...وراضي ببنتي اللي هتعوضني عنها...
بطلي عياط واهدي انت عشان اللي في بطنك...
مسحت دموعها بقوة عازمة علي تنفيذ ما فكرت به...يجب عليها اصلاح حياة شقيقها كما ساهمت في خرابها منذ البداية...
باليوم التالي ذهبت دارين الي منزل رمضان حامد وصعدت الدرج بأقدام مرتعشة ومترددة..لا تعلم كيف سيتعامل معها رمضان وكيف ستقابلها اسراء....
والکاړثة الحقيقة أنها لن تستطيع أن تثور عليهم اذا لم يرحبوا بها فهي تستحق ذلك...
لكنها شجعت نفسها بأن مخاوفها احتمالات وليست شئ اكيد ..كما أن رجل بأخلاق السيد رمضان لن يفعل ذلك معها...
دقت الباب بتوتر شديد الي أن فتح رمضان الباب ولم يلبث أن هتف مرحبا...
_ اتفضلي يا بنتي...
دلفت دارين الي الداخل ووجدت اسراء تجلس على المقعد وبيدها ابنتها وتلعب معها وما أن شاهدتها حتي توقفت عن اللعب...
_ ازيك يا اسراء...
قالتها دارين بإهتزاز لاسراء خوفا من أن تعاملها معاملة سيئة...
ردت عليها اسراء بملامح متجهمة....
_ الحمد لله...
هتفت دارين بتوتر...
_ ممكن اتكلم معاكي شوية بس علي انفراد. .
تنهدت اسراء ثم أشارت إلي غرفتها قائلة....
_ اتفضلي جوة....عن اذنك يا بابا...
دلفت الي الغرفة بعد أن أعطت الفتاة لوالدها و خلت إليها ظلت دارين صامتة لبعض الوقت الي أن تحدثت اخيرا ومضت تسرد لها ما حدث منذ البداية وخطبتها علي فادي الأقل منها ثقافيا وفكريا ومكانة لكنها اختارت التمسك به وبعدها الفخ الذي اوقعها فيه الي أن شك بها ظافر وأصر علي الزواج منها حتي تكون أمام عينيه...
وانهت كلامها قائلة...
_ هو ده كل اللي حصل...انا جتلك اولا عشان ظافر ...هو بيتعذب والله من ساعة م انت
بعدتي عنه حتي قبل م تظهر الحقيقة وبعد م ظهرت وجعه بقي أضعاف مضاعفة...امبارح رجع من هنا وكسر كل حاجة ف الاوضة تقريبا عشان انت هضيعي منه... بس رجع قال ربنا يسعدها ف حياتها وانا مكنتش استاهلها...
وثانيا عشان تسامحيني...عاوزاكي تعذريني لاني ڠصب عني كنت بتعامل معاكي كده...
رقمي اهو لو قدرتي تسامحيني قوليلي وريحي قلبي...ولو قدرتي ادي لظافر فرصة تانية وانا اللي هجبهولك يصالحك ويتمنالك الرضي...
واستأذنت منها حتي تغادر وتتركها تأخذ القرار الصحيح والذي يرضيها...
أما هي فكانت مشتتة بين ما قاله والدها وما قالته دارين وما يريده قلبها...فماذا ستفعل هي بينهم!!!...
بعد مرور يومان بمنزل مصطفي ومريم ...
كانت تجلس معه مساءا وتحاول تحمل ذلك الالم الذي يضرب عظامها بقوة شديدة حتي أوشك أن يحطمهم...
_ قوم وديني المستشفي ...بولد...
لم ينظر إليها مصطفي وانشغل بالهاتف بيده وهتف بضحكة...
_ اااه...زي كل
تم نسخ الرابط