روايه فارس
المحتويات
أدخل ..
ثم ترددت قبل أن تقول
أنا بس كنت عاوزه اسأل على حاجة وهمشى على طول
جذبتها أم فارس من يدها وهى تقول
تعالى مفيش حد هنا غيرى
دخلت مهرة وأغلقت أم فارس الباب خلفها فوقفت خلفه ولم تتحرك خطوة واحدة وقالت بخجل
معلش يا طنط بجد مش هقدر أقعد ..
قالت أم فارس وهى وتتجه للمطبخ
طب تعالى معايا فى المطبخ قوليلى اللى انت عايزاه أحسن الأكل هيتحرق
فى حاجة يا طنط عاوزه اسألك عليها بس خاېفة تقلقى
خير يا بنتى فى أيه
ظهرعلى وجهها الأضطراب والتوتر وهى تقول
بقالى كام يوم بحلم بكوابيس تخص الدكتور فارس وبقوم من النوم مڤزوعة
عقدت أم فارس بين حاجبيها وهى تضيف صلصة الطماطم إلى الإناء وقد تسرب القلق لقلبها وقالت
بتشوفى أيه فى الكوابيس دى
أضافت مهرة مرقة اللحم إلى الإرز وقلبته مرة أخرى ثم وضعت غطاءه جيدا والتفتت إليها قائلة
وحش ميحكيهوش لحد خالص ويستعيذ بالله وهو مش هيضره
قالت كلمتها وتوجهت للمكان المخصص للأكواب بحثت بعينيها قليلا وما لبثت أن وجدت ضالتها ..كوبها المخصص منذ زمن طويل لا يشرب منه أحد غيرها لونه مميز وعليه رسومات كرتونية كثيرة مختلفة أبتسمت وهى تتناوله وقالت
أطلت نظرات الإشفاق فى عينيى أم فارس وقالت بحنان
حاجاتك اللى هنا فى الحفظ والصون مهما غبتى هترجعى تلاقيها
لمعت عينيى مهرة بدمعة قاتلت لإخفائها وهى تتجه للثلاجة ووضعت فى الكوب بعض المياه الباردة وما أن انتهت حتى قالت لها أم فارس
كنت عاوزه تسألينى على أيه يا مهرة
وضعت مهرة الكوب على رخامة المطبخ أمامها وقالت
توترت وهى تردف
انا والله مش بدخل فى خصوصياته.. بس انا بخاف من أحلامى دايما وبصدقها علشان كده بسأل
هزت أم فارس رأسها نفيا وهى تقول مطمئنة
محكاش ليا حاجة خالص لو فى مشكلة كان أكيد حكالى ..أطمنى
قالت مهرة وهى تومىء برأسها قلقة
كادت أن تخرج من المطبخ الا أن أم فارس تذكرت أنها لم تسألها عن أحوالها مع زوجها وخصيصا بعد المشادة التى حدثت بينه وبين فارس فوضعت يدها على كتفها من الخلف وهى تقول
أستنى صحيح ..عاملة أيه مع جوزك يا بنتى ياترى لسه زعلان ولا خلاص
شعرت مهرة بالحنق لمجرد ذكر أسمه وقالت بضيق
تفتكرى يا طنط أنا ممكن أفكر فى زعله بعد ما كان هيمد أيده عليا بعد أسبوع واحد من كتب كتابنا
عندما وصلت لهذه النقطة سمعت المفتاح يدور فى الباب ويفتح لتفاجأ بفارس يدخل ويغلق الباب خلفه وقد بدا عليه الإرهاق والهم الشديد بعد جلسته مع هانى منذ قليل ..ألتفت بتلقائية لينادى والدته فوجدها تهم بالخروج من المطبخ وقد احمرت وجنتاها خجلا للقاءه فى بيته نسى همه وأرهاقه وهو مازال واقفا مكانه خلف الباب المغلق وتسللت النشوة إلى قلبه تناولت حقيبتها بجوار الباب بارتباك شديد ووقفت تقول بخفوت
أزيك يا دكتور
لم يتنحى جانبا لتخرج إنما ظل واقفا مكانه .. لا يعلم لماذا
تسمرت قدماه وأبت أن تتحرك وقد ارتسمت النشوة والبهجة على ملامحة وقال
أزيك انت يا مهرة .. عاملة أيه
تحشرج صوتها وهى تتمتم
الحمد لله
كانت تتوقع أن يتحرك جانبا ولكنه لم يفعل ..منه والدته وربتت على ذراعه وكأنها توقظه من غفوته وقالت
عديها يا فارس علشان متتأخرش على مامتها
ألتفت إلى والدته محدقا بها وكأنه لم يراها إلا الآن فقط أغمض عينيه وفتحهما ببطء ثم تنحى جانبا لتمر من أمامه وتحت ناظري قلبه الذى يقاتل ليزيل الغمامة التى تعصب عينيه فتحجب عنه الرؤية الصحيحة لحقيقة مشاعره خرجت وأغلقت الباب خلفها مسرعة وصعدت الدرج فرارا ولكن من منا يستطيع الفرار من قلبه .
تركته والدته
متابعة القراءة